الموضوع: حرب العصابات
عرض مشاركة واحدة

قديم 30-04-09, 08:47 AM

  رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

من شأن رفض منح الاعتمادات أن يسدد ضربة أولى شديدة القسوة إلى اقتصاد البلد، ولكن هذا الاقتصاد لا يلبث أن يعيد إحكام ذاته ويعود الميزان التجاري إلى الاعتدال عندما يعتاد البلد أن يعيش يوماً بيوم. يجب إبقاء الضغط. يدخل حلبة الرقص ههنا نظام التحصيص المفروض على السكر: نعم، لا، لا، نعم. تشير الآلات الحاسبة لدى وكالات الاحتكار، على عجل، أن تخفيض حصة كوبا أمر جد خطير، وأن إلغاء هذه الحصة أمر محال. لماذا خطير جداً؟ لأنه بالإضافة إلى الخطأ السياسي الذي يشكله، فهو سوف يشحذ نَهَمَ عشرة أو خمسة عشرة بلداً منتجاً، يحدث بينها انزعاجاً عميقاً، إذ يعتبر كل منها نفسه هو صاحب الحق في المزيد. كما يستحيل التخلي عن الحصة الكوبية لأن كوبا هي أجود وأرخص مورِّدي السكر إلى الولايات المتحدة، ولأن 60% من المصالح المرتبطة مباشرة بإنتاج السكر والاتجار به تخصُّ الولايات المتحدة. ثم إن الميزان يميل لصالح الولايات المتحدة. وإن من لا يبيع لا يمكنه الشراء، وإنه لمثل سيء حقاً أن يتخلى المرء عن معاهدة. ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد: إن الهدية الأمريكية الشمالية المزعومة، التي قوامها أنهم يدفعون سعراً أعلى بثلاث سنتافوات[82] من سعر السوق ليست إلاَّ نتيجة عجزهم عن إنتاج السكر بسعر منخفض. فمستوى الأجور المرتفع وإنتاجية الأرض الضعيفة في الدولة الكبرى يمنعانها من إنتاج السكر بالسعر الكوبي. إنهم يتسترون وراء السعر المرتفع الذي يدفعون لهذا المنتوج، لكي يفرضوا اتفاقات باهظة ليس على كوبا فقط، بل على جميع المستفيدين. محال عليهم أن يلغوا الحصة الكوبية.
لن نتوقف جدياً عند إمكان لجوء الاحتكارات إلى ما يدَّعون من قصف حقول القصب بالقنابل وإحراقها لخلق قحط في المحصول. تبدو هذه الدعوى في الغالب وسيلة لبث المخاوف في صفوف الحكومة الثورية (غير أن جثة المرتزق الأمريكي الشمالي الممزقة تلطخ بالدم أكثر من دار كوبية[83]، إنها تلطخ سياسة برمتها. فما بالك بالانفجار الهائل الحادث في الأسلحة المرسلة إلى الجيش الثائر)[84].
ثمة نقاط حساسة أخرى يمكن ضرب الاقتصاد الكوبي منها، مثلاً مشترياته من المواد الأولية، كالقطن. ولكنه لا يخفى أن في العالم إنتاجاً مفرطاً من القطن، فلن تكون صعوبة من هذا القبيل إلاَّ موقوتة. وماذا عن الوقود؟ إن نفاده قمين بإنزال الشلل في البلد، وكوبا لا تنتج من النفط إلاَّ القليل. ثمة بعض صنوف القطران يمكن أن تغذي مراجلها، وبعض الغول يمكن في النهاية، أن يسيِّر عرباتها. ثم إن في العالم نفطاً كثيراً. فمصر، والاتحاد السوفياتي يمكنهما أن يبيعا منه، وربما العراق قريباً. لذلك يمكن الاكتفاء بتطبيق ريادة اقتصادية بسيطة.
وإلى جانب سلوكهم الفارقة الاقتصادية الآنفة، إذا ما أضفنا إلى مسالك العدوان الممكنة، تدخلات "دولة" من دول الجيب، مثل سانتو دومينكو، فسوف يغدو الأمر أكثر إزعاجاً بقليل، ولكن الأمم المتحدة سوف تضطر للتدخل في النهاية، ولن يؤدي الأمر إلى شيء ملموس.
إن السبل الجديدة التي أخذت منظمة الدول الأمريكية تتبعها، تخلق سابقة خطيرة في موضوع التدخل، وكأن في الأمر صدفة. إنتحلت الاحتكارات حجة تروخيلُّو[85]، لكي تهيىء اعتداءات أخرى. لقد أحرجتنا ديمقراطية فنزويلا في هذه القضية آسفين لأن نقاوم مبدأ التدخل ضد تروخيلُّو. يا لها من خدمة أسدوها إلى قراصنة هذه القارة!
ومن بين الإمكانات الجديدة، ثمة إزالة وجود ذلك الذي كانوا يدعونه "الشاب المجنون" فيدل كاسترو، والذي أضحى هدف غضبات الاحتكارات. ينبغي طبعاً اتخاذ الإجراءات كذلك ضد "العميلين الدوليين" الخطيرين الآخرين: راؤول كاسترو وكاتب هذه الأسطر، اللذين ينبغي إزالتهما من الوجود أيضاً. إنه حل مرغوب فيه ومُجْزٍ للرجعية، لو كان يعطي نتائج مرضية في عمل مثلث الوجهات في آن، أو لو كان يصيب الرأس القائد على الأقل. (ولكن أيها السادة الاحتكاريون، وأيها السادة الأجراء في الداخل، لا تنسوا الشعب، الشعب القادر على كل شيء، الذي لو واجه مثل هذه الجريمة، لسحق كل ضالع على نحو مباشر أو غير مباشر في الاعتداء على قادة الثورة، دون أن يستطيع أي شيء أو أي أحد أن يوقفه).
وأمامهم شكل جديد من الفارقة التي سلكوها في غواتيمالا[86]، وهو القيام بالضغط على مورِّدي الأسلحة إلى كوبا، لإجبار بلدنا على شراء الأسلحة من البلدان الشيوعية، فتغدو الاتهامات الموجهة إثر ذلك أكثر صرامة. لكن أحد أعضاء حكومتنا قد قال "يحتمل أن يهاجمونا بحجة أننا شيوعيون، ولكنهم لن يزيلونا من الوجود نتيجة كوننا بُلَهَاء".
سوف ترتسم عندها للاحتكارات ضرورة عدوان مباشر (وسوف يتناجزون عدة إمكانات ويتدارسونها بكل التفاصيل على آلات أي. بي. أم. الحاسبة). ولكنه يتبادر إلى ذهننا أنهم يستطيعون استخدام الفارقة الاسبانية[87]: يتخذون المبعدين حجة للابتداء، ويدعمونهم بمتطوعين ليسوا طبعاً إلاّ مرتزقة، أو جنود دولة أجنبية تدعمهم البحرية والطيران دعماً قوياً. ويمكن أن يكون الأمر أيضاً عدواناً مباشراً من دول مثل سانتو دومينكو، ترسل بعض رجالها، إخوتنا، مع مرتزقة كثيرين، للموت على شواطئنا، بغية خلق حالة واقعة ترغم أوطان الاحتكار المباركة على التصريح بأنها لا تريد التدخل في هذا الصراع "الكارث" بين الإخوة، وأنها سوف تكتفي بإيقافه عند حد، فتجعل بوارجها وطرّاداتها ونسَّافاتها وغوّاصاتها وحاملات طائراتها وطيرانها تسهر على بحار وسماء ذلك الجزء من أمريكا. ولا يستحيل أن يمنع هؤلاء الحراس الغيورون على السلم في القارة، مرور أية سفينة تفيد كوبا، في حين تنخدع يقظتهم "الحديدية" إزاء جميع أو أكثر الذين يناصرون وطن تروخيلو المنكود. ويمكنهم التدخل كذلك بوساطة إحدى المنظمات "المجيدة" القائمة بين الدول الأمريكية، لإنهاء "الحرب الجنوبية" التي أطلقتها "الشيوعية" من عقالها في جزيرتنا، أو حتى أن يتدخلوا مباشرة باسم هذه المنظمة لإعادة السلم وحماية مصالح رعاياهم، فينهجون بذلك فارقة من سلوكهم في كوريا.
قد لا توجه الضربة الأولى إلينا، بل إلى حكومة فينزويلا الدستورية، لتصفية آخر مستند لنا في القارة[88]. وإذا ما حدث ذلك، فيمكن أن لا تعود كوبا هي مركز النضال ضد الاستعمار، بل يغدو وطن بوليفار[89] الكبير هو ذلك المركز. وسوف يهبّ شعب فنزويلا ذائداً عن حرياته. يحفزه حماس الذين يعلمون أنهم يخوضون معركة حاسمة، فمع الهزيمة يرين عليهم أظلم ألوان الطغيان، ومع الظفر يشرق عليهم أخيراً مستقبل أمريكتنا، حيث تستطيع هبَّة من النضالات الشعبية أن تشق صمت المقابر الاستعمارية التي استحالت إليها الجمهوريات الشقيقة المستعبدة.
يمكن إتيان أسباب كثيرة ضد احتمال تغلُّب العدو، ولكن ثمة سببين رئيسيين: أحدهما خارجي، وهو أننا عام 1960، عام الشعوب المتخلفة النمو، الشعوب الحرة، العام الذي سوف تفرض فيه احترامها أخيراً وإلى الأبد، أصوات ملايين الكائنات التي لم يعد مصيرها أن يحكمها أصحاب وسائل القمع والثراء. ولكنه أيضاً – وهذا سبب داخلي أعظم قوة من الأول – العام الذي سوف يتنكَّب فيه السلاح جيش قوامه ستة ملايين كوبي، يقفون كالرجل الواحد، ذوداً عن أراضيهم وثورتهم. لن يكون الجيش الثائر في أرض الوغى إلاَّ جزءاً من شعب شاكي السلاح، يقاتل في كل أرجاء البلد. سوف يستميت العمال أمام مصانعهم في المدن. وفي الريف، سوف يبذر الفلاحون الموت في صفوف الغزاة، خلف كل شجرة، وفي كل قرح شَقَّته المحاريث الجديدة التي زودتهم بها الثورة.
وفي أرجاء العالم، سوف يخلق التضامن الأُممي حاجزاً قوامه مئات ملايين الصدور التي تستنكر العدوان. وسوف ترى الاحتكارات كيف تصطك دعائمها النخرة، وكيف تعصف نفخة ريح واحدة بنسيج العنكبوت الذي حاكته وكالات الأنباء من أكاذيبها. ولنفترض مع ذلك أنهم لن يقيموا حساباً للإستنكار الشعبي الأممي: فماذا يحدث ههنا في الداخل؟
إن أول عنصر يبرز للعيان، تبعاً لوضعنا كجزيرة صغيرة سهلة الإصابة، تعوزها الأسلحة الثقيلة، وذات طيران وبحرية ضعيفين جداً، هو تطبيق مفهوم الغوار على نضال الدفاع الوطني.
سوف تقاتل وحداتنا البرية بالعزيمة والحماس والحميَّة التي يستطيعها أولاد الثورة الكوبية في هذه السنوات المجيدة من تاريخها. ولكننا في أسوأ الأحوال، وبعد تحطيم بنية جيشنا في جبهة القتال، سوف نبقى مستعدين لمتابعة النضال في وحدات مقاتلة. وبعبارة أخرى، إذا ما نجح التركيز الكبير لقوى العدو في تحطيم قوتنا، سوف ينقلب جيشنا فوراً إلى جيش غوار، عظيم الجؤول، وتغدو سلطة قادته غير محدودة في مستوى الرتل، في حين تعطي القيادة العامة الأوامر المناسبة من نقطة ما في البلد وتحدد الريادة العامة. وتغدو الجبال آخر معاقل الجيش الثائر، وهو طليعة الشعب المنظمة، في حين يتابع جيش المؤخرة العظيم وهو الشعب بأسره، النضال في كل بيت قروي وكل درب وكل فَلْذَة من أرض الوطن.
ولما كانت وحدات مشاتنا تعوزها الأسلحة الثقيلة، فسوف يتركز عملها على الدفاع ضد المدرعات وضد الطيران. وسوف تغدو الأسلحة الوحيدة ذات القدرة المرموقة هي الألغام بكثرة، والبازوكة أو الرمَّانات ضد الدرع، والمدافع المضادة للطيران، الجوّالة جداً، دون إغفال بعض مدافع الهاون. وسوف يعرف قُدامى المشاة المزودون بالأسلحة الذاتية الحركة، قيمة الذخيرة، ويعنون بها عناية كبيرة. وترافق كل وحدة من جيشنا منشأة خاصة لإعادة حشو الفشك، فتحافظ على احتياط الذخيرة في أشد الظروف حراجة.
سوف يصاب طيراننا، على الأرجح، بعطب بالغ منذ اللحظات الأولى في غزو من هذا القبيل، تشنه دولة أجنبية كبرى، أو يشنه مرتزقة أية دولة صغرى تدعمها الدولة الكبرى سراً أو علانية. سوف يغدو الطيران الوطني إذاً محطماً أو يكاد، وربما استطاعت طائرات الاستكشاف أن تتابع العمل، ومثلها طائرات الارتباط، ولا سيما الطائرات العمودية.
سوف يعاد بناء البحرية أيضاً تبعاً لهذه الريادة الجائلة: الزوارق الصغيرة هي التي تبدي للعدو أصغر سطح وأعظم اجتيال. وسوف يكون أشد مداعي اليأس لدى العدو في هذه الحالة، كما في الحالات السابقة كلها، أنه لا يلاقي شيئاً صلباً يقاتله. لن يكون هناك غير كتلة رخوة، جائلة، لا نفاذ فيها، تتراجع ولا تكافح بجبهة صلبة، في حين هي تسدد الضربات من كل صوب.
فحتى لو هزم جيش الشعب في معركة جبهية، لن يكون من السهل أن تراه يولي الإدبار. يقف عنصران هامان من السكان إلى جانبه: الفلاحون والعمال. لقد دلّل الفلاحون على فعاليتهم عندما ألقوا القبض على العصابة التي كانت تحوم حول بينار دل ريو. سوف يتم تدريبهم محلياً، غير أن آمري الفصائل والرتب الأعلى سوف يُدَرَّبون كما يجري الآن، في قواعدنا العسكرية. ومن هنا سوف يوزعون على مناطق الإنماء الزراعي الثلاثين التي قُسِّمَ البلد إليها، لكي يشكلوا عدداً مماثلاً من مراكز النضال الريفي. سوف يذود الفلاحون عن أراضيهم ومكاسبهم الاجتماعية ودورهم الجديدة وأقنيتهم وسدودهم ومحاصيلهم الزاهرة، أي عن استقلالهم، وبكلمة، عن حقهم في الحياة.
سوف يكافحون تقدم العدو بمقاومة حازمة فورية. أما إذا كان تقدمه فائق القوة، فسوف يتبعثرون ويغدو كل فلاح مزارعاً مسالماً في النهار، ومغاوراً فعالاً، تخشى قوى الأعداء بأسه ليلاً. ويكرر العمال هذا النهوج ذاته. سوف يتم تدريب خيرتهم لكي يتسنَّموا[90] من بعد قيادة رفاقهم فيتولوا تلقينهم معلومات الدفاع التي تلقوها. سوف تتولى كل فئة اجتماعية ولا ريب مهمات مختلفة: يقوم الفلاح بنضال المغاور النهجي، وينبغي أن يتعلم إتقان الرماية والإفادة من وعورة الأرض والاختفاء دون قتال جبهي أبداً. أما العامل، فله حظ الوجود داخل القلعة الهائلة التي تشكلها مدينة حديثة، ولكنه عديم الجؤول: فسوف يتعلم تتريس الشوارع على نحو رشيد، واستخدام كل حِواء[91] قلعة، متواصلة من الداخل بثغرات تفتح في الجدران، واستخدام سلاح "كوكتيل مولوتوف" الدفاعي الرهيب، وتنسيق الرمي الصادر عن النوافد التي لا حصر لها والتي توفرها أبنية مدينة حديثة.
سوف تشكل جماهير العمال، تدعمهم الشرطة الوطنية والقوى المسلحة المكلفة بالدفاع عن المدن، جيشاً جبَّاراً ولكنه سوف يصاب بأذى بالغ. لا يعدل النضال في المدن نضال الريف سهولة ومرونة. سوف يسقطون – أو سوف نُسْقِط – كثيرين في هذا النضال الشعبي. سوف يستخدم العدو دبابات سرعان ما تُدَمَّر عندما يتعلم الشعب ألاَّ يخشاها ويتعرف إلى مقاتلها. ولكن الشعب سوف يخلِّف قبل ذلك قسطه من الضحايا.
تنضم منظمات أخرى أيضاً إلى منظمات العمال والفلاحين. وفي الصف الأول، جواند[92] الطلاب، التي ينسقها ويقودها الجيش الثائر، والتي تضم خيرة الشباب الطلابي، ثم منظمات الشباب عامة، التي تشارك في القتال، ومنظمات النساء التي تقدم حافزاً هاماً هو وجود المرأة. سوف تُعنى منظمات النساء بأعمال عظيمة الشأن في مؤازرة رفاق القتال، مثل الطهي، والعناية بالجرحى، ومؤاساة المحتضرين. وغسل الثياب. سوف يثبتن لرفاقهن في السلاح أن حضورهن لا يخيب أبداً في الساعات العصيبة من الثورة. هذا كله نتيجة عمل تنظيمي واسع للجماهير، ونتيجة تربيتهم المتأنية الكاملة. تستند هذه التربية إلى المعلومات الابتدائية. لكن ينبغي تركيزها على شرح وقائع الثورة شرحاً عاقلاً صحيحاً.
ينبغي دراسة القوانين الثورية وشرحها والتعليق عليها في كل اجتماع، وكل مجلس وكل مكان يلتقي فيه المسؤولون عن الثورة. وينبغي، لتوجيه الجماهير، قراءة خطابات القادة باستمرار والتعليق عليها ومناقشتها، وبالنسبة إلينا بصورة أخص، خطابات القائد الذي لا منازع له. ينبغي الاجتماع في الريف، للاستماع من الإذاعة أو للنظر في التلفزيون، إلى هذه الدروس الشعبية التي اعتاد رئيس وزارئنا أن يلقيها.
ينبغي أن يكون تماس الشعب بالسياسة مستمراً، فإنه يعني تماس الشعب بأعز رغباته، بعد أن تم التعبير عنها، فاستحالت قوانين ومراسيم ومقررات. ينبغي أن تكون اليقظة الثورية دائبة إزاء كل تظاهرة معادية للثورة. ويجب أن تكون يقظة المرء إزاء موقفه الخاص، وسط الجماهير الثوريين، أشد صرامة بعد من اليقظة المطبقة إزاء اللاثوري أو اللامبالي. فأياً كانت مكانة الثوري وأياً كانت مفاهيمه، لا يمكن السماح، لمجرد كونه ثورياً، بالصفح عن أخطاء بالغة قد ارتكبها ضد الشرف أو الأخلاق، وذلك بطائلة انحدار الثورة في طريق الانتهاز الخطرة. قد يؤدي واقع الرجل إلى السماح بتخفيف العقوبة، وسوف تؤخذ مناقبه الماضية بالحسبان، غير أنه لا بد من معاقبة الارتكاب بحد ذاته دائماً.
ينبغي

 

 


   

رد مع اقتباس