عرض مشاركة واحدة

قديم 10-07-09, 12:06 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي قوة بحرية خليجية لحماية المصالح الوطنية



 

أداة استراتيجية فاعلة كل مقومات بنائها متوافرة في منظومة "مجلس التعاون"
"قوة بحرية خليجية" لحماية المصالح الوطنية


عقيد ركن بحري عبدالله دشتي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وتتأثر الاستراتيجيا البحرية بعوامل عدة، بعضها يساعد في تكوينها مثل الجغرافيا والقوة البشرية والتكنولوجيا البحرية، إضافة إلى الإمكانات الاقتصادية للدولة ونظام حكمها وطبيعة مجتمعها، فالدول ذات الاقتصاد القوي تكون أكثر قدرة على بناء قوة بحرية ضخمة تخوض المحيطات وأعالي البحار، وفي طليعتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي تملك كل منها قوة بحرية ضاربة تجوب محيطات العالم.

ومن العوامل المؤثرة في بناء القوة البحرية للدول، طبيعة الحكومات التي تديرها ومراحل اتخاذ القرار فيها، ففي الغرب، حيث تسود النظم الديموقراطية غالباً، تناقش الموازنات العامة للدولة، ومنها موازنة الدفاع، بشكل علني، الأمر الذي يتأثر إلى حد ما بطبيعة الرأي العام في الدولة، الذي يدفع باتجاه تقليل موازنات الدفاع عند عدم بروز أخطار مباشرة على كيان الدولة، وهذا ما بدا بوضوح في الموازنات العسكرية الحالية لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي، وبالتالي زوال الخطر العسكري المباشر على الدول الغربية.

كذلك تؤثر طبيعة المجتمعات بشكل مباشر وأساسي على الاستراتيجيا البحرية للدول، فالمجتمع البحري المدني هو المصدر الرئيسي للقوة البشرية اللازمة لبناء القوة البحرية، «فالبحارة هم روح الأسطول» كما يقول اللورد هافر شام، وهذا هو حال المجتمعين البريطاني والأمريكي على سبيل المثال، وقد دأبت الدول ذات السواحل البحرية العريضة على بناء قوات بحرية قادرة على حماية حدودها وتأمين طرق المواصلات البحرية التي تعبر مياهها الإقليمية أو المياه الدولية القريبة منها.

وتتأثر البحار والمحيطات بشكل مباشر أو غير مباشر بالمتــغــيـــرات الجـــيوسيـــاسـيـــــــــة الدولية، التي بدورها تفرض على البلدان الساحلية وضع استراتيجيات بحرية تنسجم مع المناخ السياسي والأمني السائد في الإقليم المحيط بها أو في العالم عموماً، فخلال القرن التاسع عشر عمدت الدول العظمى، كالولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان، إلى استخدام القوة البحرية كأداة ردع استراتيجية، من خلال بنائها السفن الضخمة ذات الإمكانات القتالية العالية ومديات الإبحار الطويلة لحسم الحروب البعيدة عن حدودها.


غياب الحرب الحاسمة

أما اليوم، فقد تغير مفهوم الحرب البحرية، إذ غاب خيار الحرب الحاسمة في المحيطات البعيدة، وحضر بدلاً منه خيار الحرب الساحلية المحدودة, التي تدور في رقعة مائية ضيّقة نسبياً، ما يجعل الاشتباك أشد تعقيداً وصعوبة، فخلال العقدين الماضيين تبنت كثير من البحريات العالمية مبدأ بناء أعداد كبيرة من السفن الصغيرة ذات القدرات القتالية المتميزة، مثل المرونة وإمكانية الإبحار والمناورة قرب السواحل وفي المياه الضحلة.

فقد اعتمدت البحرية الأمريكية خطة لبناء ترسانة تضم نحو 100 سفينة من الحجم الصغير، أطلقت عليها اسم «سفينة الحرب الساحلية»، لها قدرة على العمل في المساحات المائية المزدحمة والمتداخلة كالأقاليم الساحلية الضيقة ذات المياه الضحلة، ولها كذلك قدرة على مواجهة الأخطار البحرية والتهديدات، فضلاً عن استطاعتها الإبحار لمدد طويلة, وإمكان تشغيلها بأقل قدر ممكن من القوة البشرية التي استعيض عنها بالتكنولوجيا الحديثة.

وبرغم كل التطور التقني والتكنولوجي المذهل الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة، لا تزال القوة البحرية تلعب دورا أساسيا في إدارة الصراعات والأزمات الدولية، كما لا تزال أداة رئيسية في تطوير سبل دعم وتعزيز الأمن والاستقرار العالمي، فما أهمية دور القوة البحرية بصفتها إحدى الأدوات الاستراتيجية في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي؟ وكيف يتم توظيف هذه القوة في منطقة الخليج العربي لتتواءم مع المتغيرات الجيوسياسية والأمنية المتلاحقة في هذا الإقليم المهم من العالم؟


«الطرف الأغرّ»

نموذجاً


في كتابيه المهمين «تأثير القوة البحرية في التاريخ: 1660 - 1783»، و«تأثير القوة البحرية في الثورة الفرنسية والإمبراطورية: 1793 - 1812»، يتحدث الخبير البحري ألفريد ماهان بإسهاب عن مبادئ الاستراتيجيا البحرية وتوظيفها كقوة فاعلة وحاسمة، لا يمكن من دونها بسط النفوذ والسيطرة على العالم، فخلال الحروب البريطانية الفرنسية لعبت القوة البحرية الملكية البريطانية دورا فاعلا في حسم المعارك التاريخية ضد فرنسا وحلفائها، ومن أشهر معارك تلك الفترة «معركة الطرف الأغر» التي هزم فيها الأدميرال البريطاني نيلسون البحريتين الأسبانية والفرنسية معاً، كما فرض حصاراً بحرياً محكماً على فرنسا، أدى إلى وقف إمدادات جيوش نابليون، الأمر الذي كان له أعمق الأثر في هزيمة فرنسا وحلفائها في «معركة واترلو» البرية الشهيرة أمام القائد البريطاني ولنغتون.

وخلال الحرب العالمية الثانية لعبت القوات البحرية لدول الحلفاء دورا مؤثرا في إسناد القوات البرية في أوروبا وشمال أفريقيا ضد دول المحور، فخلال المعارك البرية فرضت بحرية الحلفاء الحصار الشامل على دول المحور في البحر الأبيض المتوسط، ما أثر سلبا في جيوش القائد الألماني رومل (ثعلب الصحراء) الذي تراجع بسبب النقص الحاد في إمدادات الذخيرة والمؤن، بعدما كان يحرز تقدما في شمال أفريقيا، وفي مسرح العمليات الأوروبى (1941 - 1944)، ضربت بحريات الحلفاء حصاراً خانقاً على ألمانيا النازية، وأعاقت خطوط المواصلات البحرية منها وإليها، سعياً إلى إنهاكها ووقف المجهود الحربي فيها، ومن ثم حسم المعارك البرية، واستثمار النصر في السيطرة على القرار السياسي.

وما إن انتهت الحرب الباردة وتبدل ميزان القوى والمناخ الأمني العالمي، حتى برزت على الساحة العالمية تهديدات جديدة غير تقليدية، كالإرهاب العابر للحدود وعمليات التهريب بأنواعها، من تهريب البشر إلى تهريب المواد المحظورة والخطرة، وفي هذا الإطار، اعتبر قائد القوات البحرية المركزية الأمريكية والقائد السابق للأسطول الخامس الأدميرال كيفن كوسغروف، أن التهديد الحالي في الخليج العربي يعد من الأخطار العابرة.

وحذر خلال حضوره المعرض البحري الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة أواخر العام الماضي من خطر المجموعات الإرهابية الراديكالية المتعاطفة مع «تنظيم القاعدة».

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس