عرض مشاركة واحدة

قديم 07-10-09, 11:00 AM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

تقنيات التوجيه والملاحة

تبذل حالياً جهود مكثفة في مجال التوجيه عبر استخدام نظام القصور الذاتي، ومجموعات الملاحة بإرشاد الأقمار الاصطناعية، أو نظم تحديد المواقع عالمياً. وتصل دقة التوجيه في هذه الحالة إلى حدود عشرة أمتار في جميع
الظروف الجوية. وقد حققت الشركات الأمريكية خطوات حاسمة في هذا المجال من خلال الرأس الحربية W-13 ذات القدرة العالية على الاختراق، فقد تمكنت من تطوير مجموعة توجيه تعمل بمعطيات الأقمار الاصطناعية ونظم القصور الذاتي معاً.
ومن اتجاهات التطوير الحديثة للقنابل التقليدية ما يتعلق بعامل الدقة من خلال إدخال أساليب توجيه جديدة، وإذا كانت القنابل الموجهة تعود بداياتها إلى النصف الثاني من عقد الستينيات خلال الحرب الفيتنامية، فإن الطرازات الحالية تعتبر نقلة نوعية بارزة، نظراً لاستخدامها أشعة الليزر التي تحقق دقة إصابة بحدود خمسة أمتار كحد أقصى، عندما يضاء الهدف بشعاع ليزري، سواء من الطائرة الموجهة أو من طائرة أخرى، أو حتى من مصدر أرضي.

وقد لبت القنابل الموجهة بالليزر حاجة عملياتية مباشرة وملحة للجيش الأمريكي في فيتنام، ثم استفادت هذه القنابل من تقنيات التوجيه والتحكم، إلى جانب تحسين عامل الدقة من آليات تطوير استخدام الليزر في أوقات الطقس الرديء. وهناك الآن سلسلة واسعة من القنابل الليزرية، تعدلت باستمرار، واحتلت مركز الريادة في هذا المجال. وظهرت في البداية سلسلة قنابل Paveway الأمريكية، وتم تطويرها فيما بعد وعرفت باسم Paveway II، التي أصبحت ذات أجنحة كبيرة تنطوي، وتؤمن مدى أبعد ودقة محسنة عند الإطلاق من مستوى منخفض، وتتميز بأجنحة واسعة لتسهيل عملية الإطلاق من مستويات منخفضة، وبنظام تحكم أدق. كما صممت السلسلة كلها لتغطية أوسع نطاق ممكن من سيناريوهات التدخل حسب الأوزان وطبيعة الاختراق والمدى. وأثقل قذيفة اختراق في السلسلة هي النموذج GBU-28A/V، وتزن حوالي 2130كجم، واستعمل منها اثنتان خلال حرب تحرير الكويت عام 1991م، وقد تم تعزيزها منذ ذلك الوقت بإضافة نظام الملاحة بالأقمار الاصطناعية. ومازال التطوير مستمراً لهذه القنابل، فالنموذج Paveway 1V سيزود بملاحة بنظام القصور الذاتي، المدعوم بنظام الملاحة بالأقمار الاصطناعية، مع إضافة أو تعديل في الأجنحة، لتوسيع المنطقة التي يمكن مهاجمتها من نقطة اطلاقها، ومن المحتمل أن يصل مداها الأقصى إلى 110كم.

وتعتبر القنابل الموجهة بالليزر أقل أنواع الذخائر "الذكية" تكلفة في الإنتاج، كما أن دقة إصابتها تعادل دقة إصابة المقذوفات الموجهة بالموجات الرادارية المليمترية. وإذا قورنت - على سبيل المثال - أسعار مجموعة توجيه القنابل بالليزر، والتي تقارب المجموعة منها حوالي 60 ألف دولار، بالدقة العالية التي تحققها القنبلة، فإنه يتضح أن استخدام
المقذوفات الموجهة بالليزر هو أنسب الوسائل لتحقيق كفاءة عالية بتكاليف بسيطة.
وتتكون مجموعة التوجيه بالليزر من الأجزاء الآتية:

- زعانف الاتزان في مؤخرة القنبلة للحفاظ على اتزانها أثناء سقوطها.
- باحث ليزري يركب في مقدمة القنبلة لاستقبال نبضات الليزر أثناء سقوط القنبلة.
-مجموعة التحكم والتوجيه وتركب بين القنبلة وباحث الليزر، وبها حاسب لإنتاج أوامر التوجيه، وجيروسكوب للتحكم في الحركة المحورية، وموتور لإدارة الزعانف.
ومجموعة التوجيه بالليزر تحفظ منفصلة عن القنبلة، وتركب عليها فقط عند تعليق القنبلة بالطائرة، كما يمكن استخدام مجموعة التوجيه نفسها على أكثر من نوع من القنابل، والمجموعة لا تحتاج إلى دوائر إلكترونية متطورة لتشغيلها. واذا كان المقذوف موجهاً مباشرة إلى الهدف الذي يعكس أشعة الليزر، تكون الإصابة مؤكدة، أما إذا كان شعاع الليزر يحوم حول مركز الهدف، فإن المقذوف يغير اتجاه الزعانف. ويعمل قسم التوجيه على تصحيح زاوية الخطأ طوال المسار، وهي الزاوية بين المحور الهندسي للقنبلة وخط التنشين الذي يصل بين القنبلة والهدف.
وينقسم مسار القنبلة الموجهة بالليزر - من لحظة إطلاقها من الطائرة وحتى اصطدامها بالهدف - إلى ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: وتسمى المرحلة البالستية غير الموجَّهة، وهي تستغرق فترة قصيرة، تكون فيها زعانف التوجيه جاهزة تماماً للعمل، ويأخذ مسار القنبلة الشكل العام لوضع الطائرة لحظة إسقاط القنبلة، وأيضاً تعتمد سرعة القنبلة على
سرعة الطائرة لحظة الإسقاط.


المرحلة الثانية: وتبدأ بمجرد استقبال الأشعة المنعكسة من الهدف بواسطة المستشعر، ويتحقق ذلك عندما يكون الهدف
في مجال رؤية المستشعر، وتكون الطاقة لتشغيل دائرة التوجيه.


المرحلة الثالثة: وتسمى مرحلة التوجيه النهائي، وفيها تتذبذب القنبلة حول خط التنشين، ويتم التصحيح المستمر لحركتها باستخدام ريش التحكم.
وقد طورت شركات فرنسية سلسلة قنابل BGL الموجهة ليزرياً، وهي مصممة للإطلاق من ارتفاع يقل عن مائة متر بمدى يصل إلى سبعة كيلومترات، كما طُوِّر منها طراز يزن 1000كم، وهو مصمم خصيصاً لتلبية حاجات سلاح الجو الفرنسي في عمليات تفجير قواعد الجسور. ونظام التوجيه المستخدم مع القنابل BGL يمكن مواءمته على القنابل 400، و 1000كجم، ويمكن استخدامه عند الطيران الأفقي بسرعة 9ر0 ماخ، مما جعله يتمتع بمدى قذف يتراوح بين 4كم وحتى 10كم، وتتم إضاءة الهدف بجهاز ليزر مثبت على الطائرة، أو على الأرض، وغالباً ما يستخدم بود التصويب الليزرى طراز ATLISII.

 

 


   

رد مع اقتباس