روسيا: الناتو خطر يتهددنا
ميدفيديف يترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي
جددت روسيا موقفها القائل بأن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يبقى خطرا يهدد أمنها، على خلفية المحاولات الرامية إلى توسيع الحلف شرقا. يأتي ذلك في وقت طالبت فيه دول البلطيق توضيحا من باريس بخصوص عزمها بيع معدات قتالية لموسكو.
فقد أكد الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن لدى موسكو شكوكا عميقة حيال الشعور بالأمن تجاه توسيع حلف الناتو الذي يشكل تهديدا خطيرا للأمن الروسي.
كما اتهم باتروشيف أعضاء الناتو بإذكاء مخاطر الصراعات في المناطق الساخنة جنوب القوقاز وإعادة تسليح جورجيا، متسائلا عما إذا كان هذا التسليح مقدمة لاعتداء جديد، في إشارة إلى مهاجمة جورجيا أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية والنزاع العسكري الجورجي الروسي صيف العام 2008.
الخارجية الروسية
من جانبها، سارعت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء إلى التقليل من أهمية إدراج حلف الناتو كخطر يهددها في العقيدة الأمنية الجديدة، مشددة على أن العبارة الواردة في العقيدة الأمنية تتصل بمحاولات توسيع الحلف شرقا وليس بالحلف نفسه.
وجاء في بيان رسمي نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة أن المخاطر المحتملة على الأمن الروسي لا تأتي من الحلف، وإنما من المحاولات الساعية لنقل منظوماته العسكرية إلى مواقع قريبة من الحدود الروسية، بما في ذلك ضم دول مجاورة في إشارة إلى أوكرانيا وجورجيا.
سفينة هجومية فرنسية من طراز مسترال قبالة السواحل القبرصية
وتأتي التصريحات الروسية بعد يومين من إعلان الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن استغرابه من الموقف الروسي.
وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قد وقع يوم الجمعة الماضي على العقيدة الأمنية الجديدة للبلاد والتي وضعت حلف الناتو في صدارة التهديدات للأمن الروسي استنادا إلى سعي الحلف "لعولمة مهماته وعلى نحو يتناقض مع القانون الدولي".
دول البلطيق
من جهة أخرى طالبت أستونيا ولاتفيا من فرنسا بصفتها عضوا في الناتو والاتحاد الأوروبي، توضيح قرارها بيع سفن برمائية هجومية من طراز "مسترال" إلى روسيا.
فقد كشفت المتحدثة باسم الخارجية الأستونية كريتسي لودا في مؤتمر صحفي الاثنين أن بلادها طلبت من باريس توضيحا كاملا بخصوص الصفقة العسكرية التي كانت مفاجأة بالنسبة لأستونيا.
وفي نفس السياق، قالت وزيرة الدفاع الليتوانية راسا جوكينفيسين إنها أثارت موضوع الصفقة مع نظرائها في الحلف خلال الاجتماع غير الرسمي الذي عقد في تركيا مؤخرا.
الصفقة الفرنسية
وأضافت الوزيرة أن الفرنسيين أبلغوها بأن السفن المعنية ستباع للجانب الروسي دون أنظمة الأسلحة التابعة لها.
وكانت الصفقة قد أثارت انتقادات واسعة في صفوف الناتو باعتبارها سابقة لم تسجل من قبل على صعيد بيع تقنيات عسكرية متطورة من قبل دولة أطلسية إلى روسيا.
يشار إلى أن العديد من الانتقادات الموجهة ضد الصفقة جاءت على خلفية أن السفن المراد بيعها ستذهب إلى دولة حاربت دولة موالية للغرب، في إشارة إلى جورجيا التي عانت كثيرا من التفوق الروسي البحري في البحر الأسود والذي كان ممكناً وضع حد له لو أن جورجيا امتلكت السفن التي تريد باريس بيعها لموسكو.
المصدر:الجزيرة نت