صالح يقبل المبادرة الخليجية
المبادرة الخليجية تقضي بتسليم صالح السلطة لنائبه خلال شهر
أعلن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن بزعامة الرئيس علي علي عبد الله صالح قبوله بالمبادرة الخليجية لانتقال السلطة في البلاد، فيما أعلنت المعارضة ترحيبا مشروطا بهذه المبادرة. ويأتي ذلك في وقت شهدت فيه مدن البلاد أكبر مظاهرات تطالب برحيله ترافقت مع عصيان مدني.
وقال المتحدث باسم الحزب الحاكم طارق الشامي لرويترز إن الحزب أبلغ وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي موافقته بالكامل على المبادرة الخليجية التي تنص على أن يسلم الرئيس صالح السلطة إلى نائب الرئيس بعد شهر من توقيع اتفاق مع قوى المعارضة وعلى منحه حصانة من المقاضاة.
وفي المقابل قال ائتلاف المعارضة على لسان زعيمه الحالي ياسين نعمان إنه يرحب بالمبادرة الخليجية، لكنها لن تشارك في حكومة وحدة وطنية.
وتصر المعارضة على أنها لن تقبل عنصرا محوريا في الخطة الخليجية، وهو منح صالح وأسرته حصانة من المقاضاة.
اتهامات صالح
تأتي هذه التطورات بعد ساعات من اتهام الرئيس اليمني المعارضة بجر البلاد إلى الحرب الأهلية.
وقال صالح اليوم يخاطب قادة أمنيين في الكلية الحربية في صنعاء "نحن حريصون على عدم إراقة الدم.. الذي تجرنا إليه أحزاب (اللقاء المشترك) ونعرف أن الحرب الأهلية لها عواقبها ليس على اليمن فقط بل على المنطقة".
ووصف صالح المعارضة بأنها مجموعة "محتالين ومجموعة لصوص"، يتلقون أموالا من جهات لم يسمها، وتحداها أن تصمد لأن حجمها حسب تعبيره لا يتعدى ساحة التغيير بجامعة صنعاء وبعض شوارع مدن اليمن.
وجدد صالح –الذي يحكم منذ 1978- استعداده لترك السلطة، لكن فقط عبر صناديق الاقتراع، ودعا الشباب المحتج إلى تشكيل حزب ليسمعوا صوتهم عبر الأطر الحزبية.
وأقرّ صالح بأن الشباب يحذون حذو شباب تونس ومصر -حيث أطاحت انتفاضتان شعبيتان بزين العابدين بن علي وحسني مبارك- لكنه اعتبر أن اليمن أمر مختلف.
نحو أربعة ملايين محتج خرجوا في "جمعة الفرصة الأخيرة"
فزّاعات
وتتهم المعارضة صالح باستعمال فزّاعات الحرب الأهلية والقاعدة والتمرد الحوثي والحراك الجنوبي –الذي يطالب باستقلال الجنوب- لتخويف دول المنطقة من حرب أهلية.
وكان صالح قد خطب الجمعة أمام أنصاره في شارع السبعين في صنعاء، وحذر من حرب أهلية، قال إن النظام لن ينجر إليها.
ويقول مراقبون إن انقسام الشارع اليمني هو ما يسمح للرئيس صالح بالمناورة في وجه الاحتجاجات الضخمة التي بدأت في فبراير/شباط الماضي.
عصيان واشتباكات
وغير بعيد عن ميدان السبعين كان مئات الألوف يتظاهرون أمس في شارع الستين (حيث تقرر نقل الاحتجاج بقرار من اللجنة التنظيمية للثورة السلمية) مطالبين برحيله فورا ومحاكمته هو وبقية المسؤولين عن سقوط ضحايا بين المحتجين.
وخرج في "جمعة الفرصة الأخيرة" نحو أربعة ملايين محتج، في 17 محافظة، في احتجاجات عُزّزت بعصيان مدني دعت إليه المعارضة وسجل اليوم استجابة واسعة.
وتحدثت رويترز عن إضراب نجح بـ90% في مدينة عدن بالجنوب، وهناك جرح اليوم محتجان بعيارات أطلقها جنود على شبان كانوا يعيقون حركة المرور.
محلات تجارية مغلقة بلحج استجابة لنداء العصيان المدني الذي وجهته المعارضة
كما تحدثت رويترز عن محالّ كثيرة أغلقت في تعز (ثالثة كبرى مدن اليمن) والحديدة على البحر الأحمر، وفي محافظتيْ أبين ولحج، حيث سجل في هذه الأخيرة -حسب مصدر طبي- مقتل شخص عصر اليوم في اشتباكات بين عناصر من الحرس الجمهوري ومسلحين من الحراك الجنوبي كانوا يحاصرون موقعا لهم في ضاحية الحد يافع.
وقال مصدر طبي في مستشفى المنطقة إن عبد السلام التركي نقل إلى المستشفى وهو جثة هامدة بعد أن أصيب بطلق ناري في الرأس.
وأفادت مصادر محلية للجزيرة نت أن الاشتباكات مستمرة بشكل متقطع منذ الخميس، وأن ضراوة الاشتباكات كانت مساء الجمعة حيث استخدم الحرس الجمهوري الأسلحة الثقيلة لمحاولة فك الحصار عن معسكره في جبل العر بضاحية الحد يافع.ولا يزال مسلحون يقودهم طاهر طماح -قائد كتائب سرو حمير التابعة للحراك الجنوبي- ومعهم مسلحون من قبائل يافع يحاصرون هذا المعسكر.
أما العاصمة صنعاء فلم تسجل فيها علامات تدل على استجابة كبيرة للعصيان الذي دعت إليه المعارضة كل سبت وأربعاء
الجزيرة نت