عرض مشاركة واحدة

قديم 22-07-09, 08:57 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المقاتل
مشرف قسم التدريب

الصورة الرمزية المقاتل

إحصائية العضو





المقاتل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

أغلبية متحمسة

يقف في المقابل أصحاب الاتجاه المتحمّس لاستعمال المشبهات موقفًا متشددًا معدِّدين الفوائد الكثيرة لهذه المشبهات، فبالإضافة إلى التوفير الكبير في الكُلف المادية للأسلحة الحقيقية، يرون أن تقنيات الكومبيوتر المتطوّرة تجعل المتدرب يميل إلى استعمال فكره في المعارك؛ لأن وسائل التدريب الإلكترونية تتصف بالصراحة، وتحوّل استجابة الجندي في أرض المعركة من الغريزية إلى التفكير، فالجندي في المعركة عادة يطلق النار من أسلحته عندما يتعرَّض لإطلاق نيران معادية، ويستمر في إطلاق النيران بشكل غريزي طالما هناك إطلاق نار معادٍ، بينما ألعاب وأدوات التشبيه تجعل الجندي يتعامل مع كل الظروف والعناصر باعتبارها معطيات للمعركة وتحقيق للنصر.

والميزات الكثيرة التي يطرونها لمشبهات التدريب تستغرق قائمة طويلة من الفوائد منها: توفير تدريب فعّال جدًا للمتدربين حسب مهمة التشكيل أو الفرد، وسرعة التكيُّف مع أية مهمة، وفي أية ظروف، وملاءمة العمل مع أية افتراضاتٍ أو مواقف، واستخدام أي حجم من القوات في التدريب، مع إمكانية تمثيل قوات العدو إلى درجة كبيرة، ومن الواضح أن كفّة أصحاب الاتجاه المتحمّس لمشبهات التدريب هي التي تميل الآن، ويكفي أن نعرف بأن وزارة الدفاع الأمريكية تنفق منذ عام 2002م مبلغ (2،5) مليار دولار على تطبيق المحاكاة لأغراض التدريب العسكري.
ومن ميزات أنظمة التشبيه إمكانية استخدامها لخلق مواقف قتالية لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع مثل التدمير الشامل، وتدريب عدة تشكيلات في وقت واحد، إضافةً لقلة الترتيبات اللازمة للتمرينات مقارنة بالتمارين الأخرى مع تكيّف الأنظمة حسب متطلبات وأهداف التدريب المطلوب تحقيقها.

وبالنسبة للقادة والأركانات فإن أنظمة التشبيه تضعهم في محيط مشابه لظروف المعركة الحديثة، وتطوّر مهاراتهم القيادية، والسيطرة، والاتصالات، وتعوِّدهم على سرعة الاستجابة للمواقف الطارئة، ومناقشة ونقد التمارين، واكتشاف العيوب والأخطاء في إجراءات القيادة، والسيطرة، والأوامر المستديمة والمعمول بها، كما يمكن اكتشاف المشاكل التكتيكية، والعيوب في منظومات الأسلحة.

وحاليًا مع سيادة المشبهات في أعمال التدريب يتم تعريف أنظمة التشبيه بأنها وسائل، وطرق، وأساليب تستخدم محيط العمل، أو ظروف القتال، وتتعدد أنظمة التشبيه، وتتشعب استخداماتها، وبالتالي فإنه ليس من السهل التعرُّف عليها جميعًا في وقفة واحدة مهما كانت طويلة، فهناك أنظمة خاصة بالمعدات للتدريب على الآليات أو الأسلحة، وهناك أنظمة خاصة بالتدريب على أسلحة الليزر، وأنظمة مشبهات القتال، وأنظمة تعليم قيادة الطائرات القتالية وحسب كل طراز، كما تم إيجاد أنظمة تشبيه للتدريب على المهارات في القيادة، والتفاوض مع الثقافات المحلية حين يضطر الجيش إلى خوض معارك في بلدان أخرى.
أنظمة متطورة لتدريب طياري المقاتلات

كمثالٍ على أنظمة التشبيه نتوقّف عند بعض الأنظمة المتطورة الحالية لتدريب الطيارين، فقد توفّرت أجيال جديدة من أنظمة التشبيه تعطي طياري المقاتلات شعورًا حقيقيًا بقيادة الطائرات المقاتلة، نظراً لقوة تسارع الجاذبية الأرضية العالية التي يوفّرها هذا الجيل، مع إظهار حقل واسع للرؤية أثناء مناورة الطيار المقاتل بطائرته.

وتُكسب هذه الأنظمة الطيارين مهارات عالية في تجنُّب الصواريخ المهاجمة لطائراتهم، والسيطرة على طائراتهم، وخاصة عند الخروج من منطقة الخطر، كما أنها تزيد من مقدرة الطيار المقاتل التكتيكية وقدرته على البقاء، وتساعد الطيار وتعوّده على التسارع المتزايد للطائرات المقاتلة الحديثة.

ويُعتبر نظام (G-FET) الديناميكي (الحركي) للطيران الأمريكي طفرة جديدة في عالم تدريب طياري المقاتلات، حيث توضع كابينة الطيار ونظام الرؤية داخل عربة مغلقة في نهاية ذراعين دوارين بطول (25) قدمًا، ويسمح الذراعان للعربة بالحركة الدائرية النشطة، والارتفاع، والانخفاض، ويتميز النظام بدقة التحكّم في الاتجاه ناحية نقطة التسارع، والقدرة على توليد قوة تسارع بسرعة تبقى لمدة طويلة، ويمكن لهذا النظام الوصول بسرعة إلى تسارع بقوة تصل (g19) في الثانية، وهو فوق ما يمكن أن يتحمله الطيار في الظروف العادية بدون أن يصبح الطيار عاجزاً بسبب فقد الوعي الناتج عن قوة التسارع العالية، كما يمكن للجهاز أن يصل بالتسارع إلى عجلة قدرها (g25).
هذا ويمكن تركيب حجيرات التدريب للمقاتلين من مختلف طرازات الطائرات المقاتلة في العربة الدوّارة خلال (60) دقيقة فقط، أي أن النظام يمكن أن يستخدم للتدريب على شريحة كبيرة من المقاتلات الحديثة.

ومن أنظمة مشبهات الطيران الشهيرة نذكر نظام تشبه (F15)، والذي يتألّف من عدد من الأنظمة المستقلة والمرتبطة بشبكة من خلال خادم شبكات، وتستخدم نظام يسهّل تعامل هذه الأنظمة مع بعضها البعض لتكوين نظام مشبهات (DMT F-15)، وهذه الأنظمة كالتالي:
1. كابينة القيادة: وهي عبارة عن نسخة محدثة عن كابينة طائرة (F-15)، وتحتوي على كل العناصر المتوفرة بالطائرة، بالإضافة إلى بعض المميزات الخاصة بالمشبهات، وتستخدم نظام تشغيل (Vxworks).
2. نظام غرفة التشبيه المتكاملة: والتي تحتوي بالإضافة إلى نظام (كابينة القيادة) الموضح أعلاه نظام يتم من خلاله عرض بيئة الطيران من صور وخرائط، مع إظهار الطائرات التي تشارك في التمرين.
3. نظام تسجيل المهمات، وإعادة العرض: ويقوم هذا النظام الذي يستخدم نظام تشغيل (Windos) بتسجيل الرحلات التدريبية التي تمت، ويقوم بإعادة عرضها عند الحاجة لذلك.
4. نظام محاكاة البنية الحربية: ويقوم بتشغيل هذا النظام جهازي كمبيوتر على نظامي تشغيل مختلفين، نظام تشغيل (Windos NT)، ونظام تشغيل (VX Works)، ويقوم النظام بإنشاء البنية القتالية، ووضع الطائرات المعادية في برنامج التدريب.
5. نظام قاعدة البيانات: وهو عبارة عن نظام لمساعدة المستفيد من خلق قاعدة معلومات عن التضاريس، وقاعدة معلومات عن صور المواقع.
6. نظام الاتصالات الرقمي: وهو عبارة عن نظام يستخدم نظام تشغيل (DOS)، وذلك لسرعة إنجاز مهمات البرنامج، ويقوم هذا البرنامج بتشبيه نظام الاتصالات بين الطائرة والاتصالات الأرضية.
7. نظام خادم الشبكات الرئيس في النظام: ويستخدم نظام (K)، ويقوم بالمهمة الأمنية على كامل النظام.
بعض الأنظمة كأمثلة أخرى

كنظام مشبه التدريب المزدوج، وهو نظام حديث متطوّر يستخدم برنامج "سوفت وير" في اتصال مزدوج مع مطالب المستخدم وموديل العملية، ومن ميزات هذا النظام أنه يسمح بابتكار سيناريوهات مختلفة أثناء المواقف الطارئة عند التدريب العملي.
وهناك نظام مشبه التدريب المنافس بالكامل، ومن ميزاته أنه عندما يريد المتدرب تجميد عملية المحاكاة الجارية يتوقّف النظام تمامًا، ويتوقف الوقت المخصص لعملية التدريب، وعند إعادة التشغيل لا يتم حساب الوقت الذي استهلك أثناء التوقف، أي أنه يحسب الوقت الفعلي المستهلك في التشغيل، وعندما يقوم المتدرب بحفظ السيناريو الموجود والجاري استخدامه أثناء التدريب يتم تخزين كافة البيانات تمامًا كما هي، أي إنه عند إعادة التشغيل لمشبه التدريب لاحقًا بعد فترة من الزمن يتم التشغيل للسيناريو المطلوب بالكيفية نفسها التي تم تخزينه بها في الذاكرة.


وظهرت مؤخراً أنظمة تشبيه تحاكي معارك المشاة عند المستوى الفردي، أو عند مستوى الضباط في رتب مختلفة، وأنظمة تعمل كمحاكاة للجيش كاملاً مما يمكِّن المخططون العسكريون من وضع سيناريوهات مختلفة للمواقف التي قد تحدث في أجواء المعارك.
وفي النهاية يبقى السؤال المحيّر فعلاً: هل هذا التطوّر المتسارع في أنظمة التشبيه العسكرية يلغي فعلاً التدريب الميداني على ظروف المعارك، واستعمال الأسلحة الحقيقية أثناء التدريب؟
الجواب ينفيه أشد العسكريين حماسًا لأنظمة التشبيه مؤكدين أنه لا شيء في النهاية يعوّض عن المناورات والتدريبات الميدانية. ولكن أنظمة التشبيه عوامل رئيسة في تهيئة المقاتل للمعارك، وعامل توفير مادي كبير يعوّض كثيرًا عن استعمال الأسلحة الحديثة في التدريب

المصادر:

1. العقيد الطيار الركن- عبدالرحمن حسن الشهري، تطبيق مبادئ التدريب واستخدام أنظمة التشبيه، مجلة الحرس الوطني، يوليو 1995م.
2. اللواء المهندس- عبدالعزيز مشالي، دور مشبهات التدريب في إعداد المقاتل في المعارك الحديثة، مجلة الجندي، نوفمبر

2004م.3. 2005م.
4. مجلة الحوادث، أعداد مختلفة، بيروت 2003م، و 2004م، و 2005م.

 

 


المقاتل

القائد في منظور الإسلام صاحب مدرسة ورسالة يضع على رأس اهتماماته إعداد معاونيه ومرؤوسيه وتأهليهم ليكونوا قادة في المستقبل ويتعهدهم بالرعاية والتوجيه والتدريب بكل أمانة وإخلاص، وتقوم نظرية الاسلام في إعداد القادة وتأهيلهم على أساليب عديدة وهي أن يكتسب القائد صفات المقاتل وأن يتحلى بصفات القيادة وأن يشارك في التخطيط للمعارك ويتولى القيادة الفعلية لبعض المهام المحددة كما لو كان في ميدان معركة حقيقي

   

رد مع اقتباس