عرض مشاركة واحدة

قديم 08-05-09, 07:42 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

خصائص العقيدة العسكرية الناجحة

في ظل هذه الحقبة الزمنية التي تسودها الحروب غير المتكافئة ينبغي أن تتسم العقيدة العسكرية الناجحة بالآتي:
أن يكون لها مفهوم عمليات لا يقتصر على الحرب التقليدية عالية الشدة فحسب، ففي هذه الحقبة الزمنية التي تتمتع فيها الولايات المتحدة بتفوق عسكري، من غير المرجح أن يحاول خصومها مضاهاة قوتها وقتالها بالمثل، ولكن الولايات المتحدة ستظل تتمتع بهذه الميزة فقط باحتفاظها بقوتها، ولهذا فهي تسعى دائماً لامتلاك القوة التي تمكنها من مواجهة مقدرات العدو المتماثلة حتى لا تكون عرضة لهجماتهم.

أن تؤكّد فلسفة العمليات على طبيعة العقيدة العسكرية ذات الصبغة التنبؤية، فعلى غرار ما يحدث في تنبؤات الطقس، ينبغي أن يجري القادة العسكريون تقديرات دقيقة نسبياً على المدى القريب أكثر من كونها على المدى الطويل، وتحليل أسباب حدوث الأشياء في القتال من النواحي النظرية والتاريخية، ومن واقع التجارب، حتى يتمكن القادة والجنود من فهم أسس إجراء تلك التوقعات.

أن تؤكد على الإبداع والجاهزية للتعامل مع عدو غير متكافئ يتصف بالدهاء والمقدرة على التكيف، ويتطلب ذلك تحديد المشكلة وتحديد أفضل الحلول الممكنة بمبادرة القيادة من المستويات الأدنى للأعلى.

أن ترسّخ في أذهان أفراد القوات المسلحة حققة أن الأعمال العسكرية لها تأثيرات من الدرجتين الثانية والثالثة (قانونه العواقب غير المقصودة)، والتي تزداد احتمالات حدوثها مع الشك وعدم التكافؤ. وينبغي أن تتعامل العقيدة العسكرية مع عدم التكافؤ كما لو أنه طريق ذو جانبين، فمن حيث المقدرات العسكرية، تعتبر القوات الأمريكية هي أكبر قوة عسكرية غير متكافئة بمقارنة مقدراتها مع تلك التي تمتلكها القوات المسلحة الأخرى في العالم، ولهذا فإن العقيدة العسكرية الأمريكية ينبغي أن تؤكد على نقاط القوة الأمريكية والاستفادة منها وتطبيقها بطريقة غير متكافئة.

أن تتضمن نظامًا يكفل تقويم التكتيكات والأساليب والإجراءات الحالية مقابل التهديدات التي تطل برأسها، والتوصُّل إلى حلول للمشكلات التكتيكية الجديدة، وإدخال تكتيكات وأساليب وإجراءات جديدة للميدان.

تطبيق عقيدة عسكرية جديدة

إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: أين نحن حاليًا من عقيدة عسكرية لخوض عمليات ضد خصوم غير متكافئين يزداد عددهم باطراد؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكن القول إن نسخة يونيو 2001م من كراس الميدان 3 0 "العمليات" قدّمت تمهيداً لعقيدة عسكرية أكثر تحديداً، فهذا الكراس - الذي يختلف عن الكراسات السابقة لكونه كُتب من منظور تفوّق القوة الأمريكية - يقر بأن الهيمنة الأمريكية تثير حفيظة الآخرين لشن هجمات غير متكافئة على القوات والمصالح الأمريكية. ويطرح الكراس مفهوماً للعمليات يقوم على التعرّض والدفاع واستقرار وإسناد العمليات، ويتميز هذا التوجه عن توجهات الكراسات السابقة التي تركز على كيفية خوض القتال. وتؤكد النسخة الجديدة من كراس الميدان على المبادأة والتقنية الحديثة، ومفاهيم العمليات، مثل العمليات غير المتقاربة التي تعزّز نقاط القوة الأمريكية غير المتكافئة؛ وهكذا أفلح الكراس في تقديم توقعات عن بيئة ونوع العمليات التي تجري حاليًا في أفغانستان ومناطق أخرى من العالم؛ وينبغي أن تركّز كراسات العمليات القادمة على التأثيرات الناتجة عن العمليات غير المتكافئة استنادًا إلى النظريات العسكرية.

إن العقائد العسكرية الحالية التي تناسب بيئة العمل الحالية لا تكفي، وإنما ينبغي نشر عقيدة عسكرية جديدة في الميدان والمراكز التعليمية، وفي حين أن وسائل النشر والتوزيع الإلكترونية يمكن أن تساهم في نشرها بطريقة أسرع من ذي قبل، إلاّ أنها لن تجبر المستخدمين على قراءتها، مما يتطلب برنامجًا بشريًا للتعليم والتدريب والنشر.

وأخيرًا نتساءل: هل هناك مؤشرات على عدم جدوى العقائد العسكرية السابقة وبطلانها؟ ونجيب بأن هذه ليست دعوة لانتقاد كافة النظريات والمفاهيم العسكرية الحالية، فمازال الكثير منها ساري المفعول، ولكن الإجابة الشافية على مثل هذا التساؤل تأتي بعد التدقيق في كافة معطيات العمليات الحالية والتي حدثت مؤخرًا.

وما لا يمكن تحمّله هو أن نقع في خطأ فادح، أو ننخرط في عقيدة عسكرية لا تقدم إجابات كافية عن تحديات الحرب غير المتكافئة التي يجب أن تشجّع فيها العقيدة العسكرية المرونة في التفكير والأفعال، وذلك من خلال التأكيد على التطبيق الخلاق للقوات العسكرية، والتنبؤ، وعدم الركون إلى حلول جاهزة للمشكلات، مع ضرورة إجراء مراجعة مستمر للعقيدة العسكرية على كافة المستويات، لضمان المحافظة على المفاهيم المفيدة والتخلّص من تلك التي لا طائل منها، والاستفادة من المزايا غير المتكافئة التي نتمتع بها

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس