عرض مشاركة واحدة

قديم 14-05-20, 07:12 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الإستخبارات خلال فترتي ما قبل الإسلام وفي ظل الإسلام



 

الإستخبارات خلال فترتي ماقبل الإسلام وفي ظل الإسلام

1. لم تكن عناية العرب في الجاهلية بالمخابرات وجمعالمعلومات عن الأعداء بمستوى الأمم السابقة وذلك لافتقار العرب ـ خاصة في الحجاز ـإلى حكومة مركزية منظمة إلا أنه رغم ذلك فهناك معلومات متناثرة تدل على أنهم لميغفلوا هذا الجانب كلية فقد عمد الجاهليون إلى استخدام العيون للتجسس على العدوحيث كانوا يرسلونهم في صور تجار أو مسافرين أو على هيئة سرايا صغيرة تقتص آثارالعدو وتسأل من تراه من المسافرين ، وكذلك عرفوا ما يسمى بالنذر العريان والذي كانيزودهم بمعلومات سابقة عن الغزاة لديارهم بل نجد أن بعض القبائل أمثال هوازن وثقيفوقريش وبني حنيفة تجند جواسيس لها بعد البعثة النبوية للحصول على معلومات سابقة عنتحركات الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعندما أشرق الإسلام بأنواره على البشريةاعتنت الدولة الإسلامية عناية فائقة بجمع المعلومات عن أعدائها سواء في الداخل أوالخارج ويتضح ذلك من خلال ما خلفه الأجداد من تراث في سياسة الحروب ونصائح الملوكالتي ركز مؤلفوها إلى العناية بأمر المخابرات وأهمية الحصول على المعلومات السابقة.


2. لقد أكدت تقاليد الحروب الإسلامية على مدىأهمية العمليات الإستخباراتية وذلك من خلال جميع الحروب والمعارك الإسلامية ،واتخذت العمليات الإستخباراتية آنذاك أشكالا متعددة ومختلفة اعتمادا على تجاربالأمم السابقة واحتياج الدولة الإسلامية لتلك العمليات لتتمكن من جمع المعلوماتالمطلوبة والتي بدورها كان لها الأثر الواضح في حسم المعارك الإسلامية ، ولقد أضاءلنا القرآن الكريم في أكثر من آية ما يفيد بأهمية الإستخبارات ومن ذلك ما ذكر فيحادثة الهدهد في عهد نبينا سليمان عليه السلام عندما تفقد سيدنا سليمان مجموعةالطيور فلم يجد الهدهد فتوعد بذبحه ، قال تعالى ( فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لمتحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين ) (سورة النمل الآية : 22) .

3. تؤكد الخبرات المكتسبة من التاريخ السياسيوالعسكري مدى أهمية الإستخبارات ففي العصر الإسلامي كان المسلمون يجمعون المعلوماتعن المشركين حيث تحلل وتفسر تلك المعلومات وخير دليل على ذلك هو حصول الرسول صلىالله عليه وسلم على معلومات من أسير تفيد بأن المشركين ينحرون من الإبل من9 إلى 10فكان الإستنتاج هو أن عددهم من 900 إلى 1000 فرد ، ولقد تنبه كثير من الفقهاءوالمؤرخين إلى أهمية المخابرات الداخلية وضرورة معرفة ولي الأمر لما يدور فيمملكته فأخذوا يوجهون النصائح للعناية بهذا الجانب الهام ، فهذا الجاحظ في كتابه (التاج ) يعد من أعظم خصال الملك تفقد ولي الأمر لأحوال الرعية في كل حين وهذا طبعالا يتأتى إلا من خلال بثه للعيون في وسط الرعية وإبلاغه بما يدور وما يستجد منأمور لها تأثير على أمن الدولة ، وقد اقترح الإمام الجويني ـ رحمه الله ـ علىأولياء الأمور لتحقيق هذه الغاية أن ينتخب ولي الأمر مجموعة من أهل التقى والورعتضم إلى جهاز مخابراته ليكونوا رقباء على الرعية ويقدموا له صورة متكاملة وصادقةعما يحدث في أوساطها .

4. لقد كان قادة الجيوش الإسلامية يدركون بأنالسفراء عيون الأعداء يأتون بصورة شرعية لنقل الرسائل والمفاوضات وفي نفس الوقت يحاولونجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن أعدائهم لذا كانوا يحرصون عند مجيء السفراء منالأعداء أن يتعمدوا إظهار قوة المسلمين عن طريق إنزالهم في قلب المعسكراتالإسلامية حيث يكثر الجند ، كذلك كانوا يتعمدون إظهار السرور وعدم الإكتراث منالعدو لينقل السفراء ما يشاهدونه من قوة المسلمين فيحدث ذلك أثرا سلبيا علىمعنويات الأعداء ، وفي المقابل كانت الدولة الإسلامية تحرص أن يكون سفراؤها علىقدر كبير من الذكاء والعلم وسرعة البديهة وقوة الذاكرة والقدرة الفائقة على ضبطالنفس وحفظ الأسرار وقدرة استرجاع المعلومات التي حصلوا عليها خلال إقامتهم فيالبلدان التي أوفدوا إليها وكانت الدولة الإسلامية تأخذ بتقارير سفرائها في رسمخططها السياسية والعسكرية من أجل إحباط كل عدوان مرتقب من جيرانها أو أعدائها .



 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس