درع صاروخي أمريكي لتركيا لمواجهة الصواريخ الإيرانية
أفادت مصادر صحافية تركية بأن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما ستقدم للكونجرس اقتراحًا ببيع درع صاروخي من طراز "باتريوت- بي اي سي3" لتركيا لمواجهة الصواريخ الإيرانية.
وأوضحت وكالة التعاون الدفاعي والأمني التابعة للبنتاجون، في بيانٍ لها، أن الصفقة التي ستبلغ قيمتها حوالى ثمانية مليارات دولار، ستكون الأكبر بين واشنطن وأنقرة، مشيرةً إلى أن قيمتها ستبلغ حوالى ثمانية مليارات دولار.
وأضاف البنتاجون أن الصفقة ستعزز القدرة الدفاعية الصاروخية لتركيا في مواجهة التهديدات الإقليمية، في إشارة إلى إيران.
وأشارت الصحف التركية إلى أن تركيا هي شريك للولايات المتحدة في المنطقة، وأن تقوية القدرات العسكرية لدولة حليفة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) يمكن أن تقيم توازنًا عسكريًا في المنطقة، مؤكدةً على أن هذه مسألة مصيرية جدًا لمصالح الولايات المتحدة.
ومن جانبه، اعترف ستيفن هيلديرث، من قسم أبحاث الكونجرس الأمريكي، بأن صواريخ الباتريوت ستضمن الرد على صواريخ "سكود" الإيرانية القصيرة المدى، موضحًا أن مدى الصواريخ الإيرانية يطال كل الأراضي التركية.
وفي سياقٍ متصل، قالت كارول ميجدالوفيتس، الخبيرة في المؤسسة ذاتها، إن الصفقة لن تجلب مخاطر على علاقات تركيا بإيران، غير أنها أضافت أن أنقرة التي تطور علاقاتها التجارية والاقتصادية مع طهران تنظر بعين حذرة إلى البرنامج النووي الإيراني.
هذا، واعتبر مسؤولون أمريكيون أن شراء أنقرة هذه الصواريخ من واشنطن هو رسالة تقارب تركية مع الولايات المتحدة، كما أنه سيحول تركيا إلى أحد أكبر زبائن مبيعات السلاح الأمريكية في العالم.
وأضاف المسؤولون أن شركتا "رايثون" و"لوكهيد" ستقومان ببيع بطاريات الصواريخ إلى أنقرة، بعد الحصول على موافقة الكونجرس.
سياسة الوساطات في المنطقة:
وعلى صعيدٍ آخر، أعلن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو أن تركيا هي الدولة الأقوى في المنطقة، وتقع على عاتقها مهمة تأسيس نظام جديد فيها، موضحًا أن أحدًا لا يستطيع بمفرده إرساء نظام جديد على هواه، لا الولايات المتحدة ولا روسيا، مشيرًا إلى أن تركيا ستكون في موقع الشريك في تأسيس مثل هذا النظام.
وأكد الوزير التركي أنه من خلال حل المشكلات الإقليمية يمكن لتركيا أن تتقدم.
وفي سياقٍ متصل، قالت الصحف التركية إن تصريحات أوغلو يفهم منها أن أولى ركائز الدور التركي في المنطقة، هو "التفرغ" للوساطات، مضيفةً لذا نراها تسارع للسعي لوأد الفتنة بين سوريا والعراق، ونراها شريكًا في الاجتماع الرباعي في القاهرة بين سوريا والعراق وجامعة الدول العربية.
وأشارت إلى أن الاستقرار في المنطقة وفق الرؤية التركية فيه مصلحة أكيدة لأنقرة، خصوصًا في البعد الكردي منها؛ ففي خضم محاولات الحكومة الانفتاح على الأكراد وإيجاد حل للمشكلة الكردية تبرز محاولات تفجير الأوضاع الإقليمية، ولا سيما في العراق ما يفتح على تطورات سلبية في الداخل التركي.
زيارة نووية لإيران:
وفي غضون ذلك سارع أوغلو إلى طهران، في زيارة وصفت بالنووية لارتباطها بالملف النووي الإيراني في أعقاب رزمة الاقتراحات الإيرانية إلى الدول الغربية.
جدير بالذكر أن زيارة أوغلو إلى طهران تعد الأولى لمسؤول في بلد عضو في الناتو، بعد انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسًا وتشكيله الحكومة الإيرانية الجديدة.
ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن مصادر دبلوماسية تركية قولها "إن أنقرة لن تستسلم لأية جهود لفرض عقوبات على إيران، بل إن تركيا تقوم بتحركات استباقية لمنع فرض أية عقوبات بل أيضًا إلغاء العقوبات السابقة".
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قال لنظيره التركي إنه بسبب أن أنقرة جارة لطهران، ولأن إيران تثق بتركيا فسوف تشرح إيران لأوغلو كل تفاصيل الملف، وبالفعل قدم متكي لداود أوغلو تفصيلات "دقيقة للغاية".
وأضافت أن تركيا تضع عينها على إيران كمصدر رئيسي لإمداد خطوط النقل التي تخطط لها لنقل النفط والغاز الطبيعي من القوقاز إلى أوروبا، ولا سيما خط نابوكو، لذا شدد أوغلو ومتكي على أن يرتفع حجم التجارة بين البلدين إلى 40 مليار دولار خلال خمس سنوات.
هذا، وكشفت مصادر تركية عن أن تركيا وإيران يخططان لزيارة يقوم بها نجاد إلى أنقرة قريبًا، تليها زيارة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان إلى طهران في مرحلة لاحقة.
وعلى الصعيد الأمني، فقد أعرب أوغلو ومتكي عن رضاهما عن التعاون بين البلدين، بل إن متكي تحدث عن استمرار التعاون والمعركة من أجل استئصال حزب العمال الكردستاني وامتداده منظمة "بيجاك" الناشطة من شمال العراق داخل الأراضي الإيرانية.
المصدر: مفكرة الإسلام