عرض مشاركة واحدة

قديم 12-03-09, 07:24 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البشار
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي دور حاملات الطائرات في الاستراتيجية البحرية الحالية والمستقبل



 


دور حاملات الطائرات في الاستراتيجية البحرية الحالية والمستقبل

شاهد العالم في الآونة الأخيرة الإجراءات التي اتبعتها الولايات المتحدة لتنفيذ الانتشار الاستراتيجي، تمهيداً لشن الحرب على العراق. وقد أوضحت هذه التحركات الدور الرئيسي التى تلعبه القوات البحرية الأمريكية في هذا النشاط، كما أنه يبرز بجلاء أن حاملات الطائرات ستكّون العنصر الرئيسي الذي تعتمد عليه أمريكا عند بدء القتال رغم وجود قواعد علي البر في الكويت وقطر والسعودية والبحرين , وكل ذلك يتماشى تماما مع الأسس الاستراتيجية التي تتبعها الولايات المتحدة منذ زمن طويل ولكن منذ بدأ عهد الحمار جورج بوش الابن بدأت تظهر معالم الاستراتيجية العامة المتطورة التي تنوي الولايات المتحدة اتباعها، وقد أوضح "دونالد رامسفيلد" وزير الدفاع في حكومة الرئيس بوش "SECRETARY OF STATE FOR DEFENCE" في البيان الذي أصدره عقب توليه المنصب بشهور قليلة، أن على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة للقيام بمهام قتالية في جميع أنحاء العالم، كما استبعد فكرة احتمال قيام حرب كبيرة "MAJOR WAR" بين الولايات المتحدة الامريكية وأى دولة أخرى وذلك على ضوء انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، وأكد أن الاحتمال الأكبر هو أن تضطر الولايات المتحدة لخوض عدة حروب محدودة ويحتمل أن يكون ذلك في توقيت متزامن خلال السنوات القادمة. ومن ضمن الأفكار التي طرحها: ضرورة الاستعداد للقيام بعمليات هجومية ضد مصادر العدوان أينما كانت، على أن تكون هذه العمليات ضربات إحباط مسبقة تهدف لمنع العدو من القيام بأي عمل عدائى ضد الولايات المتحدة، قبل أن يكون هذا العدو مستعدا لتنفيذ عدوانه "PREEMTIVE WARS". وقد انبثق عن هذه الاستراتيجية ضرورة الحضور المسبق لعناصر من القوات البحرية الامريكية وخصوصنا حملات الطئرات في المواقع والمناطق التي توفر لها امكانية هذا التدخل السريع، وخاصة في المناطق الحاكمة، سواء كان ذلك بالنسبة لمصادر البترول أو بالنسبة للممرات والمضايق البحرية. وكل ذلك أبرز بجلاء الأهمية القصوى لوجود أسطول بحرى قوى يمتاز بسرعة المناورة والقدرة الضارية المتفوقة. ويلاحظ أنه مع أحداث 11 سبتمبر 2001م، أعلن بوش أن الولايات المتحدة ستشن الحرب على الارهاب في جميع انحاء العالم، الأمر الذي تحول سريعا الى رغبة جامحة في السيطرة على الثروات البترولية وفرض الهيمنة العالمية. واعتبارا من تلك اللحظة بدأت تتبلور الاستراتيجية العسكرية الامريكية الجديدة التي تعتمد على استراتيجية متكاملة تضع القوة البحرية في المقام الاول بالنسبة لعناصر القوى الأخرى اى تفوقت علي القوات الجوية وهذا يعتبر تحول جديدا في عقيدة الجيش الامريكي ، كما أن هذه الاستراتيجية الهجومية الجديدة بعد ان كنت دفعية, تعتمد اعتمادا كليا على حاملات الطائرات، تلك الوحدات الضخمة التي أخذت تلعب الدور الرئيسي في المعارك البحرية منذ أواخر الحرب العالمية الثانية. وفي هذا المقال سأعرض للأخوة في المنتدى دور حاملات الطائرات في نطاق تشكيلات بحرية جبارة يطلق عليها التجمع الضارب لحاملات الطائرات: "AIR CRAFT CARRIER BATTLE GROUP".

حاملات الطائرات
لا شك أن حاملات الطائرات من أضخم وأقوى القطع البحرية الموجودة حاليا، وهى تدخل ضمن تكوين القوة البحرية للدول العظمى، وتلعب دورا رئيسيا في استراتيجية استخدام القوة البحرية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية وغيره . وكما هو معروف فان حجم وتكوين القوة البحرية للدولة يتحدد وفقا لعدة عوامل رئيسية، من أهمها المهام الاستراتيجية الملقاة على عاتق القوات المسلحة للدولة ودور القوات البحرية في تحقيق هذه المهام. عند تقييم موقف الولايات المتحدة الامريكية تتضح بجلاء الأهمية العظمى للقوة البحرية في تكوين القوات المسلحة الامريكية، اذ إن الولايات المتحدة بصفتها القوة الأعظم في العالم، ونظرا لطبيعة موقعها الجغرافي على ساحل المحيط الأطلسي في الشرق وعلى ساحل المحيط الهادي في الغرب، وعلى ضوء اتساع هذا المسرح وضرورة العمل عبر المحيطات لتحقيق مهامها القتالية، سواء كانت لمساعدة حلفائها أو للمحافظة على مصالحها السياسية والاقتصادية عبر البحار، فان البحرية الامريكية تجد أنه من الضروري عليها الاحتفاظ بقدرات بحرية ضخمة لكي تمكنها من تلبية التزاماتها على مختلف المسارح البحرية ولأمر قام لبريطانيا أيضأن فهي جزيرة في شرقا الأطلسي, وغيره . وكما هو معروف فقد أصبح الآن من المتعذر تنفيذ المهام البحرية بطريقة سليمة دون اشتراك العنصر الجوى، الأمر الذي يتطلب وجود العنصر بالكثافة اللازمة مع التشكيلات البحرية الضاربة أينما كانت، وبذلك أصبحت حاملة الطائرات هي العنصر الرئيسي في تكوين القوة البحرية الأمريكية.

نظرة الى الماضي

بدأ الاهتمام بالعنصر الجوي، بوصفة إحدى وسائل دعم أعمال التشكيلات البحرية، عقب الحرب العالمية الاولى، حيث برز بجلاء أهمية الطيران البحري وحيوية الدور الذي يستطيع الطيران البحرى أن يحققه. وكانت البحرية البريطانية سباقة في هذا المجال حيث قامت بتصميم وبناء أول حاملة طائرات تحت اسم "أرجوسي" H.M.S. ARGOSY عام 1916، وبالطبع اهتمت جميع بحريات العالم وخصوصا بحرية الولايات المتحدة الامريكية بهذا الطراز الجديد. وقد بدأ استخدام هذا الطراز من السفن خلال الحرب العالمية الثانية، وقد كان أول استخدام لها هو الهجوم الجوى التي شنته البحرية البريطانية على قاعدة تارونتو: TARONTO البحرية حيث كانت تتمركز السفن الرئيسية للاسطول الايطالى وقد تمت هذه العملية باستخدام الطائرات المحمولة بحرا على حاملة الطائرات: "H.M.S. ILLUSTRIOUS" وذلك في ليلة 11-12 نوفمبر عام 1940. وقد استمرت حاملات الطائرات في دورها المتميز طوال سنوات الحرب العالمية الثانية، وكان لها دور بارز في العمليات البحرية التي تمت في المحيط الهادي، ومن أهم هذه العمليات كانت الاغارة الشهيرة على ميناء بيرل هاربور PEARL HARBOUR حيث قامت 6 حاملات الطائرات اليابانية بشن هذا الهجوم صباح يوم 7 ديسمبر 1941 بدون اعلان الحرب ،مكبدة البحرية الامريكية خسائر جسيمة شملت العديد من الوحدات الرئيسية الامريكية، وقد ترتب على هذه العملية اندلاع الحرب بين امريكا واليابان، مم حتم علي أمريكا ان ترد الصفعة إلي اليابان في معركة (ميدواي) وقد اتسمت العمليات البحرية في مسرح المحيط الهادي بالمعارك العنيفة بين
الأسطول الأمريكي والبريطاني 32 حاملات الطائرة
والأسطول الياباني 6 حاملات الطائرة

كما لعبت حاملات الطائرات الدور الرئيسي في دعم ومساندة العمليات البرمائية الناجحة التي تمت في هذا المسرح لكل الطرفين اليابان: احتلال ماليزيا وجزيرة (جاوة ) وجزر الهند الشرقية والفيليبين ....الخ
أمريكا وبريطانيا: جزيرة مارشال Marshall جزيرة ماريان Mariannes جزر بالاو Palau و....الخ
علما بأن الجانبين اعتمدا على حاملات الطائرات بشكل رئيسي جداً في دعم ومساندة العمليات البرمائية والبحرية الناجحة

صورة حاملة الطائرات الأميركية يورك تاون تتعرض للهجوم من قبل الطائرات اليابانية في الحراب العالمية الثانية ...

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وصورة حاملة الطائرات لينكسينتون و هي في حالة غرق

الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى إستراتيجية حاملات الطائرات مذو 1942م

لاشك أن التطور الذي حدث في تصميم وصناعة حاملات الطائرات ووضع الأساليب السليمة لاستخدام هذا الطراز من السفن، وكذا انتخاب أنسب تشكيل قتال لهذه الوحدات بالتنسيق مع السفن والغواصات المتعاونة معها.. كل ذلك يرجع أساسا لبحرية الولايات المتحدة ثم الاتحاد السوفييتي ثم ...الخ , حيث أصبحت الحاملات بمثابة الوحدات الأساسية في تكوين الأسطول الأمريكي وأعطيت لها كل الأهمية، وقد استقر رأي الخبراء البحريين في أمريكا أنه كلما زاد حجم حاملة الطائرات زادت فاعليتها وكانت قادرة على تأمين نفسها. وعلى ذلك نجد انه في عام 1942 بنيت حاملة الطائرات الأمريكية "إسكس" ESSEX - وكانت حمولتها (33.000 طن)، وفي عام 1945 بنيت حاملة الطائرات ميدواي MIDWAY وكانت حمولتها (51.000 طن)، وفي عام 1955 بنيت حاملة الطائرات "فورستل" FORRESTAL حمولة (56.000 طن)، وفي عام 1975 بنيت حاملة الطائرات "نيمتز" NIMITZ وكانت حمولتها (81.600 طن) علما بأن هذه الحاملة تسير بالطاقة النووية التي توفر لها مدى عمل غير محدود. وقد توسعت أمريكا في بناء حاملات أخرى من هذا الطراز (نيمتز) وذلك بالرغم أن بعض المفكرين في المجال البحري اعتقدوا أن دور حاملات الطائرات في الحرب البحرية الحديثة تحت ظروف احتمالات الحرب النووية أخذ في الاضمحلال، غير أن هذه الأفكار والاستنتاجات لم تدم طويلا، اذ ثبت مع مرور الوقت أن الصراع النووي الرهيب المنتظر بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي لم يحدث، بينما الذي حدث فعلا كان في شكل حروب ذات طابع محلي تستخدم فيها الأسلحة التقليدية فقط، اذ إن سياسة الردع النووي المتبادل نجحت في منع استخدام الأسلحة النووية. وقد برز بجلاء في جميع الظروف الحرجة التي واجهت الولايات المتحدة أهمية وحيوية دور حاملات الطائرات كوسائل قتال بحري متفوق لاغنى عنها, بال كلما ظهرت بوادر أزمة دولية جديدة يتساءل الجميع : أي حاملة طائرة سوف تتجه إلي موقع الصراع ؟ وذلك لما تحمله حاملات الطائرات علي ظهرها من إمكانيات رهيبة جداً لقدرته على ردع المعتدين وتقديم الدعم للقوات على البر (إلمراينيز) . .

بعض الآراء المعارضة لإستراتيجية حاملات الطائرات

بالرغم من الاهمية الواضحة لدور حاملات الطائرات بالنسبة لإحراز السيطرة على مسرح العمليات البحري وتوفير القدرة على نقل القوة والهيمنة الى سواحل الخصم، سواء كان ذلك في شكل ضربات جوية- بحرية، أو عمليات برمائية، الا أنه ظهرت آراء تعارض فكرة استخدام الحاملات. ويمكن تلخيص تلك آراء و الأسباب التي بنيت عليها هذه الآراء في اتجاهين
1-التكاليف الباهظة الواجب توافرها لامكان إدخال حاملات الطائرات ضمن تكوين القوة البحرية(يعني لتفكر اى دوله عربيه فيه لوحده هذا مستحيل ...., ممكن دول الخليج مجتمعة مع مصر وسوريا....الخ يجتمعون في وحداه يدفعون تكليفه وحميته وإمداده بالقوت البشرية و الأسطول وتدفع عن الدول العربية في الأزمات والحروب ) أسف خرجت عن الموضوع ..... وذلك يرجع الى الأسباب التالية: أ- عملية تصميم وبناء وتجهيز وتسليح سفينة ضخمة بحجم حاملات الطائرات الحديثة عملية مكلفة جداً. ب- تتطلب حاملة الطائرات ما يقرب من حوالي 90 طائرة قتال من نوعيات مختلفة الا أنها ليست مماثلة للطائرات التي تعمل من قواعد برية، وتكون في حاجة الى تجهيزات اضافية حتى تستطيع العمل في المجال البحري وتكون قادرة على الهبوط بسلام على سطح غير ثابت كسطح الحاملة

 

 


 

   

رد مع اقتباس