عرض مشاركة واحدة

قديم 27-10-09, 05:55 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي تغيرات الاستراتيجية والجغرافيا النووية العالمية



 

تغيرات الاستراتيجية والجغرافيا النووية العالمية



منذ نهاية الحرب الاستعمارية الثانية ، وارتكاب الولايات المتحدة الأمريكية لجريمتها البشعة فى هيروشيما ونجازاكى ، ليس لضرورات حربية ، كما يجمع كل المراقبين والمحللين العسكريين ، ولكن لإعلان انفراد أمريكا بامتلاك الرعب النووى ، فضلا عن توافر إرادة الشر اللازمة لاستخدامه لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية الاستعمارية ، وقد مر الصراع النووى سواء على مستوى الامتلاك أو التطوير ، كذلك على مستوى الرؤى والاستراتيجيات الموجهة لهذه العمليات ، فضلا عن إمكانية الاستخدام بعدة مراحل ، وهو الآن ينتقل إلى مرحلة جديدة .. أو يعود إلى مرحلة كان يسود الاعتقاد بأن العالم قد عبرها .

ورغم الحديث الذى لا ينقطع عن السلاح النووى ، والصراعات بين القوى النووية ، وسباق التسلح النووى ، وتسرب التقنية العسكرية النووية لهذا البلد أو ذاك وفق حسابات الصراعات بين القوى الكبرى فى الأقاليم الجغرافية المختلفة ، إلا أن غياب المعرفة العامة بهذا الصراع ومخاطره على الجنس البشرى ، ومدى ما يمثله امتلاكه وبالأحرى احتكاره من تهديد ليس فقط لمن لا يمتلكونه ولكن لحياة الجنس البشرى عموما يجعل من المهم البدء فى طرح الأمر بمقدمة عامة عن السلاح النووى والعقائد المتحكمة فى توجهاته ، واستراتيجيات المواجهة بين أعضاء " النادى النووى " ، والتى تعود فى ظروف السيولة السياسية الدولية الحالية ، إلى أخطر أشكالها .

الأسلحة النووية واستراتيجياتها الحاكمة

يعتمد السلاح النووي من الوجهة العلمية على الطاقة الهائلة الموجودة في نوى بعض العناصر الثقيلة ، والتي تنطلق عبر تفاعلات معينة ، تكون انشطارية (تصبح النواة اثنتين) أو اندماجية (تصبح النواة واحدة) ، ويفقد نتيجة لهذه التفاعلات جزء من الكتلة متحولاً إلى طاقة ، حسب قانون (انشتاين) " الطاقة = الكتلة في مربع سرعة الضوء ". وإذا علمنا أن سرعة الضوء البالغة (300) ألف كيلومتر في الثانية ، تحسب هنا: بالمتر في الثانية أي تساوي (3×10)8 متر- ثانية ، أدركنا كم هي كبيرة هذه الطاقة . وتقاس طاقة الأسلحة النووية أو قوتها بما يعادلها من طاقة تفجيرية للمواد شديدة الانفجار مثل مادة (ت. ن. ت) ويعرف هذا المعادل بالمعيار ، ويقاس بالكيلو طن أي (1000) طن .. فنقول : إن عيار القذيفة النووية للمدفع من عيار 155 ملم هو (0.08) كيلو طن أي (80) طناً في مادة (ت. ن. ت) وإن عيار القنبلة النووية التي استخدمت على (هيروشيما) كان (20) كيلوطناً ، أي ما يعادل (20) ألف طن من المادة المذكورة ، وعموماً فإن الأسلحة النووية تصنف حسب عياراتها إلى :


صغيرة جداً : إذا كان عيارها لا يزيد عن كيلو طن واحد .
صغيرة : إذا كان العيار يتراوح بين كيلوطن واحد وخمسة عشر كيلوطنا ً.
متوسطة : بين 15 و 100 كيلوطن .
كبيرة : عندما يزيد العيار عن مائة كيلوطن .
أما وسائط استخدام هذه الأسلحة (أي وسائل إيصالها إلى أهدافها) فهي :
الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية، وهي ذات أمدية غير محدودة .
الصواريخ ذات الأمدية المختلفة والتي تصل إلى مدى (16000) كيلومتر، وهي بدورها تقسم إلى :
ـ صواريخ استراتيجية بعيدة المدى يكون مداها أكبر من (6400) كيلومتر .
ـ صواريخ عملياتية ذات مدى فوق المتوسط يتراوح مداها بين (800 2400) كم .
ـ صواريخ عملياتية وتكتيكية يقل مداها عن (800) كيلومتر .
ـ قذائف المدفعية النووية ، وهي ذات مدى لا يتعدى (40) كيلومتر .
الطيران الحربي الذي تصل أمداؤه حتى (17) ألف كيلومتر .
الألغام النووية وتأثيراتها التدميرية كالانفجارات النووية تحت الأرض .
ظهور وتطور النظريات الاستراتيجية النووية
مع ظهور السلاح النووى في أواسط الأربعينيات في الولايات المتحدة الأمريكية عندما أجرى الأمريكان أول تجربة ناجحة لجهاز نووي في صحراء الأمواردو في نيومكسيكو فى 17-7- 1945 م ثم ارتكاب الجريمة البشعة بضرب (هيروشيما) و(ناجازاكي) اليابانيتين بالقنابل الذرية في 6 و 9-8- 1945 م " لاحظ الفارق الزمنى بين التجربة والاستخدام " .

وفي أواخر الأربعينيات ظهر السلاح النووي في الاتحاد السوفييتي على شكل حشوات نووية للصواريخ والطوربيدات .
منذ ذلك التاريخ بدأ السباق المجنون لامتلاك وسائل التدمير النووية ، وقد رافق هذا السباق بالطبع بل وأدى إليه ، أفكار ورؤى استراتيجية لتوظيف الرعب النووى على جانبى الصراع التى بدأت بحالة الانفراد وإعلان الرعب بضرب هيروشيما ونجازاكى.. ووفقاً لوجهة نظر الاستراتيجيين السياسيين الغربيين كان الموقف في نهاية الحرب العالمية الثانية جديداً في كل شئ ، ومن النواحي كافة ، فقد أرعب الهجوم الذي أنجزه الشيوعيون (المعسكر الشرقي) الغرب وطرح على مفكريه شكلا جديدا من أشكال التحدي . وكانت التقنية العسكرية قد دخلت في الوقت ذاته (المرحلة النووية) ولم تكن مضامينها التامة قد اتضحت كلياً بعد ، وكانت الحاجة تدعو إلى استراتيجية جديدة للغرب ، ولم تلبث أن ظهرت الاستراتيجية التي عرفت فيما بعد (باستراتيجيةالردع).

إن المعنى العسكري للردع بصورة عامة هو: (عدم تشجيع العدو على اتخاذ عمل عسكري) وذلك بأن يعرف مسبقاً أن حجم التكاليف والمغامرة يتجاوز ما يتوقعه من أرباح . وقد وسع هذا المفهوم في المجال السياسي ليعني : (عدم تشجيع طرف ثان على أن يفعل شيئاً ما ، بالتهديد الضمني أو المكشوف باستخدام عقوبة ما ، إذا أنجز العمل الممنوع) . والردع بهذا المفهوم هو مهمة (شبه هجومية) .

ذلك أن الوظيفة الدفاعية هي وسيلة سلبية فقط . في حين أن الردع هو تهديد باتخاذ إجراءات هجومية انتقامية تشمل منع الخصم من القيام بعمل ما ، وحتى في الرد على أعمال الاستفزاز . وقد حاول الأمريكان فرض هذه القناعات وتلك المفاهيم على السوفييت طيلة فترتي الخمسينيات والستينيات وحتى منتصف السبعينيات في القرن العشرين . وتقوم الرؤية الأمريكية على تحليل العلاقة بين ثنائي (المخاطرة- الرهان) الذى اعتمده السوفييت ، فى مواجهة مفهوم ( الكلفة ـ العائد ) الأمريكى ، وتمثلت الصعوبة في التحليل في كيفية الوصول إلى معرفة جميع العناصر التي تدخل في حساب السوفييت آنذاك . وتقوم استراتيجية الردع النووي قبل كل شئ على (المناورة بالتهديد باستخدام السلاح النووي) هذه المناورة التي تجعل الشك بمستوى (العتبة النووية)ممكناً.

كانت فكرة الردع أحد أحجار الزاوية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها خلال الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية ، وحسب التصريحات الرسمية في ذاك الحين فإن القوات المسلحة الأمريكية لن تستخدم لبدء الحرب ، ولكن قواتها (بوجود الأسلحة النووية) ستردع أي عدو محتمل من اتخاذ خطوات عدوانية . خاصة وأن الاتحاد السوفييتي كان لا يملك الأسلحة النووية في باديء الأمر . ولذلك فإن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية استهدفت العمل من موقع القوة المدمرة هذه . وقد تجلى تأثير هذه السياسة على استراتيجيتها وعلى أعمال القيادة العسكرية الرسمية التي حددت استراتيجيتها العسكرية بأنها (علم وفن استخدام القوات المسلحة للدول من أجل تأمين أهداف السياسة الوطنية عن طريق استخدام القوة ، أو التهديد باستخدامها) . وفق ما جاء في كتاب (دليل ضباط الأركان في القوات المسلحة الأمريكية لعام 1959 صفحة 175) .

تطور الاستراتيجية النووية ..

منذ نهاية الحرب الاستعمارية الثانية وحتى الآن جرت تغيرات كثيرة على الاستراتيجية النووية ومفاهيم الردع النووى وفقا لما جرى من تغيرات على علاقات المعسكرين النوويين الكبيرين من جهة ، وتطويرات الأسلحة النووية ووسائطها من جهة أخرى ، لدى كل من المعسكرين .

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس