عرض مشاركة واحدة

قديم 10-08-09, 01:02 PM

  رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

أين تكمن محنه الاستراتيجية العليا العراقيه في حرب 2003



يمكن إجمال محنه الاستراتيجية العراقية في حرب عام 2003 بما يأتي :

• إن الاستراتيجية العليا العراقية كانت في وضع نفسي وأخلاقي ومادي غير قادرة على تجنب الحرب بالرغم من عدم وجود مسوغ قانوني للولايات المتحدة بشنها فرات من الأنسب الذهاب للحرب بشجاعة إذا كان ذلك قدرها .

• حرية محدودة جدا في العمل السياسي للضغوط السياسية الهائلة التي مارستها الولايات المتحدة وبريطانيا في المحيطين الإقليمي والدولي .

• القوه الخادعة للكتلة الأوربية (فرنسا ألمانيا) وروسيا في مجلس الأمن الدولي للحيلولة دون نشوب الحرب والتعويل على الطرق السلمية ( دور المفتشين الدوليين ) لحل للازمة مما دفع القيادة العراقية للاعتقاد بأن الحرب قد لا تقع أو تتأخر كثيرا.

• الرفض الشعبي الدولي (الرأي العام) لنظرية الحرب وخاصة في الدول الداعية للحرب فأكبر المسيرات الشعبية الرافضة للحرب والتي تجاوزت النصف مليون إنسان جرت في لندن وواشنطن ومدريد وغيرها في مدن العالم كثيرة مما زاد من اطمئنان القيادة العراقية وزاد من ثبات موقفها.

• الموازنة الصعبة للقرار السياسي العراقي عندما أفصحت الولايات المتحدة وبريطانيا عن الهدف الاستراتيجي الخطير من الحرب المتوقعة إلا وهو ( إسقاط النظام السياسي العراقي الحالي ) أخيرا وعليه كان قبول المخاطرة المهلكة محسوبا من قبل القيادة العراقية والاعتماد على الحظ كما في السابق .

• تدني حاد في الولاء السياسي الحقيقي للقيادة العراقية على المستوى العام للشعب والقوات المسلحة بالرغم من نتائج آخر استفتاء حول زعامة الرئيس صدام حسين جاءت ( 100% ) !؟!؟ مما يؤكد هبوط احتمالية القتال الجدي للقوات المسلحة والحزب .

• الانشغال الدائم بتطور الموقف السياسي (إدارة الأزمة) من قبل رأس النظام السياسي في الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل الحرب شل القيادة في موضوع مراجعه الخطط الاستراتيجية بصوره دقيقه وكانت هناك عدد من التوجيهات في تعديل أو الإقرار على بعض المقترحات غير محسوسة ومنها خطه الدفاع عن بغداد مما أدى إلى تنفيذ خطط غير ناضجة آو محسوسة.
عناصر مأزق الاستراتيجية العسكرية العراقية في حرب عام 2003
إن وضع الاستراتيجية العليا العراقية السيئ في حرب عام 2003 أنعكس على الاستراتيجية العسكرية العراقية بالطبع فجعلها استراتيجيه عاجزة عن مواجهه ما ينتظرها في الحرب عمليا وأيقن الجميع أنها ستكون الحرب الأخيرة وسميت عراقيا بالحرب

الحاسمة (الحواسم) ويمكن توضيح أهم عناصر ذلك المأزق بما يأتي:

• حجوم وأبعاد الأهداف الاستراتيجية التي يتوخاها العدو والتي أعلن عنها العدو صراحةً والتي تعني احتلال العراق لإسقاط النظام السياسي بزعامة الرئيس صدام حسين كانت تعني أنها حرب شامله وحاسمه .

• الموازنة شبه المستحيلة في ميزان القوى بين الطرفين لانهيار قدرات الطيران والدفاع الجوي العراقي مع تدني خطير لمستويات الكفاءة للمقاتلين وللمنظومات التسليحية والمعدات القتالية العراقية بشكل عام.

• الاختيار الصعب مابين التنازل المؤقت عن الأرض ومتطلبات إيقاف أو إبطاء تقدم العدو في المسالك المحتملة للتقرب والذي يمتلك قابليه عالية على حرية العمل وتغيير الاتجاهات مع الافتقار إلى حرية الحركة لقواتنا إلا في حدود ضيقه جدا أي إن المناورة بالقوات ستكون شبه متعذرة على المستويات الاستراتيجية والعملياتية لتوفر النسبة العالية لاحتماليه تدميرها بالقوات الجوية المعادية.

• الافتقار إلى أسلحة الردع الاستراتيجية وحتى العملياتية حين أجبرت القيادة العراقية استجابة للكتلة الأوربية المناهضة للحرب في مجلس الأمن من الموافقة على تدمير صواريخ أرض أرض محدودة المدى ( 150 كم ) نوع (صمود 2 ) .

• الانخفاض الحاد للمعنويات العامة للمقاتلين العراقيين نتيجة للحرب الإعلامية الشرسة للأعلام المعادي علاوة على نشاط ( الطابور الخامس ) وخاصة المواليين لإيران في المناطق الجنوبية والفرات الأوسط من العراق . دون القدرة على التصريح بذلك لأسباب سياسية.

• كان لإعلان القيادة السياسية المباشر بقبول المعركة الحاسمة في العاصمة )بغداد) إي إن القيادة أعلاه قد حددت مكانها وهي الهدف الاستراتيجي الخطير من الحرب مما يجعلها تتحمل أي ( بغداد ) الثقل الأكبر من القصف الاستراتيجي المعادي ويسمح للعدو بالتخطي العملياتي للكثير من الأهداف لصالح حشد القوة الملائم نحو بغداد بالوقت الذي كانت خطه الدفاع عن بغداد يشوبها الكثير من الغموض من حيث جوهر العمل ومسؤولية القيادة والسيطرة المتداخلة أساسا.

• الحسابات المخطوئة بالمقارنة بحرب عام 1991 لتقدير حجم القوات الكافية للتعرض على العراق بالإضافة إلى وضع الفرقة المدرعة الرابعة الاميركية المتأرجح مابين ساحتي العمليات التركية والكويتية عند نشوب الحرب فكانت القيادة العسكرية العراقية تتوقع تأخير التعرض لحين حشد قوات لا تقل عن (400 ألف ) مقاتل معادي .

• الإبقاء على الكثير من القوات العراقية خارج أهداف الارتال المعادية التي غزت العراق من الجنوب وهدر كبير بالوقت في الاستفادة من تلك القوات المجمدة خارج منطقه التأثير لتمسك القيادة في موضوع تقسم العراق إلى أربعة مناطق .

• عدم التقدير الصحيح لاتجاه الجهد الرئيسي من قبل الرئيس وكان يظن إن ما يجري من معارك من الجنوب ما هي إلا خدعه استراتيجية للعدو لان جهده الرئيسي سيكون من الغرب بالرغم من كل تأكيدات قائد فيلق الحرس الجمهوري الثاني (الفتح المبين) يوم الثاني من نيسان 2003 الذي كان فيلقه مشتبكا بقوه منذ أسبوع مضى بالعدو.

• الانهيار العام للمعنويات وخاصة للقوات في بغداد وفقدان الإرادة على القتال نتيجة للضربات الموجعة للطيران وللصواريخ الجوالة منذ بداية الحرب علاوة على دور الإعلام المعادي والطابور الخامس الذي تجاوز إعداده العشرة آلاف عنصر.
يرجى ملاحظه الملحق (ب)

الخلاصة.
مما لاشك فيه إن أية استراتيجيه عسكريه تخضع للاستراتيجية العليا لتلك الدولة التي تنتمي إليها القوات المسلحة و من العقيدة السياسية تستمد منها العقيدة العسكرية فعليه إن الاستراتيجية العسكرية تكون مقيده بإطار عام وترسم لها الأهداف السياسية (الاستراتيجية ) وتعمل هذه لتحقيق هذه الأهداف بشكل مباشر او غير مباشر في ساحة الحرب.

إن منظومة صنع القرار وآليته في دول العالم الثالث ومنها العراق تكون شبه محدودة وإنما يكون هناك فريق عمل صغير يحيط بالزعيم السياسي للدولة مسؤوليته اتخاذ القرارات الاستراتيجية وفق آلية عمل محددة جدا وفي بعض الأحيان تعرض القرارات المهمة على مؤسسات الدولة التشريعية (كالبرلمان مثلا) بصوره شكليه وهذه القرارات تشكل بما يخص الحرب أو التهيئة للحرب الغايات والأهداف الاستراتيجية العسكرية فتعمل الدوائر العسكرية العليا على دراسة تلك الأهداف بهامش محدود من المناقشة في الغالب لأغراض التنفيذ.

في الموضوع العراقي يخضع صنع القرار بالأساس لرؤية القائد السياسي الذي هو القائد العام للقوات المسلحة وبأسلوب مقيد للغاية ونابع ذلك من نمط السلوك القيادي الصارم للرئيس صدام حسين ومركزيته الشديدة وقوه احكامة فعليه يختصر هامش النقاش في الجوانب التطبيقية في الغالب فتصبح أغلب القرارات خاليه أو شبه خاليه من أي فسحه للمناورة للانتقال إلى الخيارات الأخرى مما أوقع المخططين الاستراتيجيين في محن عديدة حين يكونون وسطا مضغوطا ما بين صعوبة أو استحالة تحقيق الأهداف السياسية الاستراتيجية بالوسائط المتاحة وما بين أثاره غضب رئيس الدولة ( القائد العام) علاوة على التأثير السي لامتدادات السياسة في إدارة الحرب إلى أعماق الاختصاص المهني ( الاحتراف ) الذي ينبغي إن يترك للعسكريين وخاصة الميدانيين منهم .

أن مجابهه الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها في حرب عام 1991 كان خطا استراتيجيا ولد من خطا استراتيجي اكبر هو احتلال الكويت وتجاوز الخطوط الحمراء الإقليمية والدولية لم يتم دراسته دراسة واقعية واستراتيجيه وعدم استيعابه جيدا بل جرى تبريره والبناء عليه لأسس استراتيجيه للمرحلة القادمة من الصراع مع الولايات المتحدة وحلفائها مع الاستهانة بكل ما افرزه الحصار الاقتصادي الشامل على المستويين المعنوي والمادي.

كان من المتعذر جدا لاستراتيجيه عسكريه إن تحقق نجاحا في ظل ثياب العقيدة العسكرية طيلة حروب عديدة و فتره حصار اقتصادي طويلة مع استهلاك وتقادم زمن للوسائط القتالية مع أنهاك مستمر للقوى المادية والمعنوية وكانت النتيجة محسومة لصالح الولايات المتحدة الاميركية في حربها الأخيرة على العراق في ظل
هذا الإنهاك العام كقوات مسلحه وموارد ضمن صراع إقليمي ودولي اتحد أخيرا في أهدافه إلا وهو إسقاط النظام السياسي العراقي بزعامة الرئيس صدام حسين فانهارت القوى المعنوية والمادية خلال مده ثلاثة أسابيع بالرغم من العديد من المحاولات الميدانية لبعض القوات العراقية وبكل ما قدمت من تضحيات بالصمود فان البون كان شاسعا مابين الأهداف الاستراتيجية وما بين الإمكانيات المتاحة التي وصلت إلى أدنى حدودها والغريب إن إمكانيات العدو وساحة الحرب وإمكانياتنا كلها معروفه للعراقيين إلا أن الاستراتيجية العسكرية العراقية وقعت تحت تأثير الحسابات المعنوية والغيبية للاستراتيجية العليا .

مهما كانت العوامل المؤثرة على بناء وعمل الاستراتيجية العسكرية العراقية خلال حربي عام 1991 و 2003 لم تعف القيادة العسكرية من مسؤولياتها الأخلاقية والتاريخية من التطوير الايجابي لإستراتيجيتها مع الإشارة إلى الافتقار الواضح للثقافة الكافية لتأهيل المستويات القيادية العليا سواء في دوائر وزاره الدفاع العراقية ورئاسة أركان الجيش والحرس الجمهوري والقيادات الميدانية العليا على المستوى الاستراتيجي الانهماك غير المبرر للمستويات العسكرية الاستراتيجية العراقية في التفاصيل الميدانية وعدم تخويل الصلاحيات الكافية للمستويات القيادية الأدنى وهذا لا يقلل من نجاح الاستراتيجية العراقية في العديد من المواقف الصعبة ومع التقدير العالي لحجم التضحيات الكبيرة التي فقدتها القوات المسلحة العراقية في هذين الحربين بالرغم من فقدان الأمل بأي نصر ممكن بدواعي الشرف العسكري والانتماء الوطني.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس