عرض مشاركة واحدة

قديم 23-06-23, 03:59 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 


وليالٍ عشر
22/6/2023

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحج يؤديه كل عام طائفة من المسلمين وتحجز آخرين أعذارهم وقلوبهم في شوق لأن يكونوا مع الحجيج في مناسكهم (الجزيرة)



لا ينبغي لما أقسم العظيم به إلا أن يكون عظيما! فما أحرانا أن نستشعر علوّ قدر الأيام التي نعيشها، وعِظَم شأن الليالي التي نحياها، والتي ذكرها ربنا جل شأنه في قوله: {والفجر * وليالٍ عشرٍ* والشفع والوتر* والليل إذا يسرِ* هل في ذلك قَسَم لذي حِجر*} [سورة الفجر: 1-5].
من أعظم شعائر العشر الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد، ونحو ذلك من الأذكار؛ قال تعالى: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} [سورة الحج: 28].
أعظم أيام الدنيا

إنها عشر ذي الحجة، أيام من العام ليست كغيرها، وقد نص على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يُبَصِّرنا بما فيها، ويوجهنا للإقبال على موسم الخير إذ يقول: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء". وهذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لسلفنا إرشادا سارعوا إلى العمل به، فجدُّوا واجتهدوا في الإقبال على الله بالطاعات والعبادات، واستثمار أوقاتهم في صالح القول والعمل.
وإن من أعظم شعائر العشر الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد، ونحو ذلك من الأذكار؛ قال تعالى: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} [سورة الحج: 28]. وفسرها عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بأنها الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة. فكان للذكر في هذه الأيام أهمية خاصة من بين سائر العبادات، وهذا ما فهمه الصحابة رضي الله عنهم، وعملوا به؛ فكانوا يكثرون التكبير في هذه الأيام بألسنتهم وقلوبهم، وينوّعون بين الأذكار آناء الليل وأطراف النهار، في الأماكن العامة والخاصة وبأصوات مرتفعة. وقد روى البخاري رحمه الله: "كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما".
وفي العشر كان حرص الصالحين على الصيام، وقد عُرف ذلك عن محمد بن سيرين ومجاهد وعطاء وغيرهم؛ وآكد الصيام صوم يوم عرفة، وقد نُقل عن سعيد بن جبير أنه كان يقول: "أيقظوا خدمكم يتسحرون ليوم عرفة". ومع الصيام في النهار يأتي القيام في الليل؛ فالقيام، وإن كان سنة فاضلة على مدار الأيام، إلا أن فضيلته أعظم في موسم الخير هذا، فقد كان التابعي الجليل سعيد بن جبير رحمه الله يجتهد في ذلك اجتهادا شديدا، وكان يأمر ويقول: "لا تطفئوا سُرجكم ليالي العشر".
وأبواب الخير كثيرة لا تقتصر على ما أشرنا إليه، بل تشمل أكثر من ذلك وأكثر؛ فمنها أيضا قراءة القرآن، والنوافل من الصلاة، والصدقة، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك مما يتقرب به العبد إلى ربه، فأبواب العبادات كلها مفتوحة؛ وقد توقف ابن حجر رحمه الله، عند هذا في الفتح فقال: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".
وكما ظهر تعظيم السلف رحمهم الله لهذه العشر في الإقبال على الطاعات، تأكد أيضا في مضاعفة الحذر من أدنى معصية، فكانوا لا يحدثون فيها ذنبا ولا إثما، حتى في ذكر الحديث الضعيف أو الحديث الذي فيه خطأ فهم لا يقومون به.
ذلك كان نهج السلف وسبيلهم، فهنيئا لمن سار على خطاهم، واقتفى أثرهم.
يوم عرفة مع كونه يوم الحج الأكبر هو يوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، وهو اليوم الذي يباهي فيه الله بأهل الأرض ملائكة السماء.
الحج واكتمال الدين

ويبقى أن العبادة الأبرز في هذه العشر هي حج بيت الله الحرام، وهي الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد قال الله تعالى فيه: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} [سورة آل عمران: 97]. وعظيم معنى الحج يؤكده حديث متفق على صحته، يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
والحج يؤديه كل عام طائفة من المسلمين، وتحجز آخرين أعذارهم، وقلوبهم في شوق لأن يكونوا مع الحجيج في مناسكهم، لينالوا مثل الذي نالوه من المغفرة والأجر؛ وقد توقف الإمام ابن رجب رحمه الله عند ذلك، فأبرز معنى لطيفا إذ يقول: "لمَّا كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام، وقد فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج". فطوبى لمن وعى ذلك، فلم يفته أجر الحجيج، وإن لم يكن معهم.
ويزداد يوم الحج شرفًا بكونه يوم اكتمال الدين؛ فقد روى البخاري رحمه الله في صحيحه أن رجلا من اليهود قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: "يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: أي آية؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة: 3] قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم جمعة". ولا شك أن ارتباط هذه الآية الكريمة، مع ما فيها من معنى جليل، بيوم عرفة، وهو تاسع عشر ذي الحجة، هو مما يزيد ذلك اليوم رفعة وشرفا.
ويوم عرفة مع كونه يوم الحج الأكبر هو يوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، وهو اليوم الذي يباهي فيه الله بأهل الأرض ملائكة السماء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن الله يباهي بأهل عرفات ملائكة السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي هؤلاء جاؤوني شُعثا غُبرا".
فلئن كانت عشر ذي الحجة كلها أيام فاضلة فإن أعظمها خواتيمها، يوم عرفة، ويوم النحر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ثم يوم القر".
إنها الأيام المباركات، وإنها أعظم أيام الدنيا.. إنه موسم الخير.
ألا يا باغي الخير أقبل!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عبد المطلب علاء الدين
مهندس وكاتب سوري





المصدر: الجزيرة نت

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس