عرض مشاركة واحدة

قديم 04-03-14, 05:45 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الولايات المتحدة الأمريكية تدخل الحرب

أعلن الرئيس ولسون رئيس الولايات المتحدة حياد الولايات المتحدة في بداية الحرب ، فقد عارض معظم الأمريكيين تورط أمريكا في حرب أوروبية، لكن موت 128 أمريكيًا غرقوا مع سفينة لوسيتانيا وبعض الأعمال الرهيبة التي قام بها الجيش الألماني ضد المدنيين في أوروبا أحدث تعاطفا من قبل الأمريكيين مع الحلفاء.
وفي هذا الصدد دعا الرئيس الأمريكي ولسون في الثاني من شهر الطير"ابريل"من عام 1918 للدخول في الحرب وبالفعل أعلن الكونجرس الأمريكي الحرب على ألمانيا في السادس من شهرالطير" أبريل". ولم يتوقع المراقبين أن تفعل أمريكا الكثير من أجل إنهاء الحرب.


المعارك الأخيرة

أرتفعت معنويات الألمان بعد إنتهاء العمليات الحربية في الجبهة الشرقية وأصبحوا متفائلين ومنتظرين النصر الحاسم وفي أوائل 1918 كانت القوات الألمانية تتفوق عل الحلفاء في الجبهة الغربية وكان القائد الألماني لودندورف قد خطط بأن يقوم بضربة ساحقة على الحلفاء قبل أن تصل القوات الأمريكية إلى الجبهة واعتمد على عنصر السرعة والمفاجأة ، وكانت الضربة التي قام بها الجيش الألماني في الحادي والعشرين من شهر الربيع " مارس" 1918 قرب سان كنتان، وهي مدينة في وادي نهر السوم قد زادت من معنويات الجيش الألماني .
أجتمع قادة الحلفاء لوضع خطة دفاعية جديدة وذلك بعد الهزائم المتكررة التي لحقت بهم و في شهر الطير" أبريل " تم تعيين قائداً فرنسياً كقائداً أعلى للقوات المتحالفة الذي تصدى للهجوم الألماني الذي وقع في التاسع من شهر الطير" أبريل" على طول نهر لي في بلجيكا، وقاومت قوات الحلفاء وأوقف الهجوم بصعوبة وعانى الحلفاء من خسائر كبيرة في هذا الهجوم، كما تكبد الألمان خسائر فادحة بل كانت خسائر الألمان أكبر وأشد .
شنت ألمانيا هجوما ثالثا في 27 مايو قرب نهر آين وفي 30 مايو وصلت القوات الألمانية إلى نهر المارن ، ودخلت القوات الأمريكية لمساعدة فرنسا لوقف التقدم الألماني عند مدينة شاتو تييري، وهي على بعد أقل من 80 كم شمال شرق باريس. وخلال شهر الصيف "يونيو" طردت الولايات المتحدة الألمان من غابة بيلو قرب المارن، وعبرت القوات الألمانية المارن في 15 من شهر ناصر "يوليو" وقامت قوات التحالف بشن هجوم مضاد قرب مدينة سواسون.
وأستمرت المعركة الثانية من 15 من شهر الصيف "يوليو" إلى 6 من شهر هانيبال "أغسطس" ، وقد مثلت هذه المعارك نقطة تحول في الحرب إذ تعرض الألمان لهزائم كبيرة أمام الحلفاء، وبدأت ألمانيا في الانهيار وتم أُسر حوالي ربع مليون ألماني في ثلاثة شهور، كما هاجمت بريطانيا وفرنسا القوات الألمانية قرب آميان وتمكنت من أكتساح كل خطوط الألمان، إلى أن وصلت إلى شمال فرنسا .
وفي 26 من شهر الفاتح " سبتمبر" بدأ الهجوم الأخير وأشتركت فيه قوات أمريكية في قتال شرس بين غابة أرجون ونهر الميوز وهنا تحقق عدم مقدرة ألمانيا من التغلب على قوات الحلفاء الأكثر عـدد والأكثر تجهيزاً و قوة.
وتمكن الحلفاء في ذات القوت من تحقيق انتصارات على الجبهات الأخرى في خريف 1918 وفي 29 من شهر الفاتح " سبتمبر " أستسلمت بلغاريا كما أنتصرت القوات البريطانية بقيادة الجنرال أللنبي على الجيش العثماني في فلسطين و سوريا.
في آخر شهر التمور"أكتوبر" بدأت المعركة الأخيرة بين إيطاليا والنمسا وتمكنت القوات الإيطالية من هزيمة القوات النمساوية بمساعدة من فرنسا وبريطانيا.
بعد تلك الهزائم طلبت ألمانيا في شهر التمور" أكتوبر" إبرام هدنة دون قيد أو شرط فرفض الحلفاء التفاوض مع حكومة القيصر القائمة ، لذلك لم يكن هناك من حل إلاَّ أن يتخلى القيصر فلهيلم الثاني عن عرشه وكان ذلك في 9 من شهر الحرث نوفمبر 1918 وغادر ألمانيا متجهاً إلى هولندا وفي نفس الوقت قامت الجمهورية في ألمانيا، وتقابل وفد من الحلفاء مع ممثلين عن الحكومة الألمانية الجديدة في عربة سكة حديدية في غابة كومبيين شمال فرنسا.
وفي الحادي عشر من شهرالحرث "نوفمبر" قبل الألمان بتوقيع هدنة نهائية وبشروط وضعها الحلفاء المنتصرين ، حيث رضخت ألمانيا لكل الشروط المذلة التي فرضت عليها وتتمثل في التخلي عن جميع الأراضي التي أحتلتها خلال الحرب، وتسليم ما بحوزتها من معدات حربية ، وأن تسمح قوات الحلفاء بأن تسيطر على أراضي ألمانية على طول نهر الراين.


نتائج الحرب


الدمار والإصابات :


سببت الحرب العالمية الأولى دمارًا كبيرًا إذ مات نحو 10ملايين جندي نتيجة للحرب وهو رقم يزيد عن عدد الذين ماتوا خلال المائة سنة السابقة للحرب وجرح نحو 21 مليون رجل.
أما الخسائر المالية فقد نجمت عن القوى التدميرية للأسلحة الجديدة خاصة المدافع الآلية وساهم القادة العسكريون في هذه المذابح لفشلهم في التَكيف مع الظروف المتغيرة للحرب.
خسرت كل من ألمانيا وروسيا نحو مليون وثلاثة أرباع المليون قتيل خلال الحرب العالمية الأولى وهو أكثر مما عاناه أي قطر آخر وكانت نسبة الموتى في فرنسا أعلى بالمقارنة بعدد جنودها الكلي.
فلقد خسرت نحو مليون وثلث المليون جندي؛ أي 16% من كل قواتها العاملة.
ولا أحد يعرف كم عدد المدنيين الذين ماتوا من المرض والجوع والأسباب الأخرى المتعلقة بالحرب ويعتقد بعض المؤرخين أن عدد المدنيين الذين ماتوا كان يساوي عدد الموتى من الجنود.
أما الخسائر المادية في الحرب العالمية الأولى فكانت أكثر في فرنسا وبلجيكا فقد خربت الجيوش المزارع والقرى بمرورها فيها وحفر الخنادق للقتال وخربت الحرب المصانع والجسور وقضبان السكك الحديدية أما جرارات المدفعية والمواد الكيميائية فقد خربت الأرض على طول الجبهة الغربية.


النتائج الاقتصادية :

كبدت الحرب العالمية الأولى الأمم المتقاتلة نحو 337 بليون دولار أمريكي. وفي سنة 1918م كانت الحرب تكلف 10 ملايين دولار كل ساعة.
ورفعت الأمم المتحاربه ضرائب الدخل والضرائب الأخرى من أجل تمويل الحرب.
ولكن معظم الأموال جاءت من القروض التي أوجدت ديونا ضخمة واستدانت الحكومات من المواطنين ببيع سندات حربية واستدان الحلفاء كثيراً من الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك طبعت معظم الحكومات أوراقاً مالية إضافية لمواجهة حاجاتها ولكن الزيادة في النقود سببت تضخما ماليا قاسيا بعد الحرب.
سخرت دول أوروبا مواردها في الحرب العالمية الأولى وخرجت من الحرب منهكة ففرنسا على سبيل المثال فقدت عُشر قوتها العاملة ولم يجد كثير من الجنود العائدين في معظم أقطار أوروبا وظائف لهم وبالإضافة إلى ذلك خسرت أوروبا كثيرا من منتجات أسواقها عندما كانت تنتج مواد للحرب ورغم ذلك خرجت الولايات المتحدة بقوة اقتصادية متزايدة.


النتائج السياسية:

هزت الحرب العالمية الأولى دعائم حكومات كثيرة وتصدت الحكومات الديمقراطية في بريطانيا وفرنسا لضغط الحرب لكن أربع ملكيات سقطت وكانت أول ملكية تسقط هي ملكية القيصر نيقولا الثاني في روسيا عام 1917م وتخلى القيصر ولهلم الثاني في ألمانيا والإمبراطور شارل من النمسا - المجر عن عرشيهما في سنة 1918م وسقط السلطان العثماني محمد السادس في عام 1922م.
أدى سقوط الإمبراطوريات القديمة إلى إيجاد أقطار جديدة في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى وتكون من أرض النمسا ـ المجر قبل الحرب جمهوريات النمسا والمجر وتشيكوسلوفاكيا وأجزاء من إيطاليا وبولندا ورومانيا ويوغوسلافيا.
وتنازلت روسيا وألمانيا عن أراضٍ لبولندا وفنلندا وحصلت دول البلطيق: أستونيا ولاتفيا ولتوانيا على استقلالها من روسيا ووضعت معظم الأراضي العربية في الإمبراطورية العثمانية تحت سيطرة فرنسا وبريطانيا.
وتكونت تركيا من باقي الإمبراطورية العثمانية ووضع قادة أوروبا في حسابهم المجموعات القومية لإعادة رسم خريطة أوروبا وبذلك رسخوا دواعي قضية القومية وأعطت الحرب العالمية الأولى الشيوعية الفرصة لتولي السلطة في أوروبا وتوقع بعض الناس أن تقوم ثورات شيوعية في أماكن أخرى في أوروبا وقويت الحكومات الثورية بعد الحرب لكن لم تقم حكومات شيوعية.


أوروبا والشرق الأوسط بعد الحرب

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ابتهاج بانتهاء الحرب العالمية الأولى
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حشد مبتهج يملأ شوارع إحدى المدن الفرنسية في 11 نوفمبر 1918م

النتائج الاجتماعية :

أحدثت الحرب العالمية الأولى تغييرات عدة في المجتمع فقد أثر موت كثير من الشباب على فرنسا أكثر مما أثر على أي قطر آخر وانخفض سكان فرنسا خلال العشرينيات من القرن العشرين بسبب انخفاض المواليد واجتثت الحرب الملايين من أبناء الشعب وهرب بعضهم من مناطق مزقتها الحرب ليجدوا بيوتهم ومزارعهم وقراهم خربة وصار بعضهم الآخر لاجئين نتيجة للتغيرات في الحكومات والحدود السياسية خاصة وسط وشرق أوروبا.

فضل كثير من الناس أن يستأنفوا سيرتهم الأولى بعد الحرب العالمية الأولى ونمت المناطق الحضرية بسبب تفضيل الفلاحين الإقامة في المدن بدلا من العودة إلى مزارعهم.

وملأت النساء الوظائف والمصانع بعد ذهاب الرجال للحرب وكن حريصات على أن يرسخن استقلالهن الجديد وأعطت أقطار كثيرة المرأة حق التصويت بعد الحرب وبدأ التباين بين الطبقات الاجتماعية يظهر نتيجة للحرب العالمية الأولى وأصبح المجتمع أكثر ديمقراطية، وفقدت الطبقات العليا الحاكمة بعضا من نفوذها وامتيازاتها بعد أن قادت العالم إلى حرب ضروس.

وواجه الرجال بكل طبقاتهم نفس الخطر والفزع في الخنادق وأخيرا صاغت الحرب العالمية الأولى اتجاهات جديدة وفقدت الطبقات الوسطى والعليا الأوروبية الثقة والتفاؤل اللذين كانت تشعر بهما قبل الحرب وبدأ كثيرٌ من الناس يعيدون النظر في بعض المفاهيم التي كانت راسخة لديهم مثال ذلك تغير الفكرة القائلة بتفوق الثقافة والحضارة الأوروبية على العالم كله وكل ذلك بسبب الخراب والدمار الذي أحدثته الحرب


مؤتمر باريس للسلام


اجتمع ممثلو القوى المنتصرة في يناير 1919م في باريس لوضع أسس التسوية السلمية جاءوا من 32 قطرا.

وأعدت اللجان مقترحات تفصيلية لمؤتمر باريس للسلام لكن القرارات وضعها رؤساء أربع حكومات سموا الأربعة الكبار وكان الأربعة الكبار هم: ودرو ولسون رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد لويد جورج، ورئيس وزراء فرنسا جورج كليمنصو، ورئيس وزراء إيطاليا فيتوريو أورلاندو.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الأربعة الكبار المجتمعون وهم من اليسار فيتوريو أورلاندو رئيس وزراء إيطاليا وديفيد لويد جورج رئيس الوزراء البريطاني وجورج كليمنصو رئيس وزراء فرنسا والرئيس الأمريكي ودرو ولسون.

تجاهل مؤتمر الصلح إلى حد كبير المبادئ الرئيسية في النقاط الأربع عشرة فقد ضحى الحلفاء الأوروبيون الكبار أكثر من الأمريكيين فأرادوا أن يحصلوا على تعويض أما ولسون فقد ركز جهوده على إيجاد عصبة الأمم واستجاب ولسون لفرنسا وبريطانيا حول كثير من القضايا.

وفي مايو 1919م وافق مؤتمر الصلح على المعاهدة وقدمها إلى ألمانيا ولم توافق ألمانيا عليها إلا بعد تهديد من الحلفاء بغزوها وإثر شكوك كبيرة وقع ممثلو ألمانيا على معاهدة الصلح في قصر فرساي قرب باريس في 28 يونيو 1919م.

وبالإضافة إلى معاهدة فرساي مع ألمانيا وقع صانعو السلام معاهدات منفصلة مع دول الوسط الأخرى فوقعت معاهدة سان جرمان مع النمسا في سبتمبر 1919م ومعاهدة نويي مع بلغاريا في يونيو 1920م ومعاهدة تريانون مع المجر في يونيو 1920م ومعاهدة سيفر مع الإمبراطورية العثمانية في أغسطس 1920م.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس