عرض مشاركة واحدة

قديم 16-03-09, 06:54 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

اوضاع القوات المتصارعة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
.......
احتشدت آلاف الدبابات والمدافع وانتشر ملايين الجنود وجهاً لوجه على جانبي الحدود المشتركة بين ألمانيا من جهة وفرنسا ولكسمبورج وبلجيكا وهولندا من جهة أخرى.

وكانت أوضاع قوات الطرفين المتقابلين كالآتي:
.........
قوات المحور "ألمانيا"

تشكل سلاح البر الألماني بقيادة الفيلد مارشال ولتر فون بروشتس في ثلاث مجموعات جيوش ميدانية مجموعة الجيوش أ بقيادة الجنرال فون روندشتاد ومجموعة الجيوش ب بقيادة الجنرال فون بوك ومجموعة الجيوش ج بقيادة الجنرال فون ليب.

وكانت أوضاع مجموعات الجيوش الميدانية كالتالي:
........
مجموعة الجيوش ب

بإجمالي 34 فرقة منتشرة من جنوب الحدود الهولندية على بحر الشمال حتى مدينة اكس لاشابيل Aix- La Chapelle وتتكون من:

(أ) الجيش الثامن عشربقيادة الجنرال فون كوخلر مؤلف من 12 فرقة /فرقة مصفحة وفرقة خيالة وعشر فرق مشاة
.
(ب) الجيش السادس بقيادة الجنرال فون رايخناو مؤلف من 22 فرقة /فرقتان مصفحتان و20 فرقة مشاة.


(ج) وتعمل في نطاقه الفرقة السابعة مظليين مشاة الجو.
........
مجموعة الجيوش أ
بإجمالي 47 فرقة منتشرة من إكس لاشابيل حتى مدينة تريف وتتكون من:

(أ) الجيش الرابع بقيادة الجنرال فون كلوغي والمؤلف من 14 فرقة /11 فرقة مشاة وفرقتان مصفحتان وفرقة من مشاة الصاعقة.

(ب) الجيش الثاني عشر بقيادة الجنرال ليست والمؤلف من 15 فرقة/ 5 فرق مصفحة و10 فرق مشاة".

(ج) الجيش السادس عشر بقيادة الجنرال بوش والمؤلف من 18 فرقة.
.............
مجموعة الجيوش ج

وتتكون من الجيش الأول بقيادة الجنرال فون فيتزليبن والمؤلف من 20 فرقة مشاة خلف خط سيجفريد Siegfried مواجهاً خط ماجينو حيث يصعب القتال بالقوات المدرعة.

(4) في الاحتياط

يصل عدد الفرق الاحتياط الألماني إلى 42 فرقة تقريباً.
...................
قوات الحلفاء

اتخذت ثلاثة جيوش حليفة مختلفة على الجانب الآخر من الحدود الألمانية بقيادة الجنرال موريس غاملان أوضاعها كالآتي:

(1) الجيش الهولندي

يتكون من ثماني فرق ويحتل من أقصى الشمال بطول الحدود الألمانية الهولندية مواجهاً مجموعة الجيوش الألمانية ب.

(2) الجيش البلجيكي

يتكون من 18 فرقة ويتخذ أوضاعه بطول الحدود الألمانية الهولندية وجهاً لوجه قبالة مجموعة الجيوش الألمانية أ.

(3) القوات الفرنسية ـ البريطانية

احتشدت في المناطق الواقعة وراء الحدود الفرنسية وتوزعت على النحو الآتي:

الجيش الفرنسي السابع بقيادة الجنرال جيرو بإجمالي سبع فرق فرقة آلية خفيفة وفرقتان مشاة ميكانيكية واربع فرق مشاة منتشرة من بحر الشمال حتى مدينة بايول Bai Ueul.


الحملة البريطانية بقيادة الجنرال غورت بإجمالي تسع فرق مشاة ولواء مصفح منتشرة من بايول حتى مولد Maulde.

الجيش الأول بقيادة الجنرال "بلانشار"بإجمالي 12 فرقة /فرقتان أليتان خفيفتان وثلاث فرق مشاة ميكانيكي وسبع فرق مشاة منتشرة من مولد حتى نهر الواز.


الجيش التاسع بقيادة الجنرال كوراببإجمالي تسع فرق /فرقة مشاة ميكانيكي وفرقتين خيالة وست فرق مشاة منتشرة من نهر الواز حتى مدينة ميزيير Mezér.

الجيش الثاني بقيادة الجنرال هونتزيغر بإجمالي ثماني فرق / فرقتين خيالة وست فرق مشاة منتشرة من مدينة ميزيير حتى مدينة لونغيون Longuyon.

الجيش الثالث بقيادة الجنرال كوندي بإجمالي 13 فرقة /فرقة خيالة خفيفة و11 فرقة مشاة وفرقة مشاة بريطانية منتشرة من مدينة لونغيون حتى جنوب مدينة مس Metz.

الجيش الرابع بقيادة الجنرال روكان بإجمالي ثماني فرق مشاة منها فرقة بولندية منتشرة من مدينة "مس حتى جنوب نهر الموزيل Mouzel.

الجيش الخامس بقيادة الجنرال بوري بإجمالي تسع فرق مشاة منتشرة من جنوب نهر الموزيل حتى مدينة بال Bale على الحدود السويسرية.

الاحتياطي العام

خمس فرق "فرقة مشاة ميكانيكي وفرقة مشاة وثلاث فرق مدرعة".
......................
المقارنة العددية للقوات
....
الحلفاء
.....
قُدر عدد جنود الحلفاء بمليونين و900 ألف رجل و2574 دبابة حديثة و2128 طائرة منها 1648 طائرة فرنسية و480 طائرة بريطانية وبقيت 800 طائرة أخرى في بريطانيا.
.......
المحور

قُدر عدد جنود المحور بمليونين و750 ألف رجل و2600 دبابة بتدريع أقل من تدريع دبابات الحلفاء لكنها تتمتع بخفة حركة أكبر وبلغ عدد الطائرات الألمانية 3227 طائرة.

خطط أعمال الجانبين

لعب خط ماجينو الفرنسي وخط سيجفريد الألماني دوراً مهماً في أسلوب إعداد خطط العمليات لكلا الجانبين فقد حال هذا الخطان الدفاعيان المنيعان بين الجيوش المتحاربة والقيام بعمليات عسكرية خاطفة على طول الجبهة الألمانية الفرنسية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

والواقع أن خط ماجينو يُعد ذروة في التطور العلمي الفرنسي والأوروبي إلا أن نقطة الضعف فيه أنه لم يمتد على الحدود البلجيكية/ الفرنسية واكتفى رجال الهندسة العسكرية الفرنسية بتحصين تلك الحدود بوضع حزام من الأسلاك الشائكة والأعمدة وحفر الخنادق لإعاقة تقدم الجيش الألماني وآلياته ومن ثم وضعت خطط أعمال الجانبين كالآتي:
........
خطة المحور

كان قرار الهجوم على فرنسا قد اتخذ منذ سبتمبر 1939 عندما صرح هتلر بذلك أمام كبار القادة الألمان وبعد جلسات عديدة عُقدت في دار المستشارية الألمانية اجتمعت الآراء على أن الهجوم الذي يصر عليه هتلر يُعد أمراً في غاية الصعوبة.

وجد الجنرال بروخيتش أن واجبه قائداً أعلى يُحتم عليه توضيح الموقف وطلب أن يجتمع بهتلر في مقابلة مهمة فاستجاب هتلر لطلبه مكرهاً وبدأ بروخيتش تلاوة المذكرة التي جمع فيها الاعتبارات العسكرية التي تدعو إلى عدم الهجوم على فرنسا أو تأجيله حتى تكون الظروف مناسبة وتتلخص في الآتي:

الجيش الفرنسي قوي جداً/ خط ماجينو الحصين يُشكل صعوبة بالغة/ الجيش الألماني تنقصه المدفعية الثقيلة والذخائر اللازمة لمهاجمة التحصينات الفرنسية / الجيش الألماني خاصة المشاة تنقصه الروح الهجومية ناهيك عن أعمال العصيان في بعض الفرق المقاتلة.

لذلك يُنصح باستغلال التفوق السياسي والعسكري الذي أحرزته ألمانيا خاصة بعد اجتياح بولندا وذلك للتفاوض من أجل السلام العام بشروط مواتية لألمانيا أو الاكتفاء بأعمال القصف الجوي لإرهاق العدو واستنزافه وإجباره على الخروج من تحصيناته هاجماً فيسحق.

كان هتلر يصغى واجماً وفجأة انفجر غاضباً وانتزع المذكرة ومزقها وأمر بتجهيز خطة الهجوم وإصدار الأمر الرقم (6) والذي كان على الجيش الألماني بموجبه أن يدخل البلدان الثلاثة "هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج" حتى يتحاشى خط ماجينو الحصين.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وتحقيق المفاجأة التكتيكية بأن يكون اتجاه المجهود الرئيسي في غابات الأردين التي عدت خطأ غير صالحة لقتال الدبابات وبالدراسة المتأنية للأرض اتضح أن منفرجات أرلون وتينتيني وفلورانفيل تسمح بالوصول إلى نهر الموز فلا تعترض الغابات سبيل الزحف والوصول إلى منطقة سيدان/ ديفان بغية خلق ظروف مواتية لمتابعة الزحف نحو الغرب.

وتم تعديل أوضاع القوات وذلك بتركيز الفرق المدرعة في مجموعة الجيوش أ لتناسب تنفيذ هذا المخطط وحدث توحيد في الفكر بين القيادة الحربية والقيادة العليا لجيش البر للخروج بالشكل النهائي لخطة الهجوم.

وتوزعت الأدوار على مجموعات الجيوش الثلاثة أ/ ب/ ج كالآتي:

مجموعة الجيوش ب /السندان

تتكون من جيشين ميدانيين وهما الجيش الثامن عشر بقيادة فون كوخلر والجيش السادس بقيادة فون رايخناو وتفتقر المجموعة ب نسبياً إلى الوحدات المدرعة الكبيرة ولكنها تملك أكبر ابتكار عسكري في ذلك الوقت ألا وهو فرقة مشاة الجو التي تهاجم الأهداف الهامة والتحصينات بطرق مبتكرة طبقاً لطبيعة الهدف.

كُلفت مجموعة الجيوش ب بما أسمته القيادة الألمانية هجوم التمركز وقد حُدد بما يلي بقيام الجيش الثامن بمهاجمة الدفاعات الهولندية واحتلال هولندا بأقصى سرعة وأن يحول دون اتصال القوات الهولندية بالقوات البلجيكية وفي التوقيت نفسه يقوم الجيش السادس بعملية سريعة صاعقة لتحطيم خطوط الدفاع البلجيكية والاستيلاء على النقط الحصينة خاصة قلعة إيبن إيمايل وعزل القوات البلجيكية وكان الهدف من ذلك هو خداع قيادة قوات الحلفاء بإقناعهم أن المعركة الرئيسية في هذا الاتجاه فتحول معظم قواتها إلى شمالي المعركة وبذلك تُهيأ أفضل الظروف للوصول إلى منطقة سيدان الإستراتيجية وبهذا تكون مجموعة الجيوش ب قد قامت بدور السندان تمهيداً للهجوم الرئيسي.

مجموعة الجيوش أ /المطرقة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أوكلت القيادة العليا إلى مجموعة الجيوش أ القيام بدور المطرقة وزودتها بما تقتضيه خطورة المهمة الأساسية بقائد متميز و46 فرقة منها سبع فرق مدرعة ورُسمت خطوط العملية باقتحام نهر الموز بين دينان وسيدان بأسرع وقت ممكن ثم التوغل في اتجاه مصب السوم بكل ما يتيسر من إمكانات وبأقصى سرعة بهدف تطويق المنطقة المحصنة في شمال فرنسا والاستيلاء عليها وقد تقاسمت هذه المهمة ثلاثة جيوش ميدانية:

يشن الجيش الرابع بقيادة فون كلوغي الهجوم على جبهة واسعة بين حصن أبين ـ إيمايل وشمال لوكسمبورج Luxembourg.

يُهاجم الجيش الثاني عشر بقيادة ليست على جبهة ضيقة في اتجاه سيدان وقد فرض عليه أن يتوغل في ثلاثة أنساق بسبب الطرق.

الجيش السادس عشر بقيادة بوشنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة" الذي يؤمن الجانب الأيسر للجيش الثاني عشر ضد أي ضربات مضادة فرنسية قد تأتي من الجنوب ثم متابعة الزحف نحو الغرب لاستكمال محاصرة قوات خط ماجينو.
.......
مجموعة الجيوش ج /الهجوم التثبيتي

تتخذ أوضاعها في مواجهة خط ماجينو الحصين من سويسرا حتى لكسمبورج بهدف إحباط أي هجوم مضاد من هذا الاتجاه ومنع تطويق القوات الألمانية وكذلك جذب انتباه قيادة قوات الحلفاء إلى هذا الاتجاه للاحتفاظ بقوات الحصون التي تتخذ أوضاعها في خط ماجينو وخلفه في أماكنها وعدم إشراكها في المعركة الرئيسية.

بعد نجاح مجموعة الجيوش أ في تحقيق مهمتها تخترق مجموعة الجيوش ج خط ماجينو في جنوب ساربورج وتتجه ناحية الجنوب الغربي لقطع الطريق على الفرق الفرنسية المنسحبة.
................
العمليات الخاصة

لم تغفل الخطة الألمانية الرئيسية أعمال الخداع الإستراتيجي والأعمال الخاصة ولكنها تركت الخداع التكتيكي للخطط الفرعية على المستويات المختلفة في مجموعات الجيوش وكانت أهم هذه الأعمال التي أشرف عليها هتلر بنفسه ما يلي:

توجيه ضربات صاعقة شمال الميدان يلفت بها اهتمام قيادة العدو إلى تلك الجهة.

قيام الفرقة السابعة مظليين بالانقضاض على ترعة ألبير وعلى تحصينات لياج وعلى جسر فرونهوفن.

الإنزال على مرتفعات قلعة أبين ـ إمايل والاستيلاء عليها لتأمين تسلل الدبابات نحو سيدان عبر غابة الأردين.

استمرار أعمال القصف المدفعي على خط ماجينو مع بداية المعركة.

وبنجاح مجموعة الجيوش أ في الوصول للأرض المفتوحة خلف الدفاعات توجه ضربة قوية لدفاعات خط ماجينو في جنوب ساربورج وخُططت جميع هذه الأعمال في أوقات تخدم أعمال قتال القوات الرئيسية لتضليل العدو أو لإرباك قياداته.
............
خطة الحلفاء

كان منطقياً أن تكون خطة مجابهة القوات الألمانية والذود عن فرنسا خطة دفاعية فقد كان راسخاً في الأذهان أن خطي ماجينو وسيجفريد هما من المناعة بحيث إن أي جيش يغامر بشن هجوم سيكون مصيره كارثة وهكذا اعتمدت القيادة على حماية خط ماجينو وجعلته مركز المقاومة الأساسي الذي سيتم به النصر بعد صد هجوم الأعداء.

اقتحمت الجيوش الألمانية بولندا في أول سبتمبر 1939 فأهدت فرنسا درساً ثميناً كان عليها أن تفيد منه حين قدم لها الجيش الألماني عرضاً لأساليب القتال والتي وردت في تقارير الاستخبارات الفرنسية وهي:

(1) إفلاس نظرية الدفاع المعتمد على الخطوط.

(2) تفوق السرعة على قوة النيران.

(3) الجيش الألماني مقسم إلى جيشين أحدهما قوامه المشاة والمدفعية والآخر قوامه الدبابات والطيران وكل منهما يعمل بسرعته الخاصة طبقاً لطبيعة الأرض ونوع المهمة.

رفضت القيادة الفرنسية أن تعير هذه التعاليم المستخلصة من حملة بولندا أي اهتمام مدعية أن الظروف تختلف تمام الاختلاف ففي بولندا صادفت ألمانيا جيشاً بدائياً ضعيف القيادة ضعيف العتاد مرغماً على تأمين جبهات تفوق طاقته في أرض تفتقر إلى التنظيم الدفاعي.

أما فرنسا فتملك جيشاً حديثاً كامل العُدة مؤمناً بجهاز دفاعي حصين لم يشهد التاريخ له نظيراً ألا وهو خط ماجينو وأفضل دليل على اختلاف الوضعين أن هتلر انقض على بولندا انقضاضاً بيد أنه يتريث في مهاجمة فرنسا.

كان يوم 10 يناير 1940 يوماً حاسماً لجميع الأطراف المتنازعة فقد هبطت اضطراراً إحدى طائرات الاتصال الألمانية بعد نفاذ وقودها على ضفاف نهر الموز في الأراضي البلجيكية وكان على متنها الميجور راينبرجر المنتمي إلى الفرقة السابعة المنقولة جواً وكان في حوزته وثائق سرية للغاية تتضمن خطة الهجوم الألماني على هولندا وعلى الأردين البلجيكية ورُسمت على خريطة مرفقة تحدد خطوط مسيرة الجيوش على معابر نهري الموز والسامبر وقد أوكل أمر احتلالها إلى الفرقة السابعة المنقولة جواً ولكن لم تكن هناك إشارة إلى توقيت تنفيذ الهجوم الألماني المرتقب.

كان لهذه الحادثة رد فعل على جميع الأطراف المتحاربة يختلف باختلاف إستراتيجية الدولة في مجابهة هذا الهجوم كالآتي:
........
بلجيكا

قبلت بلجيكا دخول قوات فرنسية ـ بريطانية في أراضيها بعد أن كان البلجيكيون هذا المبدأ يرفضون رفضاً تاماً من قبل بل إنهم طلبوا من باريس ولندن ضمان الحفاظ على كيان بلجيكا ومستعمراتها.

فرنسا ـ بريطانيا

قبلت القيادة مبدأ التدخل وكان التخطيط إذ ذاك يقضي بالتقدم حتى نهر إيسكو البلجيكي وإدارة أعمال دفاع تعطيلي بغية تأخير الجحافل الألمانية الزاحفة على الحدود الفرنسية ولكن الظروف اختلفت فضلاً عن أن التدخل له مميزات كثيرة فمن الناحية الأدبية يضع حداً لإهمال الدول الصغيرة التقليدي الذي بدأ بإهمال تشيكوسلوفاكيا وثم بولندا.

ومن الناحية الاقتصادية ينقذ أقاليم صناعية في بلجيكا ويحرم العدو من الاستفادة منها ومن الناحية الإستراتيجية يبعد التهديد الجوي والبحري عن إنجلترا ومن الناحية العسكرية ينقل المعركة خارج الحدود الفرنسية وتنضم عشرون فرقة بلجيكية إلى جيوش الحلفاء من شأنها أن تعدل ميزان القوى.

ألمانيا

كانت القيادة الألمانية تعتقد أن الوثائق السرية قد حُرقت مع الطائرة ولكن الاستخبارات أفادت أنَّ الفرقتين الفرنسيتين الآليتين 29 و25 قد احتشدتا على الحدود البلجيكية وأن الحدود بين البلدين قد فُتحت إذاً فقد كُشف السر فأرجئ الهجوم إلى أجل غير مسمى بعد أن كان قد تحدد له 17 يناير 1940 للاستفادة من البرد وتجمد مياه الأنهار.

هذا التأجيل أتاح للحلفاء تجهيز مسرح العمليات الجديد وإعداد خطط العمليات المستقبلية على النحو التالي:

الخطة الهولندية

جرت عدة محاولات لتنظيم دفاع مشترك بين بلجيكا وهولندا لم يكتب لها النجاح لاختلاف هدف كل دولة وإيثارها مصلحتها الإقليمية فالهولنديون أقلعوا عن فكرة الدفاع عن حدود الدولة نظراً لاتساعها في مقابل قوتهم العسكرية التي لا تتعدى عشر فرق واكتفوا بتركيز اهتمامهم على المثلث "أمستردام ـ لاهاي ـ روتردام" وإنشاء جزيرة صناعية وذلك بمد الفيضان في وجه القوات المعادية وكانت الأوضاع الدفاعية كالآتي:

(أ) الفيلقان الثاني والرابع في الشمال وحول مدينة "أرنهيم".

(ب) الفيلق الثالث ومعه فرقة مشاة متخصصة يدافع عن الموقع الممتد على طول مستنقع بيل.

(ج) الفيلق الأول يدافع على الخط العام "الراين" إلى الزيدرزي وعليه أن يضمن حرمة المعقل الوطني.
.....
الخطة البلجيكية

كان الجيش البلجيكي يتشكل من 23 فرقة ويخوض معركة الدفاع على خط الدفاع الرئيسي على نهر الموز من مدينة "جيفي" إلى مدينة "لياج" ممتداً على ترعة "ألبير" من مدينة "لياج" إلى مدينة "أنفير" تتخلل هذا الخط ثلاثة مواقع حصينة وهى "موقع نامور وموقع لياج وموقع أنفير يبعد هذا الخط عن الحدود مسافة حوالي 40كم واتخذت عشر فرق أوضاعها الدفاعية على هذا الخط.

يبعد عن هذا الخط الدفاعي بمسافة 10 كم خط الدفاع الثاني، والذي تحتله الفرقة السابعة وتنتشر على مواجهة واسعة حيث إنها محمية بموقع لياج الحصين وبحصن "إيبن ـ إيمايل" المنيع وكذلك بنهر الموز يعززها خندق الترعة بوعورته الشديدة.
...................

الخطة الفرنسية ـ البريطانية

تتخذ الجيوش الميدانية الفرنسية ـ البريطانية خلف الجيش الهولندي بفرقه العشر والجيش البلجيكي بفرقه الـ 23 تتخذ أوضاعها في المناطق الواقعة وراء الحدود الفرنسية كالتالي:

الجيش الفرنسي السابع من الشمال وحتى مدينة "بايول".

قوة التدخل البريطانية بقوة تسع فرق تدافع عن الخط من "بايول" حتى مدينة "مولد".

المجموعة العسكرية الفرنسية الأولى تتخذ مواقعها الدفاعية في المنطقة الواقعة شمال خط ماجينو من مولد" حتى "لونغوين" بقوة 20 فرقة مشاة وفرقتين مشاة ميكانيكي.

المجموعة العسكرية الفرنسية الثانية بقوة 35 فرقة والمجموعة العسكرية الفرنسية الثالثة بقوة 14 فرقة على طول خط ماجينو من لونغوين حتى مدينة بال السويسرية.

مع ظهور نوايا العدو للهجوم تُدفع القوات المتحركة الآتية دفعة واحدة إلى هولندا: الجيش السابع الميداني وفرقة آلية خفيفة من فيلق الخيالة الآلي بهدف المساندة في تأخير الهجوم لأطول فترة ممكنة.

يدفع فوج الخيالة الآلي عدا فرقة آلية خفيفة لاتخاذ الأوضاع على خط "تونجر ـ هانوت" لتخفيف العبء على خط "أنفير ـ نامور".

ومنذ اليوم الأول قتال تدفع ست فرق مشاة آلية للقيام بالهجوم المضاد في اتجاه سيدان ونامور وأنفير وبفضل هذا التخطيط، كان الحلفاء يتبعون خطة المقاومة والرد تاركين أمر المبادرة للعدو أما أساليب الرد فقد قررتها القيادة منذ اليوم الأول مع احتفاظ قوات المحور بـ22 فرقة احتياط منها ثلاث فرق مدرعة.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس