تجدد معارك مقديشو والقوات الأفريقية تنفي المشاركة
قالت قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال إنها غادرت مقرها حول القصر الرئاسي في عرض للقوة. وقال متحدث باسم الاتحاد الأفريقي لبي بي سي إن القوات فعلت ذلك بعد تعرض طرق إمداداتها لخطر المتمردين الإسلاميين. لكنه نفى الأنباء التي تحدثت عن مشاركة قوات الاتحاد للمرة الأولى في عملية عسكرية تنفذها القوات الحكومية الصومالية.
وقالت الحكومة الصومالية إنها حققت تقدماً مهماً أمس الأحد، وسيطرت على مناطق عدة كان يسيطر عليها مسلحو حركة شباب المجاهدين مؤدة مقتل أكثر من أربعين منهم في المعارك العنيفة أمس.
ويقول مسؤولون إن مئة وخمسين شخصاً اصيبوا خلال القتال،ونفى حسن حيلي الناطق الرسمي باسم الرئيس الصومالي اتهامات للحكومة بأنها تقوم بقتل المسلحين الصوماليين بعد القاء القبض عليهم.
وقالت الحكومة إن قواتها استعادت السيطرة على ثلاث مناطق على الأقل شمالي العاصمة وأنها تواصل دحر المسلحين.
ورد مسلحو حركة الشباب بشن هجوم في محاولة للتقدم باتجاه القصر الرئاسي.
و قال علي محمود راغي المتحث باسم حركة الشباب إن الحرب في مقديشو دخلت مرحلة جديدة بعد دخول قوات الاتحاد الأفريقي وأنها من الآن هدف لنيران المقاتلين الإسلاميين.
وأضاف أن قوات الاتحاد الأفريقي تدعم القوات الحكومية بشكل مباشر مؤكدا إصرار مسلحي الحركة على مواصلة القتال.
وأفاد مراسل بي بي سي العربية علي حلني أن المقاتلين الإسلاميين استعادوا الاثنين معظم المواقع التي خسروها يوم أمس الأحد في شمال وشرق العاصمة مقديشو ،وخاصة في أحياء "كاران" و "عبد العزيز" بعد تراجع القوات الحكومية باتجاه القصر الرئاسي.
كما عادت طائرة استطلاع يعتقد أنها أمريكية الي التحليق فوق أجواء مقديشو علي مدار الساعة بعد اشتداد المعارك.
القتال
القوات الحكومية تحاول استعادة السيطرة على أحياء في مقديشو
وتستخدم في المعارك نيران الرشاشات والقذائف الصاروخية والهاون والقنابل، واستخدمت القوات الحكومية في القتال مدفعية مضادة للطائرات وضعت على شاحنات صغيرة.
وكانت الأنباء قد أفادت بأن قوات الاتحاد الأفريقي اضطرت للخروج من مواقعها واستعراض القوة بعد أن هدد المسلحون بشكل مباشر مواقعها شمالي العاصمة.
وتدخلت القوات الأفريقية بعد ان وصل المسلحون إلى مسافة تبعد كيلومترا واحدا عن القصر الرئاسي في مقديشو بحسب ما أكد نائب عمدة المدينة.
وقال متحدث باسم القوة الأفريقية "قواتنا تواجه خطرا وشيكا ولذا اتخذنا بعض الإجراءات المحدودة"
وأفادت الأنباء بأن مستشفى المدينة الرئيسي في مقديشو يشهد حالة من الفوضى مع استمرار تدفق الضحايا، وأقيمت خيام مؤقتة في ساحة المستشفى لاستقبال الأعداد الكبيرة من الجرحى.
وقال مسؤول في المستشفى إن معظم الجرحى من النساء والأطفال.
وتقول القوات الحكومية إنها أسرت وقتلت عددا من المقاتلين الأجانب كانوا ضمن صفوف مسلحي الحزب الإسلامي المتحالف مع حركة شباب المجاهدين.
يشار إلى ان مقديشو تشهد منذ مايو/آيار الماضي معارك عنيفة بين القوات الحكومية وحركة شباب المجاهدين التي باتت تبسط سيطرتها على مناطق واسعة من وسط وجنوب الصومال.
وتطالب الحكومة الصومالية بإرسال المزيد من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي لدعم القوات الحكومية.
يُذكر أن الاتحاد الأفريقي يحتفظ بأكثر من 4 آلاف جندي في الصومال بهدف حفظ السلام، وتتجنب هذه القوات منذ نشرها المشاركة في القتال للحفاظ على الطبيعية الحيادية لمهمتها.
وكان الاتحاد يخطط لزيادة قواته إلى نحو ثمانية آلاف جندي لكن هذه الخطط لم تجد طريقها إلى التنفيذ بسبب مخاوف الدول الأعضاء ومشكلات التمويل.
يُشار إلى أن الصومال افتقر لوجود حكومة مستقرة منذ عام 1991، وذلك منذ أن أطاح أمراء الحرب بنظام الرئيس السابق محمد سياد بري، قبل أن يبدأوا بالتناحر فيما بينهم لاحقا.
وتخشى الدول الغربية من أن يؤدي انهيار الحكومة الصومالية وشيوع حالة من الفوضى وغياب الأمن في الصومال إلى تمكين عناصر من تنظيم القاعدة من الحصول على موطئ قدم لهم في منطقة القرن الأفريقي.