عرض مشاركة واحدة

قديم 10-08-10, 08:24 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

من سورية إلى حزب الله
وقعت حادثة اغتيال الرئيس الحريري في مرحلة بالغة التوتر، عربياً ودولياً. فقد كان المحور العربي الثلاثي، مصر- سورية - السعودية، قد انهار تحت وطأة الخلافات حول السياسة الأميركية بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، والخلافات الأكثر حدة حول الغزو الأميركي للعراق. وما إن بدأ مشروع الاحتلال الأميركي في العراق بالتعثر، حتى تصاعدت الضغوط الأميركية على سورية. ووقعت حادثة الاغتيال في ظل إشاعات، لم يتم التحقق من مصداقيتها مطلقاً، حول تقلد الحريري دوراً قيادياً سنياً، يعمل على تعزيز وضع السنة في بلاد الشام، ومد اليد العون لهم في العراق.
بمجرد وقوع حادثة اغتيال الحريري، وجه الاتهام مباشرة إلى دمشق من قبل القوى السياسية اللبنانية المعارضة لسورية، المدعومة أميركياً ومصرياً وسعودياً، حتى قبل أن تتسرب عن لجنة التحقيق الدولية برئاسة ميليس أية إشارة ملموسة إلى دور سوري في عملية الاغتيال. فسارعت سورية، بنصيحة تركية، لمحاولة احتواء هذه الضغوط باتخاذ قرار الانسحاب الكامل من لبنان. ولكن الضغوط على دمشق لم تتراجع؛ فقد استمرت الاتهامات الموجهة لها بالمسؤولية عن الاغتيال من السياسيين اللبنانيين ودوائر حلفائهم العرب.

استمرت حوادث الاغتيال الغامضة للشخصيات اللبنانية المعارضة
لسورية. وبانتصار حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في أوائل 2006، والانتصار الذي حققه حزب الله في مواجهة الحرب الإسرائيلية في صيف العام نفسه، والتدهور الحثيث في وضع الاحتلال الأميركي للعراق، أخذت الموازين الإقليمية تنقلب لصالح سورية، فتغيرت المقاربة الأميركية تجاهها بعد صدور تقرير بيكر – هاملتون، الذي تضمن اتهام إدارة بوش بإتباع سياسة خارجية أيديولوجية تهدد المصالح الأميركية، وبدأت السعودية تستكشف إمكانية جسر الخلافات مع سورية، لا سيما في الساحة اللبنانية. وربما كان رد فعل حزب الله في مايو/ أيار 2008 على الإجراءات الأمنية التي اتخذتها حكومة رئيس الوزراء اللبناني آنذاك، فؤاد السنيورة، والتي قدر حزب الله أنها تهدد أمنه، بفرض سيطرته العسكرية على العاصمة بيروت، ومن ثم توقيع اتفاق الدوحة للمصالحة في الشهر نفسه، نقطة تحول أساسية في مجريات الوضع اللبناني والتوازنات الإقليمية المتعلقة به.

من جهة، تسارعت عجلة التوافق السعودي – السوري، وتراجع الدور الأميركي في لبنان. وبالرغم من أن قوى 14 آذار قد حققت انتصاراً طفيفاً في الانتخابات البرلمانية اللبنانية، إلا أن جوهر التوافق السعودي – السوري قام على أساس أن يكون لسورية الأولوية في لبنان، وأن يعمل البلدان على المحافظة على استقراره، بدون المس بالمصالح السورية فيه. وفي ظل هذه الأجواء، تشكلت الحكومة الائتلافية برئاسة الحريري الابن، واختفت الاتهامات الموجهة لسورية باغتيال الرئيس الحريري؛ بل أن حكومة الحريري الابن انتهجت سياسة تقارب استراتيجي مع دمشق، تمثلت في لقاءات قمة سورية – لبنانية متكررة، وتوقيع اتفاقات وبروتوكولات تعاون وتنسيق بين البلدين.

من جهة أخرى، بينت أحداث مايو/ أيار 2008 بأن حزب الله بات قوة فوق الدولة، وأن سيطرته على الوضع اللبناني وحجم تسلحه تؤهله للعب دور ملموس على صعيد التوازنات الإقليمية، فيما يتعلق بالصراع العربي – الإسرائيلي، وبالعراق، والنفوذ المصري والسعودي، ومستقبل القوى الشيعية السياسية. ولم تكن مفاجأة أن تختفي الاتهامات ضد سورية، وتتحول إلى تسريبات عن مسؤولية عناصر من حزب الله عن حادثة الاغتيال. وقد وافق حزب الله بالفعل في مارس/ آذار الماضي على ظهور أعضاء من الحزب أمام لجنة التحقيق الدولية بصفتهم شهوداً. لكن المعروف في إجراءات التحقيق العدلية الغربية أن من يبدأ شاهداً قد ينتهي متهماً. وإن صدقت التقارير الإعلامية الإسرائيلية في نهاية يوليو/ تموز المنصرم، فإن المتوقع أن يكون مصطفى بدر الدين، أحد كوادر الحزب الأمنيين، وصهر القائد العسكري والأمني للحزب عماد مغنية الذي اغتيل في تفجير سيارة بمدينة دمشق قبل عامين، أحد من يوجه إليهم الاتهام؛ وأن الاتهامات ستبدأ بعدد قليل من كوادر الحزب، ثم تتسع لتطال كوادر وقيادات أخرى، ربما صعوداً باتجاه أرفع مستويات القيادة.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس