عرض مشاركة واحدة

قديم 26-02-09, 06:47 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي قتال الدبابات بعضها البعض في إطار معركة الأسلحة المشتركة



 

قتال الدبابات بعضها البعض في إطار معركة الأسلحة المشتركة

" لقد إكتشفنا أنّ القذائف السوفيتية الصنع من عيار 125 المليمتر ، كانت غير قادرة على إختراق الدرع الأمامي لدباباتنا من طراز M1A1 ، حتى عند إطلاقها مدى قريب . خارق التنجستن لمقذوفاتهم penetrators إلتصق بالدرع مثل الأسهم . وفى إحدى المواجهات ، أطلقت دبابة T-62 عراقية النار خلال الليل ، على إثنتين من دبابات M1A1 الأمريكية . العراقيون من طاقم الدبابة ، كانوا مدركين جيداً ( ومن خلال تجربة حرب الخليج الأولى ) للتقنيات التي يستخدمها خصومهم، ونعني بذلك مجسات الأشعة تحت الحمراء infra-red sensors . لذالك طاقم الدبابة بقوا في داخل دباباتهم وأطفأوا المحرّكات ، على أمل عدم رصدهم . وإستخدم طاقم الدبابة العراقية ، ذراع تدوير البرج الإحتياطي back-up hand turret crank ، لتصويب المدفع ( من عيار 115 ملم ) . لكن الذي لم يحسب له طاقم الدبابة العراقية حسابه ، هو الحرارة والإشعاع الصادر من سبطانة مدفعهم بعد الرمي ، والتى إلتقطها منظار الرامي فى الدبابة M1A1 بسرعة ، ومن ثم قام بإطلاق النار وتدمير destroyed الدبابة T-62 .
أما العراقيين الذي جهلوا ( وكان هذا دور قيادتهم فى التوضيح ) تقنيات الرصد والكشف الحديثة ، التى أصبحت من التجهيزات القياسية فى الدبابات الحديثة ، وأداروا محركات دباباتهم للمحافظه عليها فى وضع التسخين ، ولإدارة وتحريك البرج ، فقد تم تدميرهم من مسافات بعيدة نسبياً . أما الذين أطفأوا المحركات ، ولكن قائد الدبابة وقف أعلى البرج للرصد ، وإيجاد الأهداف find targets ، فإن أنظمة الرؤية الأمريكية الحرارية thermal systems ، تمكنت من إلتقاطهم ورصد الإشعاع الحراري الصادر عن أجسامهم ، ومن ثم إطلاق النار عليهم .

أحدثت الدبابة منذ ظهورها في الحرب العالمية الأولى ( معركة السوم 1916 ) تغييرا كبيرا في مجرى الحرب . وفي البداية كانت لغزاً غير مفهوم (من وجهة النظر العسكرية ) في كيفية استخدامها ، وألقى على عاتقها مهمة إسناد جنود المشاة الراجلين ، إلا أن بعض الضباط ، ممن يتمتعون ببصيرة جيدة ، درسوا خواص هذا السلاح الجديد ، وأدركوا أنها ( أي الدبابة ) يمكن أن تحل محل الخيالة ، واعتبارها (خيالة ميكانيكية ) وأنها يمكن أن تكون سلاحا حاسما. وأصبحت الدبابة منذ ذلك الوقت ، تحتل مكانة عالية بين أسلحة ومعدات الحرب التقليدية ، ومن المؤكد أن عصر التكنولوجيا المتقدمة الحديثة ، سيؤكد من هذه المكانة بل وسيعززها ، فلا تزال الدبابة فى نظر الكثيرين ، سيدة المعارك في عصرنا الحالي .
تؤيد ذلك الجهود العظيمة التي تبذلها الدول المتقدمة صناعيا ، في مجال تطوير دبابات المعركة الرئيسية MBT ، وتزويدها بأعلى مواصفات الكفاءة التقنية ، وقد اشتملت قائمة التحسينات التي أدخلت على تصميم الدبابة للسنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية على : تقليل ارتفاع (الحجم والأبعاد Dimensions ) الدبابة لأقل من ثلاثة أمتار ، وزيادة الوزن القتالي إلى أكثر من60 طن ، كما زيد مدى عمل الدبابة (المدى القتالي) إلى ما يزيد عن 500 كلم ، وتضاعفت سرعة الدبابة إلى أكثر من 70 كلم / س . وتم بعدها - ولعله التحسين الأكثر أهمية في تصميم الدبابة - زيادة معدل القوة / الوزن ، حيث وصل الآن فى بعض الدبابات إلى ما يقارب 30 حصان/طن . إن جداراً عمودياً إرتفاعه متر واحد ، وخدق عرضه ثلاثة أمتار ، ومنحدراً مستوى ميله 60 درجة ، وأرضاً موحلة أو رملية ، لا يمكنها أن توقف تقدم دبابة المعركة الرئيسة . كما أن معظم الدبابات الحديثة الأخرى، تمتلك القدرة على عبور مجاري المياه المملوءة حتى عمق 4 أمتار ، وذلك بمعداتها الخاصة ، وهذا يقلل بطبيعة الحال ، وبصورة ملموسة من الموانع والحواجز التي يصعب عبورها . أضف إلى هذه التحسينات زيادة فعالية القوة النارية وإعتماد أنظمة التقليم الآلي auto loader ، وكذلك الحماية المدرعة . armour protection ويؤكد الخبراء والمنظرون العسكريون أن الدبابة ( ومعها الطائرة ) ستمتلك مكان الصدارة في أي حرب تقليدية واسعة النطاق ، وذلك على الرغم من تزايد دور وخطورة الصواريخ الحديثة والدقيقة التوجيه المضادة للدبابات anti-tank weapons والطائرات .



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 700x589 and weights 69KB.نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إن لدبابة المعركة الرئيسية العديد من المتطلبات الجادة بل والمتعارضة فيما بينها. فعليها أن ترمي بدقة عالية ، وأن تتحرك بسرعة إلى جميع الاتجاهات ، على أن تراعي وسط ذلك كله قواعد الحماية والاختفاء عن نظر ونيران العدو ، وضد جميع معدات الرصد والاستطلاع ( وما أكثرها في ساحة المعركة ) ، وهي تعتمد في تحقيق ذلك على مصادر قوتها الثلاث المعروفة ، وهي : القوة النارية Fire Power ، قابلية الحركة Mobility ، الحماية المدرعة Protection ( وإن كان البعض يعتقد وجوب إضافة مصدر آخر هو قوة الصدمة ) ويمكن القول أن هذه الخصائص الثلاث الأساسية هي التي أوصلت الدبابة إلى مكانتها الحالية .
وبالرغم من التقدم التقني في مجال التكنولوجيا والالكترونيات المعقدة والمعدات البصرية ، التي تستخدم في أنظمة السيطرة على النيران Fire Control Sytem في الدبابة ، إلا أن بعض القواعد الأساسية لتدمير الدبابة ظلت كما هي دون تغير .
ولتدمير دبابة معادية يجب اكتشافها وتعيينها بما لا يدع مجال للشك ، وأسهل طريقة لاكتشاف وتدمير دبابة أخرى متحركة ، هي أن تبقى الدبابة القانصة في وضع الجسم المستورhull-down-position ، لكن تصبح المسألة أكثر صعوبة إذا كانت الدبابة المعادية الأخرى في نفس وضع الجسم المستور، إذ أن اكتشاف مثل هذا الهدف ، أشبه باكتشاف ذبابة على الجدار البعيد لغرفة واسعة ، لكن بمجرد إطلاق دبابة العدو لمدفعها ، يتم اكتشافها سريعا ، وهذا ربما يكون متأخرا وبعد فوات الأوان ، خاصة إذا كان لديها مدفعي ممتاز ، خلف أجهزة حديثة للسيطرة على النيران .
إن الدبابات لا تقاتل عادتاً من مواقع ثابتة ، وعندما تكون في وضع حركة ، فإن اكتشافها للدبابات المعادية الموجودة في الفضاء المفتوح ستكون صعبة نسبيا ، قياسا بالدبابات الساكنة في وضع الجسم المستور. وهذه حقيقة ثابتة لا يمكن الحياد عنها ، حتى عند استخدام أفضل الوسائل البصرية ومهما كانت التكنولوجيا متقدمة ، فالمراقبة والرصد من دبابة متحركة mobility، تكون محدودة للغاية وقائدها فقط الذي تكون لديه رؤية بانورامية ( شاملة ومتعددة الإتجاهات ) أقل إعاقة من باقي الطاقم . إذ أن السائق يكون متفرغا بالكامل لعمله ، يبحث باستمرار عن أفضل طرق محاولاً تفادي العوائق ، أما المدفعي والملقم فكلاهما مقيدان بنطاق أجهزتهما البصرية ، وحتى قائد الدبابة نفسه لا يستطيع إلا تغطية منطقة محدودة فقط في كل مرة ، فإذا كانت الدبابة متحركة والكوات مغلقة ، يتعين عليه هو الآخر الاعتماد على منظومات الرؤية البصرية المتوفرة لديه ، ولهذا فقادة الدبابات المتمرسين يفضلون العمل وهذه الكوات مفتوحة ، مستخدمين أعينهم أو المناظير لمراقبة وتمشيط الأرض ، بحثا عن الأهداف البعيدة مثل الدبابات ، أو طائرات الهيلوكبتر أو مكامن الصواريخ المضادة للدبابات ، التي تشغل من الأرض أو فرق ومجموعات قنص الدبابات .



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 902x702 and weights 61KB.نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في كل هذه الظروف تستطيع الدبابة أن تتمتع بميزة التصادم العنيف ، القريب جدا مع دبابات الخصم ، وهذه مخاطرة لا يمكن للأسلحة الأخرى أن تتحملها ، لذلك يجب على قائد الدبابة توزيع مهمة المراقبة على أفراد طاقمه حسب مساحة المنطقة الواجب تغطيتها ، والحاجة لاكتشاف الأهداف في مجال الرمي البعيدة .
ولأجل التحذير المبكر من التهديدات والأهداف ، تصبح وسائل الاتصال التي لا يعوقها شيء ، مسألة حيوية في ظروف القتال الحديث ، لكن الاتصال الالكتروني بالراديو ربما أمكن التشويش jam عليه في أغلب الأحيان، لهذا يجب اللجوء إلى الإشارات المرئية ، مما يتطلب مراقبة ويقظة شديدة من قبل الطاقم crew .
بشكل عام، يمكن تحديد مستلزمات بقاء الدبابة كما يلي :

- منع الأكتشاف باتخاذ شكل شبح منخفض hull down مع التمويه الجيد عند السكون ، وخفض الأشارات عن أنظمة مراقبة الصور الحرارية المعادية ( تخفيض بصمة المحرك الحرارية قدر الإمكان ) .
- إذا اكتشفت الدبابة ، فعليها اللجوء إلى وضع الجسم المستور والاستخدام السريع لغطاء الدخان وتغير الموقع (وهنا يظهر المستوى الأدائي الرفيع لطاقم الدبابة ) .
- إذا أصيبت الدبابة يجب منع اختراق غرفة القتال عن طريق الحماية العالية للتدريع armour protection .
- إذا حدث الأختراق يجب تعزيز حياة الطاقم عن طريق مقاومة وإخماد النار ،ومنع انفجار الذخائر بواسطة الإجراءات الوقائية (أنظمة الإطفاء الآلية ) . وعمل الترتيبات السريعة لإخراج الطاقم وانقاذه .

وعلى العموم ، تزود كافة الدبابات الحديثة بنظام آلي لكشف واطفاء النيران Fire suppression system يعتمد على مستشعرات الكترونية ، تتحسس أي ارتفاع لدرجة الحرارة ، فالنار خطر داهم ، سواء من اطلاقات القذائف الجوفاء المعادية ، التي تحقن تيارا من البلازما الذائبة في الدبابة ، أو من خلال وقودها الداخلي ، أو من خزين ذخيرتها لذا كان من الضرورى إيجاد وتطوير نظام يلتقط المصدر الحراري الناتج عن عن إنفجار الحشوة الجوفاء بسرعة . ويعمل على تشغيل نظام الإطفاء آلياً . بحيث يتم إطفاء الحريق فى فترة زمنية أقل من 100/1000 من الثانية . أي أقل من المرحلة الخطرة اللازمة لإرتفاع الضغط داخل حجرة القتال .

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس