عرض مشاركة واحدة

قديم 07-04-09, 12:03 PM

  رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

لكن لا بد من التدقيق في هذا الموضوع: فقد قيل في الخبر انه «في الفاتح من أكتوبر، تبدأ عملية هجوم على اسرائيل»، وفي الخبر الثاني جاء ان «العملية ستبدأ فعلا بتدريب»، في حين ان شعبة الاستخبارات العسكرية تعرف بأن «التدريب» سيستغرق من 1 وحتى 7 أكتوبر (أنظر وثيقة البينات رقم 111، ونشرة الاستخبارات العسكرية رقم 257/73 من يوم 30 سبتمبر(أيلول)، البند (1). كذلك عرفت شعبة الاستخبارات العسكرية ان الاستعدادات لهجوم مصري حقيقي يجب أن تستمر 5 أيام في الأقل (أنظر وثيقة البينات رقم 115 من يوم 16 أبريل (نيسان) 1973: «معطيات لتقدير الوضع لدى قيادة هيئة الأركان العامة ـ مصر وسورية» ـ وثيقة أعدت في دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية، البند 5 (د)، صفحة 6).

إذن فالخبران الأولان أشارا الى يومي 5 أو 6 أكتوبر كيومين مصيريين احتاجا الى استعدادات خاصة من طرفنا، ويحظر المرور عنهما مر الكرام، لمجرد ان يوم الأول من أكتوبر مر بسلام. فقد كان في الخبرين ما يكفي لأن يفند فرضية شعبة الاستخبارات العسكرية بأن «التدريبات» هي فعلا تدريبات فقط. والمعروف ان دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية، رمت جانبا هذين الخبرين بدافع الافتراض الخاطئ، والذي تعود جذوره الى نظريته حول «الفرضية»، بأن مصر لا تنوي الهجوم لأنها لا تستطيع ذلك.

وكانت هناك فضيحة ثانية في هذه القضية المؤسفة، تتعلق برئيس الفرع الخامس (المتخصص في الموضوع السوري في شعبة الاستخبارات العسكرية) سنعالجها فيما بعد (البند 110).

65. لقد كانت بأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية أخبار من مصدر آخر تلزم بوضع عدة علامات استفهام أمام الطرح بأن الحديث جار فقط عن تدريبات. أحد هذه الأخبار قال: القيادة العامة (المصرية) اتخذت اجراءات عاجلة، بينها ارسال وحدة مدرعة من قاعدتها في القاهرة الى الجبهة، تسيير قافلة طويلة تضم أجهزة لعبور الحواجز المائية قبل أربعة أيام (؟) باتجاه الاسماعيلية، الغاء كل الدورات العسكرية، انضمام كل الناس (يقصدون أناس الجيش، أي الضباط والجنود) الموجودين في عطلة الى وحداتهم العسكرية، تأجيل الامتحانات المقررة للمرشحين للترقية بدرجة، استدعاء وحدتين من (قوات) الاحتياط ورفع درجة التأهب والردع (وثيقة البينات رقم 145، الوثيقة الأولى).

المؤكد هنا هو ان الحديث في تلك الأخبار كان يجري عن استعدادات لعمليات (حربية) حقيقية. فقد كان من الواجب أن يساورهم الشك في أن المسألة ليست مجرد تدريبات (خصوصا بعد نقل أجهزة العبور، وهي التي لم تشاهد في أوج مراحل التوتر في نهاية سنة 1972 ـ شهادة زعيرا في صفحة 676).... (رقابة). مثل هذا الخوف لم يخطر ببال دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية، فقاموا بقذف الخبر عن جدول الاهتمام ولم يضموها الى النشرة ولم يبلغوا بها رئيس أركان الجيش (شهادة رئيس الأركان في صفحة 3877). العميد شيلو أرسل لنا كتاب تفسير طويلا في هذا الموضوع، أعده المقدم بندمن، وهو الذي اشغل في حينه منصب رئيس الفرع السادس (المسؤول عن الموضوع المصري في الدائرة) (وثيقة البينات رقم 120 أ، الملف الرابع). ويحلل المقدم بندمن تفاصيل الخبر ويلخص أقواله (في نهاية الصفحة الثانية):

«.. لم يكن فيه أي عنصر لم نعرفه من قبل، فقد حصلنا (على المعلومات) من مادة (أخرى) وصلت الينا حتى تلقي الخبر. اضافة الى ذلك، فإن الصورة التي ارتسمت لدينا من المادة (الأخرى)، هي انه مجرد تدريب. ومن هذا المنظار رأينا أيضا التفسير «الصحيح» لبقية المركبات الموجودة في الخبر».

ان هذا التفسير يخطئ الهدف الأساس: ففي أعقاب هذا الخبر، كانت هناك حاجة لأن يعيد فحص الأمر بكل جوانبه، وإن كان ذلك مجرد تدريب أم انه غطاء للتمويه على النوايا الهجومية.

66. لقد تجمعت هناك أخبار (أخرى) (تم تركيزها في وثيقة البينات 145 وكذلك 146 و147)، كان من المفروض ان تثير شكوكا خطيرة ازاء نوايا العدو، مثل المكالمة بين ضباط الاتصال (المصريين) في يوم 3 أكتوبر حول «العبور» الذي سيتم. وهكذا جرت المحادثات (وثيقة البينات رقم 145 الوثيقة 5): (هنا تشطب الرقابة كل الفقرة التي تتضمن تلك المكالمة).

لقد ألغت شعبة الاستخبارات العسكرية الأخبار من هذا النوع باعتبار انها مجرد ثرثرات تافهة سمع مثلها أيضا في الماضي، من دون أن تسفر عن شيء. الفصل الثالث الخداع المصري ـ تمويه، تضليل وتغطية 67. شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي رأت في كل الأخبار البالغة الوضوح، التي فصلناها آنفا، والتي كان يجب النظر اليها من خلال التحركات المشبوهة للجيش المصري باتجاه القناة، من خلال تعزيزاته الحربية، رأتها منسجمة مع فرضيتها القائلة إن ما نشهده هو تدريب كبير يحمل الكلمة السرية «تحرير 41». وكلما بدت تلك الظواهر أكثر خطورة، كانوا في شعبة الاستخبارات العسكرية يفسرون بأن التدريبات أكثر شمولية وأكثر تأكيدا على انها مجرد تدريبات، وذلك على الرغم من انها ـ حسب نوايا منفذيها ـ أقرب شبها الى استعدادات الخروج الى هجوم حقيقي. وقد تعززت هذه القناعة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية، ازاء وسائل التمويه والتضليل وأساليب التغطية التي اتبعها القادة المصريون حتى مع قواتهم، وبنجاح كبير. فقد انجرفت شعبة الاستخبارات العسكرية وراء هذه الوسائل ووقعت في الفخ الذي نصبه لها العدو. ومن بين هذه الوسائل نذكر ما يلي:

 

 


   

رد مع اقتباس