عرض مشاركة واحدة

قديم 04-09-24, 05:41 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

ليبيا قاعدة الانطلاق

يرجح خبراء أن ليبيا كانت البوابة الأولى لمجموعة فاغنر للدخول إلى أفريقيا أواخر عام 2017 لدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي.
وحسب مراكز بحثية غربية، لعبت المجموعة دورا بارزا في دعم حفتر وقواته في "معركة الكرامة" (معارك بنغازي ودرنة 2014-2017)، ثم محاولته الهجوم على طرابلس للاستيلاء على السلطة من حكومة الوفاق الوطني آنذاك بين عامي 2019 و2020.
ووفقا للتقارير فإن مجموعة فاغنر لديها نحو 2000 عنصر في ليبيا، ويتمركز نشاطها في مدينة سرت (450 كلم شرق العاصمة طرابلس) بقاعدة "القرضابية" الجوية وميناء سرت البحري، وكذلك في قاعدة الجفرة الجوية (300 كلم جنوب سرت)، وقاعدة براك الشاطئ الجوية (60 كلم من مدينة سبها جنوبي البلاد).
وذكر تقرير حديث لمنصة "ميليتري أفريكا"، المعنية بالشؤون الأمنية والعسكرية في أفريقيا، نُشر في 24 أبريل/نيسان 2024، أن طائرات شحن روسية وصلت إلى قاعدة براك الشاطئ في ليبيا تحمل عشرات الجنود الروس، بينما وصل عتاد وأسلحة إلى ميناء طبرق عن طريق سفينتي الإنزال "إيفان غرين" و"ألكسندر أوتراكوفسكي".


ورجحت تقارير أن تكون ليبيا (بنغازي) قد اختيرت لتكون مقرا أو نقطة ارتكاز لفيلق أفريقيا نظرا لارتباطها بساحل البحر المتوسط، ولموقعها الإستراتيجي الذي يضمن خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى عبر الحدود الجنوبية.
ولطالما كانت الولايات المتحدة تنظر بعين الريبة إلى دور فاغنر وروسيا بشكل عام في ليبيا. واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن المجموعة "تدخلت في ليبيا لتحقيق مكاسب سياسية ومالية، وارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الشعب الليبي، وكثفت من حالة عدم الاستقرار المستمرة"، ولهذا فرضت عقوبات على أفراد وكيانات مرتبطة بالمجموعة.

دول الساحل.. هبة الانقلابات لروسيا

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
متظاهرون يرفعون الأعلام الروسية على نصب تذكاري بعاصمة النيجر (أسوشيتد برس)

منذ عام 2020، بدأت سلسلة انقلابات عسكرية في بعض دول الساحل والصحراء غيرت المشهدَ الجيوسياسي في المنطقة. ومكنت هذه الانقلابات العسكرية روسيا ومجموعة فاغنر من إيجاد أرضية عمل جديدة، تحظى باعتراف ودعم رسمي من هذه البلدان، التي وقّعت اتفاقات عسكرية وسياسية مع روسيا للتدريب والدعم التقني اللوجستي.
وتفيد التقديرات أن فاغنر باتت تلعب دورا أمنيا وعسكريا مكثفا هناك، وتمارس مهامها ضمن ما بات يعرف باسم "فيلق أفريقيا"، في إطار تعاون وثيق مع روسيا شمل أيضا اتفاقيات اقتصادية .
في أغسطس/آب 2020، قاد العقيد أسيمي غويتا انقلابا عززه بآخر في 24 مايو/أيار2021، وبات رئيسا لمجلس العسكري الحاكم أظهر معاداة غير مسبوقة لفرنسا المستعمرة السابقة لبلاده مقابل انفتاح لافت على روسيا.
وأجبر المجلس العسكري الذي يتولى السلطة في مالي، القوات الفرنسية على الرحيل في أغسطس/آب 2022، ثم بعثةَ الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما) في ديسمبر/كانون الأول 2023.
وبدأ المجلس العسكري تعاونا عسكريا وثيقا مع روسيا، تُرجم بإرسال شحنات أسلحة ومدربين ومئات من عناصر فاغنر للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش المالي، الذي حقق مكاسب مهمة في مواجهة الانفصاليين الطوارق، بالسيطرة على معقلهم الرئيسي في مدينة كيدال، لكن المجموعة تكبدت خسائر فادحة بالمقابل، واتُهمت بارتكاب "مجازر مروعة" بحق المدنيين.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عناصر من فاغنر شمالي مالي (أسوشيتد برس)


في 26 يوليو/تموز 2023، قاد الجنرال عبد الرحمن تياني، انقلابا في النيجر ضد الرئيس محمد بازوم، وبات قائدا للمجلس العسكري، وخرج بدوره عن سطوة فرنسا المستعمِر السابق والولايات المتحدة، فخرجت القوات الفرنسية من النيجر يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2023، ثم غادرت القوات الأميركية نهائيا قاعدة أغاديز الجوية في 5 يوليو/تموز 2024.
وعلى شاكلة مالي، أبرمت النيجر اتفاقية تعاون عسكري مع روسيا، ووصل في أبريل/نيسان 2024 مدربون عسكريون روس وأنظمة دفاع جوي إلى العاصمة نيامي، وأكد "فيلق أفريقيا" بدوره وصوله إلى النيجر، وذكر عبر تطبيق تلغرام: "وصلت الرحلة الأولى لفيلق أفريقيا ومتطوعيه إلى النيجر". ويوجد مئات من عناصر الفيلق في النيجر، حيث يشاركون في القتال ضد الجماعات المسلحة.
في 23 سبتمبر/أيلول 2022، أطاح النقيب إبراهيم تراوري بالرئيس المؤقت بول هنري سانداوغو داميبا في بوركينا فاسو، ونصبَ نفسه رئيسا لمجلس عسكري، وأنهت البلاد بدورها التعاون العسكري مع فرنسا وأجلت القوات الفرنسية من أراضيها.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

النقيب البوركينابي تراوري مع الرئيس بوتين بالقمة الروسية الأفريقية عام 2023 (رويترز)


وطورت بوركينا فاسو تعاونا عسكريا واقتصاديا وثيقا مع روسيا، حيث أرسلت موسكو أسلحة ومعدات ومنظومات دفاع جوي ومدربين إلى العاصمة واغادوغو، كما تتواجد قوات من مجموعة فاغنر تقاتل إلى جانب الجيش البوركينابي في منطقة الحدود بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، التي تعتبر ملاذا ومركز نشاط للجماعات المسلحة.
ورغم بقاء القوات الفرنسية في تشاد، أعلن مجلسها العسكري الحاكم، برئاسة الجنرال محمد إدريس ديبي (الذي انتخب لاحقا رئيسا للبلاد) في 19 أبريل/نيسان 2024، التعليق الفوري للأنشطة العسكرية الأميركية في قاعدة "أدجي كوسي".
وطورت تشاد أيضا علاقتها مع روسيا، حيث زار ديبي موسكو في يناير/كانون الثاني 2024، كما قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بجولة في أفريقيا بدأها بزيارة إلى نجامينا في يونيو/حزيران 2024، وشملت أيضا كلا من غينيا والكونغو الديمقراطية وبوركينا فاسو.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الرئيس بوتين يستقبل نظيره التشادي محمد ديبي أوائل 2024 (أسوشيتد برس)


وتشير بعض المعلومات إلى أن مدربين عسكريين من روسيا وصلوا إلى العاصمة التشادية نجامينا، ويُرجح أن يكونوا عناصر من "فيلق أفريقيا". ولا تعادي تشاد النفوذ الغربي بشكل صريح مثل جيرانها، لكنها بدأت أيضا في الاتجاه إلى تنويع شراكاتها الأمنية والاقتصادية والعسكرية.
وانسحبت مالي وبوركينا فاسو والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا(إيكواس) في بداية العام الجاري، لتشكيل منظمة خاصّة بها سُمّيت تحالف دول الساحل، كما أعلنت في مارس/آذار الماضي تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمكافحة الجماعات المسلحة، وهو ما أتاح لروسيا أيضا مجال التعاون مع كتلة سياسية وعسكرية ناشئة ومتقاربة في خياراتها السياسية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

متظاهرون في نيامي يحملون الأعلام الروسية (أسوشيتد برس)


وفي هذا السياق، يشير الباحث والخبير بمؤسسة "بروكينغز" الأميركية كونستانز ستيلزنمولر، في مقال بمجلة "فورين بوليسي" (عدد يوليو/تموز 2024)، أن "روسيا فتحت جبهة أخرى في أفريقيا، مما ساعد في دفع قوات حفظ السلام الأوروبية والأميركية إلى الخروج من منطقة الساحل، واستقرار الأنظمة الاستبدادية، وإعطاء الكرملين مجالا آخر للضغط على أوروبا".
ومع أن التحليلات الغربية تحصر الوجودَ الروسي العسكري والسياسي في دعم الأنظمة الاستبدادية والعسكرية وحماية الانقلابيين، فإن الحضور الروسي بدا وكأنه يحظى أيضا بدعم شعبي، إذ إن الوجود الغربي في تلك البلدان لم يفِ بوعوده على الصعيد العسكري، وفشل في مواجهة حركات التمرد والعناصر المسلحة، كما فشلت الأنظمة التابعة له في تحقيق الاستقرار الأمني والتنمية. لكن روسيا والأنظمة المتحالفة معها تواجه أيضا هذا التحدي الصعب مستقبلا.

يتبع....


 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس