عرض مشاركة واحدة

قديم 10-08-09, 12:43 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

مأزق الاستراتيجية العسكرية العراقية في حرب الخليج الثانية 1991


(عاصفة الصحراء)




بلا شك كان السبب الرئيسي لاندلاع حرب الخليج الثانية (أم المعارك) هو قيام العراق بغزو جاره الجنوبي (الكويت) في الثاني من آب عام 1990 هذا الاحتلال واجهه رفض واستهجان دولي واسعٌ لافتقاره لمسوغات القانون الدولي والأخلاقي وكانت الأسباب الحقيقة لهذا الغزو هو الأزمة الاقتصادية الخانقة التي واجهها العراق بعيد انتصاره في حربه على إيران واعتقدت القيادة العراقية إنها تعرضت لمؤامرة سياسية واقتصاديه لصالح (إسرائيل) كانت الكويت طرفا رئيسيا فيها كطعنه غادره بظهر العراق الذي يعتقد انه أنقذ دول الخليج العربية من مخطط الإطماع الإيرانية خلال حرب طويلة تكبد فيها الكثير من الخسائر البشرية والمادية وحاول أن يجعل بعض الثوابت التاريخية حجه قانونيه لضم الكويت له لان الأخيرة كانت في يوم من الأيام قضاءا إداريا من اقضية ولاية البصرة قبيل احتلال البريطانيين للعراق في الحرب العالمية الأولى.

كان رد الفعل الأميركي سريعا جدا وذو زخم قوي جدا سواء كان ذلك في (واشنطن) أو في (نيو يورك) حيث مجلس الأمن الدولي علاوة على الاتصالات الدبلوماسية الأميركية المباشرة مع معظم دول العالم المؤثرة على قرارات المجلس وكانت الخطوة الميدانية الأولى هي أقناع (العربية السعودية) باستقبال قوات اميركية وبريطانية فورا تحت ذريعة حمايتها من غزو عراقي محتمل لم تثبت الحقائق صحة ذلك ولعبت (مصر) الدولة العربية المركزية في مؤتمر القمة العربي الطارئ ذات الدور الاميركي وخرجت القمة بقرارات خارج سياقات الجامعة العربية منسجمة جدا مع القرارات والرغبات الاميركية وضاعت فرصه حل ألازمة في محيط إقليمها العربي فتصاعدت حمة الاجتماعات واللقاءات الدولية وعمليات الحشد السريع للقوات متعددة الجنسيات تحت قياد الولايات المتحدة في تشكيل أكبر تحالف دولي بعد (الحرب الكورية 1950-1953) فامتلأت السماء ضجيجا بأصوات محركات الطائرات المقاتلة والنقل من كل الجهات نحو مطارات العربية السعودية وبعض دول المنطقة كذلك سلكت حاملات الطائرات وعشرات السفن الحربية والنقل والإسناد كل طرق الملاحة البحرية نحو موانئ الخليج العربي والبحر الأحمر فشكلت تلك القوات المرحلة التمهيدية لطرد العراقيين من الكويت وقد أطلق عليها اسم عمليات(درع الجزيرة) وكان ضمنها قوات عربية مصرية وسوريه وغيرها من الدول العربية والاسلامية.

التسمية العراقية لحرب الخليج الثانية.

أما رد فعل القيادة العراقية فكان وسطا ما بين الارتباك واللامبالاة للزخم الكبير للأحداث والقرارات الدولية ضده وسرعة الإجراءات المنفذة بحقه ومنها تجميد ارصدتة وفرض الحصار الاقتصادي عليه فورا ناهيك عن التنامي السريع للقوات التي باتت تحتشد قريبا من حدوده . ففي الساعة 1930 يوم 12 آب 1990 أعلن الرئيس العراقي صدام حسين مبادرة غير واقعية للانسحاب من الكويت مقابل إنسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وانسحاب القوات السورية من لبنان إلا إن هذه المبادرة جوبهت فورا بالاستهجان والرفض الدوليين... وبعد أربعة أيام أعلن الرئيس نفسه في رسالة متلفزة إن قدرة العراق غير محدودة في الصمود أو في المنازلة العسكرية وان العراق بلد شجاع لا يأبه للتهديدات السافرة للولايات المتحدة الاميركية ومن سار في ركبها ولا ترهبه حركة الأساطيل الجوية أو البحرية وحوت الرسالة الكثير من العبارات القاسية للزعامة الاميركية التي اتهمها كأدوات سياسية للصهيونية.

في السابع عشر من آب 1990 صدرت أوامر لقوات الحرس الجمهوري المدافعة في ساحة العمليات الكويتية بعد احتلالها بالتهيؤ لصد اية عمليات هجومية فورية للقوات المعادية مع أجراء سلسله طويلة من الاستطلاعات والممارسات لتفادي اية مفاجاة. بالوقت ذاته أعلن العراق عن قيامه بحجز كل رعايا الدول التي جاهرت بالعداء ضده فجوبه بحملة إعلامية و دبلوماسية عنيفة بالرغم من إن هذا الإجراء واشد منه اتخذته معظم دول العالم في حالة الحرب ومنها الولايات المتحدة ضد مواطنيها من أصول يا بانية ثم اتخذت القيادة العراقية قرارا تكتيكيا لتأمين جبهتها الشرقية مع إيران حين وجه الرئيس صدام حسين رسالة إلى الرئيس الإيراني (رافسنجاني) يطالبه بطي صفحات الماضي وتسوية اية متعلقات ومنها الإطلاق غير المشروط للأسرى ليتسنى للعراق الوقوف بقوه أمام العدو المشترك (أمريكا) وقد تعاملت إيران مع الموقف العراقي بدهاء سياسي واضح فهو الوقت المناسب للثأر وبسرعة نفذ العراق ما عليه تجاه إيران ومن ذلك إعادة اعترافه باتفاقية (الجزائر) عام 1975 دون انتظار رد فعل الجانب الآخر.

اتفاقيه ترسيم الحدود الخاصة في (شط العرب) مابين البلدين.

في الحادي والعشرين من آب 1990 صدمت القيادة العراقية صدمة أخرى مؤلمة حيث اتخذ الرئيس الفرنسي (فرانسوا ميتران) قرارا لإرسال قوات مسلحة إلى السعودية ضد العراق والذي كان ينظر إلى (فرنسا) كشبه حليف استراتيجي ولم ينفعها احتجاجات الديغوليين في البرلمان الفرنسي وفي الخامس والعشرين من آب 1990 أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يسمح باستخدام القوة في تنفيذ الحصار الاقتصادي الشامل على العراق بالوقت الذي كانت عمليات حشد القوات الجوية و البحرية و البرية قائما و بوتائر عالية توافق ذلك مع سيل من الزيارات لوفود سياسية غير رسمية لبغداد وقد ترأس بعضها العديد من الشخصيات السياسية السابقة كالأمين العام للأمم المتحدة (كول فالد هايم) ومرشح الرئاسة الاميركي القس (جاكسون) ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق (أدور هيث) حيث قابلوا الرئيس صدام حسين لاستطلاع جديه قراراته والرجاء بإطلاقه عددا من المحجوزين العائدين لدولهم ... ألا إن الموقف السياسي العراقي كان في تدهور مستمر بالرغم من الجهود الكبيرة التي قامت بها الدبلوماسية العراقية برئاسة (طارق عزيز) فالأصدقاء السوفيات في وضع شبه يائس والفرنسيون قد حسموا موقفهم بالاصطفاف مع الركب الدولي بقيادة اميريكا ولم يعد للعراق سوى بعض الدول العربية كفلسطين والأردن والسودان واليمن و 70 % لمن الرأي العام العربي. وكل ما سعى إليه المبعوث السوفيات (بريماكوف) هو إقناع العراق والمجتمع الدولي بمبادرة تمثل مساعي مستمرة لنزع فتيل الحرب, أما الفرنسيون فقد اشترطوا في السابع من أيلول 1990 استخدام الحل العسكري ضد العراق بقرار بالإجماع لمجلس الأمن الدولي وتحت راية الأمم المتحدة.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس