عرض مشاركة واحدة

قديم 12-09-09, 09:29 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الإستطلاع الجوي ودوره في الحروب الحديثة



 

الاستطلاع الجوي ودوره في الحروب الحديثة


المقدمة

1. تتميز الحروب الحديثة بالسرعة والحسم ولهذا فهي تعتمد علي أسلحة خفيفة الحركة وذات قدرات تدميرية عالية بشرط أن يكون قرار استخدامها سليماً وفي الوقت المناسب ومن ثم فإن القائد يحتاج إلى معلومات حديثة ووفيرة عن الخصم وعن الموقف القتالي ويعتبر الاستطلاع الجوي سواء البصري أو التصويري أو الإلكتروني من أهم وأحدث الوسائل الاستطلاع للحصول على المعلومات المتعلقة بالعدو حيث جاءت هذه الأهمية بعد تطوير أساليب القتال والتحركات العسكرية وأعمال التخفية والتستر التي تستخدمها جيوش العالم في مسارح العمليات وفي منشأتها الحيوية في المناطق الخلفية إذ أن كسب المعركة في الحرب الحديثة لا يأتي بالكثرة العددية في الأفراد والمعدات ولا باقتناء الأسلحة الجيدة فحسب بل لا بد من توافر المعلومات الحديثة والموثوق بها في كل الأوقات ولقد أعطي الاستطلاع الجوي أهمية خاصة حيث أنه يوفر ما يقارب 90% من المعلومات الاستخباراتية عن قوات العدو ولقد أدخلت تحسينات عديدة على تقنية الاستطلاع الجوي بمختلف أنواعه وتظهر أهمية الاستطلاع الجوي أثناء الحرب عندما تصبح حاجة القادة ملحة للحصول على أحدث المعلومات حول العدو وخاصة عندما تكون إمكانية الحصول على المتطلبات الاستخبارتية صعبة المنال وإمكانية التضليل في أرض العدو متطورة لهذا لا بد من وسيلة سريعة ودقيقة تزود القادة بأحدث المعلومات وهذه الوسيلة هي الاستطلاع الجوي الذي يمكن استخدامه في مختلف الظروف العملياتية.

2. في أواخر الثلاثينات من هذا القرن ظهرت الحاجة إلى وسائل أفضل لاكتشاف الأهداف البحرية والبرية والجوية على مسافات كبيرة وكانت بريطانيا أول من استخدم الرادار المحمول جواً في أوائل الأربعينيات حيث كان قادراً على أكتشاف السفن والطائرات المعادية ليلاً وفي عام 1945م بدأت البحرية الأمريكية في استخدام الرادار المحمول جواً وبعدها زاد اكتشاف الأهداف في الجو وعلى السطح، وفي الخمسينات حدثت تطورات كثيرة في طائرات ومعدات الاستطلاع على المستوى ا لاستراتيجي والعملياتي والتكتيكي ثم وقع حادث اسقاط طائرة التجسس الأمريكية (u – 2) بتاريخ 1 مايو 1960م فوق الأراضي السوفيتية، منذ وقوع ذلك الحادث اتجهت الولايات المتحدة الأمريكية إلى التفكير في البدائل لوسائل الاستطلاع الجوية والفضائية على المستوى الاستراتيجي والعملياتي والتكتيكي وتطوير نظم نقل معلومات الاستطلاع والتجسس واستقبالها في مراكز القيادة المعنية على المستويات المختلفة.

3. بعد أن توقفت طلعات التجسس بطائرات (u – 2) أتجه التطور نحو استخدام طائرات التجسس الاستراتيجي التي تتميز بالسرعة العالية حيث تصل إلى إضعاف سرعة الصوت وبالقدرة العالية على الطيران على ارتفاعات عالية خارج مدى معظم الصواريخ الموجهة أرض/جو، وفي هذا المجال استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية عدداً من طائرات الاستطلاع الاستراتيجي التي لها القدرة على الطيران على ارتفاعات عالية جداً قد تصل في أغلب الأحيان ما بين 70000 90000 قدم وسرعة قد تصل إلى 3 ماك ومدى طيران يصل إلى 4000 ميل ومجهزة بالمعدات الحديثة للاستطلاع والتجسس مثل الكاميرات والرادارات وأجهزة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء، وأيضاً استخدم الاتحاد السوفيتي (سابقاً) نفس الأسلوب بواسطة طائرات مشابهة في التجهيزات وجميع هذه الطائرات تمثل أساس الاستطلاع الاستراتيجي، أما على المستوى العملياتي والتكتيكي فقد تأثرت أعمال الاستطلاع والتجسس بالطائرات العسكرية كثيراً نتيجة التطور في أسلحة الدفاع الجوي مما أدى إلى استخدام أنواع من الطائرات تتميز بالسرعة العالية والقدرة على الطيران على الارتفاعات المختلفة وإمكان تجهيزها بأجهزة الاستطلاع بالصور والرادار والأشعة تحت الحمراء وبالوسائل التي تمكنها من العمل في جميع الأجواء ليلاً ونهاراً,

4. تقوم الدول وخاصة المتقدمة بالاهتمام بالاستطلاع لأنه يشكل عاملاً مهماً لعملية جمع المعلومات عن العدو حيث أن جميع العمليات العسكرية تتطلب توفر هذا النوع من المعلومات وخاصة عند القيام بعمل تقديرات المواقف وأوامر العمليات لأنها تعتمد بصورة أساسية على نوايا وحجم وتشكيل وتخطيط وتوزيع قوات العدو.

5. إن أهمية الاستطلاع الجوي وضرورة العمل على تطوير وسائله وإتقانه وذلك بعد التطور الكبير الذي شمل معدات وأجهزة التهديد الجوية مثل الطائرات والصواريخ البالستية والمجنحة التي لا تؤثر على عمل القوات الجوية الصديقة فقط بل على أعمال القوات البرية والبحرية الصديقة أيضاً ولكون المعارك الحديثة تعتمد بدرجة كبيرة على أسلوب وطريقة المعارك المشتركة للأسلحة الثلاثة البرية والجوية والبحرية.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس