عرض مشاركة واحدة

قديم 04-09-24, 05:45 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفريقيا الوسطى.. ملعب فاغنر

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عناصر من فاغنر يحرسون موكب الرئيس تواديرا بالعاصمة بانغي (رويترز)

تُعد جمهورية أفريقيا الوسطى -المستعمرة الفرنسية السابقة والغنية بالمعادن- من أوائل الدول الأفريقية التي دخلتها فاغنر، حيث كانت تشهد توترات داخلية منذ عام 2013، لم يحسمها نظام الرئيس فوستين آرشانج تواديرا، نظرا لضعف قواته المسلحة وحظر السلاح المفروض من الأمم المتحدة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، التقى تواديرا بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في سوتشي، وبدأ تدفق السلاح الروسي ومقاتلي فاغنر على العاصمة بانغي منذ يناير/كانون الثاني 2018 بمقتضى شراكة طويلة الأمد، تتضمن تسليم الأسلحة والتعاون العسكري وعمليات التعدين، ورأى فيها رئيس أفريقيا الوسطى إنقاذا لسلطته الهشة.
ورغم وجود قوات فرنسية في جمهورية أفريقيا الوسطى، تدخلت قوات فاغنر لإخماد محاولة تمرد في عام 2020. وبذلك يدين الرئيس تواديرا ببقائه على قيد الحياة وفي السلطة للمجموعة الأمنية الروسية.
ومنذ يوليو/تموز 2023 أكدت أفريقيا الوسطى رسميا وجود مجموعات من قوات فاغنر "لتدريب قواتها، وتعزيز الأمن في أراضيها"، بمقتضى اتفاق دفاع تم توقيعه مع موسكو، بعدما انسحبت القوات الفرنسية أواخر عام 2022.
وتعتبر شركة فاغنر بمثابة مزود أمني رئيسي في البلاد، ولها دور أساسي في تدريب الحرس الرئاسي والجيش وحماية الرئيس. وتقوم المجموعة أيضًا بحماية مناجم الذهب والماس، وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 1000 عنصر من شركة فاغنر في البلاد يعملون كمدربين عسكريين منذ عام 2018، وفقا لموقع "تقرير أفريقيا".
كما تُعد جمهورية أفريقيا الوسطى مركزا رئيسيا لفاغنر وفيلق أفريقيا حاليا، وقال فيديل غوانجيكا، وهو أحد كبار مستشاري الرئيس تواديرا، إن "مدربي فاغنر جاؤوا بمباركة روسيا، وإذا قررت موسكو سحبهم وإرسال مقطوعات بيتهوفن أو موزارت إلينا بدلا من مقطوعات فاغنر، فسوف نحصل عليها"، في إشارة إلى تجذر الوجود الروسي هناك.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فاغنر تتولى تأمين وحراسة القصر الرئاسي في جمهورية أفريقيا الوسطى وحماية تواديرا (رويترز)


وساهمت المجموعة الأمنية في تحقيق استقرار نسبي داخل البلاد، وطردِ المتمردين من المدن الرئيسية، لكن منظماتٍ حقوقية وتقارير غربية تشير إلى أن ذلك تم بارتكاب مجازر وحشية.
وفي عام 2023، صنفت واشنطن مجموعة فاغنر على أنها "منظمة إجرامية عابرة للحدود الوطنية"، وفي عام 2022 اتهمت هيومن رايتس ووتش أيضاعناصر فاغنر "بالإعدام الميداني وتعذيب وضرب المدنيين" في جمهورية أفريقيا الوسطى بين عامي 2019 و2021.
وفي مقابل الخدمات الأمنية، التي تشمل تأمين القصر الرئاسي، حصلت شركة "لوباي إنفست " الروسية، في صيف 2018، على التراخيص اللازمة للتنقيب عن الذهب والماس، بعد أشهر من إرسال موسكو شحنات أسلحة إلى بانغي، تضمنت أسلحة رشاشة وقاذفات صواريخ وأيضا مدرعات ثقيلة.
كما تتولى شركة "ديامفيل"، وهي شركة أخرى تابعة لفاغنر، نقلَ الذهب والماس من أفريقيا الوسطى إلى دول أخرى -بينها الكاميرون- لتصل غالبا إلى روسيا.
وسلطت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على الشركتين وعلى شركة ""ميداس للتعدين" التي تمتلك امتيازات التعدين التفضيلية وتراخيص التنقيب عن المعادن واستخراجها، بما فيها الأحجار الكريمة التي يتمتع بها منجم "نداسيما" للذهب.

السودان.. إغراء الذهب والموقع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قائد الدعم السريع حميدتي يستقبل وزير الخارجية الروسي لافروف (أسوشيتد برس)
تشير مراكز بحثية ومعلومات إلى أن مجموعة فاغنر بدأت عملها في السودان منذ أواخر عام 2017 بعدما أعرب الرئيس السوداني السابق عمر البشير خلال زيارته لروسيا في نوفمبر/تشرين الأول 2017 للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حاجته إلى الحماية من "الإجراءات العدوانية" للولايات المتحدة. وتوجت تلك الزيارة بعدة اتفاقات عسكرية واقتصادية.
ويقول الكاتب صامويل رماني في كتابه "روسيا في أفريقيا"، إن "مجموعة فاغنر في السودان كانت تهدف في المقام الأول إلى حماية الموارد المعدنية وخصوصا موارد تعدين الذهب، والعمل كقوة داعمة لحكومة عمر البشير من حيث حمايتها من المعارضة الدولية".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رئيس مجلس السيادة السوداني البرهان يلتقي بوتين على هامش القمة الأفريقية الروسية عام 2019 (أسوشيتد برس)


ويضيف رماني، أن مجموعة فاغنر تحولت إلى لاعب مباشر في قمع المظاهرات خلال احتجاجات عام 2019، وأنه بعد الإطاحة بالبشير حاول يفغيني بريغوجين نسج علاقة جيدة مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، لكن العلاقة تدهورت بعد مذبحة الخرطوم (القيادة العامة) في 3 يونيو/حزيران 2019.
وتشير التقارير إلى أن مجموعة فاغنر تتعاون بشكل وثيق مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو أجرت عمليات بحث عن مواقع التعدين عبر الشركتين التابعتين لها "ميروي غولد" و"إم إنفست" في عام 2017، كما قدمت المجموعة تدريبا عسكريا للجيش السوداني، وفق تقارير أميركية وغربية،
وذكرت التقارير أن فاغنر كانت تنقل الأسلحة والأفراد من السودان إلى جمهورية أفريقيا الوسطى بانتظام، ويُعتقد أن هذا من الأسباب التي دفعت وزارة الخزانة الأميركية إلى فرض عقوبات على شركة "إم إنفست" في يوليو/تموز 2020، معتبرة إياها غطاء لمجموعة فاغنر وأحد أذرعها المالية.
كما أفادت تقارير استخباراتية وتحقيقات إلى أن طائرة شحن روسية مخصصة لتهريب الذهب، أجرت 16 رحلة جوية في يوليو/تموز 2019 من السودان إلى مدينة اللاذقية السورية، حيث مقر قاعدة حميميم الروسية.
وفي مايو/أيار 2023، اتهمت الولايات المتحدة مجموعة فاغنر بتزويد قوات الدعم السريع في السودان بطائرات مسيّرة وصواريخ أرض-جو، لاستخدامها في القتال الذي تخوضه ضد الجيش السوداني.
ووفقا لمراقبين، تحاول روسيا اللعب في كلا الاتجاهين، وتحتفظ أيضا بعلاقات جيدة مع قادة الجيش السوداني، أملا في إحياء الاتفاق مع السودان، الذي يسمح -من بين بنود أخرى- بإنشاء مركز بحري للدعم اللوجستي في بورتسودان، على ساحل البحر الأحمر، الذي تم تجميده خلال فترة رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الرئيس الموزمبيقي نيوسي استقبل وزير الخارجية الروسي لافروف عام 2023 (أسوشيتد برس)


موزمبيق.. تحدي فاغنر

يشير موقع "تقرير أفريقيا" إلى أن عناصر مجموعة فاغنر يعملون في موزمبيق منذ عام 2018، تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وعلى عكس البلدان الأخرى، شكّلت موزمبيق تحديا كبيرا وفقدت عددا من عناصرها في معارك الغالبات المطيرة التي لم تتعود عليها.
وأفادت نشرة أكسفورد السياسية (مارس/آذار 2023) أن حكومة الرئيس فيليبي نيوسي، لجأت إلى مجموعة فاغنر، لكن الأخيرة فشلت في احتواء هجمات المتمردين الذين تمكنوا من الاستيلاء على مدينتي "بالما" و"موكيمبوا دا برايا"، وتكبدت خسائر فادحة، وانسحبت في نهاية المطاف من المنطقة.
وأشارت النشرة إلى أنه في البداية، استعانت الحكومة الموزمبيقية بمجموعة فاغنر لتوفير الأمن للانتخابات، وربما التأثير في نتائجها، على اعتبار أن المجموعة تمتلك شركات عاملة في المجال السيبراني وفي "حملات الدعابة والتضليل"، وفق النشرة.
وخلال زيارة الرئيس فيليب نيوسي لموسكو في أغسطس/آب 2019، وقع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقياتٍ في مجالات الطاقة والدفاع والأمن، تلاها إرسال معدات عسكرية إلى العاصمة مابوتو، بينها مروحية هجومية من نوع "مي17".
كما تم تكليف مجموعة فاغنر بتدريب وقيادة القوات العسكرية المحلية الموزمبيقية، مقابل منح بعض الشركات الروسية حقوقا حصرية على أقسام من حقول الغاز الطبيعي في البلاد.
وبعد فشل القوات المحلية في وقف الهجمات التي يشنها المتمردون، تم في سبتمبر/أيلول 2019 نشرُ 200 عنصر من فاغنر ومروحية هجومية وطائرات مسيّرة، في مقاطعة "كابو ديلغادو".
ولكن في غضون أسابيع، قُتل ما لا يقل عن سبعة مرتزقة، وارتفع عدد القتلى إلى 12 على مدار الشهرين التاليين، وفي نوفمبر/تشرين الثاني، انسحبت مجموعة فاغنر من العملية وإعادتها إلى "ناكالا" جنوب مقاطعة "كابو ديلغادو".
بشكل عام، فشلت قوات فاغنر في موزمبيق نظرا لصعوبات الميدان والقتال في الغابات، واتساع رقعة التمرد وسوء التعاون مع الجيش المحلي، ومع ذلك يوجد ما بين 160 و300 عنصر من المجموعة، كما تتواصل استثماراتها ونشاطاتها الاقتصادية.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يتبع....

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس