عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:08 PM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (9) ـ جاسوس ليبي يتحدث للندن عن خطة عربية لغزو إسرائيل في أغسطس 1971
لندن: حسن ساتي
هذه قصة جاسوسين لم يجمع بينهما ملف واحد بحكم وجودهما في بلدين عربيين مختلفين هما مصر وليبيا. ولكن الذي جمع بينهما كثير، بدءاً من كونهما يحملان جنسية مزدوجة، ونهاية بتعلق موضوع التجسس باسرائيل.
الجاسوس الأول، هو الليبي الالماني فريد نوبرت، جاء طوعاً للمخابرات البريطانية ليحدثها عن هجره للمخابرات الليبية بعد انكشاف مهمة كان يقوم بها لاقناع معارضين ليبيين في ايطاليا بالعودة. وحاول في المقابلة اطلاع لندن على خطة عربية اعدتها ليبيا لغزو اسرائيل في 4 اغسطس (آب) 1971. ويزعم فريد ان تكلفتها 200 مليون جنيه استرليني وعدتها البشرية تصل الى 723 الف مقاتل. والطريف في حالة هذا الجاسوس انه مارس المهمة مع البريطانيين ليوم واحد، واختفى بعدها. وقد حفظت حالة فريد بالملف Fco 39 - 806 باسم المعارضة الليبية، وفي وثيقة حملت الرقم 1.
الجاسوس الثاني بملف Fco 39 - 963 بعنوان «السجناء السياسيون في مصر»، وهو مصري الماني اسمه بهجت حمدان، حوكم في 1969 بالتجسس لصالح اسرائيل وحكم عليه بالاعدام، وتمكن من مخاطبة السفير البريطاني من داخل زنزانته طالباً اثارة قضيته لدى الرأي العام البريطاني بعد ان زهدت في الدور المانيا وشككت في جنسيته رغم محاكمته مع الماني آخر يدعى ويزر. والطريف في قصة بهجت ان بريطانيا ايضاً لم تشأ احاطة رأيها العام او حتى منظمة العفو الدولية، فيما حجب سفيرها بالقاهرة عن زميله الايطالي مجرد ان حمدان قد راسله من زنزانة الموت، باعتبار ايطاليا راعية للمصالح الالمانية بالقاهرة إبان قطع العلاقات الدبلوماسية في الفترة التالية لهزيمة يونيو (حزيران) 1967.
** الليبي الألماني.. عميل ليوم واحد وثيقة رقم 1 التاريخ 27 يناير 1971 الى: كاي وهوب جونز 1 ـ طلب فريد نوبرت، والذي يزعم انه مواطن الماني غربي، مقابلتي يوم الاثنين للافشاء ببعض معلومات سرية. ويقول انه عاش 12 عاماً في ليبيا واكمل تعليمه هناك وعاش لعامين في بنغازي من 1967 الى 1969، وعمل مع عدد من رجال الاعمال الليبيين (عثمان غزال والمجلبي اخوان وزلاوي) في مجال الوجبات والاستيراد والتصدير.. الخ، وتم الاتصال به بعد الثورة ودعي للعمل مع المخابرات العامة ولم يعترض، واستدعي بعدها الى مكتب المخابرات الحربية واسندت اليه مهمة ملفات الاجانب، وأرسل بعدها لمهمات في تشاد وتونس، وارسل اخيرا الى روما لاقناع خليفة موسى وعمر شلهي بالعودة الى ليبيا. ولم يوضح اي شكل اتخذه ذلك الاقناع او دفع الرجلين للعودة، ولكنه قال انه اكتشف ان الليبيين الآخرين في روما علموا بمهمته، وفي ضوء ذلك احاط رؤساءه الليبيين بأنه لن يستطيع المضي في المهمة وفض ارتباطه بهم. ولتجنبهم جاء الى هذه البلاد عوضاً عن الذهاب لألمانيا الغربية لأن الليبيين يعرفون عنوانه ويسعى الآن لايجاد عمل مؤقت وهو الآن يقيم بفندق اليزابيث اكسلستون سكوير.
2 ـ فريد يقول انه خرج من خلال عمله مع الليبيين بمعلومات محددة وعلى قدر كبير من الأهمية وذهب تقديره الى اهمية الافشاء بها الى جهة اخرى، وحين سألته ما اذا كان قد ذهب لسفارة المانيا الاتحادية قال ان الوثائق من السفارة فقدت في الماضي ووجدت طريقها لأيدي الليبيين.
3 ـ اطلعني فريد على وثيقة بالانجليزية يقول انها ترجمة لوثيقة عربية صادرة عن وزارة الدفاع الليبية وقد ارسلت منها صورة للملحق العسكري الليبي في بلغراد. ويقول انه رأى الوثيقة الاصلية في حوالي الرابع من ديسمبر (كانون الاول) ويعتقد انها كتبت قبل ذلك بحوالي ستة ايام. والترجمة التي اطلعني عليها لا تحمل ترويسة او توقيعا. وهي تقول انه قد طلب من الدول العربية ان تقول كلمتها حول استعدادها لتسخير مواردها القومية لاستعادة فلسطين، واذا كان الحال كذلك فانها مدعوة للمشاركة بـ20 في المائة من دخلها القومي (5 في المائة في حالات مصر والأردن و10 في المائة لسورية) ووضع المبلغ في ميزانية عسكرية تكون تحت تصرف القيادة العربية المشتركة ويكون على القيادة العربية المشتركة انشاء قواعد عسكرية في مختلف الدول العربية على مسافة لا تقل عن 800 ميل عن الحدود الاسرائيلية. وتمضي الوثيقة لتقدم بعد ذلك خطوطا عريضة لغزو اسرائيل، وتكون حركة القوات البرية للغزو مصحوبة بضربات جوية واعمال تخريب وانتفاضة داخلية من السكان العرب. وتحتاج الخطة المقرر وضعها موضع التنفيذ في 4 ا غسطس (1971؟)، او في بحر اسبوع الى 200 مليون جنيه استرليني و723 ألف رجل.
4 ـ ويقول فريد ان لديه معلومات عن مؤامرة للاطاحة بالقذافي مطلع ابريل (نيسان) وهناك 15 من عناصر المؤامرة بمن فيهم خليفة موسى وعثمان سعيد (سطور مطموسة لا تقرأ) ........ وثلاثة ضباط عاملون بالجيش. وتحظى المؤامرة بتأييد جلود وبعض اعضاء مجلس الثورة. ولكن القذافي علم بالمؤامرة، ... ... (اسطر اخرى غير واضحة).
5 ـ شكرت السيد فريد على معلوماته، وقد غادر مكتبي من دون ان يقدم اي طلب سوى الابقاء على المعلومات التي قدمها في غاية السرية. ومن الواضح انه في حالة عصبية، ولم املك سوى القليل للحكم بجدية قصته. فهو يتحدث الانجليزية بسرعة ولكن بلا وضوح. ويلقي بالعبارات العربية والاسماء بطلاقة، رغم اني لست على علم يذكر بأي من شركائه من رجال الاعمال. وبعض التعليقات العربية على الوثيقة التي اطلعني عليها، وافترض انها له، تبدو ساذجة. واعتقد ان تحدثه للعربية طلق، ولكن كتابته لها مختلفة، وهي تتماشى مع حالة انسان تلقى تعليمه في مدرسة اوروبية بليبيا. والمعلومات عن الخطة الليبية بالوثيقة التي اطلعني عليها تبدو متماسكة قياساً بالقليل الذي نعرفه عنها من مصادر اخرى واكثر مما يمكن ان نتوقعه من نازح عادي.
إيه. ايبوت حاشية: الوثيقة مصحوبة بتعليقين بخط اليد.. الاول يقرأ: سيكون من المثير معرفة اي معلومات اضافية حول المؤامرة المزعومة. والثاني يقرأ، اعتذر بأن جهودنا للاتصال بنوبرت لم تنجح. وليست لدينا معرفة وتحديداً بهذه المؤامرة المزعومة، ولكننا قدمنا المعلومات المتاحة للجهات المعنية هنا وفي طرابلس. سأحيطك اذا جد شيء او جاء لدائرة الضوء.
** بهجت حمدان .. مصري.. وألماني أيضا:
وثيقة رقم 2 التاريخ: 4 مايو 1971 الى: عزيزي مالكوم 1 ـ تسلم سفيرنا في الاسبوع الماضي رسالة من بهجت حمدان، الذي قال انه مواطن الماني غربي حكمت عليه محكمة عسكرية مصرية بالاعدام في 1969 بتهمة التجسس لاسرائيل وهو رهين زنزانة الموت بسجن القاهرة المدني في ظروف لا تحتمل. وقد طلب من السفير تمرير تفاصيل مأزقه الى المنظمة الانجليزية المعنية برعاية السجناء السياسيين، وبالافتراض منظمة العفو الدولية.
2 ـ تشاورنا مع قسم رعاية المصالح الالمانية الاتحادية حول حالته ويبدو ان خلفية القضية كالآتي: حمدان شريك لوسيط سلاح الماني يدعى ويزر، والذي شارك في بيع سلاح للجمهورية العربية المتحدة (مصر) في بعض مشاريع الانشاء العسكرية. تم اعتقال ويزر وحمدان في خريف 1969 بتهمة التجسس لاسرائيل. الالمان هنا يلمحون الى اعتقادهم بمبررات الاتهام ضد حمدان في مقابل براءة ويزر. وكلا الرجلين حوكما سراً امام محكمة عسكرية بعد اعتقالهما مباشرة، فكان حكم الاعدام لحمدان والسجن مدى الحياة مع الاشغال الشاقة لويزر. هذه المحاكمات لم تعلن للشعب ومستشارنا القانوني الذي قام بتمثيل ويزر لم يستطع الحصول على تأكيدات بالحكمين. الحكومة الألمانية قلقة تجاه تخليص ويزر بعد ان اصبحت حالته معروفة في المانيا. وبعد ان اصبح الرأي العام هناك متجاوباً. احاطنا قسم المصالح الالمانية هنا، وباشتراط السرية الكاملة، بأن السفير الايطالي كممثل لرعاية وحماية المصالح الالمانية هنا، قام بمحاولتين لدفع السلطات المصرية لاطلاق سراح ويزر ولكنه لم ينجح. الالمان اقل اهتماماً بحمدان. ويعتقدون انه حصل على الجنسية الالمانية بالتحايل (فهو متزوج من سيدة المانية موجودة الآن في المانيا) وهو مولود في مصر ويعتبر مصرياً بالنسبة للسلطات المصرية. ولم يسمح للألمان بمقابلته فيما سمح لهم بانتظام بلقاء ويزر.
3 ـ نظرتنا، ويشاركنا فيها قسم المصالح الالمانية، بأنه لا يوجد شيء يمكن ان نقدمه لمساعدة حمدان. ليس لدينا موقف محدد، وتدخلنا سيزيد من تشكك المصريين حول حمدان. كما لن يكون من المفيد (واعتقد من الصحيح) احاطة منظمة العفو الدولية بهذه الحالة. فحمدان جاسوس محكوم عليه، رغم ان طريقة اصدار الحكم عليه مصحوبة بعيوب قانونية. والسفير لن يحيط بأية حال رصيفه الايطالي بأن حمدان قد خاطبه. 4 ـ رغم اننا لم نأخذ اجراء في هذا الموضوع، فالسفير يعتقد بوضعك في الصورة في ضوء امكانية اثارة الامر في لندن، ولذلك كان هذا الخطاب.

 

 


   

رد مع اقتباس