ما حدث هو أنه في عام 2013، كان هناك "ميم" (Meme) شهير للغاية لصورة كلب لطيف من نوع "شيبا إنو" (Shiba Inu) أُطلق عليه اسم "Doge"، واستُخدم بغزارة للتعليق الساخر على أي أحداث مهما كان نوعها، النوم والأكل والطعام وطريقة النطق واكتشافات الفضاء وغيرها. هذا الميم التقطه المهندس جاكسون بالمر -الذي كان يتابع أخبار العملات الرقمية-، ورأى أن يُحوِّله إلى دعابة متوافقة مع صعود العملات الرقمية، فنشر تغريدة على تويتر يقول فيها: "استثمروا في الدوجكوين، متأكد أنها ستكون الشيء الكبير التالي!".
بعد أسبوع واحد، وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك عملة رقمية بهذا الاسم بالأساس، ومع انتشار التعليقات المؤيدة لتغريدته الساخرة، اشترى بالمر نطاقا باسم "Dogecoin.com" لاقى انتشارا كبيرا في مجتمع "ريديت" (Reddit) (منتدى عالمي كبير مخصص للنقاشات الإلكترونية). لاحقا، تواصل مع بالمر شريكه بيلي ماركوس -المهندس في شركة "IBM"- الذي كان بالفعل قد أطلق مشروعا شخصيا سابقا لإطلاق عملة رقمية، لكن المشروع لم يكتمل ولم يُكتب له الظهور. لذلك، رأى "بيلي" أن يتشارك بعملته هذه مع بالمر، باعتباره نوعا من المشاركة في "احتفال السخرية".
اجتمع الشريكان، الأول من خلال الفكرة الساخرة والثاني من خلال المساهمة ببرمجته لعملة رقمية، وانطلقت عملة "دوجكوين" (Dogecoin) الساخرة -تُنطق "دووج كوين" (Doje Coin) بالجيم المُعطّشة- بشعارها الذي يحمل وجه الكلب الشهير، وذلك في ديسمبر/كانون الأول من عام 2013. (3، 4)
بعد إطلاق العملة الافتراضية في عام 2013، كان لمجتمع "ريديت" (Reddit) التأثير الأكبر في انتشار العملة واستخدامها استخداما محدودا، حتى إنه بحسب بيزنس إنسايدر، كان للمجتمع الفضل في خلق سوق لتداول "دوجكوين" وصل قيمته إلى 8 ملايين دولار، مع الاستخدام الواسع للعملة على شكل أداة "بقشيش" عبر الإنترنت يمنحها المستخدمون لبعضهم في مقابل بعض الأنشطة، مثل مشاركة أفكار جيدة أو عمل منصة جيدة، وغيرها. أو كما عبَّر بالمر نفسه بأنها: "شيء ما نقول من خلاله شكرا، أو هدية لطيفة".
خلال عام 2014، ازداد التعامل بعملة "دوجكوين" ازديادا ملحوظا بوصفها عملة هدايا متواضعة القيمة، وانتشرت انتشارا واسعا، لدرجة أن مؤسسي العملة فوجئوا في صيف عام 2014 بلافتات إعلانية كبيرة تُعلن عن العملة الرقمية في أماكن مختلفة، وكانوا -وهم المؤسسون لها- يصفون هذا الانتشار بالجنون وعدم الواقعية.