عرض مشاركة واحدة

قديم 17-07-09, 07:09 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مجتمع المعلوماتية وعصر العولمة

يبزغ اليوم شكل جديد للتطور المجتمعي يعتمد في نمط سيطرته ونفوذه على المعرفة العلمية المتقدمة، وعلى كفاءة استخدام المعلومات في جميع مجالات الحياة، ويتعاظم فيه دور صناعة المعلومات بوصفها الركيزة الأساسية في بناء الاقتصاديات الوطنية، وتتعزز من خلاله الأنشطة المعرفية لتتبوأ أكثر الأماكن حساسية وتأثيراً في منظومة الإنتاج الاجتماعي، وهو ما نطلق عليه اليوم مجتمع المعلومات الذي تطور عن المجتمع الصناعي وتميز عنه في كثير من الوجوه. فبينما اعتمد المجتمع الصناعي في مراحل تطوره الأولى على التجارة والحديد والفحم وعلى قوة العمل الإنساني والإدارة الرأسمالية التي وظفت قوة الدولة العسكرية لتأمين تدفق المواد الأولية، ولفتح الأسواق، وانتقل في مرحلة لاحقة للاعتماد على الطاقة الكهربائية والنفط والطاقة الذرية مستفيداً من منجزات الإدارة الحديثة والشركات الوطنية المساهمة، والأحلاف العسكرية لتأمين أسواقه وموارده الأولية، فإن مجتمع المعلومات يعتمد أساساً على قوة العقل البشري والإلكترونيات الرقمية والهندسة الحيوية وثورة الاتصالات والذكاء الاصطناعي، كما يتصف بظهور فَاعِلِين جدد على الساحة الدولية كالشركات المتعددة الجنسية التي انتقل تأثيرها من المجال الاقتصادي إلى النطاق السياسي عبر توظيف ثقلها المالي والاقتصادي في صناعة القرار السياسي.

أما المستجدات التي رافقت ظهور مجتمع المعلومات كالانفجار المعرفي وتغير مفهوم الزمن وتسارعه، إلى جانب التقدم التكنولوجي وما ترتب عليه من اتساع الفضاء الجغرافي ليشمل جميع أنحاء المعمورة، إلى جانب محاولات نشر الثقافة والقيم الأمريكية، فما هي إلا مظاهر للعولمة يمكنها أن تلقي مزيداً من الضوء على ما يجري، وأن تساهم في تحليل معالمه تلك.

فالثورات المعرفية التي يعيشها العالم في الطاقة وعلم الأحياء والفلك، لا تنفصل عن الاختراعات والتطبيقات التي ساهمت في تغيير وجه العالم. فمع اختراع المطبعة في بداية القرن السادس عشر كان إنتاج أوروبا لا يتجاوز ألف عنوان سنوياً، في حين أصبح حوالي ألف عنوان يومياً، والتراكم المعرفي يتزايد يوماً بعد يوم. وتشير الإحصاءات إلى أن (90%) من العلماء الذي أنجبتهم البشرية إلى الآن يعيشون بيننا اليوم، ويتركز معظم هؤلاء العلماء في الدول المتقدمة، في حين أن 10% من مجمل علماء العالم فقط يعملون في البلدان النامية. ويُكَمِّل التطورُ التقنيُ التقدمَ العلميَ وينجم عنه، كما يتوقع الكثيرون ظهور نتائج عميقة وبعيدة المدى نتيجة للطبيعة الاقتحامية والتحويلية للتقنية على مختلف الصعد، وذلك من خلال ما تقدمه من سلع وخدمات أو بما تولده من حاجات جديدة. وقد انعكست التطورات السابقة بشكل ملموس في الميدان الاقتصادي، لكنها اكتسبت ديناميكية جديدة في عصر العولمة؛ صحيح أن المسألة بدأت مع الرأسمالية التجارية أو ما كان يسمَّى بالتجارة البعيدة التي أعقبت الكشوف الجغرافية الكبرى، وتطورت في عصر الثورة الصناعية والإنتاج الآلي وصولاً إلى الاحتكارات الكبرى وتصدير رؤوس الأموال، ولكننا اليوم وفي عصر العولمة أمام تغيرات نوعية يشهدها الاقتصاد العالمي تجد تعبيراتها في نشاط الشركات المتعددة الجنسية، وفي اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، وفي التكتلات الاقتصادية الكبرى - كالاتحاد الأوروبي والنافتا، بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، والآسيان ..
وغيرها - وما يلازمها من وسائل متطورة في السيطرة على الأموال والمدخرات عبر نظم التشغيل المالية والنقدية التي تتحكم في الأمور والأرصدة والبورصات والأسهم والسندات في البنوك وبيوت المال الكبرى، ولعل ما حدث في شرق آسيا في الآونة الأخيرة مثل كوريا وإندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وتايلاند نتيجة للمضاربات المالية وحدوث انهيار شديد في بورصات هذه الدول، وتراجع في معدلات نمو ناتجها الملحلي وصادراتها، وامتداد هذا كله ليشمل اليابان نفسها على الرغم من مناعتها الاقتصادية، وقدراتها الصناعية الهائلة، يشكل مؤشراً خطيراً على الفوضى التي تعيش في قلب النظام، وعلى تعايش العشوائية والتحول المنظم جنباً إلى جنب في عصر العولمة المليء بالمتناقضات.

وهكذا ينحو التطور في هذه القرية الكونية التي أنتجها مجتمع المعلومات، نحو تكوين عالمين متنافرين ومتناقضين لا علاقة لأحدهما بالآخر، عالم النخبة المندمجة داخل مجتمع المعلومات وبفضله، والتي تستخدم اللغة نفسها والمنطق نفسه، وتخضع لمعايير مشتركة وموحدة؛ وعالم الأغلبية المسحوقة من سكان المعمورة الذين يفقدون تدريجياً كل ركيزة مادية أو معنوية تسمح لهم بتحديد هويتهم أو مكانتهم أو دورهم في العالم وتحرمهم من أي مرجعية فكرية كانت أم روحية.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس