عرض مشاركة واحدة

قديم 07-04-09, 12:03 PM

  رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

* التمويه والتضليل

* 68. (أ) نقل تفاصيل عديدة عن «التدريبات» (المصرية الى اسرائيل) وايضا عن تدريب «تحرير 41» المزمع تنفيذه، بواسطة الاتصالات اللاسلكية المصرية.

(ب) اعطاء تعليمات ونشر خبر حول ذلك في الصفحة الأولى من صحيفة «الاهرام»، من يوم 4.10.1973، يقول ان وزير الدفاع (المصري) قرر السماح لمن يرغب من الضباط والجنود بأن يسافر الى الحج في مكة (يقصدون اداء العمرة، حيث أنه في تلك الفترة لم يكن موسم الحج، بل كان شهر رمضان المبارك)، و(الاعلان) ان يوم 11 أكتوبر سيكون آخر يوم تقبل فيه طلبات المعنيين (أنظر ملف وثيقة البينات رقم 82). لقد قدرت شعبة الاستخبارات العسكرية بأن هذا الخبر يدل على استمرار «الحياة الروتينية الرتيبة» في الجيش المصري (نشرة الاستخبارات من يوم 2 أكتوبر، ملف وثيقة البينات رقم 82).

(ج) نشر أخبار علنية بواسطة وسائل الاعلام المصرية والسورية حول مخاوفهم من هجوم اسرائيلي في الأيام القريبة (المصدر نفسه، في ملف وثيقة البينات رقم 82).

(د) في نهاية شهر سبتمبر 1973 تم تسريب تلميحات الينا من السوريين، بواسطة ضابط في الأمم المتحدة، بأنه حان الوقت للعودة الى إجراء لقاءات (لضباط سوريين) مع اسرائيليين، كتلك التي أقيمت قبل سنوات عديدة في روش بينا (بلدة اسرائيلية قريبة من الحدود الدولية بين سورية واسرائيل، وهذه البلدة تقوم مكان بلدة فلسطينية تدعى الجاعونة، وقد هدمت وشرد سكانها عام 1948) وفي جسر بنات يعقوب (في منطقة الجولان السورية المحتلة) (المصدر نفسه، في ملف وثيقة البينات رقم 82).

(هـ) ابلاغ لرجال جيش الاحتياط (المصريين) الذين تم استدعاؤهم للخدمة ما بين 28 و30 سبتمبر «لغاية التدرب على عملية الامتثال والتدريب والتنشط»، سيتم تسريحهم في العاشر من أكتوبر. وقد جاء تقدير شعبة الاستخبارات العسكري في الجيش الاسرائيلي حول ذلك بأنه تدريب (عادي) مندمج مع تدريب للقيادات (نشرة الاستخبارات رقم 257/73، من يوم 30 أكتوبر ـ في وثيقة البينات رقم 111).

(و) (اصدار) أوامر لوقف كل الدورات للضباط «لكي يجنوا ثمار التدريبات التكتيكية»، مع التأكيد في الوقت نفسه على ان الدراسة في الكلية العسكرية والقيادة وكذلك كل دورات التدريب ستستأنف ابتداء من الساعة 8:30 من صباح التاسع من شهر أكتوبر (بعد انتهاء التدريبات) (المصدر نفسه، في ملف وثيقة البينات رقم 82). (ز) الاسم الذي اعطي لهذا التدريب الصوري كان «تحرير 41». في حرب يوم الغفران وقعت في أيدينا عدة وثائق كغنائم (وثيقة البينات رقم 299) التي تحتوي بين ما تحتوي عليه «تعليمات تنظيمية للتدريب التابع للمركزين التابعين للقيادة الاستراتيجية التنفيذية من ذوي درجتين في وسائل الاتصال ـ تحرير 41». في البند التاسع من (تلك التعليمات) جاء انه يجب استخدام الهواتف السلكية وأجهزة الارسال بالصورة وضباط اتصال متحركين بوسائل النقل، ويحظر استخدام الاتصالات اللاسلكية إلا بإذن خاص من قائد التدريبات. ربما تكون القيادة المصرية قد نجحت بهذه الوسائل في اخفاء الحقيقة عنا حول الأوامر الحقيقية.

(ح) كان بايدينا خبر...... (رقابة) يقول انه في حالة الحرب سوف يخبو اللهب من فوهة الغاز في حقل النفط «مرجان»، على الطرف الغربي من القناة، لأن عمل الحقل سيتوقف. لكن هذا اللهب لم يخب لا عشية الحرب ولا حتى خلال الحرب (شهادة الجنرال زعيرا، صفحة 666 فصاعدا). ربما يكون المصريون قد امتنعوا عن اطفاء اللهيب لكي يخدعونا.

(طـ) حتى ما قبل اللحظة الأخيرة من بدء الهجوم، شوهد جنود مصريون يتسكعون قرب القناة وهم بلا أحزمة ولا خوذ، يتصرفون بشكل عادي بل يصطادون السمك في القناة (مع ذلك تجدر الاشارة الى انه في يوم 4 أكتوبر شوهد جنود مصريون على القناة أيضا وهم محزمون ويتزنرون بأحزمة الانقاذ، وآخرون يضعون كمامات الغاز على وجوههم) ـ تقرير العمليات ووثيقة البينات رقم 80).


* الإخفاء

* 69. قال الجنرال زعيرا في شهادته أمامنا (صفحة 5740 فصاعدا)، ان عملية الخداع المصرية نجحت بشكل كبير لدرجة انه باستثناء بعض كبار القادة المصريين من أعلى الدرجات، فقد تمكنوا من اخفاء حقيقة النوايا الحربية الهجومية الحقيقية حتى عن القوات المصرية نفسها، الى ما قبل ساعات قليلة من بدء الحرب. وسنفحص الآن كم يوجد من الصدق في ادعاءات شعبة الاستخبارات العسكرية بأنه لم يكن بمقدوره اختراق ستار الخداع الذي فرشه المصريون.

وثيقة البينات رقم 218 (يوجد أيضا في وثيقتي البينات رقم 299 و300) وكذلك وثائق أخرى، تضمنت أوامر تتعلق بعملية هجوم حربي مصري ينفذها الجيش الثالث في سيناء، تحت اسم «غرانيت 2 مصحح». وهناك سلسلة أوامر تستند الى أوامر عمليات كانت قد صدرت حتى النصف الأول من شهر سبتمبر 1973. في أمر العمليات رقم 73/40 الذي أصدرته قيادة الجيش الثالث، في يوم 27.9.1973، جاء : «تقرر السماح بتنظيم المعركة في الدرجات التالية وحسب المواعيد المسجلة في كل منها:

1. حتى درجة كتيبة مشاة أو ما يعادلها ـ حتى 30 سبتمبر 1973.

2. حتى درجة سرية او أقل ـ حتى 1-2 أكتوبر 1973.

3. يجب الحفاظ بشدة على السرية المطلقة في التخطيط والتنفيذ.

4. ..(الوثيقة نفسها موجودة في وثيقة البينات رقم 299، ص 14) في ضوء هذا الأمر التنفيذي، اصدر قائد قسم العمليات في قيادة الوحدة 19 (للجيش المصري)، أمرا حربيا رقم 73/28، فجاء فيه:

«تقرر السماح بالاعداد للمعركة بالمستويات المسجلة وبالتواريخ المرافقة (وهنا تنشر المواعيد المذكورة أعلاه في الأمر رقم 73/40 – التأكيد (بوضع الخط تحت الكلمات، هو( من طرفنا)».

أمر العمليات رقم 73/41 (وثيقة البينات رقم 299) ـ وهو بمثابة وثيقة ترمي الى تنظيم السيطرة على القوات خلال ادارة المعركة الهجومية (الذراع التنفيذية، الجيش الثالث، قيادة الوحدة 19)، يحدد بأن الاستعدادات الهجومية للقوات يجب أن ينتهي حتى الساعة 06:00 من يوم 5 أكتوبر 1973. بعد ذلك، يفصل الأمر أوامر اطلاق العمليات، حسب طريقة «ساعة الناقص (أي الحد الأدنى) وساعة الزائد (الحد الأعلى)، ولكنها لا تحدد ساعة الصفر».

أوامر رئيس طاقم قيادة الجيش الثالث الميداني 73/43، من يوم 3 أكتوبر 1973 (وثيقة البينات رقم 218)، تحدد الساعة 5:00 ـ 6:00 موعدا يجب أن يسجل الى جانب العمليات التي يراد تنفيذها في كل فرع – لأنه «موعد إتمام الاستعدادات للقوات المسلحة في عملية «غرانيت 2 مصحح». وهبط هذا الأمر الى درجات مهزوزة (يقصدون الى مستوى الوحدات المحلية التي يكون اختراقها أسهل من الدرجات العليا)، حسبما دلت الوثائق المصادرة (من الجيش المصري خلال الحرب)، وبضمن ذلك لواء المدرعات 25. والأوامر التنفيذية «غرانيت 2 مصحح» هي خطة الهجوم مع الاشارة الى ان الموعد النهائي لساعة الصفر يتقرر بعد إتمام الاستعدادات الحقيقة (وليس فقط الاستعدادات في «التدريب») ويكون (حاليا( 5:00 ـ 6:00.

70. أعرب الجنرال زاعيرا في شهادته عن الاعتقاد بأنه من خلال استجواب الأسرى (المصريين)، فهم ان الأمر الحربي 73/40 لم يعط إلا لكي يتم تدريب القوات المصرية بصورة مشابهة بأكبر قدر ممكن للعملية الحربية الحقيقية (صفحة 5741). وفي هذا الاطار قدم لنا، فيما قدم، إفادة أسير (عقيد كان رئيس قسم العمليات في الجيش الثالث). قال هذا الأسير (وثيقة البينات رقم 301، صفحة 4)، إنه لم يكن يعرف بأن الحرب شتنشب الى حين تلقي الأمر من قائد الجيش الثالث، في ساعة مبكرة من صباح السادس من أكتوبر. كل الوقت قالوا لهم ذاهبون الى الحرب، ولكن وبما انه لم لم يحدث أي شيء في المرات السابقة فإنه لم يقتنع بإنها ستنفذ هذه المرة. إذن، حسب التعليمات النظامية لـ«تحرير 41» (وثيقة البينات رقم 299)، اتضح ان القيادة المصرية تمكنت من التمويه على نواياها في (الخطة الحربية) «غرانيت 2 مصحح» مظهرة اياها وكأنها تدريبات عادية. ومن الواضح انها، وفقا للتعليمات التي ذكرنا بعضا منها، فقد كانت تمويهات بسيطة ومن المشكوك فيه أن تكون نجحت في تمويه كل درجات القيادة المصرية. من المحتمل أن يكون قسم من الضباط المصريين قد اعتقدوا بأنه في ضوء تجارب الماضي، لن تنشب الحرب أيضا هذه المرة. لكن ضباطا آخرين، بالمقابل، تعاملوا مع الاستعدادات بكل جدية. وتدل على ذلك وصية كان قد كتبها ضابط مصري في الأول من اكتوبر 1973 (وثيقة البينات رقم 218)، بعدما تلقى الأمر حول العملية، كما يبدو في اليوم نفسه.

لقد كانت أوامر العملية، التي ذكرناها، أوامر ملائمة لحالة الخروج الى عملية حقيقية، باستثناء مسألة تحديد ساعة الصفر الحقيقية. الاستعدادات كانت استعدادات حقيقية وأوامر العملية كانت أوامر لعملية حقيقية. فقط أمر واحد كان ناقصا لتتحول الاستعدادات الحقيقية الى هجوم حقيقي: الأمر الذي تذكر فيه ساعة الصفر، وذلك بعد أن ذكروا الساعة 5:00 ـ 6:00.

__________________

 

 


   

رد مع اقتباس