عرض مشاركة واحدة

قديم 28-03-09, 03:53 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

«الشرق الأوسط» في معسكر غوانتانامو (5) جنديات البحرية الأميركية في «مواجهة يومية» مع سجناء «أكس راي»
إحدى الحارسات: نظرات سجناء «القاعدة» لا تجرحنا فقد تعودنا عليها.. ونشعر أنهم يائسون * لا نستطيع ارتداء البلوزات ولا بد من الجاكيت الطويل الميداني
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
غوانتانامو (كوبا): محمد الشافعي
رغم الظروف المناخية القاسية لمعسكر «اكس راي» الذي يوجد عل نفسى خط عرض ام درمان السودانية، فان عددا من ضابطات البحرية الاميركية، يعملن في المعسكر المخصص لسجناء القاعدة و«طالبان». «الشرق الأوسط» التقت ثلاث من ضابطات البحرية الاميركية بعد طلب خاص تقدمنا به الى ادارة المعسكر، احداهن مسؤولة الشؤون الادارية في المستشفى الميداني القريب من معسكر «دلتا» الجديد المخصص لايواء عناصر «القاعدة» و«طالبان». والضابطات يقمن بروتين يومي من المهمات الصعبة يتمثل في حراسة السجناء في نوبات عمل تستغرق كل منها 8 ساعات يوميا. وتتطلب مهمة عمل ضابطات البحرية الاميركية، اليقظة الدائمة، وحسن التصرف والالتزام بالتعليمات الامنية في التعامل مع السجناء، وعدم فتح أي حوارات او نقاشات مع السجناء الـ299 الذين يمثلون 32 جنسية، بقدر الامكان. ومع مظهر الخشونة ووقفة الجندية الصارمة لضابطات البحرية وهن يرتدين الافرولات العسكرية، والرتب العسكرية معلقة فوق الاكتاف وعلى قبعات الرأس، والاسماء معلقة على الصدور. واستغرقت احدى الضابطات في ضحك متواصل، عندما سألتها عن نظرات سجناء «القاعدة» و«طالبان» اليها. وتقول سيلستي ايفرسون (29 عاما) وهي ضابطة احتياط من الينوي: «انهم غرباء، لا اعرف الكثير عنهم، ولكنني لا اشعر بالقلق من نظراتهم حاليا، ومن الصعب على النفس ان تتعامل مع هؤلاء الاشخاص، اسئلتهم لا تتوقف عن موعد عودتهم الى زوجاتهم او عوائلهم».
وتشير ايفرسون الى انها كانت تشعر ببعض الخجل عند تركيز بعض السجناء نظراتهم على وجهها منذ ثلاثة شهور عندما قدمت الى الخدمة في معسكر «اكس راي» ولكنها تعودت اليوم على تلك النظرات. وتضيف: «الاجوبة بطبيعة الحال ليست عندي، ولا اعرف عنها شيئا، وغير متوفرة لاحد منا».
وتقول «على اية حال فانني اشعر انهم يعاملونني كانثى بكثير من الاحترام، رغم التعليمات الصارمة بعدم فتح اي حوار او نقاشات مع احد منهم».
وتضيف: لقد تعودوا على وجوهنا في الروتين اليومي ونحن تعودنا على شكاويهم التي لا تنتهي او تنقطع عن موعد عودتهم او ما سيحدث لهم في المستقبل او متى يرون زوجاتهم». واشارت الى ان بعضهم يتحدث الانجليزية بطلاقة.
وعن معيشتها بالمعسكر قالت: «انها تعيش مع زميلاتها في خيام بجوار معسكر «اكس راي» ولكنها مكيفة الهواء»، وتضحك وهي تقول «لدينا حمامات مياه ساخنة». لكنها تعتبر ان الانتقال الى معسكر ألفا «الجديد قبل نهاية الشهر سيكون نقلة نوعية من جهة الحصول على قسط من الترفية والراحة، لان العيش فيه سيكون داخل عنابر خشبية مكيفة الهواء مطلة على مياه البحر الكاريبي».
وتقول الضابطة الاميركية انها تشعر بعد تقديم خدمة ما الى احد السجناء او بعضهم بنوع من الامتنان في نظرات عينيه.
ونفت ايفرسون ان تكون قد تلقت تهديدات من سجناء «القاعدة» او «طالبان»، الا انها قالت انها عرفت ان احد السجناء عض اصبع احد الحراس، وتلقى حارس آخر تهديدا بالقتل من احد السجناء. وهي بذلك تعلم انها تتعامل في روتين يومي مع «اخطر العناصر الموجودة على سطح الكرة الارضية»، حسب قولها وذلك حسب التعليمات الصادرة اليها من قادة المعسكر، لانه من وجهة نظرها هناك الكثير منهم يشعر باليأس، ولا يعرف شيئا عن المستقبل.
وفي ردها على الحالات الفريدة بين السجناء، فتقول هناك سجين مبتور القدمين، يتحرك باطراف صناعية، وآخر بترت احدى رجليه في المستشفى الميداني بفعل الاصابة في العمليات العسكرية في افغانستان، وآخر ازيلت احدى عينيه بعد ان فقد الرؤية وهو في السادسة عشرة من العمر، عندما اصابت احدى عينيه كرة كريكيت، وجميعهم يحتاج الى عناية خاصة.
وتشير ايفرسون الى ان «التعليمات الامنية تعني الرقابة المشددة، وان نكون حذرين ونراقب ظهورنا، حفاظا على حياتنا وحياة السجناء في وقت واحد. ومن الحكمة ايضا ان يكون المرء يقظا، في جميع الاوقات، وفي نوبة الـ8 ساعات يوميا.
ومن اطرف طلبات السجناء قالت ايفرسون: طلب احدهم من ادارة المعسكر ادواة تسلية، وكان يظن انهم سيسمحون له باللعب مع زملائه، ولكنهم زودوه باوراق لعب «كوتشينة» ولكن التعليمات ان يلعب مع نفسه اي لوحده داخل الزنزانة، وليس امامه في هذه الحالة سوى لعب «سولتير»، واظن انه لا يعرفها.
وعن تأثير وجود الجنس الناعم بين سجناء «القاعدة» و«طالبان»، قالت بعد ابتسامة عريضة: «رغم حرارة الطقس بالنهار، والتي تتعدى الخامسة والثلاثين المئوية، فان الجنديات غير مسموح لهن بارتداء البلوزات العسكرية، ولا بد من ارتداء الجاكيت الواسع ذي الاكمام، «كنوع من الحشمة»، لتغطية منطقة الصدر والجزء الاعلى من الجسم.
اما كريستين مانتونسكي ضابطة الشؤون الادارية والمسؤولة عن الامداد والتموين بالمستشفى الميداني، الذي يشارك معسكر «دلتا» الجديد في نفس الاسوار الشائكة، وكلاهما يطل على شاطئ البحر الكاريبي، فهي اكثر حزما في التعامل مع الصحافيين، وهم كما يقول بوب فرانكلين مراسل الـ«سي ان ان» الذي رافقنا في الرحلة الى قاعدة غوانتانامو» شر لا بد منه بالنسبة للمسؤولين العسكريين عن القاعدة.
وفي الجولة التي قادتنا فيها الى داخل عنابر المستشفى الميداني المكيف الهواء واقتربنا فيها نحو خمسة امتار من مرضى «القاعدة» و«طالبان» الا انه حظر علينا اصطحاب كاميرات تصوير او آلات تسجيل، وفي احد العنبرين شاهدت احد السجينين المضربين عن الطعام، وهو يقف فوق الميزان مقيد اليدين، وفي العنبر الآخر رقد 11 مريضا مقيدين في الاسرة من يد واحدة، ولكن عند ذهاب اي منهم الى الحمامات أو غرفة العمليات او المعامل الطبية فلا بد من تقييد يديه، وسط حراسة لصيقة من جنديين اشداء من عناصر الشرطة العسكرية.
ورفضت الضابطة مانتونسكي باصرار، رغم ابتسامتها الواسعة الكشف عن اسماء المرضى في المستشفى الميداني، وعدد عناصر «القاعدة» منهم، وعندما الححت عليها بالسؤال في الحديث الى المريض السعودي المضرب عن الطعام بعد ان حييته بيدي، وهو يقف على الميزان على بعد نحو 4 امتار، وسط جنديين عملاقين مفتولي العضلات، قالت لي جرب وسينالك الترحيل من اراضي القاعدة البحرية اليوم، وآثرت الصمت والسلامة. لكنها لم تمانع من ان التقط لها بعض الصور خارج الخيمة المكيفة، وسألتها ان كانت تعرف شيئا عن هؤلاء الغرباء الـ299، فقالت: «ببساطة لقد بدأت تقرأ مثل زملائها عن الاسلام وتاريخه». واسهبت بالشرح عن المستشفى الميداني والعناية الطبية الفائقة التي يتلقاها السجناء، وقادتنا الى غرفة الاشعة وغرفة الانعاش المركز، وغرفة العمليات الجراحية، والصيدلية والمعامل الطبية، وجميعها موجودة داخل الخيمة المكيفة الهواء وقالت: «انهم اناس مؤدبون، لكنهم لا يملون من السؤال عن موعد عودتهم الى منازلهم، وهي اسئلة صعبة على النفس، لاننا غادرنا منازلنا البعيدة من اجل خدمة العلم».
واضافت انها تعود الى منزلها كل ستة شهور واحيانا تقضي فترة اطول من ذلك بعيدا عن اهلها، ولكنها لا تعلم شيئا عن موعد عودتهم الى عائلاتهم او محاكمتهم. وقالت ان المهم ان مرضى المستشفى يتماثلون بسرعة للشفاء، وهناك ثقة اكبر في الخدمات الطبية المقدمة.
واشارت الى ان المرضى كانوا اكثر دهشة واطمئنانا بعد ان فاقوا من المخدر «البنج» بعد العمليات الجراحية.
واعربت عن اعتقادها ان احوال السجناء ستكون افضل بكثير بعد نقلهم الى معسكر «دلتا» الجديد، حيث ستخصص لكل منهم حنفية ماء ومرحاض ومغسلة. ويتكون المعسكر الجديد في مرحلته الاولى من 408 زنزانات. ورفضت مانتونسكي الاجابة عن اسباب تقييد يد واحدة للسجناء في الاسرة بالمستشفى، رغم انهم خضعوا لعمليات جراحية معظمها بتر اطراف، واسألها سيهربون الى اين؟ فقالت انها الاجراءات الامنية لا اكثر ولا اقل وواجبنا تنفيذها بالحرف الواحد.
اما السرجنت ميستي فيرستر فهي تشعر بالفخر الشديد لمشاركتها في حراسة اعضاء «القاعدة» و«طالبان» ولم تنس ان توجه تحيتها الى عائلتها المقيمة في يوتا امام عدسات تليفزيون محطة «فوكس» العالمية، وقالت لـ«الشرق الأوسط» انها سعيدة بالمهمة الجديدة في حراسة «القاعدة» و«طالبان»، وتقول انها تتلقى الكثير من رسائل التشجيع من جيرانها.
* الزنزانات والظروف المعيشية بمعسكر «اكس راي»
* تبلغ مساحة كل زنزانة ثمانية اقدام طولا ومثلها عرضا، وفي معسكر «دلتا» الجديد الذي سينقل اليه السجناء قبل نهاية الشهر، تقل المساحات لتصل الى 8 اقدام طولا وستة عرضا، وتصغير المساحات جاء بسبب تشديد الاجراءات الامنية بالمعسكر الجديد الذي يقع على بعد امتار من شاطئ البحر الكاريبي.
* بكل زنزانة بمعسكر «اكس راي» مصباح كهربي مضاء ليل نهار.
* ارضية الزنزانة من الخرسانة المسلحة وفي جزء منها توضع مرتبة اسفنجية على الارض، وبالزنزانة جردلان احدهما للماء الصالح للشرب، والآخر لجمع الفضلات الادمية.
* تحيط بالزنزانة الاسلاك الشائكة من الجهات الاربع، وسقفها من الصفيح المائل، مما يجعلها نهارا اشبه بـ«الفرن».
* ليس امام سجناء «القاعدة» و«طالبان» سوى النوم نهارا، بسبب درجات الحرارة التي تخطت الـ35 مئوية نهارا في جو صحراوي، والاستيقاظ ليلا، ويتحول المعسكر الى نهار دائم قبل صلاة المغرب بفعل الاضواء المبهرة من الكشافات المعلقة فوق ابراج الحراسة وفوق الاسوار الخارجية، والهدف من الاضواء المبهرة هو مراقبة السجناء على مدار الساعة.
* استجاب الكولونيل بيل كلاين قائد معسكر «اكس راي» لشكاوى السجناء، وزودهم يوم الاثنين الماضي بماكينات «حلاقة آمنة» لازالة الشعر الزائد في الجسم، حسب الضرورات الدينية.
* يقول المسؤولون عن معسكر «اكس راي» انهم يطبقون اتفاقية جنيف على جميع السجناء، رغم ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تعتبر السجناء الـ299، «مقاتلين غير شرعيين».
* للسجناء الحق في رؤية مسؤولي الصليب الاحمر داخل زنزاناتهم كلما ارادوا. * العناية الطبية التي تقدمها ادارة المعسكر لا تقل عن الخدمة المقدمة للضباط والجنود. * هناك مترجمون يتحدثون العربية والاوردية والبشتو معظمهم ضباط اميركيون، تلقوا دورات في معهد اللغات التابع للبنتاغون، وجاهزون داخل المعسكر لتلقي أي شكوى من السجناء. =

 

 


   

رد مع اقتباس