عرض مشاركة واحدة

قديم 25-02-09, 03:09 PM

  رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

قراءة في وثائق 1971 البريطانية (11) ـ إيران أبلغت بريطانيا سلفا نيتها باحتلال الجزر الثلاث
هيوم وزير الخارجية البريطاني للشاه في بروكسل: الاحتلال سيشعل الصراع العربي ـ الإيراني وذلك أمر سيئ * محمد رضا بهلوي يرد: لا أبالي وإذا لم يتوصل حكام الإمارات إلى اتفاق معي سأحتل الجزر ولن أعطيهم فلسا واحدا
حسن ساتي
كشفت وثيقة في الملف (prem 15 - 538) ان ايران اعلمت بريطانيا سلفاً بنيتها في احتلال جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى في الخليج العربي. جاء ذلك في الوثيقة رقم (3) التي حملت نصاً كاملاً لمحضر اجتماع في العاصمة البلجيكية بروكسل في 10 يوليو (تموز) 1971 بين شاه ايران محمد رضا بهلوي ووزير الخارجية البريطاني دوغلاس هيوم.
في ذلك الاجتماع الذي بدأ في العاشرة صباحاً في السفارة الايرانية واستمر لساعة ونصف الساعة، بدا شاه ايران هادئاً وموضوعيا في نقاشه لمستقبل ما كان يعرف بامارات ساحل عمان المتصالح، ولاستشارة هيوم له حول خيارات الاتحاد والكونفيدرالية. لكن الشاه، حول الاجتماع ليتركز البحث فيه حول موضوع الجزر وأجبر هيوم على التساؤل عما اذا كان موضوع الجزر هو الأساس، فأجاب الشاه بالاثبات، وتابع ليتحدث بنبرة حادة احيانا وقاطعة في احايين اخرى، ووصل لحد القول انه يستطيع ان يدك هذه الجزر ويسويها بالبحر ولكنه يفضل التفاوض. وفي نهاية المطاف وحين احاط هيوم بلا لبس انه اذا لم يصل حكام الامارات معه الى ترتيبات فسيأخذ هذه الجزر ولن يعطي الامارات فلساً واحداً، وحين لفت هيوم نظره الى مخاطر النزاع العربي ـ الايراني، قال الشاه «لا أبالي»، وتساءل «ماذا قدم لي العرب؟».
محضر الاجتماع احتوى على اكثر من 5000 كلمة موزعة على 24 فقرة، وفي ما يلي الجزء المتعلق بالجزر التي احتلتها ايران، وفي الغد نستعرض فقرات مستقبل المنطقة، منبهين الى الفارق في ترتيب الأرقام بحسب صلتها بالموضوعين المثارين.
11 ـ قال الشاه انه يريد الوصول الى نقطة الجزر (في جدول البحث المعد للاجتماع) لأنها مشكلة حيوية لايران لأسباب تاريخية. ومفهوم لدينا رغبة البريطانيين في السيطرة على ممرات البحار منذ ان جاءوا للخليج، ولكن، ومع خروج قضية البحرين من الطريق فمن المهم اعادة الجزر الى ايران. ثم تحدث باستخدام جمل اعتراضية ليقول: بما ان ايران ليست دولة امبريالية أو توسعية، فلم يكن لديها سبب لفرض نفسها على البحرين، حيث انها، واذا ما احتلتها بالقوة، فان ذلك كان سيسبب له نفقات كبيرة ومشاكل من المواطنين من خلال عمليات الاختطاف والتفجير. ولكن موضوع الجزر مختلف، اولاً لأنها بلا سكان، وثانياً لأنها في فم الخليج والمضايق. ومع انه يستطيع ان يدك الجزر ويسويها بالبحر بالقصف، الا ان الافضل ان يتم التعامل مع قضيتها الآن بالاتفاق. وهو ـ الشاه ـ يتساءل هنا لماذا تعطي الفرصة لصانعي المشاكل، ويقول حتى الروس لديهم رغبة فيها.
12 ـ دوغلاس هيوم سأل عن الترتيبات التي ترضي ايران. قال الشاه ان نقطة بدايته هنا هي عودة الجزر اليه، وانه قد ناقش الامر مع السير دينيس رايت، وقيل ان لايران مزاعمها، وللحكام العرب مزاعمهم. ولكن الحكام لا يمكن ان يتنازلوا عن هذه الجزر في ضوء المعارضة من باقي العالم العربي. وايران ـ كما يقول الشاه ـ يمكن ان تكون واقعية، والشيء الرئيسي هو الحصول على وجود فعلي على الجزر. واذا كان للحكام ان يطلبوا من ايران حماية الجزر، فانها ستفعل ذلك بارسال حاميات عسكرية وتترك موضوع السيادة معلقاً لبعض الوقت. واذا كان الحكام مستعدون لتسوية موضوع السيادة، فانه سيقدم لهم الكثير على مستوى العون المالي والفني، واذا رغبوا في ان يتركوها في حالة كمون، فان ايران ستنتظر. في المقابل، اذا ظل موضوع السيادة بلا تسوية، فانه، وباستمرار، سيعارض استغلال الموارد المعدنية، رغم انه يعتقد ان ما هو موجود في الجزر ليس النفط وحده. واذا ما قدم الشيوخ تنازلات للشركات الاميركية، فالشيء الوحيد الذي ستقبله ايران هو ان تقدم اذناً بالحفر على ان تذهب كل العائدات الى حساب بنكي لتبقى معلقة الى ان يحل موضوع الجزر. تساءل دوغلاس هيوم قائلاً: اذا كان ذلك هو الحال فان موضوع الجزر يأتي اولا اذن، قال الشاه، بالفعل لأن الحكومة الايرانية شعرت بالاحباط حينما تحدثت مع الحكام الذين قالوا لها ان عليهم ان يتحدثوا مع البريطانيين، وحينما تحدثوا للبريطانيين، قال هؤلاء ان عليهم ان يتحدثوا مع الحكام.
13 ـ دوغلاس هيوم تساءل ما اذا كان بوسع السعوديين ان يساعدوا في الأمر لأن بريطانيا لن تجبر الحكام على التوصل الى الاتفاق حول الجزر، واذا كان للحكام ان يفعلوا ذلك فانهم سيحتاجون الى مساندة عربية ولديهم مشكلة مع الرأي العام العربي. قال الشاه ان هذا سيكون صعباً. على سبيل المثال ـ قال الشاه، ان امير الكويت تساءل: لماذا تريد ايران الجزر؟ أليست هي دولة قارية..؟ والاجابة على ذلك، من وجهة نظر الشاه، هي ان الكويت لا تحتاج الى مال كثير من النفط بحكم عدد سكانها القليل. والقضية هنا ليست حول الحجم والقوة ولكنها حول الحقوق. وحتى العراقيون عرضوا على حاكم رأس الخيمة حماية الجزر وذلك كشف كيف ان العرب ميئوس منهم. وقال الشاه ايضاً انه بلا مشاكل مع السعودية، والخط الوسط معهم تمت تسويته، ولن يشكل اي مشكلة مع الكويت كذلك. والقضية هنا ما اذا تكون بريطانيا مسؤولة عن السياسات الخارجية والدفاع في هذه المقاطعات ام لا.. فاذا كانت بريطانيا المسؤولة فلا بد من محادثات بينها وبين ايران، واذا لم تكن بريطانيا على تلك المسؤولية فان ايران ستسوي الامر مع الحكام، وفي تلك الحالة لا يجب على بريطانيا ان تدير ظهرها، وتشكو او تزعم ان ذلك من مسؤوليتها، ويبدو هنا ان الامر حين يكون مقنعاً لبريطانيا فانها تزعم توليها المسؤولية، وحين لا يكون مقنعاً، تقول انها لا تستطيع ان توجه الحكام في الموضوع.
14 ـ سير دينيس رايت قال ان هناك قدراً من الادارة وحسن النية لدى السعوديين. والسؤال هنا حول تحريك هذه العوامل. دوغلاس هيوم تساءل حول امكانية مساعدة وزير الخارجية الايراني في هذا الشأن، وافق الشاه ان بوسعه ان يفعل ولكنه قال ان هذا على الصعيد العملي قد يبدو صعباً لأسباب اخرى، وعلى سبيل المثال، فان السعوديين يمكن ان يعرضوا المساعدة في مقابل مساندة ايران لهم حول موضوع البريمي. فماذا سيكون موقفكم هنا؟ اوكلاند قال ان الشيخ زايد اقترح محادثات، والامل معقود في ان يتجاوب السعوديون ايجابياً، ولن يكون الامر سهلاً، ويعتقد ان للجانبين رغبة اكيدة في المحادثات والتسوية. الشاه وافق بالقول ان الامر لن يكون سهلاً، وعلق بأن القليل جداً سيترك لأبوظبي خاصة في ضوء وجود مطالب قطرية ايضاً. مضيفاً انه الى ما قبل عامين كان يعتقد ان للسعوديين روحاً تصالحية ولكنهم الآن يبدون متشددين. اوكلاند علق بالقول ان الذي يقترحه السعوديون الآن صفقة جيدة والملك فيصل يتحدث عن استفتاء او استماع للرأي في البريمي. وقد تكون هناك اشارات للأمل دون ان يعني ذلك التقليل من شأن المصاعب، لأن مناطق النزاع كبيرة وهناك نفط في الجزء الجنوبي. وسيكون مفيداً اذا مكننا الشاه وزاهدي من معرفة ما اذا كان السعوديون يريدون بالفعل تسوية. من جانبنا فنحن نحاول بلا شك تشجيع الشيخ زايد على مناقشة الامر مع السعوديين بمرونة. الشاه قال ان ايران ستفعل نفس الشيء معه ومع السعوديين وسيحيطنا بتقييمه للموقف السعودي.
18 ـ دوغلاس هيوم قال انه سعيد بهذا النقاش وقد فهم موقف الشاه من الجزر وان مسألة السيادة ستبقى مفتوحة. وتساءل: هل هناك اي امر آخر يريد الشاه اثارته؟ الشاه قال: شيخ رأس الخيمة وقع اتفاقية للتعاون الفني مع العراق. اوكلاند علق بالقول انه يعتقد بعدم وجود اتفاقية رسمية وان شيخ رأس الخيمة لم يحط بعودة الفنيين العراقيين على نفس الطائراة التي جاءت بهم. السير دينيس رايت علق بأن شيخ رأس الخيمة رفض كل النصائح بما فيها التي جاءته من الحكام الآخرين بالامارات حول زيارته الى بغداد. الشاه علق بأن الكويت القت باللوم حول هذه الزيارة على البريطانيين.
19 ـ قال افشار (مساعد وزير الخارجية الايراني) انه يتحتم اشعار الحكام ببعض الضغوط والا فانهم لن يصلوا الى اتفاق مع ايران. وتساءل، ما هو مقدار البذل السعودي في هذا الاتجاه اذا كان له ان يكون؟ الشاه قال ان على بريطانيا ان تفعل ما فعلته مع البحرين حيث تحملت المسؤولية في مقابل التعقل الحكيم من البحرينيين تجاه مصالحهم الحقيقية. واحدة من الجزر غير مسكونة ولا يوجد في الثانية سوى عدد قليل من الصيادين. اذا كان هناك نفط في المنطقة، وهو يشك في ذلك، فان ايران ستعطي الحكام نصف العائدات على الاقل، وهي مستعدة ايضا لتقديم العون الفني. السير دينيس رايت علق قائلاً: هناك فرق واحد بين حالة الجزر ومسألة البحرين، ففي الاخيرة، ساعد الكويتيون والسعوديون، وبالتالي فلم يكن البحرينيون وحدهم. في المقابل فان المواقف البريطانية تجاه الجزر ستلقى مقاومة كنوع من الامبريالية، ولذلك، ومن اجل هذا السبب سيكون مفيداً اشراك السعوديين. قال الشاه اذا لم يتوصل الحكام للاتفاق مع ايران فاننا سنأخذ هذه الجزر، ولن يحصل الحكام على فلس واحد، اما اذا توصلوا الى اتفاق فايران ستترك مسألة السيادة ساكنة الى ان يتعب الحكام من المطالبة بحقوقهم. وستقدم ايران العون الفني وتصل الى اتفاق حول موضوع النفط. دوغلاس هيوم قال ان من المهم التوصل الى اتفاق، لأنه يعتقد ان ايران لا تريد ان تأخذ الجزر بالقوة لأن ذلك سيسبب لها نزاعاً وخلافاً مع العالم العربي وستكون المواجهة العربية ـ الايرانية امراً سيئاً. الشاه قال انه لا يبالي، واضاف: ماذا قدم العرب له؟
23 ـ الشاه قال انه وبرغم الافتراض القائم بوجود اصدقاء لايران في المستويات العليا للحكومة البريطانية فانه مندهش من كيفية حصول اللوبي العربي على نفوذ. دوغلاس هيوم قال ان المهم بالنسبة لنا في سياساتنا ان لا نيقظ المعارضة العربية، ومع ذلك، على الشاه ان لا يشك في مدى تقديرنا لشخصه. علق السير دينيس رايت بالقول انه، ومن جانبه شخصياً وكسفير لبريطانيا في طهران، فان الشؤون الايرانية تتلقى خدمة جيدة في الخارجية وفي وزارة الدفاع.
24 ـ الشاه قال، ان بوسعنا تطوير العلاقات الثنائية، خاصة في الحقل العسكري. واذا وجد مالاً، فمن المحتمل ان ينتقل الى الدبابات البريطانية، وخاصة من طراز «تشيفتين» إما ان يشتريها او يبني مصنعاً للدبابات، واذا فعل ذلك، فباكستان وربما السعودية ستشتريها. واذا تم تصنيع الدبابات في ايران فلن يكون هناك اعتراض على بيعها لباكستان. ايران ستصنع المحرك ومعظم الدبابة وقد تستورد المخارط. دوغلاس هيوم قال انه متعاطف جداً مع هذا النوع من الامور، وربما يكون بوسع السفير الايراني في لندن احاطتنا بالتفاصيل. وهو لم يتشاور مع الخزانة. الشاه قال، المسألة ليست مسألة اموال لأنها ووبساطة مسألة ضخ شركات النفط لبترول اكثر. وقد ظل يقول للاميركيين انهم وبتقليل الانتاج الليبي او حصص الشراء يكون بوسعهم اخذ الكثير من ايران. ولهذا لن يكون هناك ضغط على الخزانة وانما دفعة للميزان التجاري البريطاني. =

 

 


   

رد مع اقتباس