عرض مشاركة واحدة

قديم 12-09-09, 09:34 AM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

استثمار الالمان



وتعود (الادارة الأمريكية) لاستثمار خبرات الألمان حيث قام فريق من خبرائهم بتمويل من (اﻠﺒﻨﺘﺎﮔﻭن) بإجراء أبحاث وتجارب لإنتاج العتاد المطلوب، فللالمان تجارب وخبرات مؤكدة مع اليورانيوم المنضب يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية عندما اخذوا يشعرون بالخوف من احتمال تضاؤل القدرة على انتاج اعتدة خارقة للدروع بسبب الحظر الذي فرضته (البرتغال)على تصدير(اﻠﺘﻨﮕﺴﺘﻭن) إلى (المانيا) منذ تموز /يوليو 1943 كما اشرنا إلى ذلك في موضع مضى، الامر الذي دعا القيمين على الصناعات العسكرية الالمانية للبحث عن بدائل، ما أوصلهم إلى ان (اليورانيوم المنضب) هو البديل المطلوب والمناسب، ولوان المعلومات غير مؤكدة عن نجاح التجارب والمحاولات الالمانية في التوصل إلى توظيف اليوارانيوم المنضب من عدمه الا ان تلك المحاولات شكّلت تاريخا اوليا لاستخدام اليورانيوم في صناعة القنابل المضادة للدروع ما دعا الادارة الاميكية إلى استنهاض تلك المحاولات وتفعيلها.

قام (اﻠﺒﻨﺘﺎجون) ضمن هذا المسعى، من حيث المبدأ بتخصيص (12) موقعا لصناعة واختبار النماذج الأولية من العتاد المطلوب، وكانت تلك المواقع منتشرة في عموم (الولايات المتحدة).

ولأن (الهنود الحمر) شعب غير مرغوب فيه (أمريكيا) فقد حُوِّرَ مصنع للعتاد يقع في وسط منطقة سكن تجمع كبير منهم في ولاية (أوكلاهوما) ينتج مادة تجريبية من هذا العتاد حيث ألقت إدارة المصنع بكميات كبيرة من النواتج العرضية لصناعة الاعتدة في آبار مهجورة في المنطقة مما تسبب في حدوث مشاكل صحية خطيرة للسكان. وكأن (الهنود الحمر) طرائد مفضلة لهذا العتاد منذ عهد التجارب أينما كانت مناطق سكنهم فقد لوحظ تفشي أمراض خطيرة بين أفراد قبيلة (مسيسوغا) التي تقطن شمال بحيرة (هورون) داخل الأراضي الكندية، وقد انتشر بينهم داء يعمل على تدمير كريات الدم البيضاء.

لقد دلت نتائج تحري أسباب ذلك المرض على ان مصنعا تابعا لمنشأة (كاميكو) ينتج نماذج من اعتدة اليورانيوم المنضب في مرحلة التجارب، وراء تلك الكارثة حيث تسربت آثاره إلى المنطقةالمذكورة.

الان وقد نجحت أولى التجارب للعتاد الذي استخدم فيه اليورانيوم المنضب خصوصا عقب تجربته المتميزة في (فورت لويس) للسنوات 1968-1970والتي رُميت خلالها نماذج من هذا العتاد بواسطة قاذفة مشاة خفيفة (ترمي من فوق الكتف) ضد هدف مدرع، وصار مؤكدا لدى المشرفين على تلك التجربة ان لهذا العتاد قدرة على خرق دروع الدبابات المعادية وان الحرارة التي سيولّدها احتراق اليورانيوم المنضب داخل الدبابة كافية لصهر أجساد طائفتها بشكل تام، وتفجير اعتدتها وحرق وقودها.

يوضح الدكتور (ميشو كاكاو) الذي شارك بالرمي شخصيا بواسطة قاذفة خفيفة مع تلاميذ دورة متقدمة لتدريب المشاة ، طبيعة عمل القذيفة قبل وخلال اختراقها الهدف.

وفي ميادين أخرى أجريت تجارب إضافية على أنواع أخرى من الاعتدة اختلفت فيها وسائل الإطلاق وحسب نوعية العتاد المستخدم كنموذج، وخاصة في مصنع العتاد (ليك ستي) في (اند بندس مونتانا) ومستودع (بيكاتني) بولاية (نيوجرسي). ان اغلب تلك التجارب نُفّذت في الهواء الطلق دونما أي اعتبار لما سيترتب على انتقال الاشعاعات الخطرة والغبار السام من اضرار فادحة على السكان والبيئة.

لقد بدأت مع بداية عقد السبعينات من القرن الفائت عمليات الانتاج الواسع لهذا العتاد، وتشجيعا للشركات المصنّعة للسلاح على انتاجه وبيعه لمؤسسات (اﻠﺒﻨﺘﺎﮔﻭن)، فقد قامت (الادارة الامريكية) بتوزيع كميات ضخمة من اليورانيوم المنضب على تلك الشركات مجانا.


وكانت شركة (Honey Well) في مقدمة تلك الشركات المنتجة للعتاد المذكور والتي وضعت انتاجها بخدمة (اﻠﺒﻨﺘﺎﮔﻭن) منذ العام 1977. ونتيجة لذاك الافراط وتعدد الجهات المخوَلة والتي تسلمت كميات ضخمة من اليورانيوم المنضب بهدف تحويله إلى عتاد، فقد تعددت مواقع التصنيع والاختبار، اهمل بشكل كبير شأن البيئة وما سيلحقها من اضرار فادحة جراء ذلك الافراط.

وعوضا عن الاهتمام بشأن البيئة التي يهددها هذا العتاد بالدمار، فقد اهتمت الجهات المسؤولة بدراسة تأثيره على مستخدميه وعلى افراد الخصم، وشُكِّل فريق بحثي يحمل اسم (مجموعة التنسيق التقني المشترك لفاعلية العتاد) وتعرف اختصاراً (جي تي جي /أم أي) لدراسة تلك التأثيرات.وفي العام 1974 قَدّم الفريق أول تقاريره متضمنا توصيات عدة تخص الالتزام باساليب السلامة واستخدام الملابس الواقية بهدف تقليل احتمالية التعرض المباشر للاشخاص لمخاطر وآثار اليورانيوم المنضب.

وفي تقرير آخر اختص بموضوع (التقويم الطبي والبيئي لليورانيوم المنضب) فصّل الفريق رؤيته بخصوص الحاجة إلى ضرورة تنظيف المنطقة المتضررة حيث ذكر انه (يمكن ان يؤدي سقوط طائرة A-10 إلى تشتت نحو4, 0طن متري من غبار اليورانيوم في موقع التحطم. ويمكن ان تستغرق ازالة اليورانيوم وقتا طويلا ومبالغ طائلة حسب موقع التحطم وظروفه) مع العلم ان الكمية المتشتتة تشكل (400كغم أو 880 باون) فقط.

لقد خطط (اﻠﺒﻨﺘﺎﮔﻭن) الذي إطّلع قادته على تقارير الفريق المذكور للتوسع في استخدام هذا العتاد ودعم البحوث التطويرية والتجارب الاختبارية وزيادة الكميات المصروفة مجانا من اليورانيوم المنضب إلى الشركات المصنعة للعتاد، وصادقت (الإدارة الأمريكية) على خطط (اﻠﺒﻨﺘﺍﮔﻭن) تلك. وتعاقد الجيش على شراء كميات ضخمة من الاعتدة المصنعة في وقت حُفِظَت فيه تقارير الفريق في أدراج بعيدة عن متناول اليد لتبقى مضامينها متمتعة بسرية عالية يُعَدُّ الكشف عنها خطرا على الأمن القومي الأمريكي!

ونتيجة للتوسع والإفراط في إنتاج العتاد المذكور، فقد حُوِّرت وأنشئت مصانع جديدة للمساهمة في عملية الإنتاج، فقد خطط للبدء بتوزيع العتاد المنتج على الوحدات المقاتلة اعتبارا من العام 1980 . ولم تعد مسألة توخي السلامة العامة والاهتمام بتأثر السكان وسلامة البيئة أمورا قائمة يحسب لها حساب.

وقد أنيطت بمصنع الرصاص الوطني في (كولوني) بولاية (نيويورك) إنتاج بعض أنواع هذا العتاد لحساب (اﻠﺒﻨﺘﺎﮔﻭن)، ومنذ العام 1980 رصدت الجهات المعنية تسرّب كميات من الغبار المشع ذي السمية العالية إلى الهواء الطلق في المنطقة المحيطة بالمصنع سرعان ماإنتشر إلى باقي انحاء الولاية، ما تسبب في رفع نسبة النشاط الإشعاعي في عموم الولاية إلى حد بلغ (150) جزء من المليون من الكيوري جراء تسرب ما مقداره (378)غم فقط من ذلك الغبار (لاحظ عزيزي القارئ الكريم:إن الاطلاقة الواحدة من عتاد GAU-81A الذي تطلقه طائرة A10 تنشر272غم من هذا الغبار، وان أمريكا أطلقت على الأهداف العراقية عام 1991 مامجموعه 940 ألف اطلاقة من هذا الصنف وان القذيفة A-1 التي تطلقها الدبابة تنشر 3185غم منه، وقد أطلقت الدبابات الأمريكية أربعة عشر ألف قذيفة على أهداف عراقية خلال حرب 1991 فقط (لايدخل في تلك الاحصائية الكميات التي رميت خلال العمليات التالية والتي كان ختامها غزو عام2003)، وان الصاروخ (كروز-توماهوك) يحمل مامقداره 75 كغم من اليورانيوم المنضب، وليس ثمة احصائية دقيقة عن عدد الصواريخ التي تحمل اليورانيوم المنضب التي اطلقت على (العراق) منذ العام 1991وحتى العام 2003.

وبسبب ارتفاع الأصوات وتعالي الصيحات ضد هذا التلوث الذي سببه المصنع المذكور، صدر قرار قضائي بإيقافه عن الإنتاج، وبعد استمرار تقديم الشكاوى فقد تقرر إغلاق المصنع نهائيا عام 1983 وبوشر بتفكيكه فيما بعد.

وعقب شعور عمال مصنع آخر مشابه في (جونيسبورو- بولاية تينسي) بأعراض غريبة فقد أُرجعت لاحقا إلى تعرضهم لغبار اليورانيوم المنضب الناجم عن عملهم في إنتاج اطلاقات عيار(30) ملم لحساب القوة الجويةالامريكية.

لقد فرض استمرار إجراء التجارب وتوخي التطوير واستحداث أجيال متعاقبة من الاعتدة في مختلف العيارات، التوسع في إنشاء ميادين رمي لممارسة رمي التدريب والتجارب لهذه الأنواع من الاعتدة ، فقد تحقق إنشاء ميادين تخصصية لرمي أسلحة المشاة والدروع والمدفعية وكذلك القوة الجوية التي طورت ميدانها الخاص المسمى (مختبر ساندي الوطني) في قاعدة (كركلاند الجوية في نيو مكسيكو).

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس