عرض مشاركة واحدة

قديم 07-04-09, 12:05 PM

  رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

نوعية التدريبات 74. يجب أن نذكر عنصرا اضافيا كان من المفروض أن يثير الشكوك في صحة الادعاء بأنها كانت مجرد «تدريبات». فقد بدأت الأخبار تتوارد حول التدريبات في 25 سبتمبر (ملحق لرسالة العميد شيلو، في وثيقة البينات رقم 170 أ، ملف 4). فعلى ما يبدو أن هذه الأخبار لم تعط صورة واضحة، لأن شعبة الاستخبارات العسكرية لم تستخدم معنى واحدا ومثابرا لماهية التدريبات. في يوم 29 سبتمبر، أعربت شعبة الاستخبارات عن تقديرها بأن الحديث يجري عن «استعدادات لتدريب على استدعاء الاحتياط للجنود السابقين الذين تم تسريحهم في الأول من يوليو [تموز] 1973. ويشمل التدريب الامتثال في الوحدات والإنعاش، وكان من المفروض ان ينتهي قبيل منتصف شهر أكتوبر 1973" (نشرة 410 في وثيقة البينات رقم 111). ولكن في 30 سبتمبر كانت تقديراتها تقول انه كان من المفروض أن تتم في 1 وحتى 8 أكتوبر "تدريبات واسعة النطاق للقيادة العامة في موضوع احتلال سيناء"، وانه ليس من المستبعد ان يجري في اطار هذه التدريبات، ضم الألوية والوحدات مع تجنيد الاحتياط (نشرة 257/73، المصدر نفسه، وفي نفس اليوم في نشرة 413/73): «رغم وجود تأهب في حالة قصوى في الجيش المصري، فإن الأمر على حد علمنا لا يتعلق بمبادرة حربية بل بمخاوف من مبادرة اسرائيلية وتدريبات شاملة للقيادة العامة في الجيش المصري».

في مشاورات عسكرية ـ سياسية لدى رئيسة الوزراء [غولدا مئير] في يوم 3 أكتوبر، قال العميد شيلو ان التدريبات بدأت في الأول من أكتوبر ويتوقع انتهاؤه في 7 أكتوبر، وانه «في اطار هذه التدريبات تمت كما يبدو، مرحلة تنفيذ الاستعدادات فقط، والتي شملت الدفع بقوات من الجبهة الداخلية الى جبهة المواجهة، والسيطرة على المواقع الإدارية». في تقديرنا يتوقع المزيد من المراحل، مثلا تدريب تكتيكي من دون قوات وربما تدريبات مع قوات».

وفي صبيحة يوم 5 أكتوبر قدم الجنرال زعيرا تقريرا الى وزير الدفاع قال فيه:

«أنا حائر أيضا في موضوع التدريبات. فهناك تدريبات من دون قوات وهناك تدريبات بالهواتف وهناك تدريبات للقيادة العامة. وتوجد تدريبات مع جميع القوات. حتى الآن، لا توجد لدي مؤشرات أية تدريبات هي هذه. ربما هي تدريبات للقيادة العامة، بحيث تكون جميع الوحدات على شبكة الاتصالات اللاسلكية» (وثيقة البينات رقم 242 صفحة 5).

ويفسر العميد شيلو في شهادته (صفحة 2195):

«حسبنا ان هذه التدريبات ستكون مثل التدريبات السابقة، بحيث تشمل ثلاثة أجزاء، الأول يكون في الاستعدادات.. ويشمل أيضا تحريك القوات والثاني تدريب على الشبكة وهو الذي رأينا امكانية لأن يدار بطريقة تمكننا من المعرفة حوله، وربما [شبكة اتصال] سلكية، وقسم ثالث مع القوات...».

وفي صفحة 7/ 2196 يقول انه حتى يوم 4 أكتوبر لم تكن شعبة الاستخبارات العسكرية قد شعرت بالمرحلة الثانية من التدريبات:

«نحن في حالة تفكير، احترنا وتلبكنا في هذه القضية على ما أذكر ورأينا من المحتمل أن تكون التدريبات تدار بالطريقة التي نراها أو بطريقة أخرى غير معروفة لنا. هذا يعني ان مضمونها ليس بأيدينا».

ويقول الجنرال زعيرا في شهادته أمام وزير الدفاع [موشيه ديان] في 5 أكتوبر (صفحة 5394):

«كان لدينا شك في أمرين، الأول صغير استطعت أن أجد عليه جوابا (يتعلق في نوعية التدريبات)، والثاني كبير جدا ويتعلق في موضوع الروس (الذي سنتحدث عنه لاحقا). في الموضوع الأول الصغير كان كل الخبراء يقولون لي: لماذا تتأثر، فاليوم هو الخامس من أكتوبر، والأخبار التي وصلت الينا هي من الرابع من أكتوبر، وما زال أمامنا الخامس والسادس والسابع من الشهر. في الأيام الثلاثة الأخيرة سيتم التدرب مع القوات».

ويتضح في النهاية (أ) بأن التحركات الكبيرة للقوات في الميدان بدأت في 23 من سبتمبر، بينما الخبر الأول عن التدريبات «تحرير 41» وصل في 29 منه. هذه التحركات لم تلائم الصورة التي نقلتها شعبة الاستخبارات العسكرية: «تدريبات للقيادة العامة». (ب) حتى يوم 4 أكتوبر لم تعرف شعبة الاستخبارات العسكرية كيف تحدد ماهية المرحلة الثانية من التدريبات (تدريبات على شبكة الاتصالات) و(ج) حتى الخامس من أكتوبر لم نسمع شيئا عن بداية المرحلة الثالثة بمشاركة القوات. ومقابل ذلك، اكتشفت الصور الملتقطة من الجو في 4 أكتوبر تحركات كثيفة للقوات في الميدان، مثل تقدم الكثير من المدافع ـ وهو الأمر الذي لم يلائم ايضا تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية ـ وكذلك أجهزة العبور. هذا العجز في تقدير نوعية التدريبات يثير الاستغراب والشكوك في قلوب رجال الاستخبارات العسكرية. حيث أن كل شيء لديهم كان مبنيا على الفرضية أنه «مجرد تدريبات في مصر». لكن هذه الشكوك (التلبك حسب أقوال الجنرال زعيرا) كان يجب أن تؤدي الى اعادة فحص فرضية التدريبات من أساسها، حتى قبل أن وصول الأخبار عن خروج [الخبراء ] الروس في 5 أكتوبر. لكن حتى ذلك الوقت، لم تتزعزع ثقة شعبة الاستخبارات العسكرية في فرضية التدريبات.

الفصل الرابع

* المعلومات في يومي 5 و6 أكتوبر والتقديرات بشأنها في شعبة الاستخبارات العسكرية 75. ننتقل الآن الى المعلومات التي وصلت الى شعبة الاستخبارات العسكرية في اليومين الأخيرين [قبيل الحرب]، 5 ـ 6 أكتوبر، والى تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية بشأنها.

خروج عائلات [الخبراء] الروس

* علينا أولا أن نبحث في الأنباء حول خروج عائلات الخبراء الروس من سورية ومن مصر، الأنباء التي زعزعت ثقة شعبة الاستخبارات العسكرية بأقوالها ان الحديث جار عن تشكيلات دفاعية في سورية وعن مجرد تدريبات في مصر. الخبر الأول حول ذلك وصل في 4 أكتوبر قبيل المساء (وثيقة البينات رقم 146، و17، 18، 22، 29، 30). في منتصف الليل وفجر 5 أكتوبر، تم تحديد الأنباء على أنها موثوقة (شهادة العميد بن فورات في صفحة 1621). وقد دلت الأنباء على إعطاء الأوامر لإجلاء العائلات بشكل مهرول من سورية. فقد وصلت 5 طائرات «ايرفلوت» السوفياتية الى سورية لكي تحمل عائلات الخبراء الى بيوتها. وبالمقابل وصلت الى القاهرة 6 طائرات، مما يشير الى ان اخلاء العائلات يتم ايضا من مصر (وثيقة البينات رقم 111، نشرة الاستخبارات من يوم 5 أكتوبر ـ عاجل جدا، الساعة 2:40، نشرة 423/73 من ظهيرة يوم 5 أكتوبر الساعة 13:15، البنود 13 – 17، 35، 36، 42، 43، أقوال الجنرال زعيرا في رئاسة هيئة أركان الجيش في ظهر يوم 5 أكتوبر، صفحة 2).

هذه الأخبار أشعلت الضوء الأحمر أمام شعبة الاستخبارات العسكرية حسب أقوال الجنرال زعيرا. وبالفعل، في النشرة المذكورة أعلاه في يوم 5 أكتوبر الساعة 2:40، نقرأ عن احتمالين أساسيين:

«أ. قرار سوري بإخراج المستشارين والخبراء السوفييت كما فعلت مصر.

ب. إخلاء متعجل للنساء والأولاد من سورية إزاء التقدير/الأنباء الواردة من الاتحاد السوفياتي والتي تقول إن من المتوقع أن تنشب الحرب بين سورية وربما مصر أيضا وبين إسرائيل. هذا الاحتمال يتلقى تعزيزا من الخبر (الذي لم يتأكد بعد بشكل نهائي) عن سرب من 5 طائرات «إيرفلوت» الى مصر مقابل الطائرات التي ذهبت الى سورية».

 

 


   

رد مع اقتباس