عرض مشاركة واحدة

قديم 11-04-09, 04:59 PM

  رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

الحشود السورية في الجبال الشرقية أضخم منها على جبهة الجولان (الحلقة الرابعة)
«الشرق الأوسط» على الحدود اللبنانية ـ السورية: حالة «استيطان» سوري في البقاع الغربي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالزراعة المحررة في منطقة راشيا («الشرق الاوسط»)نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةقلعة مهجورة في دير العشاير («الشرق الاوسط»)
بيروت: سناء الجاك
أراض لبنانية ممنوعة على اللبنانيين
* يقول كامل من بلدة كوكبا البقاعية: «على الحدود اللبنانية في الجهة الغربية لسلسلة جبال لبنان الشرقية اراض ٍ زراعية وحرجية. والسوريون يستفيدون منها ويمنعون اصحابها اللبنانيين من الاقتراب منها. وحدهم الرعاة يقتربون ولكن على مساحة كيلومتر واحد فقط لا غير، مع الاشارة الى ان لا مرعى آخر لديهم». ويعتبر ان «قضم الاراضي يهدف الى إيجاد حالة اشكالية حدودية في موضوع الترسيم. الهدف هو التسبب بتوتر ومشكلات. والاهم ان السلسلة الشرقية في الحساب السوري هو مقلب المياه. التوغل داخل الاراضي اللبنانية يسمح باستخدام المياه الجوفية اللبنانية لمصلحتهم. لدينا ثروة مائية كبيرة. استراتيجيا من يأخذ التلال هو المسيطر ما يسمح باستهداف لبنان. الحشود السورية الموجودة على السلسلة الشرقية هي اكبر من الحشود على جبهة الجولان. هذه السلسلة عرضة في اي وقت من الاوقات للتدخل السوري. عملية حفر الخنادق قائمة على قدم وساق. وكذلك الممرات. كذلك توجد تعزيزات واعادة تأهيل للخنادق القديمة الموجودة. كما ان هناك مجموعات مسلحة في الجبل. لا احد يعرف اذا كانت من عناصر الجيش السوري».
ويضيف: «الجيش اللبناني ليس لديه الا حواجز ثابتة. هناك فقط اربعة او خمسة حواجز للجيش على امتداد الحدود من راشيا الى دير العشاير. لا يمكن لوم الجيش اللبناني. القائد الحالي للقوة نشيط وهو يتابع الاوضاع على الارض. لكن لا يوجد قرار مركزي لطرح هذه التجاوزات. في السابق كان قائد اللواء محسوبا على حزب الله. وكان يعمل وفق اجندة الحزب».
اما الاعلامي عارف مغامس فيوضح أنه «بعد انسحاب القوات السورية من لبنان إنفاذاً للقرار الدولي (1559) في ربيع عام 2000، ورغم الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة وبعض الدول العربية الصديقة لترسيم الحدود بين لبنان وسورية، لا تزال القوات العسكرية السورية تتخذ لها مواقع عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، بعمق حوالي خمسة كيلومترات مربعة ضمن نطاق أراضي بلدة كفرقوق في قضاء راشيا وعلى امتداد طولي مساحته أكثر من 30 كيلومترا. تركز تموضع هذه القوات في المنطقة المسماة «دورات منقع التفاحة» وصولاً إلى أراضٍ تدعى «خربة مشمشة» شمال شرق كفرقوق و«مراح الحيط» و«مراح البيدر» شرقاً. هذا الواقع يعيشه أصحاب الأراضي، وتؤكده المراجع الرسمية والمصادر الأمنية».
ويضيف: «لم تقتصر عملية قضم الأراضي على القوات العسكرية السورية، إنما هناك هيمنة سورية من نوع آخر تتمثل باجتياح آلاف القطعان من الماشية لمساحات زراعية وحرجية في هذه المنطقة. العديد من رعاة الماشية اللبنانيين يتحدثون عن مضايقات من قبل العناصر العسكرية السورية التي تسيّر أحياناً دوريات في أماكن وجود الرعاة اللبنانيين. كما أن مأموري الأحراج السوريين يعترضون الرعاة اللبنانيين بحجة أن هذه الأراضي حدودية وتقع تحت السيطرة السورية». الا أن أخطر ما في هذا التمدد السوري كما يشير مغامس، فهو «أن أكثر من عشر وحدات سكنية جديدة تم استحداثها ضمن الأراضي اللبنانية، ويشغلها ضباط سوريون أثناء الخدمة الفعلية في هذا القطاع ، فضلا عن غرف قديمة يعود تاريخ تشييدها إلى أكثر من 15 عاماً. ويتم استخدام بعض هذه الوحدات السكنية كنقطة التقاء وتواصل بين ضباط من المخابرات السورية وجهات لبنانية موالية للنظام السوري. ففيها تعقد اجتماعات مع أشخاص من المنطقة كانت تربطهم علاقة بالمخابرات السورية قبل انسحابها من راشيا والبقاع الغربي». كفرقوق: البطاطا المحررة
* لكن الاعتداء على الارض والتجاوزات لا يلغيان ان المنطقة بدأت «تتنفس» منذ خروج الجيش السوري. مشهد زراعة البطاطا في سهل كفرقوق رائع يبشر بالخير. يقول بسام قماش بولطيف: «بعد اغتراب استمر 18 عاما عدت الى لبنان لأنني احب الزراعة. والبطاطا التي ينتجها هذا السهل معروفة ليس فقط في لبنان وانما في الخليج». سهل كفرقوق له خصوصية فهو يتحول الى بحيرة كل ثماني سنوات، عندما تطوف ينابيعه، لذا هو متميز بتربته. اثناء الوجود السوري لم يكن السكان يجرؤون على زراعة السهل. يشير بسام بيده الى مكان قريب، ويقول: «هنا كان المطبخ السوري الذي يتولى اطعام ثلاثة الاف جندي موجودين في المنطقة حولنا. لم يكن الاهالي يجرؤون على ترك اي شيء خارج المنزل. يسرق في لحظة. ولم يكونوا يستطيعون زراعة السهل. كان الجنود السوريون يشاركون الفلاحين محاصيلهم. يسرقون المازوت وبطاريات للآليات الزراعية والبطاطا. واذا خطر لهم يسمحون لنا بالعمل او يمنعونا عندما يرغبون. الموقع السوري كان يتمول من السهل. كانوا يفرضون الخوات والضرائب. حتى في عز نفوذهم لم تكن القاعدة الشعبية تؤيدهم».
حسان الحسنية يوافق بسام ويضيف: «باختصار كانت زراعة الارض ممنوعة في ايامهم. وحتى يومنا هذا لدينا اراضٍ نعرف انها موجودة ولا نعرف ما الحل بها. يجب ان نسير ساعتين في الجبل لنصل اليها. لكن ممنوع ان نقصدها وهي أرض لبنانية مائة في المائة. عندما كان الجيش السوري هنا كانت هناك فئة قليلة من اللبنانيين مسموح لها ان تصل الى هذه الاراضي، هي فئة المهربين. في تلك الفترة كانوا يهربون السلاح على البغال». هل توقف التهريب حاليا؟ يجيب حسان: «اذا عبرت مجموعة الجبل في الليل من يراها؟ على كل التهريب الأكبر يتم عبر الحدود الاساسية وبتواطؤ كبير. اما بشأن المهربين الصغار، فهم يعملون عدة أيام ، عندما يلقى القبض عليهم، يدفعون مبلغا معينا. ثم يخرجون. في الليل تنشط الحركة».
ويضيف: «المشكلة الكبرى هي ارضنا. وخوفنا نابع من تمركز جماعات من الجيش السوري والمنظمات الفلسطينية التابعة للقيادة السورية، وكذلك ارساء قواعد اصولية متطرفة بغطاء سوري على هذه الارض. الجيش اللبناني لا يملك كثافة او نقاط مراقبة لحماية الجبال».
السوريون يسحبون المياه الجوفية اللبنانية
* المحطة الثانية من الجولة يفترض ان تقودنا الى بلدة دير العشاير. يتطلب الوصول اليها اجتياز آخر حاجز للجيش اللبناني في المنطقة. ينصحني مرافقي باخفاء الكاميرا وايضا اخفاء هويتي الصحافية. ما ان نعبر الحاجز ونجتاز اول منعطف في الطريق الجبلية حتى نطل على وادٍ تجتاحه آليات سورية. هو الموقع السوري ضمن الاراضي اللبنانية. اراض لبنانية لا خلاف على ترسيمها ولا سبب معلنا لوجود موقع عسكري سوري عليها. لكن السبب غير المعلن ظاهر للعيان. حفارتان كبيرتان تنتصبان في المكان وتحفران وصولا الى المياه الجوفية. يقول عارف مغامس: «استقدمت القوات السورية المتمركزة غرب دير العشاير في قضاء راشيا حفارات من نوع «روتاري» كبيرة الحجم، تموضعت في السهل الغربي للدير في منطقة بوابات الحور والنقرة وهي أراض لبنانية ممسوحة ومملوكة لآل العريان ونصر والقنطار وأيوب. وهي تقع في منطقة محمية من الموقع العسكري السوري الموجود غرب الدير، ضمن الأراضي اللبنانية. وتقوم تلك الآليات بحفر ثلاث آبار إرتوازية لجر المياه إلى العاصمة السورية دمشق وبعض القرى الواقعة على الحدود مع لبنان لجهة السلسلة الشرقية». وأشار الى أن هذه الحفارات الضخمة باستطاعتها أن تستخرج المياه على عمق 1500 متر.
لفت أحد أبناء البلدة، ممن يمتلكون أراض زراعية في تلك المنطقة، إلى أن «جر المياه إلى الأراضي السورية بهذه الكميات وبهذه الطريقة يؤثر بشكل سلبي على مخزون البلدة وعلى مياهها الجوفية وعلى الآبار الارتوازية الخاصة بالبلدة والتي تستخدم في ري أراضي الدير الزراعية وفي تأمين مياه الشفة، ويؤثر بشكل واسع على مخزون المنطقة خاصة تلك القرى الواقعة بمحاذاة السلسلة الشرقية والمجاورة لدير العشاير». نعلم أن القوات السورية كانت قد منعت قبل أشهر، مواطنين لبنانيين من منطقة دير العشاير ومن خارج الدير من حفر آبار ارتوازية في أراضيهم الزراعية بحجة أنها أراض متنازع عليها وهي نقاط مراقبة ورصد تشرف على المواقع العسكرية السورية في جبل الدير. أكدت مصادر أمنية لبنانية أن أعمال الحفر تنفذها وزارة الري السورية داخل الأراضي اللبنانية في منطقة «قبية» الواقعة في نطاق أراضي دير العشاير في قضاء راشيا. وهي شارفت نهاية المرحلة الأولى من حفر بئرين ارتوازيين بواسطة حفارات من نوع «روتاري» العملاقة، حيث استقدمت إلى تلك المنطقة آليات ورافعات تقطر قساطل «قمصان» ضخمة. وباشرت الفرق الفنية بتغليف إحدى هاتين البئرين فيما أعمال الحفر مستمرة خاصة في ساعات الليل في البئر الأخرى. وفي الوقت نفسه تعمل حفارات أخرى على مد قساطل وأنابيب داخل الأراضي السورية المتاخمة للحدود مع لبنان في تلك المنطقة حيث أنهت قسماً كبيراً من تحضير تلك المنشآت، لوصلها بالآبار المحفورة داخل الأراضي اللبنانية. ولفتت تلك المصادر إلى أن البئر الثالثة المحفورة داخل الموقع السوري الذي يقع بعمق حوالي مائتي متر ضمن نطاق الأراضي اللبنانية خضعت لتجربة ضخ المياه على مدى 72 ساعة متواصلة، حيث قدرت نسبة المياه بما يقارب 12 إنشاً. كما أشارت الى أن أعمال الحفر تتم بحماية القوات السورية المتموضعة في تلك النقطة، حيث لوحظ تقدم ملالتين سوريتين بمحاذاة الطريق الرئيسية التي تربط دير العشاير بمنطقة راشيا، عبر ينطا.
وعلى الرغم من الإحتجاج العارم الذي أبداه سكان دير العشاير قبل شهر على سرقة المياه الجوفية إلا أن السلطات السورية لم تلتزم بوقف الأعمال، وكان الوزير وائل أبوفاعور قد أثار الموضوع في جلسة سابقة لمجلس الوزراء بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة حيث أبديا اهتماماً كبيراً وتم استدعاء رئيس المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري ووضع في أجواء ما يجري في دير العشاير من انتهاكات للأراضي اللبنانية وكلف بمتابعة الموضوع حيث طلب الأخير من السلطات السورية وقف الأعمال، إلا أن خوري لم يرسل أية جهة للتحقق من وقف تلك الانتهاكات الواضحة ما دفع بالوزير أبوفاعور والنواب جمال الجراح وأنطوان سعد على إبداء خشيتهم وقلقهم مما يحدث في تلك المنطقة خاصة أن أصحاب الأراضي الزراعية من أبناء دي العشاير تخوفوا من تداعيات سرقة المياه الجوفية وناشدوا نواب المنطقة والجهات المعنية التحرك الفوري من أجل سحب تلك الحفارات من داخل الأراضي اللبنانية، وبالتالي وقف تركيب المنشآت التي من شأنها أن تجر المياه إلى القرى السورية المجاورة وإلى دمشق.
توقف عمل الحفارات لأسبوعين، الا انه انطلق من جديد. كانت الحفارات تعمل في الليل وتتوقف في النهار. ثم وصلوا الى مرحلة تغليف الآبار. وانشئ خزان ضخم لتجميع مياه دير العشائر في منطقة رفلة السورية التي تبعد نحو كيلومتر واحد عن دمشق. هم يريدون سحب المياه لتغذية دمشق.
حلوى: معقل الوجود الفلسطيني خارج المخيمات
* «هنا قتل مساح أراضٍ مدني برصاص عناصر الجبهة الشعبية»، يقول مرافقي مشيرا الى التلال المحيطة بقرية حلوى التي لا تبعد اكثر من كيلومترين اثنين عن منطقة ريف دمشق. ويضيف: «كان ذلك قبل ما يقارب العامين. بعد ذلك تعرضت دورية للجيش الى اطلاق نار». حلوى تقع ضمن شبه دائرة من الاراضي السورية. هي اراضٍ لبنانية داخل الاراضي السورية. هكذا يصفها الاهالي. على فكرة لا يمكن ان تحدد الاراضي اذا كانت سورية او تحت سيطرة سورية. الالتباس موجود على امتداد الحدود للسلسلة الشرقية. يقول عمار: «كان ظهور عناصر فتح الانتفاضة في حلوى يقتصر على اثنين او ثلاثة رجال. مع التوتر اثر اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري اعدادا كبيرة. قبل حوالي الشهرين انسحبوا وتسلم الجيش اللبناني مكانهم. أهل حلوى تركوها. سكانها لا يتجاوزون الخمسين شخصا حاليا. في الاساس كانت مركزا للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة. وفيها اقام فيها رئيس حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان حتى حان أوان «بيعه» فعقد السوريون صفقتهم المعروفة وسلموه الى الاتراك». ويضيف: «حلوى ممسوكة من السوريين. يرسلون اليها فتح الانتفاضة او فتح الاسلام عندما يشاؤون. أحيانا تكون الاوضاع هادئة، لكن لحظة واحدة تكفي ليطلعوا علينا من بين الصخور، او ينزلون من قلعة إدريس. المفارقة ان عناصر حاجز الجيش اللبناني عند مدخل البلدة يقولون للعابرين: عندما تجتازون الحاجز لا نستطيع ان نحميكم. عليكم ان تعتبروا انكم غادرتم الاراضي اللبنانية. والمؤسف ان اراضي حلوى هي استراتيجية لأنها الاعلى في المنطقة وهي بيد فتح الانتفاضة وستبقى كذلك الى ان يتم ترسيم الحدود».
«قواعد الفلسطينيين هادئة هذه الايام». يقول عارف مغامس إن «عناصر فتح الانتفاضة التي يتزعمها أبوموسى أخلت، قبل حوالي الشهر، موقع البلايط ـ وادي الحيايا، والذي شغلته على مدى عشرات السنين في المنطقة الواقعة بين بلدتي ينطا وحلوى في قضاء راشيا. وهذا الموقع يبعد حوالي 300 متر عن الطريق الرئيسية بين البلدتين، في منطقة شبه جبلية على أطراف بلدة ينطا وفي عمق أراضيها الزراعية».
ويضيف: «علمنا أن أقل من عشرين عنصراً تابعاً لفتح الانتفاضة أخلوا الموقع في تلك المنطقة وذهبوا باتجاه حلوى وقلعة إدريس، حيث تنتشر عشرات المواقع الفلسطينية الموالية للنظام السوري، والتي تتخذ من المراكز التي كان يشغلها حزب العمال الكردستاني مواقع لها في الأنفاق وبين الصخور وخلف الدشم».
وكانت وحدات الجيش اللبناني المنتشرة بالقرب من موقع البلايط قد دمرت الموقع الفلسطيني وهدمت غرفه بعد أن انسحبت العناصر الفلسطينية منه، وذلك من دون أن تتموضع في المكان، لكنها أقفلت الممرات التي تؤدي إلى ذلك الموقع.
المصادر الامنية ترجح أن سبب الانسحاب قد يعود إلى صعوبة الاتصال بين هذا الموقع الوحيد الذي يبتعد نسبياً عن نطاق النفوذ الفلسطيني في المنطقة. كما ان مواقع الجيش اللبناني ومدفعيته ودباباته المنتشرة في وادي الحيايا وفي منطقة الخزان بالقرب من بلدة ينطا، تشرف على الموقع بشكل مباشر. وهذا الامر شكل صعوبة في التواصل الميداني مع هذا الموقع من الناحية اللوجستية والعسكرية وحتى التموينية. وكانت فتح الانتفاضة قد أخلت مواقعها المنتشرة في منطقة الوادي الأسود، الواقع بين ينطا وعيثا الفخار بتاريخ 5 ـ 4 ـ 2008، بعد أن دمرت الغرف والمراكز التي كانت تشغلها في الوادي. والتحقت حينها بمواقعها في قلعة إدريس وحلوى، حيث تتابع تدريباتها العسكرية في المواقع التي تنتشر فيها القلاع الصخرية والدشم فضلاً عن السراديب التي كان قد دشمها واتخذها رئيس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان مقرا له قبل أن تعتقله المخابرات السورية وتسلمه للحكومة التركية. بالمقابل لفتت المصادر الامنية إلى «أن عملية إخلاء الموقع تزامنت مع تعزيزات قامت بها التنظيمات الفلسطينية الموالية للنظام السوري للمواقع القتالية المنتشرة بين الصخور وفي القلاع والتلال، والتي تتصل مباشرة بالأراضي السورية في وادي القرن ووادي بكا وقلعة إدريس ومواقع الأكراد قرب حلوى، حيث تزودت تلك المواقع خلال الأسابيع الماضية بالمزيد من العتاد والأسلحة والتموين، ودفعت بمقاتلين جدد إلى تلك المنطقة». وأشارت تلك المصادر إلى وجود دورات تدريبية مفتوحة في تلك المواقع، خاصة في وادي القرن.
يقول مغامس: «ابوعيسى، مسؤول فتح الانتفاضة، لا يزال في وادي بكا. وهناك انتشار للفيلق الرابع السوري على الحدود. كان الفيلق العاشر منتشرا في العام الماضي. دلالات هذا الامر هو تطمين حلفاء سورية. النظام السوري يعتبر ان البقاع له. لذا يعمد الى التهويل والضغط على الناس، لاسيما ان اتباعه يحتاجون الى دعم مادي ومعنوي. والتركة السورية تبحث عن الاطمئنان». الاطمئنان، كما يقول أهالي ينطا، «يترجم بالتدريبات العسكرية التي يتولاها الفلسطينيون لعناصر تابعة لبعض الأحزاب والتنظيمات اللبنانية الموالية لسورية . وهذه التدريبات لا تزال مستمرة، وأحيانا بوتيرة مكثفة. وهي تتم بإشراف قادة من فتح الانتفاضة ومن الضباط السوريين في منطقة حلوى وفي وادي بكا». ولفتت مصادر أمنية إلى إقدام عناصر من فتح الانتفاضة على زرع كميات كبيرة من الألغام المضادة للأفراد والدروع في محيط تلك المواقع تضاف إلى تلك المزروعة من قبل في بعض المناطق المشرفة على مواقعهم. كما لاحظت «أن تعزيزات جديدة هي عبارة عن بعض الآليات المدرعة تموضعت في وادي بكا قرب حلوى، خاصة في المواقع التي كان يشغلها سابقاً حزب العمال الكردستاني حيث تعمل فرق عسكرية فلسطينية وسورية على تدعيم تلك المواقع وتدشيمها، فضلاً عن تعزيزها بالعديد والعتاد. قلعة إدريس التي تحمل طابعا هندسيا عربيا تكشف كل ما يحيط بها. يقول الاهالي ان زعيم فتح الاسلام شاكر العبسي تدرب فيها. ويشيرون الى ان اساس وجود الجيش السوري كان ولا يزال على التلال المحيطة بحلوى. ويؤكدون انهم لم يغادروا المنطقة. بعد انسحاب الجيش السوري بقيت الفرق مرابطة في مكانها وكانت الامدادات تصل اليها في شاحنات عسكرية كتب عليها: «ريف دمشق». وقبل مغادرة «فتح الاسلام» موقعهم في سهل ينطا، كانت تدخل الشاحنات العسكرية السورية وتسلمهم حمولتها. باختصار حلوى هي احدى أهم الجزر الامنية ليس فقط في المنطقة وانما في لبنان. وحاليا 60% من أراضي حلوى تمت سيطرة سورية عليها. اما اراضي جديدة يابوس اللبنانية التي تقع بعد نقطة المصنع فقد قضمت شيئا فشيئا. وصادر السوريون الزفت (اي الطريق العام) وهم اليوم يستخدمون الغرف القديمة التي أنشئت للمراقبة في عمق الجبل، والتي استعملها المهربون لإخفاء السلاح والذخائر والسلع، كما انهم أحضروا آلات ضخمة وبدأوا يحفرون خنادق جديدة.

 

 


   

رد مع اقتباس