وقلما يتجاوز الرئيس سلطة حاكم الولاية في هذا السياق، وقد حدثت استثناءات واسعة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين أثناء
حركة الحقوق المدنية، فقد تحدى حكام الولايات الجنوبية حينئذ أوامر المحكمة الفدرالية بإلغاء الفصل العنصري بالمدارس في ولايات أركنساس ومسيسيبي وألاباما، وأرسلت الحكومة الفدرالية قوات لحماية الطلاب السود من حشود المتظاهرين البيض.
ومن أمثلة ذلك أن استخدم الرئيس الأميركي الراحل
دوايت أيزنهاور عام 1957 قانون التمرد لنشر الحرس الوطني في أركنساس لفرض تنفيذ قرار
المحكمة العليا الأميركية بإلغاء
الفصل العنصري في مدارس الولاية، بعد رفض الحاكم الامتثال للقرار.
واتخذ الرئيس الأميركي الراحل
ليندون جونسون إجراء مشابها عام 1965، حين أمر بنشر قوات الحرس الوطني في ألاباما لحماية نشطاء الحقوق المدنية، دون موافقة حاكم الولاية آنذاك جورج والاس المعروف بتأييده للفصل العنصري.
وبعد 60 عاما أصدر الرئيس
دونالد ترامب أمرا تنفيذيا بنشر ألفي جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس خلال يونيو/حزيران 2025، بغرض تفريق الاحتجاجات المناهضة لترحيل المهاجرين غير النظاميين، متجاوزا بذلك سلطة حاكم كاليفورنيا
غافن نيوسوم، لذلك سارعت سلطات ولاية كاليفورنيا إلى رفع دعوى قضائية ضد ترامب، بحجة انتهاك التعديل العاشر للدستور.
وبدلا من استخدام قانون التمرد، فعّل ترامب المادة 12406 من الباب العاشر من القانون الاتحادي للولايات المتحدة، التي تتيح للرئيس تعبئة الحرس الوطني في ظروف محددة تشمل: تعرض البلاد لغزو خارجي أو خطر الغزو، أو وجود تمرد داخلي أو خطر التمرد، أو عند عجز الرئيس عن تنفيذ القوانين باستخدام القوات النظامية، إلا أن هذا القانون يشترط أن تكون أوامر التعبئة صادرة عبر حكام الولايات.