بريطانيا دربت فرق موت بنغالية
بريطانيا متهمة بتدريب القوة البنغالية للتدخل السريع المتهمة باغتيالات سياسية (رويترز)
قالت صحيفة غارديان إن البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي سربها موقع ويكيليكس كشفت أن ضباطا بريطانيين أشرفوا على تدريب قوة التدخل السريع البنغالية المتهمة بارتكاب مئات الاغتيالات السياسية في البلاد. تقول الصحيفة إن منظمات حقوق الإنسان تطلق على تلك القوات "فرق الموت الحكومية".
قوة التدخل السريع التي يعرف عنها استخدام التعذيب بصورة ممنهجة تلقت تدريبا بريطانيا في مجالي "تقنيات التحقيق" و"قواعد الالتحام والمواجهة".
تقول البرقيات إن تدريب قوة التدخل السريع كان ضمن برنامج الولايات المتحدة وبريطانيا لمكافحة ما يسمى الإرهاب في بنغلاديش.
خروقات لحقوق الانسان
إحدى البرقيات الصادرة من السفارة الأميركية في العاصمة البنغالية داكا قالت إن الولايات المتحدة أخبرت الحكومة البنغالية بوضوح أن قوة التدخل السريع قد ارتكبت خروقات رهيبة في مجال حقوق الإنسان بدون أن تتعرض للمساءلة.
ويتهم بعض ناشطي حقوق الإنسان قوة التدخل السريع بتنفيذ أكثر من ألف اغتيال سياسي، وعادة ما تصنف القوة تلك الحوادث على أنها قتل خطأ في تبادل لإطلاق النار.
تقول الصحيفة إن رئيس القوة كان اعترف في وقت سابق بأن عناصره قتلوا 622 شخصا بينما كانوا في حالة تبادل لإطلاق النار مع متمردين.
ضحايا يساريون
"
لا يوجد دليل واضح على أن الحكومة البريطانية قد وضعت في أولوياتها إعلام قوة التدخل السريع بوقف ممارساتها وإلا فإنها لن تتعاون معها
براد آدمز
"ويعتقد أن معظم المقتولين هم شباب من حملة الفكر اليساري أو في بعض الأحيان لصوص.
ممثل منظمة هيومان رايتس ووتش الأميركية في آسيا براد آدمز قال إن قوة التدخل السريع البنغالية هي فرقة اغتيالات على غرار فرق الموت التي عرفت في أميركا اللاتينية، ولكنها بلباس قوة لمكافحة الجريمة.
لكن الوثائق تبين أن كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا لا تمانعان تقوية قوة التدخل السريع، وتقول إحدى البرقيات المسربة "قوة التدخل السريع تتمتع باحترام وإعجاب الناس الذين أرعبهم غياب حكم القانون والنظام لعقد كامل".
ورغم أن البرقيات تظهر زعم الحكومة البريطانية أنها تقدم برنامجا تدريبيا واسعا للقوة في مجال حقوق الإنسان، إلا أن الرائد بهاء الدين المشرف على تدريب القوة قال لغارديان إنه ليس لديه علم بأي تدريبات في مجال حقوق الإنسان منذ التحاقه بالقوة الصيف الماضي.
آدمز من جهته ألقى باللائمة على الحكومة البريطانية قائلا "لا يوجد دليل واضح على أن الحكومة البريطانية قد وضعت في أولوياتها إعلام قوة التدخل السريع بوقف ممارساتها وإلا فإنها لن تتعاون معها".
مدربون بريطانيون
يذكر أن دورات تدريبية قد عقدت مؤخرا لعناصر قوة التدخل السريع البنغالية بإشراف ضباط شرطة بريطانيين من شرطة منطقتي ويست ميرسيا وهَمبَرسايد.
وكانت منظمة العفو الدولية قد أدانت أيضا قوة التدخل السريع البنغالية، بينما قامت منظمة أوديكار البنغالية بتوثيق تورط القوة في عمليات اغتيال سياسية وتعذيب معتقلين منذ إنشائها عام 2004.
وكانت المحكمة العليا في داكا قد أوصت بإنهاء الاغتيالات السياسية بعد قضايا رفعها أهالي المقتولين ومنظمات حقوق الإنسان.
الحكومات البنغالية المتعاقبة وعدت من جهتها بإنهاء ممارسات قوة التدخل السريع ولكن لم يتبدل شيء على أرض الواقع.
المصدر:الجزيرة نت + موقع ويكيليكس+غارديان