"العمال" يهدد بحرب داخل مدن تركيا
قصف جوي لمواقع لحزب العمال بالجانب التركي من حدود تركيا والعراق في 2008
هدد حزب العمال الكردستاني بنقل الحرب إلى داخل المدن التركية إذا واصل الجيش التركي ما أسماه نهج المواجهة، وذلك بعد ساعات من هجوم شنه وانتهى بمقتل 11 جنديا تركيا، تبعته غارات تركية على شمالي العراق.
وجاءت الغارات بعد ساعات من الهجوم الذي وقع في محافظة هاكاري على الحدود مع العراق وإيران وقتل في عملية ملاحقة منفذيه جنديان تركيان انفجر فيهما لغم ليرتفع تعداد قتلى الجيش التركي إلى 11.
وأُعلن بداية عن مقتل ثمانية جنود، لكن وكالة أنباء الأناضول تحدثت لاحقا عن العثور على جثة جندي فقد في الهجوم. وقتل في الهجوم 14 متمردا حسب الجيش التركي الذي أقر أيضا بجرح 14 من جنوده.
واستهدفت الطائرات التركية مواقع داخل العراق دللت عليها طائرات الاستطلاع. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الناطق باسم حزب العمال أخبارا عن هجمات تركية استهدفت منطقة خواكورك.
تهديد بنقل الحرب
وهدد الحزب على لسان الناطق باسمه أحمد دينيس متحدثا في أربيل بنقل الحرب إلى داخل المدن التركية، قائلا "تركيا تريد أن تأخذنا إلى حرب".
ووصف إجراءات اتخذتها أنقرة للانفتاح على الأكراد –بينها السماح بإطلاق قناة باللغة الكردية- بأنها مجرد "خديعة".
وما زالت أنقرة ترفض مطالب كردية بينها السماح بالتدريس بالكردية في المؤسسات التعليمية، كما أن هذه اللغة ممنوعة في البرلمان والمؤسسات الرسمية بحجة أنها ستقسم البلد على أسس عرقية.
منطقة عازلة
وأثار الهجوم حفيظة أحزاب تركية خاصة القومية منها، ودعا أحدها وهو حزب العمل القومي إلى عملية برية واسعة في شمالي العراق وإلى إنشاء منطقة أمنية عازلة.
وجاء الهجوم بعد يوم من إعلان الجيش التركي مقتل 130 متمردا و43 جنديا في عمليات شمالي العراق منذ مطلع مارس/آذار الماضي.
وتوقع الجيش زيادة في هجمات حزب العمال الذي أعلن مطلع الشهر أنه يضاعف نشاطه بعد يوم من إعلان زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان أن دعوات حوار وجهها إلى أنقرة فتجاهلتها وأنه يترك لقيادة التنظيم في شمالي العراق حرية تحديد الخطوة القادمة.
ويقول حزب العمال إنه بات فقط يسعى إلى حكم ذاتي موسع للأقلية التركية في جنوبي شرقي تركيا، وقد قتل في الصراع بينه وبين السلطات التركية منذ 1984 نحو 45 ألف شخص.