عرض مشاركة واحدة

قديم 28-03-09, 04:07 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة الثالثة) ـ النائبة الأفغانية شكرية باركزاي: «المجاهدون» المسيطرون على البرلمان يرون أن مكان المرأة هو المطبخ
قالت إنها أرسلت بناتها الثلاث إلى دولة أوروبية خوفا من انتقام طالبان ومافيا المخدرات
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةصورة قديمة لشكرية مع ابنتيها مسكة وسارة في فيلتها بحي وزير اكبر خان بوسط العاصمة كابل نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالنائبة الافغانية شكرية باركزاي
كابل: محمد الشافعي
قالت النائبة البرلمانية الافغانية شكرية باركزاي انها تجد الكثير من المعاناة في ايصال صوتها تحت قبة البرلمان الافغاني في العاصمة كابل بسبب قادة «المجاهدين» السابقين، ففي رأيها « هم لايريدون للمرأة ان يكون لها صوت في المعارضة والاستجواب»، واشارت في لقاء اجرته معها الشرق الاوسط داخل البرلمان الافغاني بمنطقة كارتي سيه غرب العاصمة كابل الى ان قيادات الجهاد الافغاني لم يتعودوا المعارضة من النساء في الحياة العامة، كما كان الحال ايام امها وجدتها، ولكن الزمن قد تغير، ولا بد من ايصال صوت النساء اللاتي عانين من الحرمان والتهميش عهد طالبان الى المسؤولين. وقالت «المرأة كانت في عهد طالبان بالنسبة لهم لاشيء، ولا تحظى بأي تقدير او رعاية وقد منعت البنات من التعليم خلال عهد الحركة الاصولية، وجاء الوقت لتنال الاناث حقوقهن بالكامل». وقصة اللقاء مع النائبة الاشهر في البرلمان تستحق ان تروى فعندما طلبت اجراء المقابلة قال لي محمد عباس سكرتير الشيخ يونس قانوني رئيس البرلمان انها على الارجح ستكون مشغولة في مناقشة الميزانية العامة للدولة، ولكن بعد ان ارسلت اليها بطاقة «الشرق الاوسط» لم اصدق ان تستأذن وتأتي بهذه السرعة». وبالمناسبة فان عباس الذي سهل الدخول الى البرلمان الذي يخضع لاجراءات امنية مشددة لاتستثني في التفتيش الاقلام او الكاميرات او اجهزة التسجيل شاب في الثلاثينات من عمره يتحدث العربية بطلاقة وخريج جامعة ام القرى بمكة المكرمة، وتحدث كثيرا عن فضل المملكة عليه وامنيته في العودة الى اطهر بقاع الارض لاستكمال دراساته العليا بأم القرى. تقول النائبة شكرية باركزاي ان النائبات الافغانيات وعددهن 68 نائبة ضمن 249 من نواب البرلمان الافغاني كسرن التقاليد او «التابو» الذي كان مفروضا عليهن منذ سنوات «الجهاد» اي قبل وصول طالبان الى الحكم عام 1996، وبات صوت النساء اليوم عاليا تحت قبة البرلمان، وبالتالي فان المجاهدين الذين يسيطرون على نحو 90 في المائة من مقاعد البرلمان يريدون اسكات اصواتنا الى الابد لانهم يعتقدون ان مكان المرأة الحقيقي هو في المنزل او في المطبخ، اي انهم يريدون اعادة عقارب الساعة الى الوراء. وقالت انها في العادة ترفع صوتها بالاحتجاج حتى لو صرخوا وطالبوها بالصمت». واعترفت بانه جزء من التقاليد الافغانية ان لا ترفع المرأة صوتها في حضرة الرجال، وهذا الامر لا يعجب قدامى المجاهدين، ولكننا اليوم في عالم متغير، وتحت قبة برلمان واحد، وهناك مشاكل عاتية في الشارع الافغاني منها استفحال زراعات المخدرات والعنف المنزلي الموجه ضد النساء، ولا بد ان يقف احد ما ويضع النقاط على الحروف، ويقول بصوت عال لرئيس البرلمان او السادة النواب ان هذا الامر خطأ». وتضيف ان ما يحدث اليوم لم تره امي او جدتي من قبل». مشيرة الى اعتراض النائبات بالاحتجاج او تقديم الاستجواب ضد ما يحدث لبنات جنسهن من تهميش او عنف احيانا. وكشفت السيدة شكرية وهي من عرق البشتون وتسكن في فيلا فخمة في حي وزير اكبر خان على بعد عدة امتار من قصر الملك الراحل ظاهر شاه، (كانت «الشرق الاوسط» قد التقتها قبل ثلاثة اعوام ابان الحملة الانتخابية) انها ارسلت بناتها الثلاث مسكة وسارة وفاطمة لتلقي التعليم في احدى الدول الاوروبية بعد تلقيها معلومات رسمية من الداخلية الافغانية انها باتت هدفا للانتحاريين من طالبان ومافيا المخدرات بسبب تقديمها اكثر من استجواب عن سبب استفحال زراعة الخشخاش في اراضي افغانستان وضعف الحكومة على الارض في مواجهة فلول عناصر طالبان.
وتعتبر المخدرات التي تعاني منها أفغانستان في وادي نهر هلمند باقليم هلمند في جنوب البلاد أزمة حقيقة اليوم. وتعد افغانستان أكبر منتج للافيون في العالم. والهيروين الذي يتم الحصول عليه منه ينتشر في شوارع المدن بأنحاء العالم. وتزايد الانتاج منذ الاطاحة في عام 2001 بحركة طالبان من السلطة. وكانت الحركة حظرت الافيون في نهاية حكمها.
واستغلت عصابات المخدرات حالة انعدام الامن وضعف الشرطة أو عدم وجودها بالاساس والفساد المتفشي بجانب الاحجام عن تعقب شخصيات بارزة متورطة في تجارة المخدرات غير أنها تدعم الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد طالبان.
وتقول شكرية انها بالفعل تخاف على بناتها من انتقام هؤلاء الخارجين على القانون. الا انها اكدت انها تحتسب عمرها في سبيل الله من اجل الوطن والشعب الافغاني. وقالت ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» انها رفضت الحراسة الخاصة الممنوحة لاعضاء البرلمان وتتنقل مع سائقها الخاص من منزلها الى البرلمان الافغاني في منطقة كارتيه سي بغرب العاصمة كابل». واشارت انها لم تغير من نمط حياتها بعد تلقيها تحذيرا بخطاب رسمي من الداخلية الافغانية قبل اربعة شهور، سوى انها ارسلت بناتها الى احدى الدول الغربية». واوضحت ان المعلومات التي تسلمتها من الحكومة بناء على معلومات استخباراتية تقول انها هدف للانتحاريين». واعربت عن اعتقادها ان من يهدد حياتها قد يكون تجار المخدرات او طالبان او الاصوليين». وقالت هناك الكثير من القضايا الملحة مثل الامن في الشارع الافغاني، والسؤال الملح الذي لا يتوقف اين تذهب المساعدات الاجنبية على ارض الواقع فالشوارع كما هي منذ سقوط طلبان قبل سبع سنوات، ومشاكل الاقتصاد والبطالة تتفاقم وحالات الناس المادية تتدهور من سيئ الى اسوأ». وتضيف «هناك كثير من المسميات يزعمون انها تحققت مثل الديمقراطية وحقوق الانسان في هذه الادارة الجديدة ولكننا مازلنا بعيدين عنها». وقالت ان هناك نقصا في التنسيق بين دول التحالف التي تساعد افغانستان على النهوض من عثرتها، وقالت: نريد ان نرى الانجازات على ارض الواقع على مجالات الصحة والتعليم والطرق. وأشارت الى ان معظم الدعم المالي الذي يدفع من المجتمع الدولي يذهب الى جيوب مؤسسات المعونة العاملة في افغانستان والى العمليات العسكرية، ولكننا لا نرى شيئا من الاصلاحات على الارض. ودللت على ما تقوله بان احدى المنظمات الدولية اجرت استطلاعا واكتشفنا ان كل دولار يدفع في افغانستان يذهب منه 11 سنتا فقط الى الشعب الافغاني». وقالت ردا على سؤال من «الشرق الاوسط» ان كثيرا من الانجازات ايضا تحققت مثل انخراط 6 ملايين تلميذ في المدارس وتوفير 50 الف وظيفة للمدرسات، لكنها قالت ان المدارس ينقصها الكثير من الكراسي والكتب واجهزة تدفئة ومقاعد. وقالت السيدة شكرية التي تتحدث الانجليزية بطلاقة انها اكتسحت دائرتها الانتخابية امام زوجها الذي كان مرشحا في نفس الدائرة بالعاصمة كابل وكذلك رئيس الوزراء السابق احمد شاه زي وهو من قدامى المجاهدين وكلاهما خسر الانتخابات، وكذلك عدد من الوزراء من بينهم وزير الثقافة السابق شاكري، وقالت ان زوجها عبد الغفار داوي انفق في الانتخابات نحو نصف مليون دولار على الدعاية الانتخابية فيما انها انفقت 3 الاف دولار فقط لا غير، الا انها اكتسحت الدائرة امام المخضرمين من منافسيها الرجال. وقالت انه من المهم ان يصدقك الناس، وانك بالفعل تعمل لصالحهم وتسعى لحل مشاكلهم، ولن تنساهم بمجرد ان تصل الى قبة البرلمان». واكدت ان الناخبين في دائرتها الانتخابية يعرفون انها مخلصة وأمينة وقوية من اجل الدفاع عن حقوقهم، وقالت ان ذلك جزء من تكوين شخصيتها العامة، وقد نذرت نفسها وحياتها من اجل هؤلاء الفقراء. وأوضحت انها لن ترشح نفسها في الانتخابات المقبلة 2010 ولكن ستدشن حركة اجتماعية سياسية من اجل انقاذ بلدها، وقالت انها تعبت لان تشعر ان الاغلبية من النواب الرجال ضدها لانهم من البداية لا يريدون ان يستمعوا اليها». واشارت الى ان ايامها موزعة بين الحضور والمشاركة في الجلسات او الذهاب الى مقرها الانتخابي، مشيرة الى ان كثيرا من ابناء دائرها الانتخابية يذهبون الى منزلها يطلبون مساعدتها في قضاء حوائجهم الخاصة، وهي تسعد بالفعل بذلك. ولامت السيدة شكرية الدول العربية والاسلامية التي نست اخوانها في الدين، وقالت لا نعرف ماذا حدث لاخواننا العرب، ففي الشتاء الحالي الذي مازالت اثاره من الثلج موجودة في المقاطعات الشمالية وزمهريره الذي يضرب شوارع العاصمة ليلا، ومات بسببه اكثر من الف افغاني، وبترت اصابع العشرات من الاطفال، واضافت ان العرب اشعر اليوم انهم لا يريدون مساعدتنا او الوقوف معنا كاخوة في الدين والانسانية التي تجمعنا، فقد جاءت الينا المساعدات من الغرب من ايطاليا والمانيا واميركا، ووزعت البطاطين القادمة من اوروبا على الفقراء والمحتاجين من الافغان، ولكن اين العرب اخواننا في الدين الواحد». وبالنسبة لتصاعد مد حركة طالبان الاصولية وتهديدها بمزيد من العنف، قالت شكرية: اننا نريد ان نسأل الرئيس كرزاي او الرئيس بوش من هم «الطلبة» اولا، لانهم ليسوا جميعهم من الافغان، وهناك بينهم اوزبك وشيشان وعرب وكثير يريدون استمرار الحرب على ارض الافغان» واضافت شكرية مثل باقي كثير من الساسة الافغان الذين التقتهم «الشرق الاوسط» خلال زيارتها الى العاصمة كابل ان المخابرات الباكستانية هي الممول الرئيسي والمساند للحركة الاصولية منذ البداية وحتى اليوم. شكرية باركزاي عاقبتها طالبان بالجلد ورأست تحرير أول مجلة نسائية
* ولدت شكرية باركزاي عام 1972 ونشأت في العاصمة الأفغانية كابل لأسرة بشتونية موسورة الحال. التحقت بكلية العلوم قسم الجيولوجيا في جامعة كابل، واضطرت إلى قطع دراستها بسبب دخول المجاهدين إلى كابل والحرب بينهم وبين الحكومة الشيوعية ومن ثم الحرب بين أحزاب المجاهدين المختلفة. تزوجت من عبد الغفور داوي وأنجبت منه 3 بنات. قررت النضال ضد طالبان بعد أن عاقبوها بالجلد عام 1999، بسبب خروجها إلى الشارع مع جارة لها إلى المستشفى، العقاب بالجلد دفعها إلى البكاء ليومين ومن ثم قررت أن تبدأ في تعليم البنات الأفغانيات القراءة والكتابة عبر مدارس منزلية سرية. بمجرد سقوط نظام طالبان قامت بالإنفاق من جيبها الخاص لافتتاح أول جريدة اسبوعية موجهة إلى المرأة الأفغانية وهي «آينه زن» أو مرآة المرأة. حصلت عام 2004 على جائزة الصحافة الدولية بسبب رئاستها تحرير الجريدة الأسبوعية التي تطبع 3000 نسخة. وتقول شكرية ان عام 2002 يمثل نقلة نوعية بالنسبة للمرأة الافغانية، بعد سقوط حركة طالبان، بات بامكان المرأة الافغانية ان تذهب الى التعليم دون خوف او رقيب، وفي هذا العام اسست مجلة « مرآة المرأة» والتي باتت بمثابة نافذة من الحرية على هموم المراة الافغانية». وتتذكر شكرية اليوم الذي وزعت فيه اول اعداد من مجلتها في العاصمة كابل واربع ولايات محيطة وهي يوم 2 فبراير (شباط) 2002. وتضيف: لقد تلقينا دعما غير محدود من كل من وصلت اليه الجريدة. شاركت في لجنة صياغة الدستور الأفغاني الجديد، وفي مؤتمرات اللويا جيرغا الأفغانية لتفويض الحكومة ثم الحكومة الانتقالية، كما ترشحت كمرشحة مستقلة في الانتخابات التشريعية الأفغانية عن دائرة كابل، وهي الآن نائبة في البرلمان الأفغاني.

 

 


   

رد مع اقتباس