الموضوع: كتاب- قصة حربين
عرض مشاركة واحدة

قديم 18-01-10, 07:37 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الطريق إلى الأزمة


ثم يتطرق إلى بدايات الأزمة المتعلقة بالغزو العراقي للكويت وكيف أن صدام في اجتماع الجامعة العربية راح يتهم الكويت بسرقة النفط من حقول عراقية ويطالب بأن يتم عفوه من القروض التي ترتبت على الحرب مع إيران، التي كان صدام يزعم أنه خاضها نيابة عن الدول العربية.

ومع حلول يوليو بدأ العراق يعزز تهديداته للكويت بالأفعال، بتحريك قواته عبر الحدود. كانت وجهة نظر المؤلف آنذاك أن صدام من غير المحتمل أن يغزو الكويت، وأن ذلك ليس سوى وسيلة للضغط من أجل إعفائه من الديون وفي نفس الوقت تمرير هدفه لرفع أسعار النفط. هنا يوضح أن مشكلة الاستخبارات هي القدرة على الربط ما بين القدرات والأفعال.

فقد كان من المعروف أن العراق لديه القدرة على اجتياح الكويت، إذا ما قرر الهجوم ولم يكن هناك شك في ذلك الأمر، غير أنه كان يسود قدر من الشك بشأن نوايا العراق، وما إذا كان من الممكن بالفعل أن يقدم على مثل هذا العمل، أم لا؟

هنا يحاول المؤلف شرح ملابسات لقاء السفيرة الأميركية أبريل جلاسبي مع صدام نافيا ما تردد عن أن موقفها تضمن تشجيعا من الولايات المتحدة على غزو صدام للكويت، بل إنه يشير إلى أن المذكرة التي تلقتها واشنطن بشأن الاجتماع من جلاسبي لم تكن مفصلة بشكل يصعب معه إصدار توجيهات محددة لها.

وعلى هذا فإن ما قالته بالتحديد لصدام خلال لقائها معه، حسب محضر الاجتماع، يتمثل في التأكيد على أن الولايات المتحدة ليس لديها موقف محدد بشأن نقاط رسم الحدود ـ بين الكويت والعراق ـ وأن الولايات المتحدة لن تتدخل لحل أو تسوية المنازعات حول هذا الأمر سوى بالوسائل السلمية.

جاء تقرير جلاسبي في ذات الوقت الذي ورد فيه تقرير للاستخبارات بأن العراق يعد لعمل عدائي تجاه الكويت. وإثر المؤشرات على تزايد السلوك العدائي لصدام كان إرسال رسالة له من الرئيس بوش إلى صدام. وهنا يذكر المؤلف أن كلا من السفيرة جلاسبي والإدارة تعرضا للانتقاد الشديد فيما بعد إزاء ما اعتبر عدم اتخاذ موقف قوي يقنع صدام بعدم المبادرة بالهجوم الذي لم يصادف الكثير من الصعاب.

من الحرب الأولى ننتقل مع المؤلف في هذه الحلقة من استعراض كتاب «قصة حربين» لريتشارد هاس إلى الحرب الثانية التي جرت وقائعها في حكم بوش الابن. وفي معرض التأكيد على الحكمة التي أدارت بها إدارة بوش الأب الحرب الأولى يشير إلى أنه بالنتيجة التي انتهت إليها الحرب تم تجنب سيطرة العراق على الأوضاع في الشرق الأوسط الغني بالنفط والغاز. كما مثلت الحرب تقويضا لخبرة سلبية في النظام الدولي كان يمكن أن يكون لها تداعياتها بالغة الخطورة حيث إن تفويت فرصة احتلال الكويت دون عقاب كان يمكن أن يشجع على مثل هذا العمل من قبل دول أخرى في مناطق أخرى.

وإذا كانت الحرب الأولى على العراق، كما يذكر المؤلف، شكلت لحظة مهمة في التاريخ العالمي، إلا أنها لم تشكل تحولا. على العكس من أسباب تلك الحرب ونتائجها كانت الحرب الثانية والتي قامت فلسفة الإدارة الأميركية بشأنها انطلاقا من أن السلطة يجب أن تستخدم، وأن الرؤساء الناجحين يولدون القوة باستخدامها. وعلى ذلك كان العراق يعكس، أكثر من أي قضية أخرى، هذه الحقيقة المركزية لرئاسة بوش.

في معرض تناول اللحظات الأخيرة التي يختتم بها استعراضه للحرب الأولى يشير هاس إلى أمر يعتبره له دلالته بشأن حكمة إدارة بوش الأب، الحكمة التي افتقدتها إدارة الابن، ويتمثل في اجتماع كان مقررا عقده بمدينة صفوان العراقية لترتيب الجوانب العسكرية المتعلقة بإنهاء النزاع، حيث انه رغم أن الاجتماع كان مقررا لمناقشة قضايا فنية، فقد اقترح البعض إصرار الولايات المتحدة على حضور صدام بما سيكون لذلك من تداعيات تضعف موقفه، غير أن إدارة بوش رفضت ذلك على أساس أن مثل هذا الطلب يمكن أن ينتهي به إلى قلب الطاولة تماما بما يسير بالأمور في اتجاه غير موات. فضلا عن ذلك فقد كان الاعتقاد السائد أنه بالفعل ضعيف بما فيه الكفاية إلى درجة أنه ليس هناك حاجة إلى المزيد من إذلاله.

ينتقل بنا المؤلف بعد ذلك إلى الحديث عن فترة بوش الابن بعد استعراض لملامح فترة حكم كلينتون التي لم يكن طرفا في صنع قراراتها، فضلا عن أنها شهدت فترة تراجع الاهتمام بالقضية العراقية إلى حدود دنيا مقارنة بما كانت عليه في حقبتي بوش الأب أو الابن.

هجوم على إدارة الإبن.
تتغير لغة المؤلف بشكل كبير في هذا الجزء، فبعد أن كان يتعاطى مع الأمر بشكل يبدو معه كأنه محامي عن مواقف الإدارة التي تعاطت مع الحرب الأولى، يتسعين بكل قدراته الهجومية لانتقاد مواقف الإدارة التي تعاطت مع الحرب الثانية، الأمر الذي يمكن أن يلمسه المرء من التقدير المبدئي التالي: أن بوش ـ حسب هاس ـ لم يكن لديه أي تفويض بالذهاب إلى الحرب ضد العراق، وقرار الغزو لم يكن جزءا من خطابه فيما قبل تولي الرئاسة. فالعراق لم يذكر في خطابه الافتتاحي الأول الذي ألقاه في يناير 2001. كما أنه لم يكن رد فعل ضروري على أحداث 11 سبتمبر بنفس الشكل الذي كان مطلوبا بالنسبة لشن الحرب ضد أفغانستان وإنهاء حركة طالبان.

هنا يفند هاس كافة الطروحات التي قدمتها الإدارة الأميركية لربط العراق بالإرهاب، فيذكر أنه رغم كل الشبهات والتأكيدات من قبل بعض المسؤولين، فإن الحكومة العراقية لم يكن لديها دور في هجمات سبتمبر كما أنه ليس لها تاريخ بشأن مساندة القاعدة أو طالبان. وعلى ذلك يقرر المؤلف أن غزو العراق كان اختيارا على ما يبدو تم الاستقرار عليه بعد أحداث سبتمبر، الأمر الذي اعتقد بوش أنه يمكن أن يعزز رئاسته ويغير مسار التاريخ انطلاقا من منطقة الشرق الأوسط بما تتمتع به من حيوية. وعلى ذلك فبوش ـ يذكر المؤلف - أساء تقدير الموقف، فيما يتعلق بالحرب، فبدلا من أن تزيد القوة الأميركية، فقد استهلكتها، من خلال التقليل من قيمة رئاسته ومن النفوذ الأميركي حول العالم.

ومن واقع خبراته يؤكد المؤلف على نقطة جوهرية تتمثل في أنه التقى بوش الإبن قبل خوضه انتخابات الرئاسة بناء على طلب الأخير، وخاض معه نقاشا مستفيضا بشأن الانتخابات. المهم أن هاس يشير إلى أن بوش لم يتطرق لقضية العراق إلا عندما تطرق لها المؤلف وأن الأمر لم يستوقفه كثيرا.

لقاء حاكم تكساس.
من بين الجوانب الأخرى بالغة الأهمية التي يشير لها المؤلف، ونحن هنا نحاول تجاوز الجوانب التي تبدو معروفة للكافة، ما لم تتعلق بسياق التحليل، إشارته إلى أن بوش خلال عمله كحاكم لتكساس قرر أن يقوم بزيارة لإسرائيل عام 1998 في محاولة لاكتساب الخبرة بشأن قضايا السياسة الخارجية. وفي حديث تليفوني بينهما راح هاس يوضح لبوش ما يجب أن يتوقعه خلال الزيارة:

رحلة بالهليوكبتر توضح له افتقاد إسرائيل للعمق الإستراتيجي، والتأكيد على حاجة إسرائيل للاحتفاظ بالأراضي المحتلة.. الخ. غير أن المؤلف يشير إلى أن ما لم يستطع معرفته هو: إلى أي مدى أثرت تلك الرحلة على بوش؟ ويجيب بناء على مؤشرات عديدة يبدو أنها ولدت حماسا كبيرا لديه تجاه إسرائيل، وشكلت تفكيره بشأن الشرق الأوسط وأي عملية للسلام يجب أن يتم التوصل إليه.

يقول المؤلف أنه في مرة أخرى التقى بوش ولكن مع الفريق المرشح للعمل معه حال توليه الرئاسة، تتقدمهم رايس وآخرين من بينهم بول وولفوفيتز وريتشارد بيرل وريتشارد أرميتاج. المهم أنه يضيف أنه خرج بحالة سيئة عن تلك التي خرج بها من لقائه المنفرد مع بوش. وبكلمات معبرة يقول المؤلف: مشكلتي لم تكن مع المرشح للرئاسة وإنما مع المستشارين. ما ورد على ذهن المؤلف هو فترة حكم ريجان والتي اتسمت بالتأكيد على الأيديولوجيا والعمل على تغيير الدول الأخرى دون تأكيد كبير على الدبلوماسية، أو التعاون مع الشركاء.

في محاولته لتأصيل تناوله يفصل المؤلف في استعراض تأثير أحداث سبتمبر على توجهات الإدارة فيذكر أنها كانت نقطة تحول على كافة المستويات في الولايات المتحدة سواء الإدارة الحاكمة أو الشعب الأميركي ذاته، وأكدت أن العولمة حقيقة واقعة وليست اختيارا. وفي محاولة لتفسير لماذا وقعت الهجمات؟ يشير إلى أن ذلك يجد تفسيره في أن صناع السياسة لم يأخذوا قضية الإرهاب بجدية.

من الجوانب المثيرة للدهشة وتتوافق مع الاتجاهات السائدة تأكيد هاس على أن الاهتمام الرئيسي لبوش منذ البداية كان يتمثل في التوجيه بالبحث عن رابطة بين صدام والهجمات. وما يذكره هنا أن شخصا مثل وولفوفيتز في اجتماع بكامب ديفيد في 14 سبتمبر راح يشير إلى ان الهجمات تفوق قدرات تنظيم القاعدة وأن الولايات المتحدة يجب أن تتجه إلى العراق. وكذلك الأمر بالنسبة لعدد من الأصوات المؤثرة خارج دائرة صنع القرار والتي راحت تؤكد على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى مهاجمة العراق والإطاحة بصدام.

أجواء الإعداد للغزو.
في هذه الأجواء بدأ الإعداد لغزو العراق، الأمر الذي كانت هناك إشارات كثيرة عليه من مواقف واشنطن بشكل بدا ملموسا في الخارج، وأثار حالة من القلق في العالم العربي خاصة في ضوء الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية، والذي كان يلقى انتقادات كثيرة في العالم العربي. وفي ذلك يذكر المؤلف أنه في جولة له بالمنطقة التقى عدد من المسؤولين فيها كان من بين ما ذكره له مسؤول رسمي خلال تلك الجولة: إذا هاجمتم العراق فإنني سأكون سعيدا بذلك، وسأكون في أول دبابة تقوم على هذه المهمة، غير أنه يجب عليكم أولا أن تفعلوا شيئا لتحسين الموقف بالنسبة للفلسطينيين».

وكان حصاد الجولة العربية لهاس متنوعا، فبالنسبة للعراق كانت الرسالة العامة هي أن أي هجوم يجب أن يكون ناجحا في الإطاحة بصدام، وأن يتم بسرعة، على ألا يؤدي ذلك إلى تفكيك البلد بشكل يؤدي إلى أن تصبح إيران أقوى دولة في المنطقة. وأما في إسرائيل وحسب رواية هاس، فإن الإسرائيليين كانوا يخشون أن يكون العراق محاولة لصرف انتباه الولايات المتحدة عن إيران التي تمثل التهديد الحقيقي. وإن كان ذلك يخالف الحقيقة على نحو ما سيشير إليه هاس لاحقا، فهناك العديد من الدلائل التي أشارت إلى أن إسرائيل إحدى القوى إن لم تكن على رأسها التي دفعت في اتجاه غزو العراق.

وفي ذلك يقول هاس أن الجولة أقنعته بأن الولايات المتحدة لم تقم بما فيه الكفاية من أجل تعزيز السلام في المنطقة، وأن الكثير من المسؤولين في الإدارة الأميركية يتوافقون مع رؤية شارون بشأن عدم القيام بشئ على صعيد دفع العملية السلمية سواء مع عرفات أو مع السلطة الفلسطينية. وهنا يضيف المؤلف ـ حسب وجهة نظره ـ أنه من الصحيح أن عرفات وأولئك الذين حوله لم يكونوا يفعلون شيئا ذي قيمة للسيطرة على العنف، ولكن انتظار وصول شريك يؤمن بالديمقراطية ويرفض العنف قبل اتخاذ أي خطوات فعالة على طريق السلام يعد شرطا عبثيا.

يشير المؤلف إلى أنه أبدى إثر جولة لباول في المنطقة أبدى هاس اعتراضه على اللهجة الخاصة بأن الحرب على العراق يمكن أن تساهم في تحويل دفة الأمور إلى الأفضل. وأنه قد يكون من الصعوبة بمكان شن مثل تلك الحرب بنجاح دون تأييد دول المنطقة ومعالجة القضية الفلسطينية وقد رفع باول هذه النقاط للرئيس.

تبرم سعودي بواشنطن.
في تلك الأثناء كان مقررا زيارة الأمير عبد الله ولي العهد السعودي ـ الملك حاليا - للولايات المتحدة وقد كانت السعودية بالغة الغضب على الموقف الأميركي وكانت رسالة ولي العهد السعودي لتشيني أنه شخصيا وباقي المسؤولين السعوديين ينتابهم القلق بشأن مواقف الولايات المتحدة والرئيس فيما يتعلق بالموقف من إسرائيل، بشكل يمثل انحيازا لشارون، وأنه إذا كان بوش راغبا في ذلك فإن هذا الأمر سيكون له نتائج خطيرة على العلاقات السعودية الأميركية والمنطقة.

قد كان وصف بوش لشارون بأنه رجل سلام أثره في استثارة غضب السعوديين، إلى الحد الذي أعرب معه الأمير عبدا لله، حسبما يذكر المؤلف عن أسفه لقيامه بزيارة الولايات المتحدة، ما كان يؤشر لدخول العلاقات الأميركية السعودية في أزمة نجح باول في تجاوزها بتدخله وتهدئة الوضع. والخلاصة التي يذكرها المؤلف أن الموقف كان في حاجة إلى بيان من الرئيس يوضح فيه الخطوط العريضة لسياسته في الشرق الأوسط وبخاصة السلام في ضوء أن بوش كان على ما هو واضح يواجه مشكلة مصداقية في المنطقة.

باختصار كانت السياسة الأميركية بشأن الشرق الأوسط تثير الحنق. ويشير المؤلف إلى أنه اقترح على خلفية هذه الأوضاع العمل على احتواء العراق وليس الذهاب إلى الحرب. وكان موقفه يقوم على أن الحرب قد لا تحظى بتأييد إقليمي، فضلا عن احتمالات أن تشتت اهتمامات الولايات المتحدة بعيدا عن أولوياتها العليا.

وحسب الرؤية التي طرحها المؤلف، وفق ما يورده في الكتاب، فإنه إذا جرى الإطاحة بصدام واحتلال العراق فإن ذلك يجعل من تلك الدولة مسؤولية أساسية للولايات المتحدة وقد يتطلب تدخلا أكبر في الشؤون العراقية، يصل إلى حد الوجود الأميركي في العراق. لقد كان موقفه يقوم على أنه يجب العمل على شل قدرات العراق فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، وفي الوقت ذاته حشد مساندة إقليمية ودولية من أجل احتواء العراق وتطبيق نظام عقوبات فعال.

يعود بنا المؤلف في هذا الجزء إلى استعراض جانب مما أشرنا له من قبل بشأن تفاصيل الفترة التمهيدية للحرب وصولا إلى بدء الغزو، فيذكر أنه مما يكشف عن أن الظروف كانت ناضجة في الإدارة الأميركية لدخول الحرب أنه عقد لقاء مع كوندي ـ كوندوليزا رايس مستشارة مجلس الأمن القومي آنذاك - التي كان يعرفها عن قرب بعيدا عن الرسميات حيث كانت زميلة عمل في إدارة بوش الأب ثم انتقلت لتصبح في وظيفة أعلى في إدارة بوش الإبن.

المهم أنه من على رأس قائمة القضايا التي كان يود طرحها عليها تلك المتعلقة بالعراق، في ضوء التقارير العديدة التي كان يعدها الفريق الذي يعمل معه في الخارجية بشأن قضية العراق وقضايا الشرق الأوسط وتشير إلى أن البنتاغون ومجلس الأمن القومي ومكتب نائب الرئيس ممن يفضلون الذهاب إلى الحرب.
يرسلون إشارات بأن الأشياء تتجه لهذا المنحى. ولم يكن المؤلف يتحمس لهذه الرؤية، معتقدا أن هناك خيارات أخرى أكثر حيوية متخوفا من أن يكون الذهاب للحرب أمرا أكثر صعوبة مما يتخيله المدافعون عنها.

كانت وجهة نظر هاس والتي عكست خوفه المحوري تتمثل في أن الحرب يمكن أن تلحق خسارة كبيرة بالولايات المتحدة أو بالسياسة الخارجية الأميركية في لحظة حرجة من التاريخ تحظى فيها الولايات المتحدة بفرصة نادرة من أجل ممارسة نفوذ غير عادي.

خلال لقائه مع كوندي أشار إلى ملاحظته الأساسية ومؤداها أن الإدارة يبدو أنها تدفع التطورات باتجاه الحرب، معربا عن شكوكه من حكمة الإقدام على مثل هذا العمل.

وعمل المؤلف ـ وفق روايته ـ على أن ينقل لكوندي وجهة نظره ومخاوفه وكان سنده في ذلك الإشارة إلى أنه يتحدث بناء على معرفته السابقة بالقضية من خلال عمله مع إدارة بوش الأب وكذلك خلفيته العملية بقضايا الشرق الأوسط وعلى هذا كان سؤاله المباشر لها: هل أنت متأكدة حقيقة من أنك تريدين أن تجعلي من قضية العراق القضية المحورية في سياسة الإدارة الأميركية الخارجية؟.

هنا وفي دلالة لا تخفي معناها يورد المؤلف نقلا عن حديثه مع كوندي محاولتها تهدئته وأن يلتقط أنفاسه حسب نصه قائلة له: لقد قرر الرئيس بالفعل ما يجب القيام به بشأن العراق. ما يعني أن عليه أن يهدئ من روعه، وأن الأمر ليس محل نقاش، وإنما محل بحث سبل التطبيق. وبعبارة هاس فإن الطريقة التي قالت بها كوندي ردها كانت تشير إلى أنه من الواضح أن الرئيس قرر الذهاب للحرب.

يشير المؤلف إلى أنه بهت برد كوندي والجرأة التي عكسها وأدرك بالفعل أن الأمور على أرض الواقع قد تجاوزت تفكيره بمراحل. وعلى غرار محادثاته السابقة عندما كان يدلي برأيه بشأن العراق، فقد كان رد فعل كوندي واضحا بأن أي حديث جديد في هذا الشأن يعد مضيعة للوقت.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس