عرض مشاركة واحدة

قديم 02-04-09, 09:08 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي ضباط الصف بين واجبات القادة والمسؤولية الذاتية



 

ضباط الصف بين واجبات القادة والمسؤولية الذاتية

نشر في مجلة كلية الملك خالد بن عبدالعزبز
بقلم اللواء- عيسى بن إبراهيم الرشيد مساعد قائد الكلية
الملك خالد بن عبدالعزبز_ المملكة العربية السعودية



ليس من المبالغة في شيء القول إن الأفراد العسكريين، عندما تجتمع لهم المعرفة الجيدة، وتتحقق لهم الخبرات الثرية، وتتوافر لهم فرص التثقيف العالي والتدريب المتقدم، يصبحون عصب الجيوش الحديثة وقوتها الضاربة، كما يشكلون العمود الفقري للعمل في المؤسسات العسكرية والتدريبية والتعليمية، وهذا ما يتأكد من خلال دروس الحرب على مدى التاريخ، قديمه وحديثه، فعلى صفحات التاريخ العسكري يبرز دور هؤلاء الأفراد ولاءً، والتزاماً، وطاعةً، وعملاً، ومسؤوليةً، وتضحيةً، وفداءً، الأمر الذي استوجب وصفهم بأنهم وقود المعارك وذخائر النصر.

وفي معارك الحروب الحديثة، ازدادت مساحة مسارح القتال وتقدمت تقانة الحرب، وتصاعدت الضغوط المعنوية على المقاتلين، كما تعددت مذاهب وأساليب المعارك الحديثة، وتطورت أسلحتها وذخائرها. وفي ظل هذا التحوّل يتعين على القيادات التي تنشد المكانة اللائقة والمنزلة الرفيعة في سجل القادة المتميزين إدراك ضخامة مسؤولية إعداد وتنشئة الجنود وضباط الصف، فهذه القيادات عندما تبذل مثل هذا الاهتمام وتلك الرعاية تكون قد أتمت مهمة إعدادهم وتنشئتهم ليكونوا على المستوى اللائق في خدمة القطاعات العسكرية التي يعملون بها.

إن سجلات التاريخ حافلة بتلك المواقف الرائعة للقادة في الحفاظ على دماء جنودهم، وحرصهم على أن تظل كفاءتهم في أفضل مستوياتها، من أجل امتلاك عنصر الزخم، والدفع بهم في الأوقات الحرجة كقوة ضاربة تملك مقومات النصر ودعائم الحسم، لذلك فإن ما يفرض الاهتمام الفائق والعناية الخاصة والرعاية التامة بالجنود وضباط الصف هو تلك الزيادة الكبيرة في حجم الوحدات والتشكيلات عما كانت عليه من قبل. أضف إلى ذلك، أن الحروب الحديثة أصبحت تستلزم من القوات المشتركة فيها صفات وخصائص معينة حتى يمكن أن تحرز النصر بأسرع ما يمكن وبأقل خسارة ممكنة، الأمر الذي زاد من مسؤوليات القائد للتأكد من معرفة قدرات وإمكانات ومهارات أفراده.

إن الوحدات بفروعها المختلفة تخضع لتسلسل هرمي نزولاً من أعلى قائد حتى المستويات الصغرى التي يتولى القيادة فيها ضباط الصف، ومن المعلوم أن الوحدات العسكرية قد صارت إلى الطابع الاحترافي الذي أصبح يفرض على العسكريين إتقان فنون الحرب وإجادة مهاراتها، الأمر الذي يتطلب من المنسوبين ضباطاً أو ضباط صف الاستحواذ عليه. وعلى الرغم من تنوّع الجيوش في مذاهب تدريبها وطبيعة احترافها ومدى انضباطها وجاهزيتها في مستواها التقاني والعلمي، ومدى ما تملكه من قطع حربية، إلاّ أنها تتفق جميعاً على أهمية ضباط الصف إلى جانب الضرورة القصوى للقائد الناجح.

وعليه كان لزاماً أن تحظى عملية إعداد وتنشئة ضباط الصف والجنود بالعناية الفائقة، وبالتالي يتعين أن يعمل المشتغلون بالعلوم العسكرية على إثراء أدبيات التنشئة العسكرية بمواد متنوعة تزيد من ثقافة ضباط الصف والجنود، بحيث تتعدى موضوعات التدريب العسكري، لتشمل جوانب العمل العسكري المتعددة، وتكفل لهم احتراف المهنة العسكرية بالقدر الذي يتناسب وموقعهم من البناء العسكري، باعتبارهم العمود الفقري للقوات.

ومما لا شك فيه أن التنشئة العسكرية الصحيحة والمتوازنة تجلب المعرفة، وتحقق الخبرة، وتعزز الثقة، وتعنى بالتدريب المركز؛ ولا أحسب أن أحداً من المهتمين بالبناء العسكري يخفى عليه أن ضباط الصف والجنود عندما تعوزهم المعرفة والخبرة وتنقصهم الثقافة والتدريب، يصبحون عبئاً على قادتهم بمثل ما يصبحون كذلك على جيوشهم.

وفي مقابل ذلك كله، يتعين على ضباط الصف والجنود تطوير ذواتهم بما يتناسب مع صنعة الحرب ومبادئ الاحتراف العسكري، إخلاصاً في التدريب، وإتقاناً للعمل، وتثقيفاً للذات، واستفادة من الخبرات، وإدارة جيدة للموقف؛ وفوق ذلك كله أن يكونوا نموذجاً أخلاقياً ومسلكياً رفيعاً في كل مكان وزمان، وبخاصة في مؤسسات ومعاهد التعليم والتدريب العسكري

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس