عرض مشاركة واحدة

قديم 18-02-11, 10:55 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي معركة بيرل هاربور



 

معركة بيرل هاربور


المقدمـة

1. المعارك الحربية التي جرت على مر العصور بعضها يمر في هدوء فلا يكاد المرء يشعر به والبعض الآخر يقيم الدنيا ويقعدها لأنه يترك بصمات ثقيلة لا تنسى ومن هنا يمكن اعتبارها معارك غيرت وجه التاريخ، ونتعرض هنا لمعركة هامة من هذا النوع الذي أشرنا إليه حيث جرت المعركة في مستهل الحرب العالمية الثانية تحديداً في شهر نوفمبر 1941م ونتج عنها تدمير الأسطول الأمريكي في قاعدة بيرل هاربور بالمحيط الهادي في وقت كانت فيه الجيوش النازية تسجل انتصاراتها الخاطفة المبهرة في مسارح الحرب الأوروبية والصحراوية، وهو الأمر الذي شجع اليابان على انتهاج سبيل الحرب، ساعدها على ذلك حاجتها الماسة إلى العديد من الخامات والمواد الأولية الحيوية في وقت وضعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية العديد من القيود على تصدير هذه المواد فيما بين عامي 1940م إلى1941م، وردت اليابان على ذلك رداً خشناً حينما أنزلت جيشاً مؤلفاً من خمسين ألف رجل في الهند الصينية، وبادرت بإعلانها محمية يابانية ضاربة عرض الحائط باعتراضات وإحتجاجات الحلفاء والولايات المتحدة الأمريكية.

2. ولم تلبث الأحداث أن تدافعت في اتجاه الحرب بعد أن تعذر التوفيق بين الدولتين عن طريق المفاوضات وذلك نتيجة لإصرار واشنطن على رفض المطالب اليابانية، وفي ذات الوقت كانت المؤسسة العسكرية اليابانية قد وضعت خطة محكمة لشن حرب خاطفة قصيرة ضد الولايات المتحدة بغية تحقيق أهدافها الإقتصادية والسياسية تضمنت هذه الخطة تنفيذ غارة جوية مفاجئة مركزة بغية تدمير الأسطول الأمريكي في القاعدة البحرية الأمريكية بيرل هاربور بحيث تضمن لليابان السيطرة والسيادة في المحيط الهادي.

3. تعتبر معركة بيرل هاربور واحدة من أهم معارك الحرب العالمية الثانية، فهي المعركة التـي أشعلـت نار الحـرب بين الولايات المتحـدة الأمريكية واليابان في السابع من ديسمبر (1941م) والتي فقدت فيها الولايات المتحدة معظم أسطول الباسيفيك وأكثر من ألفي وأربعمائة قتيل بينما لم تفقد اليابان سوى تسعة وعشرين طائرة وخمسة وخمسين قتيلاً، ويعتقد الكثيرون أن الولايات المتحدة قد خدعت أو أنها قد أخذت على غرة حينما فاجأتها اليابان بالهجوم على أكبر قاعدة بحرية لها في الباسيفيك إلا أن المراقبين لأحداث الصراع بين الولايات المتحدة واليابان يختلفون معهم في ذلك فقد فكر بعض القادة البحرية الأمريكية في إحتمال وقوع مثل هذا الهجوم قبل ذلك بتسع سنوات.

القصد

4. هو التعرف على سير معركة من المعارك التي غيرت وجه التاريخ وهي معركة بيرل هاربر التي دارت بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان عام 1948م، واستخلاص الدروس المستفادة من هذه المعركة.

لمحة تاريخية

5. برزت اليابان كقوة في منطقة جنوب آسيا وأصبحت راغبة في التوسع والسيطرة على النواحي الإقتصادية والسياسية والعسكرية على مناطق واسعة من القارة الآسيوية ليوفر لها حاجتها المتزايدة من المواد الخام، حيث قامت في 24 أغسطس 1941م بإحتلال الهند الصينية بموافقة سلطات حكومة مينشي الفرنسية مما حدا ببريطانيا والتي كان لها العديد من المستعمرات في تلك المنطقة بمحاولات لإقناع أمريكا بالدخول في الحرب، وبعد إلحاح من بريطانيا إستجابت أمريكا للطلب البريطاني لكون السيطرة اليابانية في منطقة جنوب آسيا تؤثر مباشرة على المصالح الأمريكية وخطوط ملاحة سفنها وطائراتها بالمنطقة، فقررت الدخول في حرب غير عسكرية وذلك بوضع قيود إقتصادية على اليابان اعتباراً من شهر أغسطس 1941م تتمثل في الآتي:
أ. تجميد الأموال والممتلكات اليابانية في أمريكا.
ب. إغلاق المواني الأمريكية أمام السفن اليابانية.
جـ . منع بيع وتصدير البترول ومنتجاته إلى اليابان.
د. يتطلب رفع القيود المذكورة القيام الانسحاب الياباني التام من الهند الصينية.


أسباب المعركة

6. الإقتصادية . بتطبيق الولايات المتحدة للقيود التي فرضتها وخاصة فيما يتعلق بمنع تصدير البترول، فقد أثر ذلك تأثيراً شديداً على المجهود الحربي الياباني وأجبر اليابان على الإعتماد على ما لديها من نفط مخزن وتخصيصه للعمليات البحرية والجوية فقط وهكذا بدأت الحرب الإقتصادية السياسية بين البلدين.

7. العمل الدبلوماسي . نتيجة لتطبيق أمريكا الحظر الإقتصادي الفوري المفروض على اليابان فقد وجدت اليابان نفسها مضطرة إما لسحب قواتها من الأراضي الشاسعة الهامة والتي كلفتها الكثير من التضحيات والأموال، أو القيام بعمليات عسكرية جديدة لإحتلال الجزر الأندونيسية الغنية بالنفط، أما أمريكا ونتيجة لتأثير اليابان من القيود التي فرضتها عليها فقد اعتقدت بأن اليابان تستعد لخوض حرب ضدها ولغرض كسب الوقت ولمحاولة يابانية جدية لتفادي الدخول في حرب مباشرة مع أمريكا فقد وصل في أوائل سبتمبر 1941م إلى واشنطن وفد ياباني رفيع المستوى للتفاوض بشأن نقطتين جوهريتين هما:
أ. رفع حظر تصدير النفط إلى اليابان.
ب. توقف أمريكا عن تصدير الأسلحة والإمدادات إلى حكومة الصين

8. بالمقابل طالبت أمريكا اليابان بعدة شروط أهمها سحب قواتها من كافة الأراضي التي تحتلها، ونتيجة لذلك تعثرت المفاوضات، واتضح للمفاوضين اليابانيين أنهم وصلوا إلى طريق مسدود وأن إعلان الحرب على أمريكا أمر لابد منه للأسباب التالية:
أ. لم تكن أمريكا قد إستعدت وأنجزت استحضاراتها للاشتراك بحرب واسعة.
ب. أن بريطانيا الحليف الرئيسي لأمريكا تعاني من وضع قواتها المسلحة ضد ألمانيا وإيطاليا في شمال أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وبحر الشمال.
جـ . إنشغال الاتحاد السوفييتي بحرب ضد ألمانيا المتوغلة في أراضيه من الغرب إلى الشرق مما يضمن ذلك عدم دخولهم في حرب ضد اليابان.

9. نتيجـة فشل المفاوضات . قررت اليابان على أثر فشل المفاوضات مع أمريكا شن حرب عليها وتدمير قواتها البحرية المتواجدة في جنوب شرق آسيا ووضعت نصب عينيها الاستيلاء على جزر الفلبين وأندونيسيا للاستفادة من تلك الجزر للسيطرة على المناطق الأخرى في المحيط الهادي من ناحية ومن ثرواتها الإقتصادية وخاصة النفط لدعم آلتها العسكرية من ناحية أخرى كما كانت تعد بكل سرعة وسرية تفاصيل عملية جريئة تتمثل في تسديد ضربة قاصمةومباغتة لكبرىالقواعد البحرية الأمريكية فيالمحيط الهادي قاعدة (pearl harbor بيرل هاربر) أو ميناء اللؤلؤ تحت إشراف الأميرال البحري (ايزوروكي ياماماتو).

10. في نوفمبر عام 1941م كانت المفاوضات التي بدأت بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان بشأن الحظر الإقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على اليابان تتجه نحو طريق مسدود، ولذا وافقت هيئة الأركان العامة اليابانية على خطة الأميرال (ياماماتو) لضرب القاعدة البحرية الأمريكية بيرل هاربر عن طريق الجو، بهدف تدمير القوا ت الأمريكية البرية والبحرية والجوية الموجودة في هذه المنطقة.

الأطراف المتنازعة

11. الولايات المتحدة الأمريكية واليابان .

مميزات منطقة العمليات

12. تقع ميناء أو قاعدة (بيرل هاربور) على بعد ثلاثة مائة وتسعين ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من سـان فرانسيسكو، على الساحل الغربي للولايات المتحـدة الأمريكية، وتبعد عن اليابان قرابة خمسة آلاف وستمائة كيلومتراً وتعتبر القاعدة الرئيسية للأسطول الأمريكي في المحيط الهادي والمعتبرة في مأمن من أي هجوم ياباني كما أنها خارج مدى أي قاذفة قنابل يابانية أو غير يابانية وتبعد نحو 15 كيلو متر عن هونولولو وتضم خمسة مطارات حربية، ويتميز الميناء بمياه ضحلة غير عميقة إلا أنها تتيح الرسو للسفن الكبيرة ويقع وسطها تانك فارم وهي غابة من خزانات البترول المخصصة لتموين أسطول الباسفيك.

الإعداد والتخطيط للمعركة


13. الإجراءات التي سبقت خطة الهجوم . طبقت القيادة العسكرية اليابانية عملية أطلقت عليها اسم (هاواي) مجموعة من الإجراءات منذ شهر نوفمبر 1941م وجرت الاستعدادات النشطة للهجوم تحت ستار المفاوضات الثنائية التي كانت تدور بين الطرفين دون نجاح في مدينة واشنطن، حيث تأكد للقيادة البحرية اليابانية أمية توجيه الضربة الجوية المفاجئة لبيرل هاربور عندما قامت الولايات المتحدة بحشد قوة كبيرة من أسطولها البحري هناك خلال شهر مايو 1940م لتكون بمثابة القوة الرادعة لليابان في سياستها التوسعية في جنوب وشرق آسيا وجزر المحيط الهادي كما زادت قناعة ياماماتو في مدى صلاحية حاملات الطائرات للقيام بهذه المهمة أثر نجاح الهجوم الذي شنته القوات الجوية البريطانية من فوق حاملة الطائرات على القاعدة البحرية الإيطالية في 11 نوفمبر 1940م ومن الإجراءات التي قام بها اليابانيون قبل إعداد الخطة لضرب القاعدة الأمريكية ما يلي:
أ. إعداد خريطة للقاعدة البحرية بيرل هاربور في مكان إقامة الأميرال ياماماتو بسفينة القيادة البارجة ناجاتو والتي كانت تحمل باستمرار المعلومات عن القاعدة المذكورة، وفقاً لتقارير المخابرات.
ب. التأكد من عدد ونوعيات السفن الحربية الموجودة في بيرل هاربور وطبيعة الدفاعات البحرية والجوية.
جـ . التعرف على عمق المياه داخل وخارج الميناء وسرعة التيار و ظروف المناخ والتضاريس في الجزيرة.
د. إجراء التدريبات اللازمة، حيث إختار قائد البحرية الياباني خليج ياباني في الجزيرة اليابانية يشبه خليج بيرل هاربور لإجراءات التدريبات الدقيقة لطياري حاملات الطائرات الذين لم يعرفوا الهدف الحقيقي من تدريباتهم إلا عشية الإبحار إلى بيرل هاربور.
هـ . تم تصميم قنابل خاصة خارقة للدروع لتحملها القاذفات التي تقصف البوارج والطائرات من ارتفاعات عالية نسبياً، كما تم تصميم طوربيدات خاصة لقاذفات الطوربيد التي ستهاجم البوارج الراسية على بعد حوالي 500 متر من شاطئ خليج بيرل هرابور الذي لا يزيد عمق الماء فيه عن 40 قدماً تكون قادرة على الطفو السريع عقب الاصطدام بالماء عند إسقاطها من الطائرات.
و. إجراء تدريبات لطياري قاذفات الطوربيد على إصابة نماذج للبوارج الأمريكية بنماذج غير متفجرة من هذه الطوربيدات ومن مسافة 500 متر تقريباً الأمر الذي يتطلب إطلاقها من ارتفاعات منخفضة للغاية وبسرعة بطيئة للطائرة.
ز. تم تدريب طياري القاذفات على إصابة سفن تسير بطريقة موجهة بسرعة كبيرة حتى تتحقق نسبة الإصابة المباشرة في هذه الحالة 50% وتدريب طياري الطائرات المنخفضة على إصابة الطائرات الأرضية في المطارات وقد أجاد الجميع الإقلاع من فوق ظهر الحاملات.

خطة الهجوم الأول والثاني الذي نفذه اليابانيون على قاعدة بيرل هاربور

14. وضع الخطة والإعداد للهجوم . حتى يصل اليابانيون إلى تحقيق هدفهم كان لابد من وضع خطة مقيدة ومحدودة فقد تعودوا خلال الحرب الأوروبية التي أشعلتها ألمانيا النازية على إمكانية تحقيق الانتصارات السريعة وبأقل خسارة ممكنة، ووضعت الخطة على أساس منع القوات الأمريكية بالقيام بأي محاولة لأن ذلك من شأنه أن يكبد القوات الأمريكية الخسارة في الأرواح البشرية والمعدات العسكرية وبالتالي فإن الهجوم على القاعدة بيرل هاربور من الممكن أن يرغم الأمريكيين على الدخول في المفاوضات السلمية وبالتالي تستطيع اليابان تقوية مجالها الجوي وتوسيعه في الشرق الآسيوي، وفي 8 مارس 1941م أصدر الرئيس الأمريكي قانون الإعارة والتأجير الذي قامت بمقتضاه الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال أسلحة دون مقابل إلى كل دولة مشتركة في الحرب ضد دول المحور (ألمانيا، اليابان وإيطاليا) وبناء على ذلك بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في إرسال الأسلحة إلى الصين ابتداء من 15 أبريل 1941م الأمر الذي أدى إلى احتدام التناقض بينها وبين اليابان وبعد شهرين فقط أوقفت الولايات المتحدة تصدير البترول من موانئ الأطلسي والخليج العربي إلى جميع الدول باستثناء بريطانيا وأمريكا اللاتينية، وفي 3 يوليو 1941م استدعت اليابان حوالي مليون جندي ياباني إلى الخدمة فكان رد الرئيس الأمريكي على ذلك بأن أصدر قراراً بتجميد الأموال والممتلكات اليابانية في الولايات المتحدة وإغلاق الموانئ الأمريكية في وجه السفن اليابانية، وتحريم بيع البترول الأمريكي ومنتجاته إلى اليابان وقام أيضاً بمطالبة اليابان بالانسحاب من الهند الصينية والصين مقابل رفع هذه القيود.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس