الموضوع: معركة السوم
عرض مشاركة واحدة

قديم 16-03-09, 08:23 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي معركة السوم



 

معركة السوم

طبيعة منطقة السوم


معركة السوم (1 يوليه إلى 30 نوفمبر 1916) هي إحدى معارك الحرب العالمية الأولى التي خاضتها القوات البريطانية الفرنسية ضد القوات الألمانية على جـانبَي نهر السوم في الجزء الشمالي الغربي من فرنسا وقد بدأت المعركة في الأول من يوليه واستمرت حتى نهاية نوفمبر 1916 .

تتكون المنطقة من سلسلة من الهيئات والتباب المرتفعة يجري خلالها نهر السوم Somme مشكّلاً مانعاً مائياً يُعدّ في مصلحة القوات المدافعة على أي من جانبيه مما يصعب على أي قوات مهاجمة التقدم في اتجاه الهيئات المرتفعة المسيطرة على النهر.

كما أن السهل الممتد على جانبَيه يتيح للقوات المدافعة ميداناً جيداً للرماية في كل الاتجاهات ضد أي قوات مهـاجمة أي أن منطقة السوم تصلح للدفاع أكثر منها للهجوم وهذا ما كان يعرفه القادة الفرنسيون والبريطانيون ولكنهم أصرّوا على خوض المعركة بالهجوم على القوات الألمانية التي كانت تسيطر على تلك المنطقة.

الموقف قبل بدء المعركة

في أوائل عام 1916 كانت جبهة الجيوش الألمانية المحتلة في شمالي فرنسا تأخذ شكل زاوية قائمة رأسها في شمالي ضواحي باريس عند مدينة "نوايون" ويمتد الضلع الرأسي من الشمال إلى الجنوب (من مينـاء نيوبورت البلجيكي المطل على بحرالمانش حتى نوايون مروراً بمدن "إيبر ولانس وآراس).

في حين يمتد الضلع الأفقي من الغرب إلى الشرق (من مدينة نوايون حتى الحدود الفرنسيـة الشرقية مروراً بمدن "بيري أوباك وسويب وفردان") وكانت قوات الحلفاء مشتبكة في ذلك الوقت مع القوات الألمانية في معركة فردان في محاولة لمنع الجناح الألماني الأيسر من الاندفاع نحو الجنوب الغربي في اتجاه باريس.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وضع القائد العام للقوات الفرنسية الجنرال "جوزيف جوفر" خطة هجوم بريطانية فرنسية مشتركة ضد القوات الألمانية في منطقة نهر السوم الهادئة نسبياً حيث ينتشر الجيش الثاني الألماني بقيادة الجنرال فون بيلوف متوخياً تخفيف الضغط على جبهة فردان وكان الغرض من هذا الهجوم:

استنزاف القوات الألمانية، في معركة طويلة باهظة التكاليف.

إجبار الألمان على سحب قوات رئيسية من الجبهة الروسية.

اختراق الجناح الأيمن، للجيب الألماني والتقدم في العمق لتهديد طرق مواصلات القوات الألمانية في جبهة فردان،

لتخفيف الضغط الهجومي على القوات الفرنسية العاملة على تلك الجبهة .

وكانت قوات الحلفاء قد حاولت اختراق ذلك الجناح في عام 1915 عند مدينة لانس ولكنها فشلت لذا تقرر تسديد الضربة هذه المرة إلى منطقة السوم جنوبي مدينة لانس بغرض الوصول إلى بابوم والتقدم بعد ذلك نحو كامبري.

حجم قوات الجانبَين

القوات الألمانية

كان الجيش الثاني الألماني يتشكل من 9 فِرق مشاة و 672 مدفعاً و 300 هاون و 114 طائرة.

ويتخذ أوضاعه الدفاعية على جبهة طولها 40 كم تمتد من مدينة جوميكور في الشمال حتى مدينة سوايكور في الجنـوب ويحتل الهيئات المرتفعة المشرفة على مجرى نهر السوم الذي يخترق الجبهة عند مدينة فريز .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قوات الحلفاء (البريطانية والفرنسية)

كانت قوات الحلفاء تتشكل من 32 فِرقة مشاة و6 فِرق فرسان و2189 مدفعاً و1160 هاون و300 طائرة وتخضع لقيـادة المارشال "فوش وكانت تشكيلاتها كالآتي:

الجيش الرابع البريطاني

ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الأول بقيادة الجنرال راولينسون ويحتل المنطقة الممتدة من شمال السوم وخط الجبهة الممتد جنوب جوميكور ويدخل في تشكيله الفيلق 8 والفيلق 10، والفيلق 3 والفيلق 15 والفيلق 13.

الجيش الخامس البريطاني

ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني خلف الجيش الرابع بقيادة الجنرال هوبرت جوف.

الجيش السادس الفرنسي

ويتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الأول بقيادة الجنرال فايول ويحتل جزءاً من المنطقة الواقعة شمال السوم وخط الجبهة الممتد جنوبها ويدخل في تشكيله (الفيلق 20 والفيلق الأول مستعمرات والفيلق 35 مستعمرات).

الجيش العاشر الفرنسي

يتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني خلف الجيش السادس بقيادة الجنرال ميشلر.
...............
طبيعة الدفاعات الألمانية

كانت الدفاعات الألمانية في السوم قوية (بسبب كلسية الأرض) فقد كانت دفاعات عميقة ومتصلة تسمح بسهولة تحرك الأسلحة في داخلها من موقع إلى آخر وكانت مجهزة بالعديد من مرابض نيران المدفعية وتحيط بها حقول الألغام للتأمين ضد تسلل العدو إليها وضد الهجوم عليها ليلاً من بعض عنـاصر الاستطلاع المعادية ليلاً.

كما روعي عند إنشاء هذه المواقع مبادئ الإخفاء والتمويه فغُطيت مداخلها بفروع الأشجار وأوراقها وكانت الاستحكامات مكونة من طابقَين ومجهزة بغرف للاستراحة ومكاتب للضباط ومراكز للقيادة والسيطرة ودُشم للأسلحة وملاجئ للاتصالات اللاسلكية ومخازن للأسلحة والذخيرة والمعدات ومخازن لمواد الإعاشةالمتوافرة بكميات كبيرة في هذه الاستحكامات.
...............
التحضير للهجوم

بدأ التحضير للهجوم أواخر فبراير 1916 وجرى التنسيق بين القائد العام الفرنسي الجنرال جوفر وقائد القوات البريطانية في فرنسا الجنرال السير دوجلاس هيج على تنفيذ القوات البريطانية الضربة الرئيسية في المنطقة الممتدة بين ماريكور وجوميكور على أن تنفذ القوات الفرنسية ضربة مساعدة على جانبَي نهر السوم في المنطقة الممتدة بين ماريكور وطريق أميان ـ بيرون. وكان التخطيط أن يبدأ الهجوم في أقرب فرصة ممكنة للتخفيف من ضغط الهجوم الألماني الذي كان قد بدأ على جبهة فردان في 21 فبراير 1916.

لكن الجنرال هيج طلب تأجيل البدء بالعملية ريثما يتكامل وصول الإمدادات والمدافع الثقيلة من بريطانيا ولكن النجاح الذي حققه الألمان في فردان بالاستيلاء على مدينة فلوري وحصن تيومون في يونيه أقنع هيج بضرورة التبكير بالهجوم.

لقد تأثر تحديد هذا الموعد بعامل آخر يتعلق بالجيش الإيطالي الذي هاجمته القوات الألمانية في ترنتان وطُلب من الجيش الروسي في 19 مايو مساعدته بهجوم ضد القوات الألمانية في مواجهته لتنشيط الجبهة الشرقية تخفيفاً للضغط الألماني على الإيطاليين في الجبهة الغربية وقرر القائد الروسي شنّ الهجوم في 4 يونيه.

لذا رأت قيادة الحلفاء في الجبهة الغربية (جوفر وهيج) أن يبدأ الهجوم في السوم بعد بدء الهجوم الروسي بمدة كافية فيضطر الألمان إلى تثبيت جزء من تشكيلاتهم الاحتياطية لمواجهة الهجوم البريطاني/ الفرنسي ما يحرمهم إمكانية استخدام تلك التشكيلات في صد الهجوم الروسي وعلى هذا الأساس فقد تقرر بدء الهجوم في أول يوليه 1916 على أن يسبقه تمهيد نيراني بالمدفعية يبدأ في 24 يونيه ويستمر أسبوعاً كاملاً.

اتخذت تشكيلات الجيش الثاني الألماني أوضاعها الدفاعية في منطقة السوم في ثلاث مناطق دفـاعية يراوح عمقها بين 7 و8 كيلومترات وبدأت طائرات الاستطلاع الألمانية تكتشف في بداية فبراير 1916 استعدادات الحلفاء للهجوم وتزايد حجم القوات البريطانية على ضفتَي نهر أنكر شمال نهر السوم في مواجهة الجناح الألماني الأيمن وفي نهاية أبريل كان قد ازداد عدد الفِرق البريطانية في منطقة السوم إلى 12 فرقة يقابلها 4 فِرق ألمانية فقط.

وقد فكرت القيادة الألمانية في شنّ هجوم وقائي على البريطانيين قبل أن تكتمل استعداداتهم إلاّ أنها عدَلت عن ذلك لافتقارها إلى الإمكانات اللازمة للوصول إلى التفوق المحلي وتحقيق النجاح واكتفت بتعزيز الخطوط الدفاعية بدعم الجيش الثاني بفِرقة تمركزت شمال نهر أنكر وبذلك أصبحت مواجهة المنطقة الدفاعية لكل فرقة ألمانية ستة كيلومترات في حين كانت مواجهة المنطقة الدفاعية لكل فرقة في القطاعات الأخرى سبعة كيلومترات.

ولكن تحسن الأوضاع على الجبهة الألمانية لم يستمر طويلاً إذ سحبت القيادة الألمانية فرقتَين من شمال جبهة السوم وأحلّت مكانهما فِرقة واحدة متعبة ومنهوكة القوى من الفِرق التي شاركت في معركة فردان كما سحبت بطاريات المدفعية الثقيلة وأرسلت إلى منطقة السوم بدلاً منها بطاريات مسلحة بمدافع فرنسية كان الألمان قد استولوا عليها في المعارك السابقة.

لم يكن الألمان يعرفون جيداً مدى استعداد الفرنسيين للمشاركة في الهجوم البريطاني المنتظر ولم تُعِرِ القيادة الألمانية أهميةً لمعلومات الاستطلاع التي أكدت انتقال فرقتَين فرنسيتَين إلى شمال السوم وانتشارهما محل قوات بريطانية ولكن الموقف تعدل عندما تأكدت أن الفِرقتَين تابعتان للفيلق 20 الذي يتمتع بقدرات هجومية عالية.

وازداد اقتناعها بأهمية الدور الذي سينهض به الفرنسيون في الهجوم منذ أن كشفت دوريات الاستطلاع وطائراته وجود استعدادات هجومية جنوب نهر السوم وقدّرت أن جبهة الهجوم ستمتد من جوميكور في الشمال حتى فوكوكور في الجنوب.

وعلى هذا الأساس دعمت القيادة الألمانية الجيش الثاني في يونيه بفِرقة مشاة ومدفعية فِرقة أخرى و17 بطارية مدفعية ميدان خفيفة وأصبحت القوات الألمانية المنتشرة شمال السوم مؤلفة من خمس فِرق تحت قيادة فيلق واحد ومتمركزة في جبهة تمتد مواجهتها 36 كم بينما أصبحت القوات الألمانية المنتشرة جنوب السوم مشكلة من أربع فِرق تحت قيادة فيلق واحد على جبهة بمواجهة 33 كم.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس