عرض مشاركة واحدة

قديم 01-04-10, 07:41 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

نتائج المعركة

38. وفيما بين 31 يناير و 02 فبراير أستسلم الجيش السادس بأكمله وكان بين الذين استسلموا الجنرال (فيلد مارشال) فون باولوس ومعه 23 جنرالاً و 2,000 ضابط و 90,000 من الرتب الأخرى و 40,000 من غير المحاربين , وبلغ عدد القتلى من الجيش السادس 100,000 رجلاً فضلاً عن الكميات الهائلة من المعدات التي دمرت . ولعل أولئك القتلى كانوا أوفر حظاً , وطبقاً للتقارير , فقد توفي من الأسرى جوعاً 50,000 خلال الأسابيع الستة الأولى من أسرهم وبعد ذلك وإلى نهاية الحرب أخذ مركز ألمانيا يتدهور ومركز الحلفاء يتحسن.

39. وعندما تضاف هذه الخسائر إلى ما حل بالمعنويات الألمانية قيادات وأفراداً وانعكاساتها الخطيرة على الصعيدين السياسي والعسكري , يمكن أن يعرف المرء لماذا كانت معركة " ستالينجراد " المنعطف الأكبر في مسار الحرب العالمية الثانية , ولماذا اعتبرت عن حق بداية النهاية بالنسبة إلى الرايخ الثالث.

الدروس المستفادة

40. أن القتال في المدن يحتاج إلى الاهتمام بالتخطيط للدفاع داخل وخـــارج المديــنة
وتكديس كميات كبيرة من الذخائر وتنظيم عملية الاتصالات الدائمة حتى ولو بالمراسلين والاهتمام بأعمال الاستطلاع على نطاق واسع.

41. أن القتال في المناطق المبنية يحتاج قادة أكفاء وموجودين في الأمام مع وحداتهم وتدريب جيد على هذا النوع من القتال ولياقة بدنية عالية وإسناد إداري مستمر.

42. مما لاشك فيه بأن عوامل الطقس والمناخ وطبيعة الأرض قد كان لها أثر كـــبير
في تغيير نتيجة المعركة لصالح القوات الروسية التي لم تستطيع الوقوف أمام القوات الألمانية الزاحفة عند بداية المعركة قبل فصل الشتاء.

43. إن استخدام الطائرات لتموين وإمداد جميع القطاعات الألمانية المعزولة على جبهة عريضة جداً أدى في نهاية الأمر إلى إنهاك سلاح الطيران الألماني بشكل مميت.

44. إن قدرة الروس على إعادة تنظيم قواتهم وملء الفراغ الذي كانت تحدثه المعارك في صفوفهم كان أحد الأسباب التي أدت إلى تفوقهم عـلى الألمان , بينما كانت القوات الروسية تتزايد كماُ ونوعاً وكان الجيش الألماني يتناقص من حيث القوى البشرية والمعدات , ولقد تحطم اندفاع الإنتاج الألماني من الأسلحة بسب قرار هتلر منع بموجبه إنتاج الأسلحة الجديدة التي لا يمكن أن يتم صنعها خلال ستة أشهر بعد الانتصار الذي حققته فرنسا, ومن بين هذه الأسلحة الجديدة دبابة النمر وزنها 50 طناً , وقد كانت جديرة بتجديد شباب الجيش المدرع الألماني ولكن إنتاجها قد توقف بسب هذا القرار.

45. الطيران الألمانـي الذي أجتاح الجبهات الغربية قد فقد المبادرة ولم يلبث أن أصبــــح سلاحاً متخلفاً بسب فقدان روح المبادرة عند قائده يضاف إلى ذلك عدد طائراته بقي على حاله فلم يسجل أية زيادة.

46. وبقي العنصر البشري نفسه الذي أخذ يتضاءل وكانت القوات الألمانية في حاجة إلى مليون جندي لملء الشواغر وبما أن عمليات التعبئة لم تكن على مستوى المعركة التي يخوضها الجيش في الشرق فقد كان الجنود الذين يرسلون إلـى الميدان بدل الفاقد أقل كفاءة من الجنود الذين كانوا يتساقطون في المعركة , وعلى ضوء هذه الأعتبارات أصبح الألماني ضعيف بحيث لم يعد قادر على أتخاذ المبادرة في الهجوم أو الدفاع .

الاستنتاجــــات

47. لقد أستمر القتال على مشارف مدينة ستالينجراد وضواحيها وفي الأحياء السكنية 180 يوماً , ولم يتوقف خلالها القتال ولا دقيقة واحدة , رعد المدافع , وازيز البنادق والرشاشات والمتفجرات وأنين الجرحى , وكم من الجنود الفاشيين سقطوا هنا وهم يسيرون باتجاه الفولغا وكم سقط في المدينة وأمام الفولغا من المحاربين السوفيت , وهم يدافعون عن هذا الحيز الضيق من الأرض.

48. إن القيادة العليا الألمانية كانت تقدر بشكل غير واقعي تماماً قوات الجيش الأحمر , وكانت تسعى لتصوير هزيمتها أمام موسكو كأنها نصر عسكري مؤزر وبقدر ما كان هتلر يحاول التقليل من قيمة قوات الاتحاد السوفيتي , كان يمجد قواته ويعتز بها , ونتيجة لتلك الانتصارات المزعومة والتي لا أساس لها , وضعت القيادة الألمانية أهدافاً جديدة غير واقعية يجب الوصول إليها في الحملات القادمة وهي :

أ. يقتضي الهدف إبادة القوات التي لاتزال لدى السوفيت إبادة كاملة , وحرمانهم بكل الوسائل الممكنة من مراكزهم السياسية والأقتصادية الرئيسية.
ب. جمع كل القوى الضرورية والمتوفرة لتنفيذ العمليات الرئيسية التي تستهدف تدمير القوات الروسية إلى الغرب من الدون وبالتأكيد للاندفاع إلى نحـو

الجنوب لاحتلال أبار البترول واجتياز سلاسل جبال القوقاز.

49. أكملت القيادة الهتلرية تحضيرات الهجوم المقرر إذ جزئت مجموعة جيوش الجنوب الألمانية العاملة على الجناح الجنوبي للجبهة السوفيتية الألمانية إلى قسمين:
أ. القسم الأول . ويشكل من مجموعة الجيوش (أ) وكانت مهمتها القيام بعمليات هجومية بإتجاه القوقاز.
ب. القسم الثاني . فكان يتشكل من مجموعة الجيوش (ب) والتي كان عليها توجيه ضربتها نحو ستالينجراد , وكذلك كان يقع على عاتق هاتين المجموعتين عبء تدمير القوات السوفيتية الموجودة غرب الدون.

50. بدأت معركة ستالينجراد في 17 يوليو 1942 وهو اليوم الذي دخلت فيه مقدمات الجيش 62 و 64 بتماس مع القوات الألمانية , وقد أظهرت هذه المقدمات من كل الجيشين مقاومة حامية حتى 19 يوليو ولكنها بعد ذلك التاريخ لم يعد بإمكانها أحتواء اندفاع كتلة القوى الألمانية المتجهة نحوها , وهكذا بدأت أكبر معركة في تاريخ الحرب العالمية الثانية.

51. تنقسم ملحمة ستالينجراد الكبرى الى مرحلتين , وفي كل مرحلة كانت تتعمق مختلف جوانب الخطة الإستراتيجية التي وضعتها القيادة السوفيتية والتي كانت تستهدف إلحاق الهزيمة بالعدو, دامت المرحلة الأولى وهي دفاعية من 17 يوليو وحتى 19 نوفمبر حيث نشبت فيها المعارك على المشارف البعيدة والقريبة لمدينة ستالينجراد , وبعد ذلك نضمت الدفاعات الداخلية نفسها , أما المرحلة الثانية فقد بدات في 19 و20 نوفمبر بهجوم معاكس قوي شنتها الجبهات جنوب - غرب وجبهة الدون وجبهة ستالينجراد كما تلقى كل من الجيشين 62 , 64 الأمر بشن الهجوم لتدمير العدو المحاصر في ستالينجراد وضمن المدينة.

52. لقـد تعرض الجيش الألمانــي للخطر خــلال شتاء 1941م - 1942م أولاً بسبب قسـاوة المناخ الذي جمد جيشاً بني للحرب المتحركة في المناطق المعتدلة من أوروبا , وشل حركته , ولم يتبدل هذا المناخ في شتاء 1943م, فهو بما يفرضه على الجنود من آلام وبما يواجه به القيادة من العقبات . إلا انه في منزلة ثانوية إزاء الخطر المميت المحدق بالجيوش الألمانية الناتج عن الوضع الإستراتيجي الذي خلقته أوهام هتلر ومطامعه , لقد فقده عناده جيشاً كاملاً, أفتراءه يتمكن من إنقاذ الجيوش الأخرى , وهو أمام خصم باسل يفوقه عدداً وتلهب الانتصارات حماسه.

53. لقد شرع هتلر بحملة القوقاز بهدف أحتلال أحواض البترول والنفوذ على الحدود الإيرانية من جهة والوصول على الفولغا ومن جهة أخرى وكان يعتمد بالطبع على التقدير بأن القدرة القتالية للجيوش السوفييتية لن تكون فعالة في تلك الأرجاء البعيدة عن مركز البلاد , كما كان هتلر يأمل بوصوله إلى القوقاز وجر تركيا للحرب معه , وهذا يضيف إلى قوته من 20 الى 30 فرقة تركية في حين سيجر وصـوله إلى الفولغا والحدود الإيرانية اليابان لدخول الحرب ضد الأتحاد السوفيتي فدخول تركيا واليابان الحرب كان أخر أمل لهلتر في نجاح حربه ضد الإتحاد السوفيتي.

54. بفشل غزوة القوقاز كان المفروض كما يقول العسكريون أن تترك مدينة ستالينجراد خرابة , وأن تعود قوات الجيش السادس إلى حوض الدون لأن عام 1941م كشف عن فعالية الروس في الشتاء وعن ضرورة تقصير الجبهات وإزالة الجيوب , مع العلم أن الجناح الشمالي لستالينجراد يبلغ 1000كم طولاً وأن الثغرات في الجنوب طولها 600كم لا تشغلها غير فرقة واحدة وأن كارثة ستنزل بالألمان فيما إذا لم يغلقوا هذه الثغرات ويحدثوا تعديلاً كبيراً في جبهاتهم .

55. إن هتلر قد أرسل إلى الجبهة الروسية خير قواته والقسم الأكبر من جيوشه عندما أستطاع الروس أن يوقفوه في شهر يونيو 1941م , رفض هتلر التنازل عن أي جزء من الأرض التي احتلتها قواته ولم يسمح لهذه القوات بالتراجع إلى مناطق مناسبة لقضاء فصل الشتاء وفي نهاية الأمر أباد الجيش السوفيتي في شبة الجزيرة بين نهري الدون والفولغا أحد أقوى المجموعات العسكرية لم يبقى في مدينة ستالينجراد وضواحيها أحد ماعدا 150 ألف جثة كان يجب على القوات الروسية دفنها , وكلف الهجوم على ستالينجراد القيادة الألمانية بحدود مليون رجل بين قتيل وجريح وأسير.

56.يرى العديدون أن نهاية الحرب العالمية الثانية التي انتصر فيها الحلفاء : (الاتحادالسوفيتي ،المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، الصين، بولندة،كندا)، على المحور: (ألمانيا النازية، النمسا، اليابان، ايطاليا، رومانيا، المجر،بلغاريا) ، كانت نهاية بريطانيا كقوة عظمى في العالم، وبداية لتحول الولايات المتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي لأكبر قوتين في العالم، وبانهيار ألمانيا النازية تدنتالعلاقات بينهما للحضيض، وتم إنشاء حكومات "ديمقراطية" في المناطق التي احتلتهاقوات الحلفاء الغربية، ونشئت حكومات شيوعية وصفت بأنها شكلية في المناطق المحتلة منقبل القوات الروسية ، كما قسمت ألمانيا إلى أربع مناطق محتلة، ألمانيا الغربية،وألمانيا الشرقية، كما تم فصل النمسا عن ألمانيا، وقسمت هي الأخرى لأربعة مناطقمحتلة، وكوريا أيضا تم تقسيمها على خط عرض 38 شمال ، ثم بدأت الحرب الباردة، وأصبحالعالم منقسما إلى حلفين حلف الناتو وحلف وارسو.

57. ولاشك أن تفوق القوات السوفيتية في المدفعية والدبابات كان له أهمية كبرى وحاسمة في الهجوم المعاكس.

58. ومن دراسة المعارك الدفاعية في ستالينجراد خلصنا لمجموعة من العوامل التي تحقق النصر والتي شملت الحشد المعنوي والنفس والوطن للقوات المدافعة عن المدينة كان له أثر فعال في الصمود والتصدي.

59. كذلك الفكر السياسي بتوزيع قوى الحزب الشيوعي على كل القطاعات ذات الأهمية الكبرى في الجيش حيث أن العمل السياسي لا يكون مستقل عن واجبات الجيش لضمان تنفيذ الأوامر ومن هنا نرى أن المدافعين عن المدينة قاوموا حتى الموت وذلك بالتحضير المعنوي للعناصر المقاتلة حتى تصل الى هذه البسالة والصلابة.

60. أهمية الأعلام العسكري حيث وزعت كتيبات على الجنود عن قتال الشوارع وما يجب أن يعمله الجندي , وكذلك ظهرت أهمية القدوة والمثل للقادة في القتال فبالرغم من خطورة الموقف وتفوق الألمان في العدة والعدد لم تقع أي حادثة تتم عن ذعر جماعي ويعود الفضل في ذلك إلى شجاعة وسيطرة المثل الأعلى للقادة الروس , ومن هنا كان بفضل نشاطات منظمات الحزب الشيوعي أصبح كل مدافع عن المدينة حاجزاً لا يمكن عبوره عن طريق القوات الألمانية.

61. وجهه هتلر أنظاره إلى احتلال روسيا بعد أن حقق نتائج مبهرة في المعارك التي خاضها في صيف 1941م وكان من أشهرها معركة العالمين وكذلك احتلاله لكل من بولندا والدنمارك والنرويج ويوغسلافيا واليونان وكريت في أيام معدودة لا تتجاوز 94 يوم , مما أعطاه الثقة في شن هجوم من ثلاث محاور على روسيا على الرغم من توقيع ميثاق بمنع الاعتداء على روسيا عام 1939م.

62. من خلال مقارنة القوى يتضح جلياً بان القوات السوفيتية تتفوق على خصمها من حيث عدد الأفراد والمدافع والهاونات والدبابات حيث أن متوسط النسبة يصل الى 2,1و2 لصالح القوات الروسية.

63. أن الحرب ليست مسألة معدات قتالية وأسلحة وذخائر، وإنما الحرب مسألة فهم واستيعابتصنعها تجارب ميادين القتال، أساسها قيادات قادرة على التصور ووضع الخطط علىالمستوى الاستراتيجي، لا يستثنى من هذا التصور والتخطيط تجنب الحرب إن كانت ستؤديإلى خسائر جسيمة بأرواح الأبرياء لاسيما وان حروب الماضي انتهت ولم تجلب للعالم إلاالدمار والخراب .


64. إن العالم اليوم يعيش في أزمة الذعر من الحرب . وقد تبلغ هذه الأزمة درجة من الشدة يخيل لنا أن فواجع الحرب العالمية الثانية وأخطارها الرهيبة قد أصبحت شيئاً منسياً في ذاكرة هذا العالم بالذات . على الرغم هذا كله نؤمن بالسلام ... ونثق بالقلة من القادة المصلحين الذين ما يزالون يعملون ضد الحرب وينادون بإستيلاء الأحقاد من النفوس ويعلنون رأيهم في ضرورة العودة الى الإيمان بالله وبعنايته السماوية التي نرجوا مخلصين أن تبلسم جراح القلوب وتتيح للمظلومين فرصة الحصول على حقوقهم , وان توفق البشرية الخائفة الى تجميع قواها وتنمية إرادتها وتنظيم صفوفها سعياً إلى الحرية والسلام والاستقرار من أجل رفاهية كل الشعوب وسعادتها في العالم كله.

الخـــلاصــــــة

65. إن من أهم الأسباب التي جعلت هتلر يرسل قواته للهجوم على روسيا كراهيته للشيوعية واليهود ورغبته المطلقة في الهيمنة على العالم بأسره ورغبته في تحطيم القوات السوفييتية ناهيك عن أن احتلاله لكل من ستالينجراد والقوقاز سوف تعطيه ميزة عسكرية وإستراتيجية واقتصادية.

66. تعتبر معركة ستالينجراد من أهم المعارك التي دارت رحاها بين القوات الألمانية الغازية والقوات السوفيتية المدافعة وهي بحق المنعطف الذي جعل القوات الألمانية تمنى بإنهزامات متتالية عقب هذه المعركة التي خسر فيها الألمانيين مئات الآلاف من القوة البشرية والمعدات.

67. لقد سطرت معارك ستالينجراد صفحة خالدة في تاريخ القتال ضد القوى الفاشية وأثبتت هذه المعارك أن صاحب الحق لا يقهر وسينتصر حتماً مهما بلغت قوة الجيوش النازية وظهر جلياً الصور الرائعة للتضحية والفداء في الدفاع عن أرض الوطن.

68. كما أنه شكلت محطة حاسمة في الحرب العالمية الثانية بشكل عام ، ومنطقة القوقاز بشكل خاص ، إذ بنتيجة هذه المعركة أنحسر المد النازي الألماني والفاشي الإيطالي عن هذه المنطقة ، حيث شكلت نتيجة هذه المعركة مسماراً في نعش هتلر والنازيــة .

69. من أهم الأسباب التي ساعدت في أنتصار القوات الروسية هو درايتهم بقتال المدن ومعرفتهم التامة بمداخل ومخارج مدينة ستالينجراد وتحملهم البرد القارس , أما في الجانب الألماني فإن الطقس يعتبر عاملاً مؤثراً في نتيجة المعركة , إذ أنهم لم يكونوامؤهلين لخوض حرب في الشتاء القارس كما أن ملابسهم لم تكن تفي لوقايتهم من البرد والثلوج ويعتبر الطقس سبباً من الأسباب الرئيسية لهزيمة القوات الألمانية بإضافة إلى النقص الحاد في المؤن والعتاد الحربي التي عانت منه تلك القوات .
70. لا يكاد يخلو أي كتاب عسكري عن حروب المدن إلا وتكون معركة ستالينجراد تحتل مكاناً بارزاً فيه لكون هذه المعركة شكلت نموذجاً مثالياً لمبادئ حروب المدن ، كما إنها قدمت للعِلم العسكري مدرستين حربيتين عريقتين وهما المدرسة الألمانية والمدرسة السوفيتية صاحبة النصر في هذه المعركة , كما برهنت هذه المعركة بان السلاح لا يقهر الرجال بل العزيمة والصبر هما اللذين يتفوقا.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس