عرض مشاركة واحدة

قديم 11-04-09, 05:07 PM

  رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

الضفة الجنوبية للنهر الكبير معقل التهريب.. ومعظمه يتم بالاتفاق مع دوريات الجمارك
(الحلقة السادسة): «الشرق الأوسط» على الحدود اللبنانية السورية: «أمر المهمة».. جواز التهريب السوري لأصحاب الحظوة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالتهريب يتم على مراحل في وادي خالد («الشرق الأوسط»)
بيروت: سناء الجاك «أمر المهمة»
«أمر المهمة» هو صيغة اساسية لعمليات التهريب. وهو عبارة عن اذن يمنحه الأمن العام السوري لأصحاب الحظوة، ليس بالضرورة للمهربين فقط. يسمح لمن يفوز به أن يعبر من دون توقيف على الحدود. يأتي «أمر المهمة» من مركز الأمن العسكري السوري. يوضع اسم صاحبه على امتداد نقاط العبور لجهة الحدود السورية، اينما عبر لا يعترضه أحد. ومن لبنان غالبا لا تفتيش. لماذا؟ لا جواب لدى المسؤولين، أو لا معرفة لهم بالموضوع. فالاتفاقات الضمنية بين جانبي الحدود لا تعد ولا تحصى. يقول مرافقنا إن أبناء الطائفة العلوية لهم الاولوية للاستفادة من هذا الامتياز، إذ يعبرون الى الداخل السوري من دون التوقف عند المراكز الامنية على الجانبين السوري واللبناني. «أمر المهمة» كان استخدامه شائعا خلال الوجود السوري العسكري في لبنان، وتحديدا عند معبر المصنع. وكان يمنح بموجب اذن خطي. واليوم يتردد ان «امر المهمة» عاد الى امجاده السابقة وان بقي انتشاره محدودا ولم يعد يمنح بموجب اذن خطي، إذ يكفي ابلاغ الشخص المعني ان اسمه وضع على الحدود.
اسم الشيخ عبد السلام الحراش يتردد مع طلب الحصول على «أمر المهمة». هو رئيس تجمع العلماء المسلمين في الشمال. وهو مقصد الباحثين عن «تسهيلات» للعبور. ويقول احد الحاصلين عليه: «لا استطيع ان اتحرك من دون امر المهمة، وإلا أصل الى احد المعتقلات اذا لم يعجب شكلي احدهم عندما ادخل الاراضي السورية للاتفاق مع العمال الزراعيين الذين احتاجهم».
ويروي الرجل انه اوقف مرة عندما عبر الحدود الى سورية. التهمة التي وجهت اليه حينها هي انتسابه الى تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي، ووصلت الى اتهامه بعلاقة تربطه بالشاهد في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، زهير الصديق. والسبب انه مسلم سني من عكار. يقول: «نمت عشرة ايام في سجن الأمن السياسي في دمشق. وهو سجن عرفي. كنت امضي النهار في الزنزانة وأدفع كل ليلة ثلاثة آلاف ليرة سورية لأنام في غرفة الضابط وليس في الزنزانة. فاللبناني يستطيع ان يحل مشكلته بالمال».
وردا على سؤال عن مصادفته لبنانيين آخرين في السجن، قال: «ممنوع ان يوضع أكثر من لبناني واحد في الزنزانة. يوزعونهم ويفرقونهم. كان معي اكراد وسعوديان يعملان مدرسين وعراقيون واتراك. السعوديان كانا يزوران دمشق للسياحة. وقد اوقفا منذ عامين ربما. وهما يعاملان بطريقة سيئة فقد ركّبت لهم الاجهزة السورية ألف تهمة. اما الاتراك فكانت تهمتهم الانتماء الى القاعدة. والغريب ان معاملتهم من جانب ادارة السجن جيدة جدا. احدهم اسمه عبد الله، كان يطلب كل يوم طعاما معينا فيتم اعداده لأجله. وكان يفرض من يريد معه في الزنزانة، فيطرد من يشاء ويلبى طلبه. في غرفة التحقيق شاهدت صورا للرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله».
اطلاق سراح الرجل استوجب من اهله الوصول الى أحد نواب حزب الله في بيروت. رحب بهم النائب لكنه لم يساهم في المسألة. بعد البحث وصل الاهل الى الشيخ عبد السلام الحراش، الذي بادر الى الاتصال بأحد المسؤولين الامنيين في دمشق، وتوجه شقيق الموقوف الى دمشق حاملا هدية بـ1500 ليرة سورية فقط وقابل المسؤول، وعاد برفقة أخيه مع نصيحة بالاستحصال على «امر مهمة» لتسهيل الدخول وانجاز الاعمال على الاراضي السورية، وهكذا كان. خارج سجن الأمن المركزي باحة يمنع على سيارات العامة دخولها. قال الرجل انه شاهد سيارات كثيرة أغلبها من الطراز الفخم بلوحات تسجيل لبنانية يأكلها الغبار، وذلك عندما عبرها ليغادر بعد اطلاق سراحه.
* العريضة: حدود سياحية ودولية
* العريضة نقطة حدود من نوع آخر، او هي بتعبير آخر الحدود الدولية التي يغلب عليها الطابع السياحي ولا يعبرها الا المتوجهون الى الساحل السوري للسياحة في اللاذقية وطرطوس، او الذين يرغبون بالوصول الى تركيا، ومنها الى اوروبا. يقول مرافقنا: «التهريب هنا خفيف جدا. الزخم يبقى للعبودية ووادي خالد. العريضة لها مواسمها. تزدحم السيارات على المعبر خلال العطل والاعياد، لاسيما خلال فصل الصيف». بالفعل الهدوء الذي يسود يدفع الامنيين الى الملل. يقترب منا احدهم وقبل ان نبحث عن تبرير لسبب وجودنا في المكان يبادرنا بالسؤال اذا كنا نرغب ببيع السيارة التي نستقلها.
نفهم ان العريضة هي بوابة ساحلية غير تجارية لا تعبرها الشاحنات الا قليلا. باصات السياحة والسيارات العادية تشكل النسبة الاكبر. الهدوء يعم ايضا الجهة السورية التي تبدو سكنية أكثر منها حدودية.
* العلاقات بين ضفتي النهر
* شاب لبناني من المنطقة الحدودية متزوج من فتاة سورية قال ان «حركة الدخول السوري الى لبنان من معبر العبودية لم تتأثر بالاحداث التي وترت العلاقات بين البلدين. وان شابها الحذر احيانا». ويضيف: «الشعب السوري يعرف ان قلة في لبنان قد تتعرض له، لاسيما السنة من السوريين. هؤلاء قد يعلنون ولاءهم للنظام. وقد يشتمون علنا جماعة 14 آذار اذا شاهدوهم على التلفزيون عندما يشترون شيئا من الدكان. لكن في المجالس العائلية الخاصة التي تجمع بالزواج العائلات اللبنانية والسورية، وهي كثيرة في عكار والشمال عموما، يدور الحديث همسا عن اعجابهم بسعد الحريري وبوالده الراحل. نحو 80 بالمائة منهم يؤيدون سرا آل الحريري. لكن من يجرؤ في سورية على رفع رأسه؟ يولدون من بطن امهاتهم خائفين».
في المنطقة الحدودية الممتدة بين العبودية والعريضة، الاكثرية سنة والاقلية علوية. ولم تتأثر موازين القوى بينهم بما حصل بين التبانة وجبل محسن. ولم تغادر اي عائلة علوية الى سورية.
المشهد على النهر الكبير الجنوبي هو غيره عند نقطة الحدود. النهر يفصل بين منازل اللبنانيين المطلة عليه وكوخ للهجانة السورية يرفرف فوقه العلم السوري. اولاد العائلة اللبنانية يسبحون في المياه او يصطادون السمك. تقول الوالدة عواطف: «نعيش بهدوء هنا. حيث يقف ابني في الماء هي الحدود السورية. يسمحون للاولاد باللعب. اما الكبار فممنوع اقترابهم». وتضيف: «الاحوال المعيشية صعبة، وزوجي يعمل في البلاط». لكن عددا من الغالونات في زاوية المكان تثير انتباهنا. كذلك الرجل الذي يقترب منا. هو ابراهيم شقيق الزوج. يسأل عن الصحيفة التي نعمل فيها، فيرتاح الينا على ما يبدو ويسترسل في الكلام. يقول: «هنا لا لزوم لترسيم الحدود. كل شيء واضح. النهر رسّم الحدود ولا يحق للجانب الآخر التشكيك بها. نحن لا مشاكل لدينا بهذا الخصوص. أما في وادي خالد فالأرض متداخلة». لا ينفي الرجل ان تهريب المازوت هو جزء من عمله.
ماذا عن الاسلحة؟ يجيب: «الاسلحة محسوبيات، هي للمناطق العلوية فقط. أما نحن فإذا حصل واقتربنا اكثر مما يجب خطوة واحدة يأتون فورا ويحققون معنا وقد يأخذوننا. هنا حدودنا».
لا يخفي ابراهيم ولاءه لتيار الحريري. يقول: «انتخبنا بيت الحريري بالدم. لكن عتبنا كبير عليه. صحيح اننا سنعود وننتخبه عندما نتذكر ما حل بهذا البيت. لكن على سعد ان يهتم أكثر بالمنطقة وأن يسلم امورها الى المخلصين وليس الذين يستفيدون على كل ميل وكيفما دارت الدفة. المساعدات التي يرسلها لا تصل الا الى المحاسيب». ويضيف: «نحن مستفيدون من سورية أكثر مما نستفيد من لبنان، نشتري المواد المهربة من العلويين لنتاجر بها او نستخدمها في مصالحنا».
يتذكر الرجل كيف حاولت المخابرات السورية ارغامه واشقائه على المشاركة في مظاهرة 8 آذار، التي دعا اليها حزب الله لشكر سورية على وجودها في لبنان». يقول: «كان دم الرئيس رفيق الحريري لا يزال ساخنا. جاءنا مسؤول المخابرات ليرغمنا على المشاركة في بيروت مع حزب الله. رفضنا. قال لهم أخي: لن اتظاهر ضد ابناء ملتي. امسكوه وسجنوه وضربوه، وقرروا تسليمه الى مسؤول المنطقة آنذاك نبيل حميش. تابعنا حركتهم. لم نحاول اقتحام المفرزة. انتظرنا حتى اخذوه بالسيارة. حينها اعترضناهم وقطعنا عليهم الطريق الى حلبا، عند مدخل القرية. كنا ثلاثة اشقاء ومعنا زوجة أخي عواطف. لم نكن مسلحين الا اننا تمكنا من ايقاف السيارة. اطلقوا علينا النار لكن الاعمار بيد الله. استولينا على اسلحتهم وحررنا اخي الذي كان في صندوق السيارة معصوب العينين ومقيد اليدين، ثم قيدناهم ووضعناهم في الصندوق، وعدنا ادراجنا. في اليوم التالي جاءت عناصر الأمن الداخلي اللبنانيون يريدون مصادرة الاسلحة التي استولينا عليها».
* الحدود أيام زمان
* فؤاد موسى البالغ من العمر نحو سبعين عاما، يتذكر العبودية قبل تولي حزب البعث الحكم، فيقول: «قبل نظام البعث لم نكن نشعر بالحدود. كنا نتناول الغذاء عندما نريد في حمص ونشتري البطيخ من حماه. ندفع ليرة سورية واحدة ونعبر. لا أحد يوقفنا. لم يكن هناك مطلوبون لأسباب سياسية او موقوفون نتيجة تشابه في الاسماء وما الى ذلك من مصطلحات تجعل الدخول الى الاراضي السورية مغامرة تقود الى المجهول في بعض الاحيان. «الهجانة» او حرس الحدود من الجهة السورية، كانت مهمتهم تقتصر على ضبط تهريب الغنم. احيانا كانوا يتمكنون من وقف التهريب. واحيانا أخرى كان يتم تبادل إطلاق نار. وقد يصار الى تسوية الامر بدفع خمسين ليرة سورية ويتغاضى شباب الهجانة عن المهربين».
* الموز الصومالي
* للموز الصومالي حكاية خاصة مع التهريب في الماضي، عندما كان استيراده مسموحا به في لبنان، كان يهرب الى سورية. لكن الدولة اللبنانية منعت استيراده لمصلحة الموز المحلي. كانت النتيجة ان السوريين فتحوا باب الاستيراد. واليوم يصل الموز الصومالي الى شواطئ اللاذقية وطرطوس ويدخل لبنان في شاحنات تضع حمولتها في سوق الخضر في طرابلس، ليصار الى توضيبها ونقلها الى بيروت وتوزيعها، فتباع في المحال وعلى العربات الجوالة ولا أحد يسأل، ولا أحد يفسر لماذا منع استيراد الموز وكيف يباع في كل لبنان بعلانية وبأسعار بخسة، فالكيلو لا يصل ثمنه الى دولار واحد.
* الترابة
* مقابل المازوت الذي يهرب من سورية الى لبنان، تنشط عملية تهريب الترابة من لبنان الى سورية. في منطقة البقيعة بعد قرى مشتى حسن ومشتى حمود في وادي خالد سوق ناشط. العمل يتواصل ليلا ونهارا وعلى اعين الجميع. الشاحنات تملأ حمولتها وتتوجه الى النهر، تفرغ حمولتها في مستودعات موجودة هناك وبعد ذلك تبدأ عملية عبور النهر على ظهور الحمير.
حتى تعرف معابر التهريب في منطقة وادي خالد يكفي ان تلحق شاحنة محملة بهذه المادة، فتصل الى ضفة النهر. هناك معقل حركة التهريب، وآليته ظاهرة للعيان. كالعادة سيارة مرسيدس مفيمّة (زجاج داكن) يقودها «الباشا» او الشخص المسؤول عن الشاحنات التي تسير خلف السيارة. مهمة الباشا تأمين وصول الشاحنات الى حيث يجب، لا يتدخل الا عند اللزوم. يكتفي بأن يراقب، لاسيما ان عمليات التهريب تتم بالاتفاق مع دوريات الجمارك. يعرف الباشا حركة الدوريات في المركز. عادة لا يحصل ما ليس في الحسبان. اما اذا حصل وتغيرت الدورية من دون سابق انذار، عندها يكفي اتصال مع المرجع. فكل مسؤول عن التهريب لديه مرجع عال في طرابلس او بيروت. واذا ازعجته الدورية يدخل الكبار على الخط.
اما في الاحوال العادية فيقترب الباشا بسيارته وخلفه الشاحنات المحملة بالمواد والسلع المعدة للتهريب، يخرج رجل الجمارك من المقر يقبض «المعلوم» ويدير ظهره ويبدأ بعدّ النقود وكأن شيئا لم يكن. قد تقترب السيارة من عناصر الجمارك الجالسين خارج المركز. يدخل احدهم السيارة الى جانب السائق ويأخذ المعلوم ثم يعود الى مكانه.
بعد ذلك تواصل الشاحنات تقدمها في طرق فرعية بعد مشتى حسن ومشتى حمود في وادي خالد. اشهر الطرق التي تؤدي الى التهريب عبر النهر هي معبر شهيرة والناعورة والبترون، معظمها ترابي غير معبد. تجتاحها الدراجات النارية. التوغل العشوائي فيها قد لا تحمد عقباه. هذا ما قاله لنا سائق دراجة نارية. سرعان ما نكتشف ان راكبي الدراجات النارية هم سوريون.
واضاف: «ماذا تفعلون هنا؟ المخابرات تملأ المكان». لا لزوم للسؤال عن جنسية المخابرات. فالنهر لا يشكل عائقا من دون اجتياز الامتار القليلة الفاصلة بين البلدين. الجسر الخشبي الصغير يقود الى القرية السورية المواجهة. ونضوب مياه النهر تساعد العابرين. ومركز الهجانة المقابل يخلو نهارا من الحراس. بطاقة العبور الى ضفة النهر كانت لهجة مرافقنا السوري. سأل سائق الدراجة عن ممدوح، وهو أحد المهربين المشهورين. ثم كلف فتى بالذهاب الى بيته على الضفة الاخرى للنهر ليناديه. يعود الفتى ادارجه ويخبرنا انه نائم. زوجته قالت انه كان يعمل طوال الليل. نتذكر ان المهربين ينامون نهارا.
* عدة الشغل
* يقول لنا ابو حيان وهو مهرب دراجات سوري ان «المهرب مثل الحرامي، احيانا يتعرض لنا عناصر المخابرات والهجانة ويلحقون بنا الاذى. لكن عندما يأكلون (اي يقبضون المعلوم) يمشي الحال». يضيف: «انا شغلتي موتور (اي تهريب الدراجات النارية) اشتريها من عكار بـ300 دولار وابيعها بـ400 دولار، اي بعشرين الف ليرة سورية. اربح الف ليرة (20 دولارا) اهرّب اسبوعيا اربعة او خمسة موتورات واحصل رزقي. اذا كمشوني بينخرب بيتي. ادفع مائة الف ليرة سورية لإجراء مصالحة وقد اسجن لمدة تتراوح بين ستة أعوام الى 12 عاما. القوانين الجديدة الغت السجن العرفي وحددت مدة عقوبة التهريب». الدراجات من الصنف الذي يهربه ابو حيان، ثمن الواحدة منها رسميا في السوق السورية مائة الف ليرة سورية اي الفي دولار. اما مسألة المستندات والوثائق العائدة لها فهي ثانوية، لأن استخدامها يكون من قبل المزارعين في عمق الريف. الوقوف على ارض لبنانية مقابل الارض السورية يسمح لنا بـ«اصطياد» العابرين. بعضهم يسترسل في الكلام والبعض الآخر يتحفظ. احد المتحفظين كان قد عبر امامنا حاملا عدة الشغل، بعض الحبال والاكياس. يقول: «انا اعبر من هنا لأعمل في الزراعة». ينفي اي صلة له بالتهريب، مع الاشارة الى انه دخل الاراضي اللبنانية عبر حدود غير شرعية. يشير الى مركز الهجانة المقابل ويضيف: «انهم بالمرصاد وكذلك المخابرات». لكن سرعان ما لحق به ابنه على حمار مزود بخرج واسع. يشير احد الفتية الى ان الصغير سيحمل الحمار شواليّ ترابة ويعود ادراجه. يغضب الرجل من الفتى ويستدرك فيوضح ان ضيق الاحوال المعيشية يدفعه الى نقل الشوالات، سواء على ظهره او على «الكديش» ويضيف: «نحن نريد ان نعيش لماذا تريدون تصويرنا وكأننا عصابات خطيرة؟».
الكديش او الحمار، ثمنه عشرة آلاف ليرة سورية اي مائتي دولار. هو وسيلة التهريب الفضلى. «الكدش» (الحمير) تأتي في الغالب من الجهة السورية. من لبنان لا يذهب احد باتجاه الحدود السورية، التحميل يتم على الاراضي اللبنانية. ممدوح النائم نهارا يملك مائة حمار. لا يرضى يوميته اقل من الفي دولار. كل حمار يعبر النهر عشر مرات يوميا. ويحمل كل مرة شوالين، ويقبض بدل نقل كل شوال دولارا واحدا. اما خالد العاشور فقد تمكن من ريع ثلاثة حمير ان يشتري سيارة بعشرين ألف دولار. يضيف مرافقنا ان خالد يدلل حميره الثلاثة ويغسلها بالشامبو المستورد. والحمير تستحق هذا الدلال فهي تجيد مهنتها وقد تقوم بالمهمة وحدها من دون صاحبها. نراها عند الجهة الاخرى وهي تسير مجموعات، ليعبر كل منها بعد ذلك بمفرده. وتعود محملة بشوالات الترابة وأصحابها يراقبون عملية التحميل التي يتولاها اولاد مقابل دولار للشوال. الحديث عن الترابة والمازوت والدراجات والادوات الكهربائية عادي لا خوف منه. يقول ابو رزوق: «الناس هنا يلعبون بالمال لعبا. كله مال تهريب. انتم بحاجة الى المازوت ونحن بحاجة الى الباطون، اذا لم يهرب الناس على الجهتين يموتون من الجوع».

 

 


   

رد مع اقتباس