عرض مشاركة واحدة

قديم 07-04-09, 12:04 PM

  رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

لهذا، فإننا نعتقد بأن دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية لا تستطيع تبرير فشلها بالتذرع في نجاح العدو في عمليات الخداع، إذ انه وعلى الرغم من الجهود [للعمل] بسرية وإخفاء نوايا العدو، فقد كان لدى شعبة الاستخبارات العسكرية، في حينه، الكثير من المعلومات التي تلزمها بالخروج باستنتاجات تفيد بأن العدو ينوي الهجوم. ففي نهاية المطاف، هذا هو الهدف الأول لكل جهاز مخابرات، أن يخترق شاشة الخداع التي يفردها العدو. وفي هذه الحالة، كانت الشاشة شفافة للغاية.

تدريبات سابقة 72. لقد أكد الجنرال زعيرا [رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي] أمامنا الحقيقة بأنه في ثلاث مرات في الماضي نفذ الجيش المصري تدريبات كبيرة من دون أن تنفجر الحرب، وحاول كثيرا أن يساوي ما بين حجم التشكيلات المصرية ومركباتها لكي يظهر انه في هذه المرة أيضا لم يكن ما هو استثنائي بالمقارنة مع المرات السابقة (صفحة 673 فصاعدا). حول هذا الادعاء يجب أن نقول:

(أ) من شهادة الجنرال زعيرا نفسه (في نهاية صفحة 676)، تتضح علامة دالة واحدة كانت غائبة. فقد حرك [الجيش المصري] وحدات الجسر [الكباري]، وهذه الخطوة لم تكن في المرات السابقة، ولا حتى في أيام التوتر في نهاية سنة 1972 أو على الأقل لم تكتشف.

(ب) حتى لو رأينا «التدريبات» هذه المرة شبيهة للتدريبات في المرات الثلاث السابقة، فإن ذلك لا يشكل أي دليل حول مضمون التدريب الرابع، خصوصا إذا تذكرنا بأن كل تدريب كهذا يمكن أن يتحول الى هجوم. بكلمات أخرى: إذا لم يكن التدريب علامة تنفي النوايا الهجومية، فإن تكرار التدريب مرة ومرتين وثلاثا، لا يعزز بشيء الفرضية بأنه في المرة الرابعة لا ينوي العدو أن يهاجم. لا بل كان على شعبة الاستخبارات العسكرية ان تأخذ بالاعتبار أنه أيضا في المرات السابقة كانت التدريبات مجرد غطاء لنوايا هجوم حقيقية ولكنها لم تتحقق لسبب ما، أو أن تأخذ بالاعتبار ان التدريبات على عبور القناة في اطار هجوم شامل، جاءت [على أساس] انه مع كل تدريب أضافي تصبح قوات العدو أكثر استعدادا للهجوم في عملية [حربية] حقيقية.

علامات لا تلائم الادعاء حول «التدريب» 73. ليس هذا وحسب، بل انه في هذه المرة اكتشفت الكثير من العلامات التحذيرية، بالأساس من الرصد الميداني وأيضا من مصادر أخرى، لم تلائم أبدا الادعاء بأن [النشاطات العسكرية العربية] اقتصرت على التدريب، وذلك حتى قبل الصور التي التقطت في 4 أكتوبر [تشرين الأول]. ففي 2 أكتوبر تم رصد حركة غير عادية في منطقة القناة لسيارات حربية مصفحة وأجهزة عبور. وخلال الأسبوع كله، نفذت أعمال كثيرة لتحسين طرق النزول الى الماء، بما في ذلك فتح الجدران الرملية التي استهدفت إغلاق الطرق أمام النزول الى الماء وإعادة إغلاقها من جديد، في المنطقة الجنوبية (شهادة المقدم غداليا، صفحة 2265). ورصدت زيارات مكثفة للضباط في المواقع المحاذية للقناة بواسطة سيارات حربية وتم تعزيز التسلح. الدبابات كانت على أهبة الاستعداد للصعود الى المنصات. شوهدت تفجيرات في مياه القناة، ربما لإزالة الألغام (نشرة الاستخبارات رقم 423/73 من يوم 5 أكتوبر في وثيقة البينات رقم 111 البند 25، وكذلك التفاصيل الواردة في تقارير المخابرات في اللواء الجنوبي، وثيقة البينات رقم 80، والتفاصيل في البند 237 لاحقا، وتقرير المخابرات في الكتيبة 252 المقدمة الى مخابرات اللواء – وثيقة البينات رقم 190 وتقارير المخابرات اليومية في الكتيبة، وكلها من جمع الجنرال في الاحتياط، موشيه غورن. كذلك تمعن في الوثائق التي اشار اليها الملازم أول سيمن طوف، في مسودة وثيقة البينات رقم 318 والتي قدمها الى المقدم غداليا في يوم 3 أكتوبر، البند 268 لاحقا).

في التلخيص الأسبوعي الذي أجرته شعبة الاستخبارات العسكرية ويحمل الرقم 40/73 وقد تم الانتهاء من إعداده في 4 أكتوبر، جاء في الصفحة 17 منه ان هناك «عددا من الخطوات التي اتخذت في اطار هذه التدريبات تبدو في تقديرنا شاذة»، بينها التفتيشات الخاصة [في الحواجز التي أقيمت على الطرقات] وتحركات القوات في المطارات المصرية. وعندما استخدمت دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية هذا التعبير «خطوات شاذة»، بدا وكأنها تحرر نفسها من الواجب في اعطاء هذه الخطوات كامل الأهمية بصفتها ذات معان تحذيرية.

قيادة سلاح البحرية كانت قلقة من التحركات غير العادية في الأسطول المصري. في 28 سبتمبر [أيلول] وصل خبر يتحدث عن إبحار بارجتين من سفاجة في البحر الأحمر الى بورسودان، خلال استدعاء الطواقم العودة الى البارجتين (شهادة العقيد لونتس، رئيس دائرة الاستخبارات في سلاح البحرية، صفحة 1318 و1329، وثيقة البينات رقم 141 ونشرة شعبة الاستخبارات العسكرية من يوم 1 أكتوبر، صفحة 3). لقد أثر هذا الخبر على العقيد لونتس لدرجة انه قال لقائد سلاح البحرية ان لديه شعورا بأن سلاح البحرية المصري قد ينتقل الى الحرب. لكنه لم يقترح اعطاء انذار للسفن المدنية (شهادته في صفحة 1331 - 1332). ونتيجة لذلك، تم في يوم 3 أكتوبر، رفع مستوى الاستعداد في سلاح البحرية الاسرائيلي. لقد أجرى المصريون استعدادات لتجنيد 20 قارب صيد مدني، والباخرتان الحربيتان المصريتان الراسيتان في ميناء عدن وضعتا في حالة استعداد للإبحار في غضون 6 ساعات. وأشارت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي في نشرتها من يوم 1 أكتوبر (البند 12) الى ان «هذه هي المرة الأولى منذ وقف اطلاق النار، التي يجري فيها الجيش المصري تدريبات شاملة في جبهتين في آن واحد»، لكن ـ تواصل تقديراتها ـ «يبدو ان هذه التدريبات تندمج مع التدريبات التي تتم بمشاركة الأذرع العسكرية المختلفة وربما سيتم فيه التدرب على كيفية انخراط سلاح البحرية في تشيلات الطوارئ، بما فيه الاستعداد لإخراج السفن الى البحر». وفي يوم 4 أكتوبر هدأ قائد سلاح الجو من روعه على اثر الأنباء المطمئنة التي تلقاها من شعبة الاستخبارات العسكرية وأعاد سلاح البحرية الى حالة الاستعداد العادية (شهادة الجنرال تيلم، صفحة 2016 فصاعدا).

 

 


   

رد مع اقتباس