الموضوع: معركة السوم
عرض مشاركة واحدة

قديم 16-03-09, 08:25 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

سير أعمال القتال

قبل بدء الهجوم بسبعة أيام وبالتحديد في صباح 24 يونيه 1916 بدأ التمهيد النيراني لقوات الحلفاء بقصف مدفعي لمواقع الألمان على جبهة بمواجهة 25 كم مستخدمة مقذوفات شديدة الانفجار ومقذوفات دخان بينما نفذ الطيران البريطاني خلال ذلك عمليات قصف جوي وطلعات استطلاعيةوفي اليوم التالي (25 يونيه) هاجم الطيران البريطاني مناطيد المراقبة الألمانية وتمكن من تدمير تسعة منها مما أدّى إلى إضعاف قدرات الجيش الثاني الألماني على المراقبة والاستطلاع.

في الساعة 0730 من الأول من يوليه وبعد تمهيد نيراني استمر سبعة أيام بدأ (450) مدفعاً إنجليزياً تمهيداً نيرانياً كثيفاً قبل بدء الهجوم مباشرة استمر 60 دقيقة اندفع بعده الجيشان الرابع البريطاني والسادس الفرنسي جنوب المواقع الدفاعية للجيش الثاني الألماني.

في الساعة 0830 هاجم الجيش الرابع البريطاني المواقع الدفاعية الألمانية التي تواجهه والممتدة من جوميكور حتى ماريكور مركزاً مجهوده الرئيسي في هضبة فريكور ومحور طريق ألبيرت ـ بابوم".

ولتعزيز الهجوم وتغطية جناحه الأيسر شن الفيلق السابع من الجيش الثالث البريطاني بقيادة الجنرال إدموند اللنبي المتمركز شمال الجيش الرابع البريطاني هجوماً ثانوياً على جوميكور.

في الوقت نفسه هاجم الجيش السادس الفرنسي المواقع الدفاعية الألمانية التي تواجهه والممتدة من ماريكورحتى إيستري وكانت قواته العاملة على جانبَي نهر السوم تقاتل على محورَين منفصلَين المحور الأول: شمال نهر السوم ويعمل فيه الفيلق 20 والمحور الثاني: جنوب النهر ويعمل فيه فيلق المستعمرات الأول والفيلق 35.

تمكنت القـوات البـريطانيـة في نهاية اليوم الأول من القتال من إحداث اختراق محدود في بعض قطاعات خط الدفاع الألماني الأول إلاّ أن الألمان عمدوا إلى هجوم مضادّ قويعلى البريطانيين الذين مُنُوا بخسائر تقدّر بنحو 60 ألف قتيل وجريح في 12 ساعة وفي مساء اليوم عينه اقترف المهندسون البريطـانيون عملاً إجرامياً إذ نسفوا قرية فرنسية برمّتها فقد ظلوا طيلة 7 أشهريحفرون نفقاً تحتها ليساعدهم على احتلال هذه القرية والسيطرة على مجموعة من الهيئات الحاكمة التي يحتلها الألمان.

وبعد أن أنجزوا هذا النفق ووضعوا فيه شبكة من الألغام تحتوي على 40 ألف رطل مـن روح النشادر وفي الأول من يوليه عشية بدء الهجوم فجروا تلك الألغام فأُبيدت القرية بأسرها.:cry:

أمّا الفرنسيون فقد كان الجنـاح الأيسر من خط الدفاع الألماني هو نقطة هجومهم المنتظر فقصفت مدافعهم (850 مدفعاً) مـواقع القوات الألمانية قصفاً عنيفاً تلاه هجوم القوات الفرنسية التي استطاعت بالمفاجأة وبعدم الفصل بين القصف المدفعي وهجوم المشاة أن تشل مدفعية الألمان وتمكن الفرنسيون بذلك من إسقـاط المنطقـة التي هـاجموهـا بخسائر قليلة جداً كما أنهم أسروا 4 آلاف جندي ألماني.

كانت نتائج أعمال قتال اليوم الأول كالتالي:

فشل البريطانيون في اختراق الدفاعات الألمانية مع خسارة 60 ألف جندي بين قتيل وجريح.

نجح الفرنسيون في اختراق الدفاعات الألمانية وأسْر 4 آلاف من الألمان.

وبانقضاء اليوم الأول من شهر يوليه وحتى منتصف هذا الشهر استمرت القوات البريطانية والفرنسية تهاجم خطوط الدفاعات الألمانية وتحتلها جزءاً جزءاً على الرغم من الخسائر الجسيمة التي تكبدتهاوفي النهاية تمكن البريطـانيون من التقدم مسافة راوحت بين 5 و10 كيلومترات وتمكن الفرنسيون من التقدم مسافة مماثلة لمسافة تقدم القوات البريطانية.

وعلى الرغم من نجاح القوات البريطانية ـ الفرنسية وتقدمها على الجبهة الممتدة من "تييبفال" شمالاً إلى "فيرماندوفلير" جنوباً وتعرّضت الفِرق الألمانيـة (12، 28، 121، 11) على الجناح الأيسر لخسائر كبيرة إلاّ أن القوات الألمانية في منطقة الاختراق تمكنت من الانسحاب بانتظام إلى مواقع خلفية في عمق الدفاعات واحتلال خطوط دفاعيـة جديدة في حين صمدت الفرق الألمانية (2 ،52، 26) في مواقعها على الجناح الأيمن وأوقفت أي تقدم بريطاني .

ولكن تباطؤ التقدم والأخطاء الفادحة التي وقع فيها الحلفاء وفشلهم في استغلال النجاح الذي حققوه في اختراق الدفاعات الألمانية كل ذلك أتاح لقيادة الجيش الثاني الألماني أن تدفع قواتها الاحتياطية التكتيكيـة إلى شنّ هجمات مضادة لصد هجوم الحلفاء كما دفعت عدة فِرق من الاحتياطي الإستراتيجي إلى جبهة السوم وهكذا ارتفع عدد الفِرق الألمانية في السوم في الأيام العشرة الأولى من القتال إلى 18 فِرقة.

وبفضل تدفق القوات الاحتياطية الألمانية ومسارعتها إلى الانتشار في الخطوط الدفاعية تعثّر تقدم القوات الفرنسية والبريطانية في النصف الثاني من شهر يوليه ولم يحقق البريطانيون أي تقدم شمال تييبفال وراوح أقصى تقدم لهم في وسط الجبهة طوال خمسة عشر يوماً بين 1000 و1500 متر.

وكان الوضع مشابهاً تماماً بالنسبة إلى القوات الفرنسية التي لم تحقق في النصف الثاني من يوليه سوى تقدم محدود على الرغم من دفع فِرق المشاة والفرسان (الخيالة) الاحتياطية والدعم الذي قدمه الجيش العاشر الفرنسي إلى الجيش السادس.

في 18 يوليه شنّ الألمان هجوماً مضادّاً ضد القوات البريطانية عند غابة دلفيل وتمكنوا من استعادة المواقع التي خسروها شمال شرق تلك الغابة كما استعادوا النصف الشمالي من بلدة لونجفال.

في 19 يوليه استدعت القيادة الألمانية فِرقاً احتياطيـة جديدة وأعادت تنظيم القوات المحتشدة في جبهة السوم وقَسّمتها إلى جيشَين/ الجيش الأول شمال نهر السوم بقيادة الجنرال فون بيلوف والجيش الثاني جنوبه بقيادة الجنرال "جالفيتش"وأنشأت في عمق الدفاعات خطوطاً محصنة جديدة.

ومنذ منتصف يوليه حتى منتصف أغسطس عزز الحلفاء قواتهم في السوم حتى قدّر حجمها بزهاء 51 فِرقة و500 طائرة كما عزز الألمان قواتهم فبلغت 31 فِرقة و300 طائرة ولم يتوقف القتال طوال أغسطس واتّسم بالضراوة وجسامة الخسائر بين الطرفين إضافة إلى ثبات الجبهة وانعدام الحركة ولم تحقق الهجمات الفرنسية والبريطانية المحدودة أي تقدم ملموس.

وتركزت جهود الطرفَين في رفع كفاءة تحصينات المواقع الدفاعية واستكمال خطط النيران والتجهيزات الهندسية ودفع المزيد من القوات والأسلحة ووسائل الدعم الأخرى .

في 3 سبتمبر دفع البريطانيون جيشهم الخامس بقيادة الجنرال جوف الذي تقدم في النسق الثانيوهاجم موقع تييبفال واندفع باتجاه الشمال الشرقي نحورانكور كما دفع الفرنسيون جيشهم العاشر بقيادة الجنرال ميشلر على الجانب الأيمن للجيش السادس فاتسعت جبهة القتال حتى بلغت50 كم.

وشنّ الجناح الأيمن للجيش الرابع البريطاني هجوماً في وسط الجبهة بين جينشي وكومبل حيث كانت تدافع الفِرقة الثالثة الألمانية وتمكن من احتلال جينشيفي التاسع من سبتمبر وردّ الألمان على ذلك بدفع المزيد من القوات نحو جبهة السوم، ليرتفع عدد فرقهم إلى 40 فِرقة كما عمدوا إلى تقوية دفاعاتهم ورفع كفاءة مواقعهم وتحسين تجهيزاتها وتحصيناتها الهندسية مما أدى إلى تقليل معدل تقدم الحلفاء حتى راوح متوسط التقدم بين 150 و200 م/ يوم.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
في 19 سبتمبر 1916 وللمرة الأولى في التاريخ دخلت الدبابات القتال عندما استخدم البريطانيون 38 دبابة من نوع مارك ـ 1 في دعم المشاة ومساعدتها على تحقيق اختراق الدفاعات في فلير جنوبي بابوم وتمكنوا من التقدم مسافة راوحت بين 4 و5 كيلومترات وكان لهذه الدبابات تأثير معنوي كبير في قوات المشاة الألمانية غير أنها لم تتمكن من تحقيق اختراق الدفاعات الألمانية بسبب عدم استخدامها الاستخدام الفني والتكتيكـي السليم في مواجهة واسعة إذ وصلت كثافة الدبابات على خط الهجوم إلى دبابتَين في كل كيلومتر واحد من الجبهة (أي أن المسافة بين الدبابة والأخرى كيلومتران).

وفي خلال سبتمبر وعلى الرغم من بطء تقدم الحلفـاء فقد تمكن البريطانيون من احتلال ميرومون وفلير ومورفال كما احتلوا مدينة كومبل بالتعاون مع الجيش السادس الفرنسي وفي الشهر نفسه تقدمت تشكيلات الجيش السادس الفرنسي العاملة شمال السوم مسافة راوحت بين 3 و4 كم واحتلت فريجيكور ورانكورونجح الجيش العاشر الفرنسي في احتلال فيرماندوفلير والتقدم حتى شولن.

ومنذ أواخر سبتمبر ساد الهدوء الجبهة من جديد بسبب سوء الأحوال الجوية وغزارة الأمطار التي جعلت الأراضي موحلة وصعوبة عبور الموانع المائية والتعب والإرهاق اللذَين انتابا القوات المهاجمة والعجز عن تطبيق تكتيك يؤمّن اختراق الخطوط الدفاعية الألمانية.

وطوال شهرَي أكتوبر ونوفمبر كان القتال مستمـراً بين القوات في خطوط دفاعية ثابتة وتحول هذا القتال إلى استنزاف حقيقي لكلا الطرفَين المتحـاربَين تخللته هجمات متبادلة محدودة أسفرت عن نجاح الفرنسيين في انتزاع موقعَي سيلّي سيليزل وبوشافن من القوات الألمانية وتحت تأثير الاستنزاف المتبادل، بدأت حدّة الصدام تخفّ تدريجياً على جبهة السوم ولكن القتال لم يتوقف إلاّ في 12 ديسمبر 1916.
........................

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس