أفغانستان أطول حرب أميركية
الحرب في أفغانستان حصدت 499 أميركيا عام 2010 (أرشيف البسالة)
قال الكاتب الأميركي دويل مكمناص إن حرب أفغانستان التي وصفها بأنها "أطول حروبنا" لا تحظى بتأييد معظم الأميركيين، ولكن النخبة السياسية تشعر بالارتياح للمسار الذي ينتهجه الرئيس باراك أوباما وجنرالاته حتى 2014.ويمضي مكمناص بالقول في مقال بصحيفة لوس أنجلوس تايمز إن هذه الحرب التي تدخل عامها العاشر أسفرت عن مقتل 499 جنديا أميركيا عام 2010، ومن المتوقع أن تحصد المزيد من الأرواح عندما يبدأ "موسم القتال" في الربيع، وتبلغ الكلفة المالية نحو 300 مليون دولار يوميا.
واتفق الكاتب مع محتج رفع صوته أثناء جلسة استماع هذا الأسبوع لقائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ديفد بترايوس، حين قال إن "الشعب الأميركي لا يؤيد الحرب". وقال مكمناص إن مقولة المحتج صحيحة، مستشهدا باستطلاع للرأي أجرته هذا الأسبوع صحيفة واشنطن بوست يكشف زيادة عدد الذين يقولون إن الحرب ليست جديرة بالتكاليف حيث ارتفعت نسبتهم إلى 64%.
بترايوس: لم نعد نخسر الحرب ولكننا لم نكسبها بعد (أرشيف البسالة)
غير أن هذه الحرب –والكلام للكاتب- لا تعد القضية الأولى بالنسبة لمعظم الأميركيين، بل ما يهمهم الآن هو الاقتصاد، وبما أن معظم الجمهوريين يدعمون الحرب، وأن معظم الديمقراطيين لا يرغبون بتوجيه الانتقاد لرئيسهم، فقد تمت تسوية الأمور بين الحزبين بشأن هذه القضية.ونتيجة لذلك، يقول مكمانص، واجه بترايوس عددا قليلا من الأسئلة الصعبة في جلسة الاستماع، غير أن الإجابات -التي وصفها الجنرال نفسه بأنها واقعية- تستحق الانتباه.
فلدى سؤاله: هل نحن بصدد كسب الحرب في أفغانستان؟ يجيب بترايوس "لم نعد نخسر، ولكننا لم نكسب بعد".
وعن سحب عدد كبير من القوات هذا العام للإيفاء بوعد أوباما الذي يبدأ في يوليو/تموز، قال بترايوس إنه ما زال يعمل على "خيارات" لتقديمها لرؤسائه.
غير أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) علموا بأنه سيكون هناك انسحاب ولكنه ليس كبيرا، وينقل الكاتب عن بعضهم قولهم إنهم يعملون على اقتراحات لسحب آلاف قليلة من الجنود غير المقاتلين من أفغانستان تلبية لتعهد أوباما. كما أوضح بترايوس أن المشاركة الأميركية في أفغانستان من المرجح أن تمتد إلى ما هو أبعد من الفترة التي حددتها الولايات المتحدة الأميركية وهي 2014 لنقل الدور القيادي للقوات الأفغانية التي "تعد الآن مجهزة ومدربة".
ويشير الكاتب إلى أن تقرير بترايوس الذي عرضه في الجلسة يقدم أدلة إحصائية تفيد –على الصعيد العسكري- بأن الأمن يشهد تحسنا في معظم أرجاء أفغانستان.
ورغم أن بترايوس أقر بأن عام 2011 سيكون صعبا شأنه في ذلك شأن العام الماضي، فإنه أعرب عن أمله في أن حركة طالبان ستشهد انقساما، وأن عددا كبيرا سيميل إلى التفاوض مع حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي
الجزيرة نت