الموضوع: معركة السوم
عرض مشاركة واحدة

قديم 16-03-09, 08:28 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الأساليب التكتيكية المستخدمة في المعركة

كان الهجوم البريطاني ـ الفرنسي مثالاً كاملاً للعملية الهجومية في حرب الخنادق فقد استند الحلفاء في تكتيكاتهم إلى الخبرات المكتسبة في معركتَي شامباني وفردان وتمثل في قصف المواقع الدفاعية الألمانية على طول الجبهـة بغرض استنزاف قوى العدو وتدمير احتياطياته وتضليله عن تحديد اتجـاه المجهود الرئيسي للهجوم والمبادرة بعد ذلك إلى شنّ الهجوم النهائي الحاسم في قطاع محدد من الجبهـة بغرض اختراق الخطوط الدفاعية بوساطة قوات المشاة واستغلال النجاح بدفع تشكيلات الفرسان (الخيالة) إلى ثغرة الاختراق لتطوير الهجوم.

وردّ الألمان على هذا التكتيك بالتعامل مع بطاريات مدفعية الحلفاء بهدف تدميرها أو إسكاتها وزيادة عمق الدفاعات وتحصين الخطوط الدفاعية في العمق ونشر جزء محدود من القوات في الخطوط الأمامية (في النسق الأول) وحشد بقية القوات في أنساق ثانية واحتياطيات بهدف شنّ الهجمات المضادّة في اتجاهات هجوم الحلفاء الرئيسية لسد ثغرات الاختراق واستعادة الأوضاع الدفاعية كما كانت.

ولقد تمكنوا من تنفيذ هذا التكتيك بنجاح بسبب بطء تقدم الحلفاء وعجزهم عن تحقيق اختراق عميق قبل هجمات احتياطيات القوات الألمانية المضادّة في اتجاهات الاختراق وكان الألمان يعمدون إلى تبديل فِرق النسق الأول بشكل مستمر ويسحبونها إلى الخلف لأخذ قسط من الراحة ويدفعون بدلاً منها فِرقاً أخرى من النسق الثاني (فيما يُعرف بعملية غيار القوات) وكانت هذه العملية تحدُث في سرعة تامة وانتظام كامل وفي سِرية شديدة من دون أن تؤثر في صلابة الخطوط الدفاعية واتزانها وقدرتها على صد هجمات الحلفاء.

ولقد استخدم الجانبان الطائرات في مهـام القصف والاستطلاع وحماية القوات من الهجمات الجوية بيد أن الألمان استخدموا أسلوب القصف الجوي المكثف ضد الأهداف الرئيسية بأعداد كبيرة من الطائرات في كل غارة جوية في حين كان الحلفاء يشنون غارات جوية متعددة ولكن بأعداد محدودة من الطائرات (من دون استخدام مبدأ الحشد وتركيز المجهود الجوي).

نتائج المعركة

تُعَد معركة السوم من أضخم معارك الحرب العالمية الأولى نظراً إلى حجم القوات والأسلحة المشتركة فيها والقوات التي دُفع بها إلى أرض المعركة في جميع مراحلها والمهام التي حققتها قوات الطرفَين والخسائر التي مُنّيا بها

المهام التي حققتها قوات كلا الطرفَين

قوات الحلفاء

أمكن قوات الحلفاء التقدم مسافة راوحت بين 5 و12 كم في جبهة، عمقها 50 كم والاستيلاء على منطقة مساحتها 230 كم مربعاً.

والوصول إلى مسافة 3 كم منبابوم وبيرون من دون التمكن من اختراق الجبهة والوصول إلى مؤخرة القوات الألمانية وقطع خطوط مواصلاتها.

القوات الألمانية

اتخذت الدفاع ولم تنفذ أي عمليات هجومية ونفذت عدة هجمات مضادّة ناجحة حالت دون اختراق قوات الحلفاء الجبهة.

خسائر الطرفَين

خسائر قوات الحلفاء

أكثر من 700 ألف مقاتل (66% منهم من البريطانيين).

خسائر القوات الألمانية

538 ألف مقاتل بين قتيل وجريح وأسير.

النتائج الإستراتيجية

حققت معركة السوم بعض النتائج التي يمكن إجمالها في الآتي:

تخفيف الضغط الألماني على جبهة فردان.

تثبيت القوات الألمانية على الجبهة الغربية ومنعها من إرسال تعزيزات كبيرة إلى الجبهة الشرقية.

إن الخسائر البشرية والمادية التي تكبّدها الألمان كانت أقل كثيراً من خسائر الحلفاء إلاّ أن تفوقهم العددي جعلهم أقدر من الألمان على تعويض الخسائر واستيعاب نتائج الاستنزاف المتبادل.

لم يحقق الحلفاء في الهجوم انتصاراً حاسماً على الرغم من الجهود المبذولة وجسامة الخسائر ولذا وُجِّه اللوم إلى الجنرال جوفر وعُزِل وعُيِّن الجنرال نيفل قائداً عاماً للقوات المشتركة في أواخر عام 1916.

الدروس المستفادة

استفاد الألمان من هذه المعركة من أسلوب الدفاع المرن الذي طبقوه فيما بعد كما اعتادت قواتهم مواجهة الدبابات وقنصها في حين استخلص الحلفاء دروساً مهمة في مجال استخدام الدبابات وطبقوها بعد ذلك، بنجاح في معركة كامبري في عام 1917.

وكان من أهم ما استفاده الطرفان المتحاربان الآتي:

بالنسبة إلى الحلفاء

صعوبـة اختراق الدفاعات المحصنة بالمدفعية والمشاة وضرورة تدعيم القوات المهاجمة بالدبابات التي تمتلك متطلبات اختراق الدفاعات (قوة الصدمة وقوة النيران وخفة الحركة والقدرة على المناورة).

بالنسبة إلى الألمان

أهمية إنشاء مواقع دفاعية عميقة على خطوط متتالية وتدعيم القوات المدافعة عن هذه الخطوط وإعدادها جيداً للعمل ضد دروع الدبابات.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس