عرض مشاركة واحدة

قديم 18-02-11, 10:57 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 


سير المعركة

15. كيف تمت عملية بيرل هاربور عام 1941م . في 5 نوفمبر 1941م أصدر (ياماماتو) أمره الأول الخاص بالعملية إلى الأميرال (ناجومو) قائد القوة البحرية المكلفة بتنفيذها، التي تألفـت من 31 سفينة تضم 6 حامـلات طائرات وبارجتين وطرادين ثقيلين وطراد خفيف و9 مدمرة و3 غواصات و9 سفن إمداد وتموين، وفي 22 نوفمبر تجمعت القوة سراً في خليـج (تانكان) بإحـدى (جـزر كوريل) المنعزلة اليابانية الواقعة على بعد نحو 1600 كيلـو متر إلى الشمال من طوكيو استعداداً لتلقي الأمر الأخير بالإبحار إلى أقرب جزر هاواي، وفي 25 نوفمبر 1941م أصدر ياماماتو أمره إلى ناجومو بالإبحار لتنفيذ العملية، وفي اليوم التالي بدأت القوة رحلتها وفي صمت لاسلكي تام، وفي الوقت نفسه كان هناك إرسال لاسلكي مزيف يظهر لأجهزة التنصت الأمريكية أن حركة لاسلكي البحرية العادية للأسطول الياباني تسير كما هي، ولذلك اعتقدت المخابرات الأمريكية أن حاملات الطائرات اليابانية موجودة في قواعدها الأصلية طوال فترة رحلتها السرية نحو (بيرل هاربر) وطوال هذا كله كان الوفد الياباني لا يزال يتفاوض في واشنطن من أجل التوصل إلى حل سلمي يرضي مطامع الإمبريالية اليابانية، ولذا كان هناك اتفاق مسبق بين ياماماتو وناجومو على شفرة معينة تعني الاستمرار في العملية أو إلغاؤها.

16. في فجر يوم 2 ديسمبر 1941م تلقى ناجومو في عرض المحيط الهادي رسالة لاسلكية من ياماماتو (إصعد جبل نيتاكا) وكانت تعني تنفيذ العملية على بيرل هاربور وأرسلت في الوقت نفسه رسائل بالشفرة على سفير اليابان في واشنطن وكذلك سفرائها في جنوب شرق آسيا وقنصلها في هونولولو كي يقوموا بإحراق أوراقهم السرية، وفي 15 ديسمبر 1941م أرسل أحد جواسيس اليابان في جزيرة أوهايو رسالة بالشفرة اللاسلكية على طوكيو تفيد بعدم وجود أي حاملة طائرات أمريكية في بيرل هاربور وكان ياماماتو يتوقع وجود ثلاث أو أربع حاملات طائرات أمريكية هناك، ورغم هذا فقد استمرت قوة ناجومو في إقترابها من بيرل هاربور لأنه أصبح من المتعذر العدول عن الهجوم خاصة وأن البوارج الأمريكية كانت لا تزال راسية هناك.

17. قبيل فجر 7 ديسمبر 1941م وصلت القوة إلى نقطة تبعد نحو 368 كيلو متر إلى الشمال من بيرل هاربور دون أن تعترضها أي سفينة أو طائرة أمريكية للاستطلاع، ومن هناك بدأت الموجة الأولى من الطائرات إقلاعها من فوق سطح حاملات الطائرات الست في الساعة السادسة صباحاً وفي خلال 15 دقيقة كانت القوة الجوية المؤلفة من 181 طائرة قد أقلعت في طريقها نحو بيرل هاربور بقيادة الضـابط الطيار المسؤول عن القوة الجوية المشتركـة فـي العمليـة ويدعى فوشيدا، وكانت تضم 42 طائـرة مقاتلة و48 قاذفة قنابل و51 قاذفة منقضة و40 قاذفة طوربيد، وفي حوالي السادسة وخمس وأربعين دقيقة التقطت إحدى محطات الرادار الأمريكية الخمس المتحركة أجهزة كانت لا تزال في مرحلة أولية من التطور حركة الطائرات اليابانية وهي لا تزال على مسافة 208 كم من بيرل هاربور وابلغ الجنديان اللذان كانا يعملان عليها ما شاهداه على شاشة الرادار من إقتراب مجموعة كبيرة من الطائرات إلى الملازم الموجود في مقر قيادة الإنذار الجوي تلفونياً، إلا أنه إعتقد أن هذه الطائرات أما أن تكون إحدى دوريات الطيران الأمريكي العادي أو تكون مجموعة القاذفات الأمريكية ذات الأربعة محركات طراز (ب-17) القادمة من (كاليفورنيا) لتعزيز قوة الإستطلاع الجوي بالجزيرة، وبالفعل كانت 12 قاذفة من هذا النوع تقترب من الجزيرة وقتئذ من جهة الشمال الشرقي. وهكذا أفلتت آخر فرصة للقوة البحرية الأمريكية في تجنب المفاجأة اليابانية التي قدر لها أن تتحقق بصورة كاملة، إذ بدأت الطائرات اليابانية هجومها على ميناء (بيرل هاربر) في تمام الساعة 7.55 صباحاً.
هجوم الطائرات اليابانية على السفن والمدمرات الراسية في بيرل هاربور

18. قبل أن يبدأ فوشيدا هجومه مباشرة أرسل إشارة لاسلكية إلى قيادته يقول فيها تورا، تورا، تورا، وهي كلمات تعني النمر، النمر، النمر، وترمز إلى تحقيق المفاجأة الكاملة، وإستمر هجوم الموجه الأولى لمدة نصف ساعة، وهي التي لعبت فيه قاذفات الطوربيد الدور الحاسم ضد السفن الحربية الرئيسية الراسية في الميناء، كما هاجمت الطائرات المنقضة والمقاتلات أيضاً بعد أن أدركت عدم وجود أي إعتراض جوي أمريكي نتيجة تحقق المفاجأة على المطارات الموجودة في الجزيرة ودمرت العديد من طائراتها المصطفة بجانب بعضها، وصفت الطائرات على هذا النحو لتسهيل حراستها ضد أي عمليات تخريب برية كانت تتوقعها من عملاء اليابان في الجزيرة، ثم وصلت الموجة الثانية من الطائرات اليابانية في الساعة الثامنة وخمسين دقيقة وكانت تضم 170 طائرة من بينها 80 طائرة منقضة و 36 طائرة مقاتلة والباقي من قاذفات القنابل، وقد واجهت هذه الموجة مقاومة أرضية مضادة للطائـرات أكثر فاعلية من تلك التي واجهتها طائرات الموجة الأولى، ولذلك بلغت خسائرها 20 طائرة 14 طائرة منقضة و6 مقاتلات مقابل 9 طائرات فقدت في الموجة الأولى التي حققت المفاجأة الكاملة واشتركت المقاتلات في مهاجمة الطائرات التي كانت على الأرض برشاشاتها وقام اثنان من طياريها أصيبت طائراتهما بالانقضاض فوق حظائر الطائرات والاصطدام بها بطريقة انتحارية سجلت أول العمليات الانتحارية اليابانية التي استخدمت بعد ذلك في مراحل الحرب المتقدمة.

19. في حوالي الساعة 9.45 بدأت الطائرات اليابانية في العودة إلى حاملاتها الرابضة على مسافة 320 كم تقريباً إلى الشمال من بيرل هاربور مخلفة ورائها سحباً عالية من الدخان الأسود الكثيف المتصاعد من حرائق ومنشآت الميناء والمطارات ونتج عن الهجوم غرق خمس بوارج أمكن إصلاح ثلاث منها فيما بعد، وإصابة ثلاث بوارج أخرى بأضرار شديدة جعلتها غير صالحة لفترة طويلة، وإصابة ثلاثة طرادات بأضرار شديدة أمكن إصلاحها فيما بعد وإغراق مدمرتين وإصابة مدمرتين آخريتين بأضرار شديدة أمكن إصلاحها فيما بعد وإغراق سفينة بث الغـام أمكن تعـويمها فيما بعد وإصابة سفينتين أخريتين بأضرار شديدة إحداهما سفينـة تموين والأخرى سفينـة إصلاح وصيانة أمكن إصلاحهما فيما بعد هذا فضلاً عن تدميـر 8 طائـرات وإعطاب 159 طائرة أخرى وقتل نتيجة لذلك الهجوم 2335 مـن العسكـريين الأمريكيين في البحرية والجيش والطيران بالإضافة إلى 9 من المدنيين، وجرح 1178 آخرين.

20. فقدت القوة الجوية اليابانية 29 طائرة منها 6 مقاتلات و15 قاذفة منقضة و5 قاذفات طوربيد" كما أغرقت 5 غواصات جيب وغواصة كبيرة فشل هجوم الغواصات تماماً ولقد عادت الطائرات اليابانية كلها إلى الحاملات حوالي الساعة 1300 ظهراً، وعرض فورشيدا على ناجومـو معـاودة الهجوم مرة أخرى على بيرل هاربر قبل الرحيل لاستكمال إغراق 72 سفينة من مختلف الأنواع كانت لا تزال موجودة هناك، وخاصة أن الطيران الأمريكي قد دمر على الأرض، إذ لم تقع خلال الهجمات الجوية إلا ثلاث مقاتلات أمريكية فقط، ولكن ناجومو خشي معاودة الهجوم وآثر العودة السريعة بأسطول خاص وإن عدم وجود حاملات الطائرات الأمريكية في بيرل هاربر كان يثير مخاوفه من حيث احتمال مطاردتها له إذا كانت قريبة منه، كانت إحدى الحاملات تحت الإصلاح في الولايات المتحدة وحاملة أخرى تنقل طائراتها إلى جزيرة هاواي وثالثة كانت عائدة إلى بيرل هاربر من جزيرة (واك) كما كانت توجد 3 حاملات أخرى في الأطلسي، ولذلك استدارت القوة البحرية اليابانية عائدة في حوالي الواحدة والنصف ظهراً ووصلت إلى اليابان سالمة في الفترة ما بين 24-26 ديسمبر 1941م.

21. في الساعة العاشرة والنصف بتوقيت جزر هاواي، أي حوالي الرابعة فجراً بتوقيت واشنطن، سلم السفير الياباني في واشنطن إلى وزارة الخارجية الأمريكية قرار إمبراطور اليابان بإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية، وإثر بدء هجوم بيرل هاربر بدأت القوات اليابانية هجمات جوية وبرية وبرمائية في أماكن أخرى في جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادي هوجمت تايلاند، الملايو، جزر الفلبين، غوام، وهونغ كونغ.
منظر عام لبيرل هاربور أثناء القصف الياباني

نتائج الهجوم ورد الفعل الأمريكي

22. نتائج الهجوم . إن الهجوم المفاجئ على القاعدة الأمريكية في ميناء بيرل هاربر الحق بالأمريكيين أفدح خسارة عسكرية في تاريخهم ونال من هيبتهم ومرغت سمعتهم بالوحل ولم يقتصـر الإنتصـار الياباني في هذا الهجوم على الخسارة الأمريكية بل تجاوزه ليحقق سيطرة

آثار الدمار على بعض القطع البحرية الأمريكية الموجودة في بيرل هاربور

كاملة على المنطقة في شرق آسيا وقد أسفر هذا الهجوم عن نتائج وآثار على مختلف الأصعدة سواءً السياسية أو العسكرية أو الإجتماعية أو غيرها والتي يمكن تلخيصها في الآتي:
أ. على الصعيد العسكري . إن الضربة المفاجئة والموجعة في نفس الوقت ألحقت خسارة كبيرة بالقوة الأمريكية المتواجدة هناك فكانت خسائرهم كالتالي:
(1) تدمير 21 سفينة حربية منها 5 بوارج أمكن إصلاح ثلاثة منها كما أصابوا 3 بوارج أخرى بأضرار شديدة جعلتها غير صالحة لفترة طويلة، إغراق مدمرتين وإصابة مدمرتين أخريتين بأضرار شديدة، إغراق سفينة بث ألغام أمكن إصلاحها فيما بعد وإصابة سفينتين أخريتين بأضرار شديدة إحداهما سفينة تموين والأخرى صلاح وصيانة.
(2) تم تدمير وإعطاب ما يقارب 328 طائرة حربية.
3) بلغ عدد القتلـى 2343 قتيلاً، 1172جريحاً أما المفقودين فقد كانوا 960 مفقوداً أما القوة المغيرة اليابانية فقد خسرت 29 طائرة حربية وبلغ عدد القتلى 55 رجلاً وخسرت غواصة واحدة وبعض غواصات الجيب 5 غواصات، وبالرغم من أن الانتصار الذي سجله اليابانيون في هذا الهجوم إلا أنه لم يكن إنتصاراً كاملاً حيث أن حاملات الطائرات ومعظم الطرادات لم تكن في الميناء بالصدفة بل كانت في عرض البحر والتي كان لها دور بعد ستة أشهر حيث إستطاعت أن تزلزل الأسطول الياباني في بحر المرجان وفي مداوي بعد أن إنضم إليها بعض قطع أسطول المحيط الأطلنطي، كما أن الغارة لم تنجح في تدمير المؤسسات العسكرية القائمة فوق أرض بيرل هاربور ولم تصب بالضرر البالغ مستودعات الأمريكيين ودباباتهم أو ورش الإصلاح التي لو دمرت لأرغمت الأسطول الهادي بالانسحاب إلى الشواطئ الغربية للولايات المتحدة، كما أن توقع الأمريكيين بالاعتداءات اليابانية أدى إلى إتخاذ الإجراءات التي اقتصرت على إصدار الأوامر إلى الأميرال كيميل قائد الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي في 28 نوفمبر 1941م بإغراق أي غواصة تكتشف تحت الماء قرب الميناء وهذا سبب فشل الغواصات اليابانية في تحقيق أي إنتصار من جانبهم.
ب. على الصعيد الجغرافي وتغيير موازين القوى في شرق آسيا. هيمنت القوات اليابانية بعد ضرب بيرل هاربر وهزيمة القوات الأمريكية هناك على دول شرق آسيا فقد تابع اليابانيون هجماتهم بالسرعة والفعالية على دول شرق آسيا وأصبحت في غضون عدة أشهر سيدة بحار الباسفيك تتجول بحرية تامة وتمارس سيادة مطلقة ابتداءً من مداوي حتى شواطئ الصين وابتداءً من الأيوشين جهة استراليا بالإضافة إلى قسم كبير في مياه المحيط الهندي وبات من المؤكد رسم خارطة جديدة في الشرق الأقصى تبين نفوذ وهيمنة الإمبراطورية اليابانية وهذا ما كانت تريده اليابان وتحكم به وترغب في أن يعترف الغرب ولاسيما الولايات المتحدة بنظامها الآسيوي الجديد وبدأت تضع يدها على الموارد الإستراتيجية التي كانت بحاجة إليها من بترول ومطاط وقصدير ومنغنيز وكروم والتي تساعدها في القيام بأي عمليات حربية واسعة وكسرت الطوق التي كانت تفرضه عليها الولايات المتحدة قبل هجومها على بيرل هاربر.
جـ. على الصعيد السياسي . أدى الهجوم الياباني على بيرل هاربور إلى إرغام الولايات المتحدة إلى الدخول في الحرب العالمية الثانية بجانب الحلفاء ضد دول المحور وجذبتها من ترددها وعزلتها الجغرافية لتخرج إلى مجال السياسة الدولية بقوة والذي سبب دخولها الحرب إلى إحداث تغييرات جذرية في التوازنات بشكل عام، وكان يسعى وراء دخولها الحرب الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفلت الذي كان على قناعة تامة بأن هتلر لن ينتهي إلا إذا دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب فقد أحدث الهجوم العنيف والخسائر الكبيرة ذهول الشعب الأمريكي وغضبه ودفعه إلى الرغبة بالانتقام فأصبح الشعب الأمريكي مهيئاً لدخول الحرب بل طالب بذلك وبذلك توفرت لدى الرئيس روزفلت الظروف السياسية للتغلب على معارضيه أنصار العزلة في الكونجرس والدخول طرفاً في الحرب، كما أسعد خبر هجوم اليابان على بيرل هاربور رئيس وزراء بريطانيا تشرشل الذي كان يرغب في دخول أمريكا الحرب إلى صفه والذي كان في وضع صعب وبقدر ما أسعده الخبر بقدر ما أغضب الزعيم النازي هتلر الذي أصيب بنوبة هائلة والذي كان يريد أن تبقى أمريكا على الحياد.

23. رد الفعل الأمريكي . ارتكب اليابانيون خطيئة نفسية فقد أساءوا تقدير روح القتال عند الأمريكيين فظنوا أن انتصاراتهم هذه ستدخل اليأس في نفوس الشعب الأمريكي ولكن الحقيقة أن القوات الأمريكية استردت أنفاسها واستعادت وعيها حتى كان الرد الفعلي الأمريكي السياسي سريعاً فأعلنت الحرب على قوات المحور الثلاث بعد مناقشة قصيرة في الكونجرس وبتأييد كامل من الشعب الأمريكي أما الرد العسكري فلم يأتي فوراً فبعد شهرين نظمت البحرية الأمريكية عملية ارتداد على اليابانيين فقد بادرت وحدات مشتركة إلى إبادة جزر مارشال وجليبير وأغارت قاذفات أمريكية على جزيرة ويك. وفي 4 مارس 1942م تمت غارة أخرى على جزر ماركوس التي تبعد 1500 كم من طوكيو وفي 10 مارس أغارت طائرات منطلقة من حاملات الطائرات على القواعد اليابانية في لاي وسلامودا في غينيا الجديدة أغرقت سفينة جوالة خفيفة وكاسحة ألغام ثم سفينة شاح إضافة إلى ذلك فقد كان الأمريكيون يعدون مفاجأة أخرى شديدة للعدو فقد بدأت أمريكا ضرب اليابان نفسها في 18 أبريل للمرة الأولى فقد تم توجيه حاملتي الطائرات انتزربرايز وهورنت إلى منطقة تبعد ألف كم عن طوكيو فقد كانت هذه الغارة عملية رمزية دون ريب ولكنها كشفت عن الإمكانيات الفنية الكامنة في تصميم الأمريكيين على متابعة النضال حتى النصر واستطاعت هذه الغارة أن تعيد للأمريكيين ثقتهم بأنفسهم وتحدث الدهشة والخيبة في نفوس اليابانيين واستمرت الغارات بشكل دائم ولكن ذلك لم يكن يكفي فقد كانت الرغبة في الانتقام بعد ضربة بيرل هاربر هي السيطرة على الشعب والقيادة الأمريكية فكانت مجزرة هيروشيما وناجازاكي النووية التي ارتكبها الأمريكيون في اليابان تحت ذريعة بيرل هاربر وكانت خطة الرئيس الأمريكي روزفلت تقضي باستدراج قسم كبير في البحرية اليابانية إلى عمق المحيط الهادي لإلقاء درس نووي عليها يقنع اليابان بالانسحاب من الحرب إلى جانب هتلر وبذلك يكون قد حيد اليابان مهزومة من جهة وإفقاد هتلر حليفاً أساسياً من جهة أخرى غير أن الرئيس روزفلت مات قبل الوقت المحدد لضرب الأسطول الياباني ولكن خلفه الرئيس هاري ترومان كان أشد انتقاماً من سلفه والذي لم يكن يتردد لحظة أمام الخيار النووي الذي قال بعد عشية مجزرة المجازر هيروشيما بأننا نحقق الثأر الأمريكي الذي طال انتظاره بيرل هاربور وبالرغم من فظاعة المجزرة لم يتردد لحظة في تكرارها مرة أخرى وبعد أربعة أيام على مدينة ناجازاكي وأحدثت القنبلتان دماراً وخراباً واسعاً أدى إلى مصرع مئات الألوف من اليابانيين وما زالت تعاني من آثارها حتى الآن.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس