عرض مشاركة واحدة

قديم 12-09-09, 11:58 PM

  رقم المشاركة : 268
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

أنصاف جثث وأشلاء خلفتها غارة الناتو الأخيرة على قرية عيسى خيل شمال أفغانستان

تفاصيل أسود يوم في تاريخ قرية أفغانية
"لم نستطع تحديد هوية أي جثة عندما وصلنا لمكان الحادث.. الأمر بدا وكأنه انفجار كيميائي.. كل شيء محترق.. الجثث متفحمة تماما ولا يمكن التعرف عليها"، هكذا وصف المشهد باختصار عيسى خان رئيس قرية "عيسى خيل" الأفغانية التي استهدفها قصف جوي مكثف من قوات الناتو قبل أسبوع.

وقتل حوالي 100 شخص الجمعة 4-9-2009 من أهالي قرية "عيسى خيل" شمال أفغانستان في غارة جوية لقوات الناتو قالت قيادة الحلف إنها استهدفت شاحنتي صهريج استولت عليهما حركة طالبان، ونفت أن تكون الغارة قد استهدفت مدنيين، فيما أكد الكثير من شهود العيان أن هناك العشرات من المدنيين الذين كانوا قد تجمعوا للحصول على وقود من الشاحنتين وقت القصف وأن الضحايا قاربوا المائتين.

وفي عددها الصادر اليوم السبت رصدت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية بعض المشاهد على لسان عدد من القرويين الذين وصفوا ذلك اليوم بأنه "أسوأ وأسود أيام حياتهم".

وقال خان للصحيفة: "وقع الانفجار فاندفع الناس نحو المكان وتهافتوا على الجثث يصرخون ابني.. أخي.. ابن عمي.. والكل عاجز عن تمييز جثث ذويه".

وتابع: "تدخل كبار السن في الأمر وأوقفوا تدافع الناس وقرروا جمع الجثث المتفحمة والممزقة وقطع اللحم المتناثرة على بعد مسافات من الموقع الذي ضربته الغارة، ثم دعوا الناس للتقدم واحدا تلو الآخر ليخبروا عمن فقدوهم من أقربائهم".

ويمضي خان في روايته قائلا: "وقفوا جميعا في طابور، وكل من يأتي عليه الدور يتقدم ويذكر اسم من فقد ليحصل في النهاية على كمية من الأشلاء واللحم لا تدل قطعا على صاحبها، لكن المهم أنه حصل على شيء ليصلي عليه ويدفنه".. "تم توزيع الأشلاء وأنصاف الجثث والرءوس، وما إن نفد ذلك حتى بدأ يحصل بعض الأفراد على أياد وأقدام، وفي النهاية غادرت خمس عائلات دون أن تجد لها شيئا وما زال أولادهم مفقودين".

واختتم خان كلامه بقوله: "رغم أن الجثث غادرت المكان إلى قبورها فإن رائحة اللحم المتفحم والوقود ما زالت تملأ جنبات المكان".

بعض اللحم
من جهته يقول الشاب "أسد الله" (19 عاما): "تلقيت اتصالا من أحد أصدقائي يخبرني أن طالبان توزع وقودا بالمجان، فهرعت بعد أن أخبرت أخي وكل من أعرف، وصلت للمكان فوجدت العشرات محيطين بالشاحنتين محاولين الوصول لصنبوره لملء أوعيتهم، ملأت وعائي وحملته إلى البيت على أن أعود ثانية سريعا وتركت أخي يحاول الوصول".

"ما إن ابتعدت حوالي 200 متر إذا بطائرة تحلق فوق الشاحنتين وقصفتهما فاستحالتا إلى كتلة من النار تضيء في عنان السماء، عدت مسرعا أبحث عن أخي وأناديه بصوت عال لكن الدخان الكثيف كان يغطي كل شيء، ولما بدأ الدخان يهدأ لم أجد سوى جثثا يصعب تمييزها من بعضها".

أما جان محمد – شيخ مسن – فقال: "سمعت بالانفجار فخرجت أبحث عن ابني الذي خرج ليجلب لنا بعضا من ذلك الوقود المجاني لنقوم بتخزينه للشتاء الذي بات على الأبواب، فلم أجده ولم أستطع التعرف على جثته من كثرة اللحم المتناثر".

"مكثت أنتظر الناس وهم يحملون جثثا وأشلاء فانتظرت علي أستطيع التعرف على ابني في نهاية المطاف، لكني أخذت في النهاية بعضا من اللحم وقلت إنه ولدي وصليت عليه ودفنته".

صمت الشيخ المسن لوقت قليل والدموع تنساب على لحيته البيضاء ثم صرخ فجأة في وجه أسد الله –صديق ابنه– قائلا: "أنت السبب.. قتلت ولدي.. لولا اتصالك لما خرج ولدي صوب تلك الشاحنة الملعونة.. لقد دمرت عائلتنا"، ثم وضع رأسه بين يديه على المنضدة ثم تمتم: "الناس يفقدون آباءهم وأبناءهم من أجل قليل من الوقود.. يا الله".
رماد
"فضل محمد" هو الآخر طلب من ابنه وابن عمه ألا يذهبا بعدما علما بنبأ توزيع طالبان لوقود مجاني، حيث إن الطائرات تحلق في الجو، مضيفا: "بعد منتصف الليل بحوالي ساعة سمعت انفجارا مدويا ودخلت عليّ زوجة ابن عمي تصرخ: اذهب لترى ابن عمك أين ذهب، انتظرت حتى صليت الفجر ثم ذهبت فلم أجد سوى جثثا متفحمة، عدت للبيت دون جدوى ونساء البيت في عويل ونواح".
"لم أطق الجلوس فعدت لمكان الانفجار وجلست وسط اللحم المنتشر والأشلاء المتناثرة أدقق فيها، وأخيرا عثرت على أقدام ولدي وابن عمي.. لقد عرفتهما من الحناء الموجودة على أظافرهما".

أما إسلام الدين –شاب في العشرين من عمره– فقد ظل يبحث عن أخيه لساعات، مشيرا: "عرفته من ملابسه لكني لم أجد سوى نصف جسده العلوي.. ربما أخذ أحد أقدامه على أنها لأحد من ذويه، وربما احترقت وتحولت إلى رماد مع المتحولين".
وصالح محمد –شاب يبلغ 25 عاما– رفض الذهاب مع أخيه وصهره للحصول على وقود، مضيفا: "لكني ذهبت في الصباح وحصلت عليهما جثتين اختفى الكثير من ملامحهما.. ربما يكونان هما وربما لا.. فيهما شبه منهما".
طالبان والصهاريج
من جانبهم، قال بعض القرويين الذين حصلوا على حصة من الوقود وانصرفوا قبيل الغارة إنه كان هناك عدد من الجثث لعناصر من طالبان التي كانت توزع الوقود على الأهالي، لكنهم في الوقت ذاته أكدوا أن غالبيتهم غادروا مسرعين فور شعورهم باقتراب طائرات وبقي عدد قليل محاولا تنظيم الأفراد

وصرح محمد عمر –حاكم إقليم قندوز شمال أفغانستان- أن المسلحين أوقفوا شاحنتي النفط اللتين كانتا متجهتين إلى القوات الألمانية المتمركزة في الإقليم على الطريق السريع الذي يربط بين قندوز وإقليم باجلان المجاور واقتادوا الشاحنتين إلى منطقة "شار داراه" بإقليم قندوز، موضحا أن المسلحين إلى جانب بعض القرويين كانوا يحاولون تفريغ الشاحنتين.

وتابع أن خمسة من قادة طالبان من بينهم الملا عبد الرحمن الذي قاد المسلحين في عدة مناطق من بين هؤلاء القتلى، كما قتل أيضا أربعة مقاتلين شيشان في الانفجار الذي تسببت به غارات جوية قادتها القوات الألمانية بحسب متحدث باسم الجيش، غير أن مسئولين عسكريين ألمان أكدوا أن أكثر من 50 مسلحا قتلوا في الغارة.

المصدر: اسلام اون لاين.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس