عرض مشاركة واحدة

قديم 05-09-09, 10:25 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي التكتيكات الحربية



 

التكتيك: في السياسة بمعنى الاسلوب الذي يختاره السياسي والحزب للوصول الى الهدف المعين.الستراتيج: فن او علم القيادة العامة في الحرب اي استخدام كل التدابير لاحراز النصر.الحرب اليوم شاملة اي انها تأخذ كل الابعاد ليس العسكري منها فحسب بل السياسي والاقتصادي والدبلوماسي لذا تأتي هذه الدراسة للتعبير عن وجهة نظر معاصرة بشأن اهم مفاهيم الحرب وهما التكتيك والستراتيج.العلاقة بين مفهومي الستراتيج والتكتيك:

1- الاصول التاريخية:
يؤكد علم الاجتماع على ان الحروب ماهي الا ظواهر اجتماعية يجب التوقف لدراسة اسبابها واثارها والوظائف التي تتمخض عنها. كونها حدثاً غير عادي في حياة البشرية بوجه عام. كما كانت الحروب وفي لحظات عدة انقطاعات في التكوين الحضاري يؤدي الى انبثاق ظهور حضارات جديدة وموت اخرى، مؤكدة ولادة تاريخ جديد لعله قطعا تاريخ معركة كونه الابرز في حدوث الانقطاعات الكبيرة في حياة الامم والشعوب. وعلى الرغم مما يصاحب الحروب من خسائر هائلة”مادية وبشرية “ ومصائب تبعث على الدهشة والذهول لشدتها الا انها مازالت واحدة من الممارسات في حياة الانسانية. يقول برودون :مامن قارئ في حاجة الى ان يقال له ماهي الحرب من الوجهة الطبيعية والاختيارية، فالناس جميعا يملكون عنها فكرة ما، طائفة منهم لانهم شهودها، والاخرون لان لهم علاقات كثيرة بها، وعدد لابأس به لانه خاض غمارها “ {ص3-هذه هي الحرب-بوتول}- وللاهمية الفائقة لما يترتب على تلك الحروب وتعلق ذلك بمصائر الامم، كان لابد من تناول اهم مرتكزاتها وكيفية التعامل معها بشكل جدي، فالحرب كما يقول ماركس: ”تشبه من الوجهة الاقتصادية قذف الامة بجزء من رأسمالها في البحر “ وأهم ما تتميز به نظريات الامن القومي للامم مفهومان اثرنا بحثهما: الستراتيج والتكتيك.

أ- التكتيك”التعبئة “: هو فن القيادة في ميدان الحرب- كذلك يستخدم في السياسة بمعنى الاسلوب الذي يختاره السياسي او الحزب للوصول الى هدف معين هو جزء من العام في السياسة لذا يجب التفريق بين التكتيك السياسي الذي يكون محدودا بمعركة سياسية معينة والاستراتيجية السياسية، التي هي التوجه العام للاهداف. كما يراعى في التكتيك السياسي مثلما هو في المعركة التوقيت والاسلوب المناسب في الهجوم والمباغتة.. انسحاب وتراجع.. الخ-على ان يكون تحقيق هذا الهدف الجزئي مما لايتعارض والهدف الستراتيجي العام مثل التحريض على الاضراب لتحسين اجور العمل يعد هدفا تكتيكيا محدودا. ولكن الانضواء في حركة او حزب سياسي يعد هدفا ستراتيجيا.

ب- الستراتيج”السوق “:- في القرن الخامس قبل الميلاد جرت اولى المحاولات لتدوين وتنظيم المعلومات عن الخبرات والتجارب العسكرية ووضع المفكرون آنذاك الشرقيون مثل”كونفشيوس “ و”صن تسو “ و”ووتزو “ القوانين الخاصة بحتمية الوحدة بين القائد والامة والعوامل المؤثرة مثل الزمن والجغرافية والعبقرية. بعدها ظهرت في كل من روما واليونان اولى المؤلفات العسكرية التي بحثت ولاول مرة قضايا الاستراتيجية”السوق “ واستخدمت كلمة استراتيجية المأخوذة من عبارة”استراتيجوس “ الاغريقية وتعني القائد اصطلاحا وعليه فان الاستراتيجية تعني فن او علم القيادة العامة في الحرب اي استخدام كل التدابير لاحراز النصر.

كذلك فالاستراتيجية لاتقتصر على كسب معركة بل هي خطة عامة تعمل على تهشيم الروح المعنوية للعدو وتخريب بناه التحتية”مركز الانتاج الحربي والمدني “ وتعويق خططه من خلال تدمير شبكة مواصلاته اذ من المعلوم ان الحرب الشاملة تستلزم تعاون كل القطاعات وجعلها ادوات سائدة للمعركة وليس الصنوف فقط، ان اقدم من بحث ذلك هو المفكر الصيني الكبير”صن تسو “ في القرن الخامس قبل الميلاد ويعد ما كتبه في بحوثه الثلاث عشر في”فن الحرب “ اروع ماكتب كذلك يعد الكسندر من القرن الثالث ق.م قائدا مثيرا للاعجاب وواحدا من الحالمين الكبار في انشاء امبراطورية عالمية. ايضا هانيبال القرن الثاني ق.م وخصمه سيبو ولايستثنى من ذلك يوليوس قيصر القرن الاول ق.م بعدها اصيب الفكر السوقي”الستراتيج “ بالجمود حتى ظهور الفتوحات الاسلامية وبروز بعض المواهب ولكنها لم ترق الى وضع مبادئ حرب بل كانت على شكل وصايا تفيد في وضع اسس وقواعد عامة وسامية وفق متطلبات الظرف والموقف. ثم بعد ذلك الحروب الصليبية وما افرزته واحتياجات المغول وصولا الى القرن السادس عشر

وظهور”ميكافيلي “ (1469-1519) إذ اثارت آراؤه جدلا كثيرا في كتابيه”فن الحرب “ و”الامير “ ومن كبار الستراتيجيين كذلك يعد”فردريك الكبير “ و”نابليون “ و”جوميني “ الذي درس الحرب بطريقة منهجية ولكن الاشهر في هذا المجال هو الالماني”كلاوزفيتز “ كونه نظر اليها من زاوية مختلفة تماما معتبرا ان”الحرب تكملة للسياسة ولكن باستخدام وسائل اخرى “.. وعلق لينين على ذلك بأن جعل هذا القول قاعدة نظرية لمعنى كل حرب “. (تمهيد الى السوق-اندريه يوفر)
ان اهم القواعد التي تضمنتها نظرية “كلاوزفيتر “ هي:

أ- هدف الحرب الحقيقي: تدمير قوات العدو في ميدان المعركة.. وقد تبين فيما بعد خطأ هذا الهدف في الستراتيج الحديث.
ب- ان الحرب ليست شيئا اخر غير استمرار سياسة الدولة بوسائط اخرى. (ادارة الحرب-الجنرال ال ج ل س فولر). اي ان العلاقة ولاشك بين الحكومات والامم سياسيا تؤدي الى الحرب اذ يقول”ان تعلق الحرب بالسياسة يجعلها تأخذ بالضرورة صفتها، فاذا كانت السياسة عظيمة وقوية كانت الحرب كذلك وقد تبلغ في بعض الحالات ذروتها حيث تأخذ شكلها المطلق “. {ادارة الحرب-فولر}. وكذلك يقول”عندما تتطلب السياسة من الحرب مالاتستطيع تقديمه، يكون عملها مخالفا لمفاهيمها ومقوماتها “. {ادارة الحرب - فولر}.

ج- الدفاع الشكل الاقوى للحرب: وهذا يؤكد ميله وتفضيله للدفاع على الهجوم لا سيما في المراحل الاولى للحرب.

د. اكتشاف مراكز الثقل للعدو وتوجيه الضربة لها: لاحداث اضطراب في الرأي العام الشعبي للحصول على نتائج حاسمة تؤدي الى انهيار معنوياته.

هـ- العامل المعنوي والبناء الفكري”العقائدي “”ان المفهوم التاريخي للاستراتيجية هو فن القيادة-اي الخطة العامة التي توضع لاحراز هدف معين يدخل فيه مفهوم القوة وهما المادي والمعنوي “. {محاضرة- د.صالح ياسر-جدل العلاقة بين الاستراتيجية والتكتيك}. لم يعد مفهوم الستراتيج والتكتيك وقفا على فقهاء ومنظري الجيوش فقط، بل اصبح الستراتيج عاما يشمل كل انشطة وفعاليات المجتمع للعلاقة الجدلية القائمة بين اي هدف ونتائجه ومايترتب عليه هناك اهداف طويلة الامد واخرى آنية ولتحقيقها يمكن”استخدام كل ما متاح من القوى، ذلك ان الحرب هي امتداد للسياسة ولكن بوسائل اخرى كما يقول كلاوفيتز وترتكز على قواعد لابد من مراعاتها وهي:
أ- مركز الجهود لتوظيف الامكانات الكاملة لتحقيق الهدف.
ب- تكوين قوى ضد قوى.
ج- نجاح الحرب في احراز النصر او تجنب الهزيمة”{محاضرة-. د.صالح ياسر} وهذا يؤكد ان اختيار الاسلوب ليس القصد منه الاقتصار على الجانب العسكري فكلنا يعرف تماماً ان الحرب اليوم شاملة اي انها تأخذ كل المجالات. ليس العسكري منها فحسب بل السياسي والاقتصادي والدبلوماسي كما في الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي. تأكيدا لشمولية الستراتيج”السوق “ في طرح جدلية العلاقة والترابط بين السياسة والستراتيج وفهم المجال الحقيقي لنشاطهما وان لايفهم من الستراتيج “ ان يكون عقيدة منفردة محددة، انه اسلوب تفكير غايته تنسيق الحوادث وترتيبها حسب نظام اسبقية ومن ثم اختيار مسلك العمل الابعد اثرا. سيكون هناك ستراتيج خاص يناسب كل موقف وان اي ستراتيج معين قد يكون افضل مايمكن في مواقف معينة وأسوأ مما يمكن ادراكه في مواقف اخرى “} ص8-اندريه يوفر-...... الى السوق) .
واذا كان لابد للحرب ان تكون قدرا فليس هذا راجع الى ما نريد فما اعتقده انها تخضع في جوهرها لارادتنا في الصراع والاستحواذ والمصالح الطبقية فالنقص القاتل في الرأسمالية وعدم كفاية الاستهلاك . يمكن تصحيحه بشكل كامل بواسطة الحرب . (ص8 - الماركسية والحروب الامبريالية-هيرمان شيلر ) لا يمكن للامبريالية ان تستمر في العيش دون بؤر متوترة فالحرب تزيد الطلب على الاستهلاك وهي بذلك تحافظ على مستوى التشغيل وتسرع التقدم التكنيكي وهذا ما يساعد على رفع مستوى الحياة . ان الفهم الامبريالي للحرب كونها نشاطا يسدي اكبر المساهمات في ابقاء تلك الانظمة التي اعتادت على سرقة جهد الكادحين من عمال وفلاحين وكسبة وشاغلي فكر . ان فكرة اللاحرب يجب ان يعاد صوغها ضمن خطوط ثقافية كونية عامة، وهي مسؤولية الانسانية للتخلص من اهم شكل اوجده الصراع الطبقي منذ نشأته الاولى فالسلطة(الدولة) المتمثلة بالقوة استخدمت لحسم الصراعات في المجتمعات والحفاظ على مصالح الطبقة المسيطرة وايديولوجيتها(البنية الفوقية) . ان اسلوب الانتاج المؤلف من علاقات الانتاج وقوى الانتاج يؤلف البناء التحتي والفوقي للمجتمع وان القيم السائدة هي قيم الطبقة المسيطرة في مجال الانتاج المادي وكونها تسيطر على الانتاج المادي-اي البناء التحتي فهي كذلك تسيطر على وسائل الانتاج الروحي (البناء الفوقي) مثل الكنيسة والطباعة المدرسية ووسائل الدعاية ونشر الافكار... الخ . اما الذين لا يملكون وسائل انتاج مادي فانهم لن يكونوا قادرين على انتاج وسائل انتاج روحي .

 

 


 

   

رد مع اقتباس