عرض مشاركة واحدة

قديم 20-08-10, 10:14 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ماركوني
مشرف قسم الإتصالات والحرب الإلترونية

الصورة الرمزية ماركوني

إحصائية العضو





ماركوني غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

وإدارتها: إدارة الكوارث هي: «نشاط هادف يقوم به المجتمع لتفهم طبيعة المخاطر الماثلة لكي يحدد ما ينبغي عمله إزاءها، واتخاذ وتنفيذ التدابير للتحكم في مواجهة الكوارث وتخفيف حدّة وآثار ما يترتب عليها». وتتم إدارة الكارثة عبر أربعة مراحل رئيسة هي: (مرحلة تلطيف أو تخفيف الكارثة)، و (مرحلة الاستعداد والتحضير)، و (مرحلة المجابهة)، و (مرحلة إعادة التوازن وإزالة الآثار). ويتم في كل مرحلة من هذه المراحل مجموعة من الأنشطة والإجراءات والوظائف التي تنجز من خلالها المرحلة ويُنتقل إلى المرحلة التي تليها، وهو ما أوضحه المؤلف بالشرح والتفصيل.

وآثارها: تترك الكوارث آثارها السلبية ــ التي قد تمتد لفترات طويلة ــ على نشاط الإنسان وعلى البيئة المحيطة به، وتفرض عليه سلوكاً معيّناً ليحدّ من مخاطرها، وقد تتبع المؤلف أهم الآثار التي تخلفها الكوارث الطبيعية ومنها: العواصف، والأمطار والثلوج الغزيرة، والرياح الشديدة، والموجات الحارة والباردة، والأعاصير الاستوائية، والجفاف، والفيضانات، والانجرافات الطينية والترابية، وسقوط الكتل الثلجية والكتل الجليدية، والجراد الصحراوي، وحرائق الغابات، والضباب، والصقيع. وقد خصص المؤلف مبحثاً ليعرض من خلاله نماذج لبعض الكوارث العالمية والعربية، ومنها: زلزال اليمن، وواقعة مصنع الميثول بمدينة بوبال الجنوبية، والأمطار الثلجية الغزيرة التي سقطت على مدينة الرياض عام 1416هـ، وتآكل طبقة الأوزون؛ موضحاً ما نجم عن تلك الكوارث من خسائر بشرية ومادية.

والوقاية منها: اهتم الإنسان منذ القدم بالوقاية من الكوارث الطبيعية والحدّ من آثارها، وتطورت محاولاته في هذا المجال إلى أن بلغت ذروتها في عقد التسعينيات من القرن العشرين، حيث أسهمت الشبكة العالمية للمعلومات (الانترنت) في تسهيل إدارة الكوارث والأزمات، وذلك من خلال: توسيع دائرة المعرفة والخبرات وتبادلها بين الدول والمجتمعات، والتنسيق اللازم لتطوير شبكة معلومات وقاعدة بيانات عالمية؛ ووضع خطط واستراتيجيات مشتركة لمواجهة الكوارث؛ والتركيز على المشاركة الاجتماعية، واستشعار كل فرد في المجتمع ــ فضلاً عن الأجهزة الحكومية ــ بمسؤوليته في الوقاية من الكوارث والأزمات والحدّ من آثارها ومخاطرها.

وقد أوضح المؤلف أهم فقرات أجندة القرن الحادي والعشرين في التعامل مع الكوارث والأزمات، وهي: تفعيل وسائل الاتصال بين دول وشعوب العالم، وإيجاد صناعات وخدمات جديدة تساعد ضحايا الكوارث في التعامل معها، وتشجيع الجمهور على المشاركة الفاعلة في الوقاية من الكوارث، سواء قبل وقوعها ــ بالتبليغ عن الأماكن التي يُحتمل وقوعها فيها ــ أو بعد وقوعها ــ عبر إزالة آثارها، ووضع استراتيجيات عامة محددة لذلك من قِبل الأجهزة المعنية بالكوارث كالدفاع المدني والهلال الأحمر ــ وأخيراً: توظيف العديد من العلوم المتصلة بهذ المجال ـــ كالهندسة ـــ من أجل تقليص أضرار الكوارث ومخاطرها.

الفصل الثالث : (الأزمة): تناول المؤلف في هذا الفصل مفهوم الأزمة وتعريفها ــ لغة واصطلاحاً ــ موضحاً أنها عبارة عن: (حالة توتر ونقطة تحول تتطلب قراراً ينتج عنه مواقف جديدة، سلبية كانت أو إيجابية، تؤثر على مختلف الكيانات ذات العلاقة).
ثم استعرض خصائص الأزمات، ومن أهمها أنها: منبهة، ومهدِّدة، ومفاجئة، وتستلتزم المجابهة السريعة والفورية؛ وتتطلب ابتكاراً في نظم وأساليب مواجهتها، كما تتطلب درجة عالية من التحكم في الطاقات والإمكانات لتحقيق السيطرة عليها؛ وتحدث حالة من الارتباك وعدم التوازن في الكيان الذي يتعرض لها (الدولة، النظام، المؤسسة، الفرد).

وتتبع المؤلف التطور التاريخي لمفهوم الأزمة مشيراً إلى أنها استخدمت في أول الأمر في علم الطب الإغريقي القديم كتعبير عن اللحظات المصيرية في تطور المرض، ثم انتقل في القرن السابع عشر إلى المجال السياسي، حيث استعمل في الغرب للدلالة على درجة التوتر بين الدولة والكنيسة. واستخدم المصطلح في القرن التاسع عشر للدلالة على ظهور مشاكل خطيرة أو لحظات تحوّل فاصلة في تطور العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي ثلاثينيات القرن العشرين استعمل المصطلح لوصف الكساد والدمار الاقتصادي الذي ساد العالم وتسبب في صراعات سياسية دولية بلغت ذروتها في الحرب العالمية الثانية التي انتهت بالكارثة الذرية على اليابان. أما في منتصف القرن العشرين أصبح المصطلح مستخدماً من قِبل علماء النفس لوصف حالة التفسّخ الاجتماعي والأخلاقي الذي أصاب المجتمعات الصناعية على وجه الخصوص بعد الحرب العالمية الثانية. وفي سبعينيات القرن العشرين أصبح المصطلح يُطلق من قِبل الديمغرافيين على الانفجار السكاني، وفي الثمانينيات استخدمه علماء الاجتماع لوصف الصراعات الاجتماعية التي نشأت عن تنامي مجتمع الرأسمالية، مما أدى إلى شعور بعض الطبقات الاجتماعية بالاغتراب داخل مجتمعاتها.

وذكر المؤلف أسباب الأزمات ممثلة في: خروجها عن ثورة الإنسان وإدارته (كالزلازل والبراكين والأعاصير)، وضعف الإمكانات المادية والبشرية في التعامل مع بعض الأحداث والمواقف، وإهمال الإنذارات التي تسبق الأزمات، وسوء الفهم الناشئ عن المعلومات المبتسرة أو القرارات المتسرعة، وانتشار الإشاعات، والأخطاء البشرية، وسوء الإدراك، وسوء التقدير والتقويم، والإدارة العشوائية للأزمات.

وتابع مراحل تطور الأزمة، فأوضح أنها تتطور عبر مراحل متتالية تبدأ بمرحلة الميلاد، ثم مرحلة النمو والاتساع، ووصولاً إلى مرحلة النضج، التي تتبعها مرحلة الانحسار والتقليص، ثم تأتي أخيراً مرحلة الاختفاء أو ما بعد الأزمة.

تناول المؤلف بعد ذلك: (مفهوم إدارة الأزمات ومراحلها)، فأورد التعاريف التي ذكرها العلماء لإدارة الأزمة ومفاهيمها، مختتماً بالتعريف الذي يراه، والذي يتلخص في ثلاث مراحل رئيسة هي: (منع وقوع الأزمة عن طريق التنبؤ بها قبل حدوثها كلما أمكن؛ ومواجهة الأزمة بفاعلية عند حدوثها؛ وتحليل الأزمة بعد حدوثها والاستفادة منها في منع الأزمات المشابهة المستقبلية).

وقد أكّد في هذا الصدد أن المفاهيم الخاصة بإدارة الأزمة تتعدد طبقاً لإمكانات الدولة وقدرة جهاز الإدارة والأهداف المصاغة من خلال السياسة العامة للدولة.

وعن أهداف إدارة الأزمة، أوضح المؤلف أن هناك أهدافاً يجب أن تتحقق قبل وقوع الأزمة، كالتأكّد من الاستجابة السريعة والعالية والفعّالة لدرء أخطار الأزمة قبل وقوعها، ووضع الخطط الكفيلة بتحقيق أهداف إدارة الأزمة، وتحليل أنواع الأزمات والكوارث لتصنيفها، ووضع آلية للتنبؤ بالأزمات واكتشاف إشارات الإنذار المبكر؛ وهنالك أهداف يجب أن تتحقق أثناء الأزمة، كاتخاذ القرارات الحاسمة والسريعة بشأن مواجهتها وتقليص أضرارها، وتنسيق الجهود وتنظيمها بين محاور الأزمة، وتوفير الدعم الضروري لإعادة التوازن إلى حالته الطبيعية، وتوثيق كل ما يتعلق بها من بدئها إلى نهايتها.

ثم تناول المؤلف (مبادئ إدارة الأزمة)، والنظرة الإسلامية لإدارة الأزمات، ومراحل إدارة الأزمة، بدءاً من مرحلة اكتشاف الإنذار المبكر، ثم مرحلة الاستعداد والوقاية، فمرحلة احتواء الأضرار والحدّ منها، ثم مرحلة استعادة النشاط، وأخيراً مرحلة التعلّم.
وعن (تصنيف الأزمات وأنواعها) أورد المؤلف التصنيفات المتداولة للأزمات والاعتبارات التي يتم التصنيف على أساسها، فمن حيث طبيعة الحدوث، تصنّف الأزمات إلى: طبيعية، وبفعل الإنسان؛ ومن حيث معدل تكرارها: دورية، وغير دورية؛ ومن حيث مقدار عمقها: سطحية، وعميقة ومتغلغلة؛ ومن حيث التأثير؛ ظرفية هامشية محدودة التأثير، وجوهرية هيكلية التأثير، ومن حيث درجة شدّتها: عنيفة جامحة ساحقة يصعب مواجهتها، وهادئة خفيفة يسهل مواجهتها؛ ومن حيث المستوى: على المستوى الكلي، وعلى المستوى الجزئي؛ ومن حيث المصدر: المصدَّرة، و لها جذور في بلد الحادث؛ ومن حيث موضوع أو محور الأزمة: مادية، ومعنوية، وتجمع بين المادية والمعنوية.

ويشير المؤلف في هذا الفصل إلى أزمات الصراع المسلح والإرهاب الدولي، موضحاً خصائصها ومظاهرها.

 

 


   

رد مع اقتباس